الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الدرع الحصينة

بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، نظمت القوات المسلحة الندوة التثقيفية الـ40 بمناسبة الذكرى الـ51 لانتصارات أكتوبر المجيدة، تحت عنوان «نصر أكتوبر 1973 حكاية شعب».. التى أقيمت فى مركز المنارة للمؤتمرات الدولية، حيث بدأت الفعاليات بتلاوة آيات من القرآن الكريم.



 

وشهدت فعاليات الندوة التثقيفية عرض فقرة فنية مسرحية بعنوان «الدرس»، وفقرة فنية أخرى ضمن عرض مسرحى بعنوان «افتخر»، وفيلمًا وثائقيًا بعنوان: «دوى الصمت»، وآخر بعنوان «مفتاح النصر».

وحرص الرئيس السيسى على تقديم التحية إلى مجموعة من أبطال حرب أكتوبر قائلا: «بنرحب بيكم ومتشرفين بيكم وسعداء بوجودكم معانا، شكرا باسمى وباسم كل مصرى على معركة الشرف والكرامة اللى أنتم قدمتم فيها النصر لمصر»، وتابع: «ربنا يديكم الصحة ويكافئكم، إحنا مهما قلنا وعملنا مش هنعرف نكافئ قد ما ربنا بيكافئ, متشكرين جدا»، وشاركهم الرئيس فى صورة تذكارية.

وبعدها شاهد الرئيس أوبريت «عايشين عبور تانى»، وبعدها كرم الرئيس مجموعة من أبطال الحرب المجيدة. 

تحية من القلب

فى كلمته للندوة التثقيفية بمناسبة الذكرى الـ«51» للنصر قال الرئيس: نجتمع اليوم، فى تقليد سنوى متجدد، للاحتفاء بانتصار كان وسيظل علامة فارقة فى تاريخ وطننا العزيز، معبراً عن إرادة أمة، حولت الهزيمة إلى نصر، ورفعت أعلام مصر على أرض سيناء، فى ملحمة سطرها الجيش والشعب، ليحفروا فى ذاكرة هذا الوطن بطولات النصر، الذى نفخر به.. جيلاً بعد جيل.

وأضاف: رغم مرور واحد وخمسين عاماً، ما زال معين نصر أكتوبر يفيض  بالعبر والدروس والتجارب، التى نستلهم منها رؤيتنا لحاضرنا ومستقبلنا.. وتؤكد لنا، أن التخطيط العلمى والتنفيذ الدقيق والتكاتف أمام التحديات، هو السبيل المضمون لتحقيق الأهداف، وهذه رسالة متكررة من الشعب المصرى، على مدار السنوات، باختلاف الصعاب والتحديات. 

وتابع: لقد سجل التاريخ العسكرى بحروف من نور، عظمة انتصار أكتوبر، إلا أننى أود التركيز اليوم، على دور الشعب المصرى بأكمله، فى تحقيق هذا الانتصار، حيث قدم بجميع فئاته، مثالاً يحتذى به، فى مساندة جيشه، مادياً ومعنوياً، وأثبت أن النصر لا يتحقق فقط على جبهات القتال، وإنما يتحقق أولاً بوحدة الشعب، وصموده ووعيه وإيمانه، وإرادته فى التحدى والنصر.

وواصل: لقد كان نصر أكتوبر حقاً، حكاية شعب، حكاية آباء وأمهات، قدموا أبناءهم فداء لهذا الوطن، حكاية زوجات وأبناء وبنات، عانوا مرارة الفراق، حكاية كل مواطن؛ من شمال مصر لجنوبها، ومن شرقها لغربها، تحمل وصبر من أجل بلده، حكاية تجلت فيها الشخصية المصرية بكل عبقريتها، فصنعت ما كان يعتقد البعض أنه المستحيل، لتؤكد أن هذا الشعب، يبذل الغالى والنفيس لحماية أمنه وسلامة أرضه، ضد أى تهديد أو اعتداء، وأن القوات المسلحة، هى الدرع الحصينة التى تحمى مقدرات هذا الوطن، مدعومة بوحدة شعبها وصلابته وإرادته.

أردف الرئيس: يحل علينا هذا العام نصر أكتوبر، فى ظل أحداث متلاحقة وأوضاع مضطربة، يشهدها محيطنا الإقليمى، تؤكد لنا من جديد، أن خيارنا للسلام العادل والمستدام، يفرض علينا الاستمرار فى بناء قدرات القوة الشاملة لهذا الوطن، كونها السبيل الوحيد لصون وحماية السـلام، وردع أى محاولة للتفكير فى الاعتـداء عليــه. 

 

 

 

وأكمل:  ومن هذا المنطلق، فإن مساعى مصر الدائمة، للحفاظ على الأمن والاستقرار فى المنطقة، تنبع من موقع القدرة والقوة، والقناعة بأن السلام العادل والشامل، يجب أن يراعى حقوق الشعب الفلسطينى وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، والتخلى عن أوهام التوسع وسياسات العداء لضمان التعايش السلمى بين شعوب المنطقة، وتجنيب الأجيال القادمة ويلات الصراع.

قال: أتقدم بأسمى آيات التقدير، إلى أبطال مصر من شهداء القوات المسلحة، فى حرب أكتوبر وجميع الحروب، وأقول لأسرهم وذويهم: «إن شعب مصر أصيل، لا ينسى من ضحوا من أجله، وأن مصر ستظل بارة بكم، كما كان أبناؤكم بارين بها».. كما أتوجه بالتهنئة، إلى قيادات وأبناء القوات المسلحة المصرية فى عيد النصر .. فقد كنتم على مدار التاريخ، حصن الوطن، ويده الضاربة فى حماية أرضه وحفظ كرامته.

وأضاف الرئيس قائلا: تحية من القلب إلى المواطن المصرى صاحب الإرادة والقرار، فى معادلة مواجهة التحديات وتنمية القدرات.. وأؤكد أنه بتلاحمنا وإخلاصنا ووعينا، قادرون على تجاوز الظروف الصعبة، كما تجاوزناها من قبل.. مهما كانت صعوبتها.. وفى ذات الوقت نحرص على الاستمرار فى التنمية، لتحسين ظروف المعيشة ولبناء مستقبل أفضل، تحظى فيه مصر، بالمكانة اللائقة، التى تستحقها بين الأمم.

وحدة المصريين

وأكد الرئيس السيسى أن تماسك الشعب المصرى يسهم فى الحفاظ على الدولة، متابعا: «طول ما الشعب المصرى متماسك أى حاجة تانى هتتقضى، إلا أمن وأمان بلدنا أو تتعرض لتحدى خطير يفقدنا كل الجهد المبذول لبناء الدولة والحفاظ عليها، قائلا: بلدنا بفضل الله بخير، وقدرات الجيش كافية للدفاع عن بلدنا مش علشان نعمل حاجة ضد حد».

وشدد على أنه لا بد للقوات المسلحة والشرطة أن تبقى فى أعلى جاهزية طول الوقت، متابعا: «كان مطلوب أننا نجيب أسلحة للقوات المسلحة خلال الـ 10 سنوات الأخيرة.. مش هجاوب السؤال ده وهل فعلا الأمر مهم مش علشان الحرب الموجودة دلوقتى».

وأضاف: «الحفاظ على قوة الدولة الشاملة العسكرية والاقتصادية والثقافية والوعى أمر مهم جدا نشارك فيه.. مش هجاوب وأقول شوفتوا اللى بيحصل، لا بد للقوات المسلحة والشرطة تبقى فى أعلى جاهزية وقدرة لحماية البلد، ده أمر للبلد والشعب والحكومة والبرلمان والمثقفين، محتاجين تتكلموا مع الناس فيه والتأكيد على جاهزية القوات المسلحة والشرطة».

وقال: إن إعطاء أمل للشعب الفلسطينى فى دولة مستقلة عاصمتها القدس سيكون له أثر كبير فى أن تعيش كل شعوب المنطقة بلا استثناء فى أمن وأمان وسلام.

وأكمل: النهارده كان يوم جميل من أيام مصر فى الذكرى الـ51 على الحرب والانتصار، وبالمناسبة دى اسمحولى أن نتكلم عن الدروس والعبر اللى ممكن نستخلصها من الحدث، موضحًا: «قلت أجيب الظباط الصغيرين فى الرتبة علشان أقولهم إن مصر أمانة فى رقابتكم، إحنا بفضل من الله هنبقى حريصين على بناء قدراتكم والحفاظ عليها، وانتو أيضا تحافظوا عليها».

أردف: خلينا نتكلم عن الفترة من 7 أكتوبر السنة اللى فاتت، فيه كتير من الأمور المتشابهة ما بين ما يحدث من اضطراب وأزمة كبيرة، وما بين اللى إحنا كنا بنقوله عن عملية إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وإعطاء أمل للشعب الفلسطينى فى دولة مستقلة عاصمتها القدس هيكون له أثر كبير جدا فى أن كل شعوب المنطقة بلا استثناء تعيش فى أمن وأمان وسلام وندخل فى مرحلة جديدة جدا مختلفة عما كنا فيه.

وجدد الرئيس تأكيده أنه يتشرف بلقاء قادة حرب أكتوبر، متابعا: «اتشرفت بقادة حرب أكتوبر ليا عظيم الشرف.. اللى موجود واللى مش موجود».

قال: «أمر عظيم جدا وليا عظيم الشرف إننا نشوفهم النهارده.. كل سنة وأنتوا طيبين ويا رب يحفظ بلدنا من كل شر وسوء».