وحدة المصريين الضامن الأساسى للحفاظ على الاستقرار

فى ضوء حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على المتابعة المستمرة لمستويات التأهيل الفكرى والثقافى للطلاب، التقى الرئيس مع عدد من طلاب الأكاديمية العسكرية المصرية الذين أنهوا دراستهم بها، وذلك بحضور الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة، وقادة الأكاديمية، حيث دار حوار مفتوح أجاب فيه الرئيس على استفسارات الطلاب بشأن مختلف الأوضاع المحلية والدولية.
وفى هذا السياق أوضح الرئيس السيسى أن حماية الأمن القومى عملية مستمرة بلا كلل أو ملل، مؤكدًا أن تماسك ووحدة الشعب المصرى هما محور الارتكاز والحماية الاستراتيجى للدولة المصرية، والضامن الأساسى للحفاظ على أمن واستقرار الوطن.
وأشار الرئيس إلى أن الأعوام العشر الماضية برهنت على وعى الشعب المصرى وتماسكه فى الظروف الصعبة التى تمر بها المنطقة، فكان الشعب هو حائط الصد ضد محاولات زعزعة الاستقرار والنيل من المؤسسات الدستورية تجنبًا للعواقب السلبية لعدم الاستقرار.
وفيما يتعلق بالظروف الإقليمية، أوضح الرئيس السيسى أن التطورات على مدار العقود الماضية أدت بالمنطقة إلى مفترق طرق تاريخى، يتطلب من الجميع الحذر والتأنى والدراسة المتعمقة قبل اتخاذ أى قرار، مؤكدًا أن ثوابت السياسة المصرية تقوم على التوازن والاعتدال والإيجابية لإنهاء الأزمات وليس تصعيدها، تحسبًا من الانزلاق إلى مخاطر حقيقية تهدد الأمن الإقليمى بأكمله.
وأضاف الرئيس أن دول المنطقة لها مصالحها التى يجب ألا تتعارض مع بعضها، منوهًا فى هذا السياق إلى أهمية إجراء حوار استراتيجى بينها بهدف البناء والتنمية وتعظيم الاستفادة من مقدرات شعوبها.
وأكمل: أن مبادرة حياة كريمة مرت بثلاث مراحل، كل مرحلة تضمنت 1500 قرية، وبتكلفة بلغت 600 مليار جنيه، لكن حين تم النزول على الأرض، اكتشفت الحكومة أن حجم المطلوب كبير للغاية، ولكن كان يجب تنفيذه بأى شكل ممكن، لذلك، استغرقت المرحلة الأولى من المبادرة حوالى 3 سنوات.
وأكد أن المرحلة الأولى من حياة كريمة فقط تجاوز الإنفاق عليها حوالى 400 مليار جنيه، وتحتاج المرحلة الثانية إلى مثل هذا المبلغ أو أكبر منه.
ولفت الرئيس خلال لقائه مع طلاب الأكاديمية العسكرية، إلى أن الدولة فقدت من إيرادات قناة السويس خلال الأشهر الماضية أكثر من 300 مليار جنيه، بما يعادل 6.5 مليار دولار، ما بين 600 لـ700 مليون دولار شهريًا، وما زال الفقد مستمرا.
وردًا على عدد من الاستفسارات المتعددة من الطلاب، أكد الرئيس أن الدولة تعمل على مسار إصلاحى على مدار العشر سنوات الماضية، من أجل إعداد أجيال قادرة على حمل المسئولية فى القطاعات كافة. موضحًا أهمية مواجهة السلوكيات غير القانونية التى تسعى لاستغلال المميزات التى تكفلها الدولة لفئات محددة كالسيارات المخصصة لذوى الإعاقة على سبيل المثال. كما نوه إلى أهمية التوجه المجتمعى نحو دراسة علوم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات لبناء كوادر مصرية متميزة فى هذه المجالات الحيوية، بالإضافة إلى فتح ميادين عمل جديدة وغير تقليدية وأكثر ربحية للشباب المصرى
وقال الرئيس السيسى «إن الرقمنة تولد مليون فرصة عمل جديدة على الأقل، وفرص الالتحاق بهذه الوظائف مش كتير لأن مستوى التعليم المطلوب لممارسة هذه الوظائف مش كتير»، مضيفًا: «فى مصر مهتمين بالموضوع ده، وإن الرقمنة والحاسبات ونظم المعلومات وكل شغل الذكاء الاصطناعى محتاجين نضخ فيها شباب وشابات أكتر ونخلى مستوى التعليم متقدم جدا لأن فرص العمل موجودة من البيت».
وأوضح الرئيس أن الشاب كلما زاد تقدمه فى التعليم كلما زادت فرص وظائف الرقمنة والحصول على عائد مجزٍ، وهناك دول يحصل فيها المواطن على 3 أو 4 آلاف دولار فى الشهر ودول أخرى يحصل فيها الشخص على 30 أو 40 ألف دولار شهريا، وذلك بفضل مستوى التعليم والتأهيل، موكدًا: «ده متاح لأبناء مصر بشرط الالتحاق وبسرعة بهذا التعليم، والأهالى تحط ده هدف، وأنا اتكلمت فى الموضوع كتير، والمفروض كل أجهزة الدولة كانت تشتغل لإلقاء الضوء عليه والإشارة إليه لمساعدة الناس على الحصول على هذا التعليم الذى يحقق فرص عمل حقيقة للمواطنين وعوائد لمصر».
وقال الرئيس: السيارات المخصصة لذوى الإعاقة تتمتع بإمكانيات جيدة، ولكن عندما لم تُطبق الدولة الفكرة بشكل مدروس وعميق، تعرض المستهدفون من هذه المبادرة للضرر، موضحًا فوجئنا بدخول ما يقرب من 160 ألفًا إلى 200 ألف سيارة خلال عام ونصف، ورغم أن الجمارك المستحقة عليها تبلغ 20 مليار جنيه، إلا أن 10 % أو 12 % فقط من المستفيدين كانوا من ذوى الإعاقة، بينما كانت هناك مشاكل فى أوراق الآخرين، كما استغل البعض بطاقات ذوى الهمم للحصول على السيارات بشكل غير قانونى، هذا الوضع لن يتكرر مرة أخرى، وجدد الرئيس تأكيده على أهمية تماسك الشعب المصرى، باعتباره الركيزة الأهم للحفاظ على أمن واستقرار الوطن، مضيفًا: الشعب المصرى متماسك ومتفهم رغم الظروف الصعبة، والتاريخ سيسجل أنه صامد ومستقر رغم كل الإجراءات الصعبة.
وتابع: لازم نستمر فى صمودنا واستقرارنا حتى نحقق بفضل الله سبحانه وتعالى ما ننشده من خير وتقدم وازدهار لبلدنا..الشعب المصرى محور ارتكاز استراتيجى للحفاظ على الدولة المصرية، وأى حد بيحاول يعبث بمقدرات أى دولة بيشتغل على ده.
وأشار الرئيس، إلى أن هناك شبابا أعمارهم الآن 20 و25 عاما لم يحضر ويعش الحالة التى مرت بها مصر وحجم الخراب الذى مرت به، مشددًا على أهمية الفهم لما له من أثر على المواطن من صمود واستقرار واحتمال الظروف الاقتصادية الصعبة، وهذا الموضوع هو الأهم.
واختتم الرئيس كلمته قائلا: كل سنة وأنتم طيبين والف مبروك وسعيد بكم وبأسئلتكم وفرحان بكم.. خلى باكم من نفسكم وحافظوا على نفسكم وحافظوا على مساركم.. ولما تخرجوا بالسلامة إن شاء الله قريبا ألف ألف مبروك لكم ولأسركم.