الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
وبدأ العد التنازلى.. والأسئلة المصيرية

وبدأ العد التنازلى.. والأسئلة المصيرية

مع بدء العد التنازلى للانتخابات الأمريكية تتعالى أصوات النقاش الحاد والصدام السياسى حول الآتى والقادم فى الحياة الأمريكية. 



وتحديدًا مَن سيكون ساكن البيت الأبيض؟ هل ستختار أمريكا امرأة سوداء تمسك بمقاليد الحكم وتدير شئون البلاد؟ أمْ أنها سوف تلجأ من جديد إلى الرئيس السابق الرجل الأبيض العجوز مَهما كانت كراهية خطابه وشطحاته الشخصية ومواقفه الطائشة؟

 

نتفق أو نختلف حول التوصيفات السابقة؛ فإن المشهد الانتخابى الأمريكى يسوده بلا شك القلق والتوتر والاستقطاب الحاد. استطلاعات الرأى وتحليلات المراقبين فى أغلبها تتفق على أن أمر الاختيار لم يُحسَم بعد (حتى لحظة كتابة السطور). والأمر الآخر أن الإعلان عن النتيجة قد يأخذ بعض الوقت. كما أن الكل يترقب ماذا ستكون ردود الأفعال بعد الانتخابات.

مع اقتراب 5 نوفمبر نجد أهل واشنطن وقيادات المنظمات المحلية ومسئولى العاصمة فى حالة تأهب واستعداد لفترة زمنية غير محددة الملامح، وقد تكون غير مستقرة أمنيًا أيضًا فى الفترة ما بين يوم الانتخاب ويوم تنصيب الرئيس فى 20 يناير 2025. بهذه الكلمات وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الحالة الواشنطنية هذه الأيام. إنه شبح ما حدث فى 6 يناير 2021 من اقتحام لمبنى الكونجرس لمنع اعتماد انتخاب بايدن رئيسًا للبلاد وعدم ضمان الانتقال السلمى للسُّلطة. الشبح المخيف والمقلق ما زال يخيم على الأجواء. وبلا شك يتم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة من أجل ضمان عدم تكرار ما حدث عام 2021. 

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

ولأن طرح الأسئلة ضرورة لتحريك العقول والنفوس؛ فإن التعرف عليها حتى لو لم نتمكن من إيجاد إجابات لها أمرٌ حيوى. والسؤال المطروح: كيف ولماذا يمكن انتخاب ترامب من جديد رئيسًا لأمريكا بعد أن سمعنا ما سمعناه من خطاب الكراهية وتكرار التلويح والتهديد بطرد المهاجرين غير الشرعيين من البلاد واستخدام لغة عنصرية مقيتة؟ وبالطبع فإن انتخاب امرأة رئيسًا للولايات المتحدة لهو حدث تاريخى بلا شك. ولكن يبقى السؤال: هل أمريكا مستعدة لانتخاب امرأة؟ وبالطبع يضاف إلى «كامالا هاريس» أنها امرأة سوداء وذات أصول هندية آسيوية.

وهنا يتساءل البعض عن ما حدث فى أمريكا، وهل التعدد العِرقى له دوره وتأثيره فى عملية الانتخاب والاختيار؟ إذ إن ما كان يوصف بـ «الهوية العِرقية» صار وتحول مع مرور السنوات إلى أمر أكثر تعقيدًا من مجرد وضع هذه الهوية فى خانة بعينها. وهل السياسة بأهلها وصناع القرار بها استطاعت أن تستوعب هذا الأمر وتتعامل معه؟ بعد أن زاد عدد الأمريكيين أصحاب هوية متعددة الأعراق حسب وصفهم. وتذكر أرقام مكتب الإحصاء الأمريكى أن عدد سكان متعددى الأعراق فى أمريكا زاد من 9 ملايين نسمة فى 2010 إلى نحو 34 مليون نسمة فى 2020. أى أن نسبتهم كانت نحو 3 فى المائة من مجموع سكان أمريكا، وصارت 10 فى المائة!! وما لفت الانتباه أيضًا أن ثلث هذا الرقم (34 مليونًا) مَن هم وهن فى عمر الـ 18 سنة وأقل.

وقد سَلطت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأضواء على هذه الظاهرة العرقية والاجتماعية والسياسية التى تشهدها البلاد منذ فترة وبالتالى تأثيرها على اختيارات الأفراد وأيضًا صناعة القرار.

ولا شك أن التعدد العرقى الذى تشكل مع سنوات حركة الهجرة المستمرة، بالإضافة إلى التغيرات الديموجرافية على امتداد البلاد وتوزيع السكان عبر المدن وخارجها، وأيضًا قدوم جيل الألفية وزد إلى الحياة العامة لعبت معًا وسوف تلعب معًا أدوارًا عديدة فى تشكيل المشهد السياسى فى ضوء متطلبات الحاضر وتحديات المستقبل. ونحن نتعامل مع كل هذه المتغيرات علينا أن نتذكر أن العنصر الأساسى والحيوى فى المجتمع الأمريكى لمَن يتابعه ويراقبه هو التغيير والتجديد والتبديل والتطوير والتعديل.. وبالطبع الجدل الدائم والمستمر حول كل هذه العناصر بلا تردد وبلا تلكؤ أو تخوُّف من المخاطرة والمغامرة.  

صحيفة «نيويورك تايمز» من جانبها وهى تتناول أجواء المشهد فى الفترة الأخيرة، ذكرت أن ما يقوله ويكرره ترامب وهو يخاطب الجماهير هو التشديد على أهمية أمن الحدود والخطر القادم مع المهاجرين. وأنه يرى أن الاستراتيجية التى استعملها من قبل فى عام 2016 صالحة للاستعمال هذا العام. إنها اللعب بمشاعر الناخب وتأجيج عنصريتهم وعدم قبولهم للآخر وترهيبهم بخطورة مجىء المهاجرين للبلاد.

انتخابات عام 2024 هى انتخابات السوشيال ميديا وعلى رأسها تيك توك. وأيضًا انتخابات الذكاء الاصطناعى ونفوذ وادى سيليكون وعمالقة تكنولوجيا المعلومات.. وأيضًا انتخابات إيلون ماسك ورفاقه ممن يريدون تشكيل حياتنا اليومية وصراعاتنا السياسية.