الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إلى العلا فى سبيل المجد

بالتزامن مع افتتاح المقر الجديد للأكاديمية العسكرية بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات الشقيقة، حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب الأكاديمية العسكرية المصرية، وزيَّن علم جمهورية مصر العربية ساحة الاحتفال بتخريج الدفعة الجديدة من طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية 2024، وبدأ الحفل بالسلام الوطنى لمصر والإمارات، ثم تم عرض الفيلم التسجيلى «الجمهورية الجديدة».



كما شهد الرئيس والشيخ محمد بن زايد عروض قوات الصاعقة، والمشاة والمدفعية والمدرعات وقوات الدفاع الجوى، وسلاح الحرب الإلكترونية وسلاح الإشارة، وهيئة الإمداد والتموين، بالاشتراك مع قوات المظلات.

كما شهدت الاحتفالية عروضًا جوية بالإضافة إلى عرض الفروسية، ورفع علمى جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تتوسطهما صورتا الرئيس السيسى والشيخ محمد بن زايد آل نهيان. 

والى جانب ذلك، شهد الزعيمان عرض القوات الجوية الذى شاركت فيه طائرات «الميج 27 وf 16، وميج 29 وميراج 2000 ورافال» وغيرها، وعرضت شعار القوات المسلحة «إلى العلا فى سبيل المجد».

ورحب الرئيس بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وشكره لحرصه على حضور الاحتفالية رغم مشاغله.

وقال الرئيس خلال كلمته: «أخى الحبيب والصديق الحبيب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية الشقيقة، اسمح لى أرحب بيك وبالوفد المرافق ليك وأشكرك على إنك أصريت رغم مشاغلك أن تكون موجودا معنا اليوم، ودائما معا فى الخير إن شاء الله».

وشهد الزعيمان عرض الموسيقات العسكرية، وجسد طلبة الأكاديمية والكليات العسكرية  2024 شعار مقر القيادة الاستراتيجية الجديدة «الأوكتاجون»، كما شكّل رجال الموسيقات العسكرية شعار القوات المسلحة «درعها وسيفها»، فالدرع لحماية مقدراته الغالية، والسيف لمن تسول له نفسه المساس بمقدرات الوطن، وشكّل الطلبة بأجسادهم شعارات «تحيا مصر» و«6 أكتوبر، و10 رمضان».

وعرض الطلاب المهارات الفنية باستخدام السلاح، واستعرضوا ما وصلوا إليه من تدريب راقٍ ومحترف، وحلق  مجسم  «النسر» فى سماء الأكاديمية عقب خروجه من شعار الأكاديمية العسكرية المصرية، عبر استخدام التقنيات الحديثة.. وظهرت صورة الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ووالده الشيخ زايد آل نهيان مؤسس دولة الإمارات بالتقنيات الحديثة، كما ظهرت صورة بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وعُزف سلام الشهيد.

وفى كلمته قال الرئيس: نحيى ذكرى انتصارات أكتوبر العظيمة.. التى تتزامن مع احتفالنا بتخريج دفعات جديدة.. من طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية.. لينضموا إلى ساحات الشرف والبطولة.. مدافعين عن أمن مصر وسلامة شعبها.. بعد أن تم إعدادهم، وفقًا لأفضل وأرقى المستويات العسكرية والعلمية.

وأضاف: إن ما حققته مصر فى حرب أكتوبر المجيدة سيظل أبد الدهر، شاهدًا على قوة إرادة الشعب المصرى وكفاءة قواته المسلحة، وقدرة المصريين على التخطيط الدقيق والتنفيذ المحكم.

وتابع: يأتى احتفالنا هذا العام، بذكرى نصر أكتوبر المجيد.. فى ظرف بالغ الدقة فى تاريخ منطقتنا.. التى تموج بأحداث دامية متصاعدة.. تعصف بمقدرات شعوبها..وتهـدد أمن وسلامة بلدانها.. ويأتى هذا التصعيد الإقليمى.. وسط أجواء من الترقب على المستوى الدولى..تذكرنا.. بما حققه المصريون - بالتماسك وتحمل الصعاب - من أجل بناء قواتنا المسلحة.. للحفاظ على سلامة هذا الوطن الغالـى.. وتبديد أى أوهـام لدى أى طرف..  وأكمل:  إن اللحظة التاريخية الفارقة، التى تمر بها منطقتنا الآن.. تدعونا للتأكيد مجددا.. بأن السلام العادل هو الحل الوحيد.. لضمان التعايش الآمن والمستدام، بين شعوب المنطقة.. وأن التصعيد والعنف والدمار.. تؤدى إلى دفع المنطقة نحو حافة الهاوية.. وزيادة المخاطر، إقليميًا ودوليًا.. بما لا يحقق مصالح أى شعب، يرغب فى الأمـن والسلام والتنمية..ومن هذا المنطلق، فإن مصر تؤكد موقفها الثابت.. المدعوم بالتوافق الدولي.. بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.. كسبيل وحيد لإرساء السلام والأمن والاستقرار للجميع. 

وتوجه الرئيس خلال كلمته بالتحية والتقدير للقوات المسلحة، قائلا: اسمحوا لى أن أتوجه اليوم بالتحية والتقدير.. للقوات المسلحة المصرية.. تلك المؤسسة الوطنية العريقة.. التى لم ولن تتخلف يومًا.. عن التصدى لتحمل المسئولية، مهما ثقلت.. وتأدية الأمانة، مهما بلغت، فتحية لها بجميع أجيالها.. من المحاربين القدامى إلى الأجيال الصاعدة.. وسلامًا على شهداء مصر الأبرار من القوات المسلحة.. الذين ضحوا بأرواحهم فداء لشعبها.. وتحية لأسرهم وعائلاتهم.. الذين تحملوا قسوة الفراق.. وقدموهم ثمنًا غاليًا، ليعيش الوطن كريمًا مطمئنًا. 

وتابع الرئيس قائلا: كما نتوجه بتحية احترام وتقدير متجددة.. إلى روح البطل الشهيد.. الرئيس محمد أنور السادات.. بطل استرداد الكرامة  والأرض.. بالحرب  والسلام.. بالشجاعة والرؤية الاستراتيجية.. ونقول لروحه اليوم: 

«إن ما وهبت حياتك من أجله.. لن يضيع هدرًا أو هباءً.. بل وضع الأساس الراسخ.. الذى نبنى عليه.. ليبقى الوطن شامخًا والشعب آمنًا.. يحيا مرفوع الرأس على أرضه.. لا ينقص منها شبر.. ولن ينقص بإذن الله.. وهذا وعدنا وعهدنا لشعبنا العظيم». 

وأكد الرئيس فى ختام كلمته، إن سلامة هذا الوطن.. ما كان لها أن تتحقق.. فى مواجهة تلك التحديات التى مررنا بها، على مدار السنوات الماضية.. لولا صمود هذا الشعب الأمين ووحدته.. فتضحيات أبناء هذا الوطن.. هى نهر عطاء مستمر على مدار التاريخ.. وإن اختلفت صورها.. وستظل مصر بوحدة شعبها.. أكبر من جميع التحديات والصعاب.. وسيستمر تقدمها للأمام.. محفوظًا بنصر الله ورعايته.. وإرادة وعزيمة أبناء هذا الشعب الكريم.