متى يكون حب «الورود» مرضًا؟!
حبيبة على
هل يمكن أن يكون حب الزهور مرضا؟!
الخبراء وأطباء النفس يقولون «وارد وممكن.. وأحيانا كثيرة تحدث»
لا أحد لا يحب الجمال، ولا اللون الأخضر فى الشجر والزرع والمساحات المترامية فى الزراعات, لكن الطبيعى أن يكمل الإنسان «بالورد» حياته، إلا أن تصبح «الورود» هى كل حياته.
طبيعى عندما تحب لون الزراعات الخضراء، لكن من غير الطبيعى أن تتوقف حياتك على وجود الزهور والزرع فى حياتك، فتعطل عملك لأجل الزهور، ولا تكترث لعائلتك لأجل الزهور.
من غير الطبيعى ألا ترى فى الحياة غير الورد والزهور, ورغم أن «الأنثولوفيلى» شخصية هادئة جذابة راقية، فإن حبه للزهور طبقا لمتلازمة «الأنثولوفيليا» يعطله عن حياته فيصبح فى حاجة إلى علاج نفسى غريبة أن يجعل حب الزهور أحدهم فى حاجة إلى مساعدة نفسية, والأغرب أن أكثر المصابين بمتلازمة الأنثولوفيليا من النساء!!
فهل تلك المتلازمة تُعتبر مرضا نفسيا؟.. وما فوائدها وأضرارها على الإنسان الأنثوفيلى؟.. ومن الأكثر عُرضة للإصابة بتلك المتلازمة؟
فى هذه السطور نستطلع رأى خبراء الصحة النفسية للتعرف على المزيد عن تلك الظاهرة.
حالة متفردة
يقول الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية: الأنثوفيليا مصطلح متواجد من سنة 1810م، وتم استخدامه لأول مرة فى عام 1817م، وهذه المتلازمة عبارة عن حالة من السعادة يشعر بها الإنسان عندما تقع عيناه على الزهور أو حتى تمر فى خياله والأنثولوفيلى لا يستطيع العمل أو الحياة أو التعاطى مع يومه إلا فى وجود الزهور حوله وفى محيطه.
أضاف: الشخص الأنثوفيلى عاشق للبيئة النباتية، وتصل مرحلة السعادة إلى مناجاة الورد، وهى حالة من العشق والهوى, كما يعشق الرجل امرأة جميلة.
يقول: الشخص الأنثوفيلى ذوقه رفيع، واستثنائى فى كل شيء، حتى فى تفكيره وطريقة حله للمشكلات، وأيضًا علاقاته الإنسانية، وانفعالاته بسيطة وهادئة، ويعشق الفن، ويتواصل مع الناس وأكّد هندى على أن من لديهم تلك المتلازمة، فهم لديهم رابط وجدانى خفى مع الطبيعة.
أما بالنسبة لأسباب الإصابة بمتلازمة الأنثوفيليا فيقول هندى: أكثر المعرضين لتلك المتلازمة: هم أصحاب الشخصية الحسية، والرومانسية.
بيئة خلوية
من جانبه يقول الدكتور على شوشان، استشارى الطب النفسى: إن مصابين هذه المتلازمة اللطيفة دائمًا يدرجون عنصر الزهور الرقيقة فى كل مكان حولهم، وعندهم ديكورات الورود وأصائص النباتات؛ فالورد بالنسبة لهم روحهم المعنوية ويُزيد من ثقتهم بأنفسهم، ويبدأون فى التعرف على أدق التفاصيل عن أنواع الزهور والنباتات، ومعلومات لا يعرفها الأشخاص العاديين.
يكمل: بمجرد وجود غطاء نباتى أخضر وزهور ملونة؛ يشعر مصابى المتلازمة بالسلام النفسى.
ومن فوائدها: التحرر من الشعور بالضغط والتوتر، وتقلل من الإصابة بنوبات القلق والاكتئاب، ترفع من قدرة الشخص الإبداعية والإنتاجية، وتُشعره بالرضا عن كل ما يُحيط به.
وعن حياته بشكل عام، يقول: الأنثوفيليا تجعل الإنسان ينظر للأمور بإيجابية دون الاكتراث لأى عوامل أو أحداث محبطة.
أما بالنسبة لأضرارها فإن كثيرًا ما تتحول حب الزهور إلى الحب الوحيد فى حياة الشخص، فيترك كل ما هو دونه لأن اهتمامه متعلق بزهوره ووروده الذى يعتبر أهم من زوجته مثلا وهنا تحدث المشكلات.
ذكاء الروح
من جانبه يقول الدكتور عمرو يوسف، استشارى علم النفس: أى متلازمة إذا زادت عن حدها؛ تُعتبر مرضا نفسيا، والشخص يُقبل على الأنثوفيليا لحدوث عملية تصفية الذِهن، فإذا اعتاد الشخص الأنثوفيلى على رؤية الزهور دائمًا، ثم انتقل لمكان يخلو من تلك الزهور.
وبدأ يعانى من صدمة نفسية وعدم القدرة على عدم رواية الزهور حوله أو مما يحيطه فهنا تبدأ الأزمة. يكمل: والعلاج النفسى فى هذه المرحلة يكون تأهيليا، أى بتقبل الوضع الحالى.
أما بالنسبة للأكثر عُرضة لتلك المتلازمة،
فيقول: البنات فى سن المراهقة، ومن الممكن تستمر تلك المتلازمة لديهن، أما بالنسبة للرجال فنادرًا ما يُصابون بالأنثوفيليا، فتلك المتلازمة عند الرجالة مؤقتة.