السبت 30 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

خريطة الطائرات المسيرة

كيف غيرت «الدرون» قواعد الحرب فى العالم؟!

من فترات سابقة بدأ استخدام الدرون فى الحروب، لكن حتى سنوات مضت لم يكن للذكاء الاصطناعى مكان، فقد كان الراديو هو المتحكم فى توجيه الدرون للهدف.



ولكن ما شهدته الحرب فى أوكرانيا كان تطورًا غير مسبوق فى الإمكانات وحجم الإنفاق وحجم الخسائر التى تسبب بها ذلك السلاح لتصبح من أهم الأسلحة المستخدمة على نطاق واسع.

تعلم الجنود الخوف من الطنين المشئوم لمراوح الطائرات بدون طيار فوق رؤوسهم، لأن هذا يشير غالبًا إلى أنهم إما تم رصدهم أو على وشك التعرض للهجوم.

فإن الاستخدام المتزايد للطائرات بدون طيار فى الحرب أجبر الآلات الثقيلة مثل الدبابات على الابتعاد لعدة كيلومترات عن خط المواجهة، حيث تستهدف الدرون ذات الرؤوس الموجهة إسقاط الذخائر، وتضيق على الجنود حركتهم من وإلى الخنادق أو المخابئ.

لقد أصبح نشر الدرون الأصغر حجمًا، والذى كان فى البداية يتم بشكل عشوائى، منظمًا للغاية الآن، إذ تم دمج الطائرات بدون طيار الآن فى هيكل القوات المسلحة الأوكرانية على سبيل المثال، لدى كل لواء مقاتل تركة طائرات بدون طيار هجومية، فى حين أن معظم الوحدات لديها طائرات استطلاع صغيرة.

وفى وقت قريب تم الكشف فى أوكرانيا عن سلاح جديد بعيد المدى، وهو مزيج من تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والصواريخ التى تعتقد كييف أنها ستعزز بشكل كبير قدرتها على مكافحة الهجمات العسكرية الروسية.

اليانيتسيا

وفقًا لصحيفة «كونفرسيشن» فإن السلاح الأوكرانى الحديث المستخدم فى الحرب الروسية الأوكرانية يطلق عليه «اليانيتسيا» وهو طائرة بدون طيار مزودة بخاصية إطلاق الصواريخ ويبلغ مداها 700 كيلومتر، ويمكن أن تستهدف حوالى 250 هدفًا عسكريًا روسيًا فى المدى، مما يفتح مرحلة جديدة من الحرب الجوية.

وتعتقد أوكرانيا أن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الجديدة ضرورية لمكافحة التطورات الروسية الأخيرة، حيث لا يزال حلفاؤها يقيدون استخدام الأسلحة بعيدة المدى على الأراضى الأوكرانية، وليس فى روسيا نفسها، وبما أن حلفاء أوكرانيا لا يوفرون لها الطائرات بدون طيار، فلن يكون لزامًا عليها الامتثال لهذه القيود، حسب «كونفرسيشن».

وأوضح الباحث البريطانى والمحلل العسكرى مارسيل بليشتا أن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار ذات أهمية كبيرة خلال الحرب، وكان تأثير قدرة الكرملين على استخدام الطائرات بدون طيار واضحًا فى الأيام الأخيرة، وأظهر احتياج أوكرانيا إلى نهج جديد.

وأضاف فى مقاله الأخير بصحيفة «كونفرسيشن» أن كلًا من روسيا وأوكرانيا تستخدم «الدرون» أحادية الاتجاه، وهى تختلف عن غالبية أنواع الطائرات بدون طيار المسلحة، حيث تسقط قنبلة واحدة أو أكثر وتعود إلى حاملها لاستخدامها مرة أخرى.

ويُشار إلى الدرون أحادية الاتجاه أيضًا باسم «الدرون الانتحارية»، إذ تقوم بالطيران إلى هدفها وتنفجر فيه أو تنفجر فوقه، مما يؤدى إلى تدمير الطائرة بدون طيار فى هذه العملية.

وتشبه الدرون الانتحارية النماذج طويلة المدى التى تستخدمها الدولتان عادةً، وهى طائرة صغيرة يبلغ طول جناحيها أقل من 10 أمتار، مثل الطائرة الأوكرانية سويتش بليد 600 أو الطائرة الروسية لانسيت 3 والتى تطلق النيران على الدرون غير المسلحة، مثل بوما أو أورلان 10، وبالتالى، تشكل الطائرات بدون طيار العسكرية الانتحارية وطائرات المراقبة عاملًا رئيسيًا فى تحديد من يفوز فى مبارزة المدفعية.

 

 

 

درون «أووا» 

يُضاف إلى نظم التسليح الحديثة درون أووا والتى بدأت كل من أوكرانيا وروسيا فى استخدامها فى صيف عام 2022، واستخدمتها كييف فيما بعد لاستهداف القواعد الجوية الروسية والمواقع الصناعية والبنية التحتية للنفط منذ أشهر.

وبالرغم من خطورة أنواع الدرون السابق ذكرها لكن طائرات أووا تحتل المركز الأول من حيث خطورة الهجوم، فكلا القوات العسكرية الروسية والأوكرانية استخدمتا الطائرات بدون طيار لعقود من الزمان، لكن درون أووا بدون طيار تشكل تهديدًا خاصًا ومتطورًا. 

وهناك دراسات تؤكد قدرات «أووا» على استخدام أنظمة ملاحية غير مكلفة لضرب أهداف على بعد مئات الكيلومترات بدقة نسبية.

وتحتوى الدرون الأوكرانية على رؤوس حربية أصغر وعادة ما تكون أبطأ من الصواريخ التقليدية، ومن ناحية التكلفة المادية فهى أبسط وأرخص فى التصنيع بكميات كبيرة، وفقًا لكونفرسيشن.

وهذا يعنى أن سلاحًا بمدى ودقة غير عاديين متاح الآن للدول (والجماعات المسلحة) التى كانت لتكافح فى السابق لبناء وصيانة أسطول من الصواريخ.

وتداولت تقارير صحفية أوروبية أنه فى أغسطس الماضى استهدفت أوكرانيا قاعدة جوية روسية فى مدينة فولجوجراد الروسية بدرون «Owa»، مما أدى إلى اندلاع حريق كبير وانفجارات ثانوية من الذخائر المخزنة فى الموقع. 

وكان أول هجوم كبير بطائرات بدون طيار لروسيا فى أكتوبر 2022، لكن أوكرانيا استخدمتها قبل روسيا فى هجوم محدود فى يونيو 2022، وكانت طائرة أووا، وكانت وقتها طائرة تجارية معدلة يتم شراؤها عبر الإنترنت، ولم تكن بالكفاءة المشهودة اليوم، حيث قصفت مصفاة نفط روسية فى روستوف.

وفى الوقت ذاته كانت كييف تعمل على تطوير درون أووا، وبمجرد إطلاق روسيا درون استغلت أوكرانيا الأمر لطلب المزيد من الدعم الدفاعى الجوى من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، والعمل على تبنى طرق مبتكرة، مثل أجهزة الاستشعار الصوتية، لإسقاط الدرون الروسية دون نفاد الذخيرة.

وأشارت كونفرسيشن فى تقريرها إلى أن كييف ركزت على استهداف قطاعات الدفاع والنفط الروسية، ففى نهاية عام 2023، بدأت أوكرانيا حملة هجوم بالدرون استهدفت ضرب منشآت النفط والمطارات الروسية، ومصانع الدرون على أراضى روسيا أيضًا.

لم تكن موسكو الضحية الوحيدة للدرون القاتلة، فقد واجهتها بريطانيا مرتين فى أبريل عام 2024 عندما كانت تحمى السفن من هجمات الحوثيين فى البحر الأحمر وتساعد فى صد هجوم الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية على إسرائيل، وتعرضت منشآت بها أفراد أمريكيون فى جميع أنحاء الشرق الأوسط لهجوم من طائرات أووا حيث استخدمتها جماعات مسلحة.

سى كيبتور

ويرصد المعهد الملكى للخدمات المتحدة «روسي» كيف غيرت الدرون والتطور النوعى لتكنولوجيا التسليح قواعد الحرب على مستوى العالم.

وأكد أن حتى القوات العسكرية المتقدمة ستواجه تحديات مماثلة لروسيا وأوكرانيا، مثل إسقاط أعداد كبيرة من الطائرات بدون طيار دون نفاد صواريخ الدفاع الجوي.

الحادثة التى تجسد مدى خطورة تلك التحديات وضرورة مواجهة التقدم التكنولوجى فى الصناعات الحربية، ما وقع فى مارس الماضى، حينما اعترضت البحرية البريطانية هجمات للدرون الحوثية، باستخدام منظومة الدفاع الجوى الصاروخى سى كيبتور، وكانت أغلى بكثير من الطائرة بدون طيار التى اعترضتها.

 

 

 

ويُعتقد أن الطائرات بدون طيار والصواريخ التى يطورها الحوثيون أرخص بكثير من الأسلحة البريطانية المستخدمة لتدميرها، إذ تبلغ تكلفة درون شاهد التى يستخدمها الحوثيون حوالى 16 ألف جنيه إسترلينى، فى حين تكلف صواريخ سى فايبر التى تستخدمها البحرية البريطانية لصدها أكثر من مليون جنيه إسترلينى. تخلق الدرون بهذا الشكل حالة من استنزاف قدرات دفاعية فائقة التكلفة المادية لصد هجمات صغيرة ولكن لا يمكن التقليل من شأنها أو التهاون فى استخدام وسائل الردع اللازمة، لذا فإن تطور صناعة الدرون سيكلف القوات العسكرية فى جميع أنحاء العالم إهدار قدرات الدفاع الجوي.

وفى تحليل نشرته «رويترز» باللغة الإنجليزية لأكثر من 50 مقطع فيديو لهجمات الدرون، أوضح فيه عدد من الباحثين والمحللين العسكريين كيفية تمكن الدرون فى الحرب الأوكرانية من نقل الحرب إلى مستوى غير مسبوق باستخدام التكنولوجيا.

طائرات أطفال

ومن أقوى الدرون المستخدمة فى الحرب الدائرة على الأراضى الأوكرانية، درون إف بى فى FPV، خاصة مع ندرة استخدام الطائرات الحربية التقليدية بسبب التركيز الكثيف للأنظمة المضادة للطائرات بالقرب من خطوط المواجهة. 

 

 

 

ويتم التحكم فى طائرات (FPV) المصممة فى الأصل للاستهلاك المدنى رغم سعرها العالى، من قبل الطيارين على الأرض وغالبًا ما تصطدم بالأهداف، محملة بالمتفجرات، حيث تقلع من منصات تبعد بضعة كيلومترات من خط المواجهة، ويتراوح مداها حسب حجمها وبطاريتها وحمولتها، من 5 كم إلى 20 كم أو أكثر.

تتميز درون إف بى فى بتكلفتها المحدودة بالنسبة لإمكاناتها، بما فى ذلك الرأس الحربى المتفجر المؤمن برباطات الكابلات، إذ يبلغ سعرها 500 دولار أو أقل، ويتم تشغيلها باستخدام جهاز تحكم عن بعد وسماعة رأس تسمح برؤية محيط المكان من الكاميرا، ومن خلالها يختار الجندى المتحكم بها الهدف، ويحدد أحد أجزائه الأكثر ضعفًا - كأى فتحة أو محرك أو ذخيرة ليقوم بتفجيرها.

 

 

 

وتنشر كل يوم وحدات الطائرات بدون طيار من كلا الجيشين الروسى والأوكرانى مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعى توضح كيف يمكن للدرون التى لا يتجاوز سعرها 500 دولار أن تدمر بفعالية قطعًا مدفعية باهظة الثمن أو دبابات بقيمة ملايين الدولارات، وتعرض دورها المحورى فى الحرب الحديثة.

وتستهدف الحكومة الأوكرانية تصنيع مليون طائرة بدون طيار من طراز إف بى فى بحلول نهاية 2024، ما يعنى تكلفة 500 مليون دولار، ويعادل هذا الرقم ضعف عدد قذائف المدفعية التى قدمها الاتحاد الأوروبى بأكمله خلال العام الماضى.

من جانب آخر أصبحت درون دى جى مافيك صينية الصنع، الأكثر شعبية، حيث توفر الصين طائرات استطلاع بأشكال وأحجام مختلفة.

وهى طائرة رباعية المراوح يستخدمها المدنيون فى جميع أنحاء العالم لتصوير المناظر الطبيعية أو الأحداث مثل حفلات الزفاف، وتتراوح تكلفتها من 1500 إلى 3000 دولار لكل منها، وغالبًا تُباع مجهزة بكاميرات تُقدر بآلاف الدولارات، ويمكن لهذه الطائرات أن تطير وترى مسافات أبعد وترصد الأهداف وتنقل إحداثياتها إلى خريطة رقمية تحتوى على بيانات مجمعة عن الأهداف.

لذلك لا تُستخدم الدرون فى ساحة المعركة فقط: فقد ضربت كل من أوكرانيا وروسيا أهدافًا على بعد مئات الكيلومترات من خطوط المواجهة باستخدام طائرات بدون طيار بعيدة المدى، مثل مصانع تصنيع الأسلحة أو القواعد العسكرية أو منشآت الطاقة فى عمق أراضى العدو.

 

 

 

وفى هذا الشأن تقول رويترز إنه حتى أواخر عام 2023، كان استخدام روسيا للطائرات بدون طيار أكبر بكثير من استخدام أوكرانيا، وتمتعت روسيا بفضل علاقتها القوية بحليفها الفارسى، وقدراتها فى التصنيع العسكرى، بميزة استيراد طائراتها بدون طيار من طراز «شاهد» من إيران، ثم تنتجها لاحقًا بموجب ترخيص فى مصانعها الخاصة.

وتتبع درون شاهد مسارًا مبرمجًا مسبقًا، يتضمن أكبر عدد ممكن من التقلبات والانعطافات لإرباك واستنزاف الدفاعات الجوية الأوكرانية، وهى إحدى الوظائف الأساسية لتلك الطائرات. 

وأثبتت أنظمة الحرب الإلكترونية أنها الوسيلة الأكثر فاعلية للتصدى لهجمات الدرون.

هذا ما تناوله معهد أمريكان إنتربرايز فى مشروع بيانات موقع وأحداث الصراع المسلح فيما يخص هجمات الطائرات بدون طيار من 24 فبراير 2022 إلى 12 مارس 2024؛ والذى أكد أن كلا الجانبين الروسى والأوكرانى استخدما أنظمة الحرب الإلكترونية لتشويش الترددات اللاسلكية فى مناطق معينة، ما يُفقد الطيار القدرة على التحكم فى الطائرة أو لا يستطيع رؤية إشارة الفيديو، اعتمادًا على التردد الذى تم تعطيله.

هكذا تم تكثيف الحرب الإلكترونية كنظام دفاعى على الخطوط الأمامية، والتى تتمتع بنطاق محدود من الترددات، فى حين يسعى خبراء الأنظمة العسكرية الإلكترونية إلى تعطيل الدرون التى تحلق على ترددات متغيرة باستمرار، لذلك ابتكر الطيارون طريقة جديدة لتثبيت أجهزة التردد على الأرض أو توصيلها بدرون أخرى لعدم السماح باختراقها وحجب مواقع الدرون المستخدمة فى الهجوم.

وردًا على التحديات المتزايدة التى تفرضها أنظمة الحرب الإلكترونية، تتسابق كل من أوكرانيا وروسيا لتطوير طائرات بدون طيار موجهة بالذكاء الاصطناعى، لتتمكن من تحديد أهدافها دون الحاجة إلى التواصل مع طيارها، مما يجعلها محصنة ضد تشويش الإشارات.

ومع ذلك، يعتقد العديد من المصنعين والمحللين العسكريين والطيارين أن أنظمة الذكاء الاصطناعى ستكون الرائدة فى حرب الدرون فى المستقبل، لدرجة أنها ستحل محل طائرات إف بى فى التقليدية التى ستضحى عديمة الفائدة، وفقًا لتقرير مركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة بواشنطن.

 

 

 

 10 دول فى العالم 

وأحدثت الدرون العسكرية ثورة فى الصراعات الحديثة بين الدول فى العقود الأخيرة وأصبحت أدوات لا غنى عنها فى الصراعات العالمية، وغيرت بشكل كبير ديناميكيات ساحة المعركة من صراع إقليم كاراباخ، مرورًا بالحرب الأهلية السورية وصولًا إلى التوترات بين روسيا وأوكرانيا، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من تشكيل مستقبل الحرب وتعزيز الوجود العسكرى والنفوذ العالمى فى نهاية المطاف، لذا تستثمر القوى العالمية باستمرار فى تكنولوجيا الطائرات بدون طيار للحفاظ على تفوقها فى الحرب التقليدية وغير المتكافئة.

ووفقًا لموقع «باور أتلاس» و«ذا درون داتابوك» فى تقريره الصادر الأسبوع الماضى، فإن أفضل الدول الرائدة فى تكنولوجيا الدرون، هى الولايات المتحدة الأمريكية تأتى فى المركز الأول وتمتلك 13 ألف طائرة، تليها تركيا تمتلك 1421، وبولندا 1209، بينما تمتلك روسيا 1050، وألمانيا 670، والهند 625، وفرنسا 591، وأستراليا 557، وكوريا الجنوبية 518، وأخيرًا فنلندا 412.

وتمتلك أمريكا أكبر أسطول درون عسكرى على مستوى العالم، تمثل طائرات إيروفيرون مينت رافين التى تستخدم بشكل أساسى للمراقبة الجوية، إلى جانب 275 طائرة بدون طيار من طراز رابر و 134 طائرة بدون طيار من طراز إيجل جراى، إلى جانب 36 طائرة بدون طيار من طراز جلوبال هاوك .

وتحتل تركيا المركز الثانى، فهى واحدة من الدول الرائدة فى تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، وتعد موطنًا للدرون متوسطة الارتفاع وطويلة المدى بيراكتار، والتى تستخدمها أيضًا دول مثل أذربيجان وقطر وأوكرانيا.

والمركز الثالث من نصيب بولندا، صاحبة أسطول الألف طائرة من طراز ووترميت خفيفة الوزن بالإضافة إلى 40 طائرة من طراز أورليك و45 طائرة من طراز أوربيتر.

وتظل روسيا الدولة الأكثر جدلًا فى هذه الصناعة، والتى تمتلك أسطولًا من طائرات أورلان 10 المنتجة محليًا، فضلًا عن امتلاك أكثر من 30 طائرة بدون طيار من طراز سيرشر حصلت عليها من إسرائيل فى عام 2013، وردًا على الصراع مع أوكرانيا، تعمل روسيا على تكثيف تطوير درون هجومية بعيدة المدى لتعزيز القدرات والتنافس مع أمريكا فى منطقة الصراع.

وتمتلك فرنسا أسطولًا من حوالى 591 طائرة بدون طيار يشمل ذلك طائرات «سباى رانجر»، و11 طائرة «سافران باترولار»، و12 طائرة رابرز الأمريكية، كما تمتلك برنامجًا محليًا لتطوير طائرات عمودية بدون طيار لاستخدامها على متن فرقاطات البحرية الفرنسية.

وتحتفظ كوريا الجنوبية بنشر درون عسكرية يبلغ عددها حوالى 518 طائرة تم تصنيعها محليًا ولكنها استوردت نماذج أجنبية منها أربع طائرات بدون طيار من طراز جلوبال هاوك الأمريكية.

أخيرًا مع مرور الوقت، ومع تزايد استقلالية الطائرات بدون طيار واتصالها على نطاق أوسع بأسلحة أخرى، فقد تعيد تشكيل الرؤية العسكرية للحروب والجيوش بشكل أساسى وتحدث ثورة حقيقية فى الحرب. ولكن حتى الآن فى أوكرانيا، كانت حرب الطائرات بدون طيار تطورًا، وليس ثورة. ومن الواضح أن الطائرات بدون طيار وحدها لن تحدد من سينتصر فى هذا الصراع، ولكنها ستلعب بالتأكيد دورًا بارزًا فى الحرب الجارية فى أوكرانيا وفى ساحات القتال الأخرى فى المستقبل.