
حازم الكاديكى
صراع المصالح
فى عالم الرياضة بالمال تشترى كتاب الأخلاق، لكن لا تشترى الأخلاق نفسها.. واللاعب هو الضحية! فى عالم الرياضة وخاصة كرة القدم أصبح المال القوة المحركة الأساسية التى تتحكم فى كل تفاصيل اللعبة , ولكن على الرغم من قدرة المال على شراء كل شىء تقريبًا، فلا يمكنه شراء الأخلاق أو النزاهة.
فى كثير من الأحيان يصبح اللاعب هو الضحية فى صراع المصالح بين وكلاء اللاعبين وإدارات الأندية وهو ما يجعلنا نتساءل: هل تحولت كرة القدم إلى مسرح للصراعات المالية والمساومات بدل الروح الرياضية؟
صراع العمولة
وكلاء اللاعبين باتوا لاعبًا أساسيًا فى تحديد قيمة العقود والتفاوض عليها سواء على الصعيد العالمى أو المحلى.
أصبحوا يعرفون كيف يلعبون على المصالح الشخصية وكيف يزيدون من قيمة اللاعب من خلال خلق منافسات وهمية بين الأندية والوكيل الذى يجب أن يكون حاميًا لمصالح اللاعب بات يستخدم مهاراته للحصول على أعلى العمولات حتى لو كان ذلك على حساب استقرار اللاعب أو أدائه مع فريقه.
يأخذ الوكيل العرض الذى يحصل عليه من نادٍ ما ويذهب به إلى نادٍ منافس بهدف رفع السعر بشكل غير معقول ليس بسبب القيمة الحقيقية للموهبة بل بسبب الصراعات بين الوكلاء وإدارات الأندية التى أدت إلى تضخم السوق وأصبحت المبالغ التى تُدفع للاعبين تتخطى الحدود.
موت بطىء
الأندية تتصارع للحصول على أفضل الصفقات واللاعبون يتحولون إلى سلع يتم التفاوض عليها خلف الكواليس.
حتى الحكام لم يسلموا من تأثيرات هذه الصراعات حيث أصبحت قراراتهم فى بعض الأحيان تنحاز لفريق على حساب الآخر ليس وفقًا لروح القانون بل وفقًا للضغوط المالية والسياسية التى تُمارس عليهم.
دور الإعلام
الإعلام الهادف يستطيع إخماد نار الصراعات بينما الإعلام الساعى للفتن يُضخم الأمور ويزيدها تعقيدًا, حيث يتم تسليط الأضواء على كل صغيرة وكبيرة فى عالم الانتقالات مما يزيد من حدة الصراع بين الأندية والوكلاء.
فى قرار تاريخى أصدرت محكمة العدل الأوروبية حكمًا قد يُغير لوائح الفيفا حيث أكدت المحكمة أن بعض لوائح انتقالات الفيفا تتعارض مع قوانين الاتحاد الأوروبى وخاصة تلك المتعلقة بحرية الحركة.
جاء هذا القرار على خلفية قضية اللاعب الفرنسى لاسانا ديارا الذى طعن فى اللوائح التى تحد من حرية انتقال اللاعبين بعد فسخ عقودهم.
هذا الحكم يمثل ضربة موجعة للفيفا وقد يفتح الباب أمام اللاعبين للتحرر من القيود التى تفرضها اللوائح الحالية.
اللاعبون قد يجدون أنفسهم أكثر حرية فى الانتقال إلى أندية جديدة دون الحاجة إلى دفع تعويضات ضخمة.
صراع مستمر
ما يجمع بين وكلاء اللاعبين الأشهر فى العالم مثل خورخى مينديز مينو رايولا (الراحل) جوناثان بارنيت وكيا غورابشيان هو قدرتهم على استغلال خلفياتهم المتنوعة لتحقيق مصالحهم ومصالح اللاعبين.
هذا الصراع المستمر بين المال والشهرة والمصالح الشخصية يترك أثره العميق على اللعبة نفسها وعلى اللاعبين الذين يصبحون فى كثير من الأحيان ضحايا لهذه المعارك الخفية.
ويبقى السؤال هل يمكن استعادة الروح الرياضية والنزاهة فى عالم كرة القدم؟ أم أن اللعبة قد تحولت بالفعل إلى مسرح لصراعات لا تنتهى بين مصالح اللاعبين ووكلائهم والأندية؟