حازم الكاديكى
مسنقبل «بى إن سبورت»!
التواجد أهم من المكاسب المادية فى معركة المستقبل وسط تحديات مالية ضخمة وصراع مستمر للحفاظ على السيطرة فى عالم الإعلام الرياضى!
الرياضة والإعلام أصبحا وجهين لعملة واحدة تجتمعان لتشكلا قوة ناعمة تسيطر على العقول وتوجه الجماهير.
واحدة من أبرز تجليات هذا التحالف هى قنوات «بى إن سبورت» التى استطاعت خلال سنوات أن تتحول إلى عملاق عالمى فى مجال البث الرياضى بميزانية سنوية تقدر بحوالى 7 مليارات دولار، مما جعلها قوة لا يستهان بها فى الإعلام الرياضى.
تمثل حقوق البث للبطولات الكبرى الحصة الأكبر من ميزانية «بى إن سبورت»، حيث تنفق المجموعة ما بين 1 و2 مليار دولار على حقوق البث فقط، على سبيل المثال دفعت «بى إن سبورت» حوالى 150 مليون دولار مقابل حقوق بث مونديال كأس العالم 2026 لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والذى سيشهد مشاركة 48 منتخبًا لأول مرة فى تاريخ البطولة.
كما تستثمر مجموعة بى إن ميديا فى إنتاج محتوى تحليلى ضخم ومتميز يضم استوديوهات تحليلية متطورة وكوادر بشرية مؤهلة، ما يجعل تجربتها لا تقتصر على مجرد نقل المباريات، بل تمتد إلى تقديم رؤية شاملة للجمهور حول الأحداث الرياضية.
رغم المبالغ الكبيرة التى تحققها «بى إن سبورت» والتى تتراوح بين 100 و500 مليون دولار سنويًا من الاشتراكات والإعلانات، فإنها تواجه تحديات مالية كبيرة نتيجة الإنفاق الهائل على حقوق البث، بعض التقارير تشير إلى خسائر كبيرة بسبب عدم تغطية عوائد الاشتراكات للتكاليف الضخمة خاصة فى البطولات الكبرى مثل الدورى الإنجليزى الممتاز الذى كلف المجموعة حوالى 600 مليون دولار فى ثلاثة مواسم.
«بى إن سبورت» لا تعتمد فقط على الحقوق الرياضية الكبرى، بل تسعى لتعزيز مكانتها فى سوق الإعلام الرياضى العالمى من خلال تحالفات استراتيجية مع روابط الدوريات والبطولات، فقد حصلت على حقوق بث الدورى الإسبانى (لاليغا) فى الشرق الأوسط حتى 2027-2028 بمبلغ 450 مليون دولار ثلاتة مواسم فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
علمًا بأن الدورى الإسبانى تم بيع حقوق البث حول العالم من قبل الرابطة لاليغا فى صفقة قدرت بحوالى 4.95 مليار يورو.، كما تمتلك مجموعة بى إن ميديا حقوق بث دورى أبطال أوروبا حتى عام 2028 بمبلغ 100 مليون دولار سنويًا.
أما فى الدوريات الأوروبية الأخرى فقد فازت «بى إن سبورت» بحقوق بث الدورى الألمانى لمدة ثلاث سنوات منذ موسم 2022-2023 فى صفقة قدرت بحوالى 50-60 مليون يورو سنويًا ورغم عدم الإعلان عن القيمة الدقيقة تشير التوقعات إلى أن هذا الاستثمار يهدف إلى تعزيز حضور مجموعة آل بى إن ميديا فى السوق الأوروبية. على الرغم من التحديات المالية التى تواجه «بى إن سبورت» فإن استراتيجيتها القائمة على الاستثمار الضخم فى حقوق البث وتحقيق تجربة مشاهدة شاملة يضعها فى موقع متميز فى المستقبل رغم التحديات القائمة.
يمكن التأكيد أن «بى إن سبورت» لا تزال تحتل مكانة متقدمة فى عالم الإعلام الرياضى، لكن مستقبلها يعتمد إلى حد كبير على قدرتها فى موازنة الإنفاق الكبير مع تحقيق عوائد مجزية مستقبلاً أمام منافسة شرسة من منصات رقمية أخرى قوية قادمة إلى المنطقة من خارجها.