الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بدأت الدراسة.. مصروف ابنى كام؟!

مع بداية الدراسة تبدأ الأسر المصرية فى تجهيز مستلزمات أطفالهم وتوفير احتياجاتهم المدرسية ومن ضمن هذه الاحتياجات يسأل كثير من الآباء عن مصروف أبنائهم كم يبلغ وكيف يمكن تدريبهم على صحة إنفاقه.



 

والطفل فرد فى الأسرة، وهو فى حاجة إلى الاعتماد على النفس والاستقلال والرضا لتنمية قوة الشخصية لديه، وعلى الأسرة تعويد الطفل على هذه القيم منذ أن يعى موازنة احتياجاته بإمكانياته المحددة وتنظيم قدراته الصغيرة فيما يخص الادخار والتدبير، وذلك عن طريق مصروف الجيب، الذى من خلاله يمكن للأسرة أن تعلم الطفل قيمة النقود وأن توجهه إلى الادخار إذا كان يرغب فى شراء شىء يحبه أو شراء لعبة أوقصة.

ومصروف الجيب يتحدد حسب سن الطفل وميزانية الأسرة، وكذلك الاحتياجات التى يجب تدبيرها.. وينبغى أن يبدأ المصروف بشكل يومى وذلك حتى يعتاد الطفل على الفكرة ثم يعطى له أسبوعيًا ليتعلم الطفل كيفية تقسيم هذا المصروف على أيام الأسبوع مع مراعاة عدم إمداد الطفل بنقود إضافية إذا نفذت نقوده لأننا نريد تعليمه قيمة النقود وطرق إنفاقه للنقود وكذلك كيف يدخر منها.

 وعلى الأسرة عدم الإفراط فى منح الأطفال النقود مهما كان دخل الأسرة لأن المصروف المتوسط يعلم الطفل قيمة النقود وأيضًا تدبير احتياجاته فى نطاق محدد.

 والتوعية بالمسائل المالية فى حياة أطفالنا لا تحظى بموقعها الطبيعى فى حياتهم وخاصة فى المراحل المبكرة من أعمارهم، ويرى الأطفال آبائهم يتجولون فى الأسواق مستخدمين أموالهم المباشرة أو بطاقاتهم الائتمانية دون أن يعوا مصادر تلك الأموال أو يدركوا حجم المعاناة التى تواجهها الأسر لتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم وضمان حياة كريمة لهم.

ويتعلق تعليم الأطفال الأمور المالية بتعليمهم بعض المهارات والقيم الأساسية، فالمهارات تشمل مهارة توفير المال وطريقة الصرف بطريقة منظمة وكيفية العيش على موارد محددة وترتيب المتطلبات والاحتياجات حسب أهميتها وتأجيل بعضها لحين توفر المال.

كذلك هناك مجموعة من القيم التى تشكل الأساس لاكتساب تلك المهارات بشكل صحيح، ومن هذه القيم أن المال هو وسيلة لتحقيق الاستقلالية، وأن توفير المال وسيلة وليس غاية للعيش، وأن المال هو طاقة يمكن استخدامها من أجل الخير والشر، وأن تقدير النعم والشكر عليها أمر أساسى.

ومن الطرق التى تؤثر بها الأسرة بشكل مباشر فى سلوك الطفل الادخارى بأن يتم تخصيص كراسة يكتب فيها الطفل قيمة المصروف وبنود الإنفاق التى يريدها خاصة عندما يكون المصروف بشكل أسبوعى أو شهرى وهو بذلك يتعلم كيف يدير احتياجاته فى نطاق ميزانيته.

 ويجب تحميل الأطفال منذ سن مبكرة المسئوليات المالية وتعلم أسس التفكير المالى بما ينطوى عليه من ادخار وتخطيط للإنفاق وفهم أكبر للخارطة المالية للعائلة، ويجب على الآباء التحدث مع أطفالهم فى الأمور المالية والمصرفية، كذلك تعليم الأطفال الدراية بالأمور المالية وفهم العلاقة بين كسب المال وإنفاقه.

كما يجب أيضًا تقليل الإستجابة لرغبات الأطفال وأن على الطفل انتظار موعد المصروف التالى فى حال أرادوا شراء أى شىء، وتعليم الأطفال التمييز بين ما يريدونه وما يحتاجون إليه فعلًا.

إن على الآباء والأمهات الاتفاق على آلية واحدة عند تقديم أى نصائح مالية لأطفالهم، إذ أن إعطاء معلومات متضاربة للأطفال حول الادخار أو الإنفاق سيؤدى إلى تشتيت الطفل، كما يجب تعليم الطفل الفرق بين الحاجة والرغبة، فليس كل ما نرغبه نشتريه، وأن التركيز يجب أن يكون على الاحتياجات الأساسية، كذلك يجب أيضًا تحفيز الطفل على الادخار من خلال تعويده على اقتطاع جزء من المصروف اليومى من أجل شراء ما يريد.