معركة الأثرياء فى الطريق للبيت الأبيض
كتبت: خلود عدنان
يذهب الناخبون فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى صناديق الاقتراع فى 5 نوفمبر المقبل لانتخاب رئيسهم المقبل.
إمّا المرشح الجمهورى دونالد ترامب، أو المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكى جو بايدن.
السؤال المنتشر الآن هو: هل ستحصل أمريكا على أول رئيسة لها أمْ سيواجه الأمريكيون فترة ثانية لدونالد ترامب؟
الأسئلة كثيرة والمفاجآت متوقعة.
يبدو أن حملة نائبة الرئيس الأمريكى جو بايدن، كان لها تأثيرها الملحوظ منذ البداية على الإعلام؛ فقد استهدفت ملايين الدولارات على ظهور هاريس الإعلامى وأحاديثها المنمقة، رغم ما تحصده من تعليقات سلبية وهجوم لاذع لتكريسها حلقة كاملة لتوجيه السباب لترامب على الهواء مباشرة، ووصفه بـ«خطر على أمريكا»، و«متحول جنسى غير متزن».
ترامب أيضًا بارع فى الأمر ذاته بإلقاء التهم على منافسته وتوجيه السباب لها، ويقوم بذلك باستمرار كعادته وسط حشد من مؤيديه الذين يدعمونه بالتصفيق والتهليل.
وعلى أرض الواقع يحظى ترامب بشعبية أكبر من هاريس، ولكنها الأبرز والألمع على الساحات الإعلامية. تقدُّم طفيف
وحسب أحدث استطلاع رأى نشرته «بى بى سى»، حققت هاريس تقدمًا طفيفًا على ترامب فى متوسط نتائج استطلاعات الرأى الأخيرة، لتبقى فى المقدمة، بعد أن شهدت تراجعًا فى نسبة مؤيديها فى الأسابيع القليلة الأولى من حملتها التى بدأت السباق إلى البيت الأبيض فى نهاية يوليو الماضى، وحققت تقدمًا مؤخرًا على منافسها الجمهورى بما يقرب من أربع نقاط مئوية.
ورغم استقرار نتائج استطلاعات الرأى نسبيًا منذ أوائل سبتمبر حتى بعد المناظرة الوحيدة بين المرشحين فى 10 سبتمبر، التى شاهدها ما يقرب من 70 مليون شخص؛ فإن الأسابيع القليلة الماضية شهدت تقدمًا طفيفًا لهاريس بشكل عام، بينما شهدت ولايات أريزونا وجورجيا ونورث كارولينا تقدم ترامب.
فى الولايات الأخرى نيفادا وميشيجان وبنسلفانيا ويسكونسن كانت هاريس تتصدر منذ بداية أغسطس حتى اليوم، بمعدل نقطتين أو ثلاث نقاط.
وبالطبع لا يمكن اعتبار استطلاعات الرأى وسيلة دقيقة للتنبؤ بنتائج الانتخابات، لكنها دليل على شعبية كل مرشح ومدى ثمار جهود كل حملة.
فكلا المرشحين يحظى بثقل داعم، ونرى باراك أوباما فى القطب الديمقراطى، وإيلون ماسك فى القطب الجمهورى، ما يعنى مليارات الدولارات تُنفق على الهواء لحصد أعلى نسبة تصويت.
فى جيب ترامب
وعلى ذكر حجم الإنفاقات المادية لكل حملة حتى الآن؛ فالواضح أن المليارديرات أخرجوا دفاتر شيكاتهم لكلا المرشحين.
وربما ظن البعض أن ترامب كان أوفر حظًا من هاريس فى اكتساب أكثر رجال أعمال العالم ثراءً وهو إيلون ماسك رئيس شركة تسلا، الذى ساهم بمبلغ 75 مليون دولار لصالح لجنة العمل السياسى الأمريكية المؤيدة لترامب على مدى ثلاثة أشهر.
ويأتى فى قائمة كبار الداعمين لترامب، الرئيس السابق لشركة «مارفيل»، وأكبر داعمى اليمين فى أمريكا، إسحاق بيرلموتر، وزوجته لورا بيرلموتر، بمبلغ 25 مليون دولار، فيما ساهم مارك روان الرئيس التنفيذى لشركة «أبوللو جلوبال» بمليون دولار.
وشارك كل من المستثمرين مارك أندريسن وبن هورويتز من وادى السيليكون بمبلغ 2.5 مليون دولار؛ وفقًا لتقرير بلومبرج نقلًا عن أحدث الملفات المقدمة من قبل لجنة الانتخابات الفيدرالية.
ماسك وحده لم يكن الداعم السخى لحملة المرشح الجمهورى الأكثر جدلًا فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية؛ فقد ساهمت ميريام أديلسون، أرملة شيلدون أديلسون، بمبلغ 95 مليون دولار للجنة العمل السياسى المؤيدة لترامب على مدى الأشهر الثلاثة الماضية.
منها 45 مليون دولار فى شهر سبتمبر وحده، كما يظل الملياردير تيموثى ميلون، وريث ثروة ميلون للسكك الحديدية، من كبار داعمى الحملة؛ حيث وضع ما لا يقل عن 115 مليون دولار فى حسابات حملة ترامب، حسب صحيفة «وايرد».
ولدى ترامب ما يقرب من 50 مليارديرًا مؤيدًا آخرين، بما فى ذلك ليندا ماكمان، زوجة قطب المصارعة فينس ماكمان؛ وكيلسى وارن المدير التنفيذى لشركة «إنرجى ترانسفير»؛ وديان هندريكس أغنى نساء أمريكا ومؤسسة شركة «اى بى سى سبلاى»، والملياردير تيموثى دون صاحب عدة شركات نفط منها «كراون روك».
كما نشرت صحيفة نيويورك تايمز أن حملة ترامب أنفقت 19 مليون دولار على الإعلانات التليفزيونية، والتى تم بثها ما يقرب من 55000 مرة منذ الأول من أكتوبر الجارى.
الإطاحة بترامب
ربما كان تصدر ماسك للمشهد سببًا فى اعتقاد البعض أن ترامب هو الأكثر حصدًا للدعم المالى فى السباق الرئاسى الأمريكى، فى حين أن هاريس قد حصدت ضعف ما حصدته لجان حملة ترامب تقريبًا.
ويرجع الأمر إلى دعم بايدن الذى اجتذب مليارديرات كبار مثل صاحب مؤسسة «بلومبرج» مايكل بلومبرج، ومؤسس «لينكد إن» ريد هوفمان، وعلى هذا الأساس حصلت هاريس بالفعل على دعم ما لا يقل عن 76 رجل أعمال ثريًا، بما فى ذلك المؤسس المشارك لشركة «نتفليكس» ريد هاستينجز، والمديرة التنفيذية السابقة لشركة «ميتا» شيريل ساندبرج، وسيدة الأعمال ميليندا فرينش جيتس.
ووقع أكثر من 100 من كبار المستثمرين على خطاب فى 31 يوليو لدعم ترشيح هاريس تعهدوا فيه بالتصويت لها، بما فى ذلك مليارديرات مثل رجل الأعمال مارك كوبان، والمستثمر الهندى الأمريكى فينود خوسلا، ومؤسس شركة «لوور كيس كابيتال» كريس ساكا.
وحسب «فوربس» جمعت حملة المرشحة الديمقراطية 678 مليون دولار من الداعمين لها، منذ 1 يوليو حتى 30 سبتمبر الماضى، منها 47 مليون دولار جمعتها فى غضون 24 ساعة بعد مناظرتها ضد ترامب فى 10 سبتمبر فی أكبر حصاد لها فى يوم واحد منذ دخول السباق الرئاسى؛ وفقًا لتقرير لجنة الانتخابات الفيدرالية الصادر يوم الثلاثاء الماضى.
وبلغ إجمالى ما جمعته لجان حملة ترامب 339.7 مليون دولار خلال نفس الفترة، منها 145.2 مليون دولار مساهمات مالية من كبار رجال الأعمال بمن فيهم مساهمة رئيس شركة تسلا.
وحسب «إن. بى. سى. نيوز»، ازداد حجم الدعم المادى الذى حصده صندوق هاريس للنصر، والذى سيذهب جزئيًا إلى حملتها إلى أكثر من مليار دولار منذ دخولها السباق.
ومن المرجح أن يمثل حصاد هاريس البالغ مليار دولار أسرع ما يصل إليه مرشح رئاسى أمريكى؛ وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، مشيرة إلى أنه حين جمع كل من بايدن وترامب أكثر من مليار دولار مع حزبيهما فى انتخابات عام 2020؛ فقد تم ذلك على مدى فترة زمنية أطول بكثير، بينما جمعت هاريس المليار دولار فى أقل من 80 يومًا.