القوة الرشيدة

متابعة: ياسمين خلف
ضمن احتفالات مصر بالذكرى الـ 51 لانتصار أكتوبر, شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى بمحافظة الإسماعيلية حيث بدأت الفعاليات بعزف النشيد الوطنى ثم عرض فيلم تسجيلى بعنوان: «جيش النصر» عن بطولات القوات المسلحة والجيش الثانى الميدانى.
واستمع الرئيس إلى شرح تفصيلى من العميد أركان حرب طاهر غريب طاهر قائد الفرقة السادسة المدرعة، عن اصطفاف القوات المشاركة فى التفتيش، حيث اصطفت بعض الأسلحة والمعدات بالقوات المسلحة أمام الرئيس.
كما شهدت إجراءات تفتيش حرب الفرقة السادسة المدرعة بالجيش الثانى الميدانى عرضا للقوات الجوية، حضره الدكتور مصطفى مدبولى وقيادات القوات المسلحة.
وقدم الرئيس، التهنئة بالذكرى 51 لنصر أكتوبر سنة 1973، قائلا: «الحقيقة لازم نتوقف هنا كلنا على مرور 51 سنة من العمل الجاد والنجاح المبهر الذى حققته القوات المسلحة خلال هذه الحرب، وهكون دايما فى كلامى معاكم موضوعى وأقول الفترة دى كانت فترة صراع وكراهية شديدة فى المنطقة وكان الجيش المصرى فى محنة كبيرة والفرق فى الإمكانيات فرق كبير قوى لكن إرادة القتال هى من حررت الأرض.
وأضاف: إن رؤية القيادة المصرية بعد حرب أكتوبر والاتجاه إلى السلام كانت رؤية شديدة العبقرية، متابعا: شايفين التطورات دلوقتى.. وقد إيه أن الرؤية دى من أجل السلام كانت رؤية شديدة العبقرية وما تحقق وقتها يؤكد أنه كان سابق للعصر.. وتحقق لمصر السلام وبقى السلام من الوقت ده وحتى الآن خيار استراتيجى للدولة المصرية».
وأكد الرئيس السيسى أن الدولة المصرية بكل المؤسسات سواء القوات المسلحة أو أى مؤسسة من مؤسساتها ليس لديها أى أجندة تجاه أحد، متابعا: الحرب استثناء ولكن الحالة العامة هى السلام والاستقرار والبناء والتنمية.
وواصل: «خلال 51 عاما بعد حرب أكتوبر.. كان فيه اختيار حقيقى لإدارة مصر كخيار استراتيجى للسلام.. كلنا المفروض نتوقف جميعا أمام الحالة دى.. الحالة المصرية دى والقادة الموجودين، يمكن كتير من اللى بيسمعونى وعارفين ده كويس.. فيه فارق بين القراءة وأنك تعيش فى الوقت ده خلال حرب أكتوبر وما بعدها.. اللى بنشوفوا من صراع وقتال وحالة من الغضب والكراهية كان موجود فى المنطقة».
وأكمل: إن الفرق فى الإمكانيات وقت حرب أكتوبر 73 كان كبيرا، لكن إرادة القتال لتحرير الأرض كانت فى ذهن وقلب مش بس الجيش المصرى، لكن فى كل مواطن مصرى، مضيفا: « رغم الفرق فى الإمكانيات إلا أن النصر ممكن يتحقق بالإرادة».

وأردف: «بعد 51 سنة القيادة اللى كانت بتقود الدولة المصرية كانت قيادة لها رؤية بعيدة جدا، واستطاعت أن تتجاوز عصرها وظروفها والحالة التى كانت موجودة بها منطقتنا».
وشدد الرئيس السيسى أن موقف الدولة المصرية ثابت ولا يتغير تجاه القضية الفلسطينية، قائلًا: «هو موقف عادل تجاه قضية عادلة، من حق الشعب الفلسطينى أن يكون له دولة مستقلة بجانب دولة إسرائيل.. وده باسمى وباسم كل الأشقاء فى المنطقة العربية إذا كان فيه سلام هيفتح آفاق حقيقية موضوعية للسلام والتعاون على مستوى الإقليم، مؤكدا: إن القضية الفلسطينية قضية محورية فى وجدان كل الناس ومصر تطالب بوجود دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية.
وقال الرئيس: «القضية الفلسطينية عادلة والمجتمع الدولى بالكامل يعرف هذا ويعترف بذلك، والأهم أن يتحول الاعتراف والمعرفة إلى عمل من أجل تحقيق هذا الأمر، ونحن فى هذه المرحلة نسعى لثلاثة أهداف لم يتغيروا منذ 7 أكتوبر الماضى هى إيقاف إطلاق النار، وعودة وإطلاق سراح الرهائن، ثم إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، لأن القطاع به أكثر من مليوني إنسان يعانون معاناة شديدة جدا، وسقط منهم أكثر من 40 ألف ثلثيهم من النساء الأطفال، وأكثر من 100 ألف مصاب، ولابد أن نتوقف أمام هذه الأرقام لأنها ثمن كبير جدا، إلى جانب أن حجم الدمار للبنية الأساسية للقطاع كبير جدا».
وأكد الرئيس السيسى: إن القوات المسلحة قوة رشيدة تتسم بالتوازن الشديد، وتابع: «عمر ما كان قوتها سبب أو مسار لغطرسة فى الأداء أو التصرف لا داخليا ولا خارجيا»، وسياستنا الخارجية تتسم بالاعتدال والتوازن الشديد والحرص على عدم إزكاء الصراعات.
وأردف: حتى ما بعد انتهاء الحرب خيارنا الوحيد هو إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وننتهى لنقفل مرحلة من الصراع والكراهية.
وأشاد الرئيس بالعقيدة العسكرية المصرية، مشددا على أن عقيدة القوات المسلحة التى هى جزء من شعب مصر حريصة دائما على الأمن والاستقرار وحدود الدولة وحماية مصالحها القومية بعقل ورشد وتدبر. وأضاف: أقدر شرف العسكرية المصرية وأقدر عزة ومكانة العقيدة المصرية وكل همنا أن نحارب التخلف والجهل والفقر مش نضيع قدراتنا فى ممارسات لا تعود بالنفع لأحد.

ووجه الرئيس، الشكر للقوات المسلحة على الجاهزية الكبيرة والمتواصلة، قائلا: «لازم أتقدم بالشكر للقوات المسلحة وأشكركم على الجاهزية التى دائما متواجدين فيها، وأشكركم على وطنيتكم العظيمة، وعقيدتكم الشريفة المخلصة لوطنها مش لحد».
أكمل: «إحنا فى 2011 و2013 كان فيه اختبار حقيقى للقوات المسلحة، بغض النظر عن إن اللى حصل فى 2011 كان ترتيب ولا سوء تقدير ولا مؤامرة، لكن كان الهدف منها فى الآخر إن جناحى الأمة فى مصر، الشرطة والجيش، تسقط، وتسقط الدولة فى اقتتال أهلى كبير جدا يستمر ويأكل كل فرص التنمية حتى إن كانت متواضعة ومحدودة.
وتابع: واللى بقوله ده عبارة عن تسجيل وتقدير واحترام للدور الذى تم فى هذا الوقت لحماية الشعب المصرى والأمن القومى فى مصر من تداعيات فترة من أصعب الفترات التى مرت عليها، أعقبتها فترة صعبة جدا وهى فترة محاربة الإرهاب ومكافحته والتى استمرت 10 سنوات والحمد لله أهنئ القوات المسلحة والشرطة والدولة بالجهود التى قامت بها فى هذه الفترة الصعبة، ومرة أخرى أشكركم على الروح والدماء وأشكر الشهداء وأسرهم والمصابين الذين سقطوا فى هذه المعركة من الدولة المصرية بالكامل. وشدد الرئيس، على أن الدولة المصرية ليست لها أجندة خافية، مضيفا: «نريد العيش بسلام على حدودنا.. عاوزين نعيش ونتعاون لأن تجربة التعاون والتنمية أفضل من الاقتتال».
وقال الرئيس خلال إجراءات التفتيش للقيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة الجيش الثانى وقائد الجيش الثانى وقائد الفرقة السادسة: «بلغ لكل الضباط والأفراد والجنود تقديرى واحترامى ليهم والمستوى اللى شوفت به الاصطفاف ربنا يحمينا من كل شر وسوء.. وطول ما القوات المسلحة مستعدة يقظة مدربة أمينة شريفة مفيش خوف أبدا من حاجة.. شكرا جزيلا وكل سنة وأنتم طيبين وخلال الشهور القادمة نتمنى أن نتجاوز المحن والظروف الصعبة اللى بتمر بها منطقتنا».