السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عندما أجهشت جولدا بالبكاء

فى  اليوم الأول من حرب 6 أكتوبر، عقد أبا إيبان وزير الشئون الخارجية الإسرائيلى مؤتمرا صحفيا، أكد فيه أن عدوان مصر وسوريا على إسرائيل يمكن اعتباره «بيرل هاربور» ثانية.. وأن مصر كانت تستعد منذ وقت طويل لهذا الهجوم.. وأنه لا يمكن لأحد أن يعبر قناة السويس كما فعل المصريون دون استعداد طويل.. وقال «إيبان» إن إسرائيل لن تنقل موضوع هذا الاعتداء فى الوقت الحاضر إلى الأمم المتحدة لأن العالم كله عرف أن الأمم المتحدة عاجزة عن اتخاذ قرار يدين الدول العربية.



ونقلت وكالات الأنباء أول بيان أذاعه «راديو إسرائيل»، جاء فيه أن المعارك التى وقعت فى مرتفعات الجولان، قد أسفرت عن مصرع خمسة وعشرين شخصا وإصابة عدد كبير من الدروز ولا سيما فى قرية مجدل شمسى.. وذكر الراديو أن الضحايا كانوا فى الحقول وقت الهجوم ولم يجدوا الوقت الكافى للاختباء. 

كما أذاع تليفزيون إسرائيل أن عددا كبيرا من الجنود الإسرائيليين قد أصيبوا خلال المعارك التى وقعت فى قناة السويس ونقلوا إلى مستشفى هاشومر فى ضواحى تل أبيب. 

بينما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية أول تصريح أدلى به «موشى ديان» وزير الدفاع الإسرائيلي، ذكر فيه أن المعركة سوف يتقرر مصيرها خلال الأيام القادمة، وسوف تنتهى بهزيمة قاسية لأولئك الذين تورطوا فى هذه المغامرة الخطرة، وأنه لو أن إسرائيل قامت بشن ضربة وقائية، لكنا الآن على الضفة الأخرى لقناة السويس. 

 

 

 

واعترف الجنرال ديان بأن القوات الإسرائيلية قد تكبدت بعض الخسائر وفقدت بعض المواقع، غير أنه ذكر أن الهجوم السورى على الجولان لم يسفر إلا عن نتائج لا تذكر، وقال إنه لم يتم الاستيلاء على أى من قُرانا، وإن كان السوريون قد احتلوا بعض المواقع هنا وهناك، وأضاف بأن المعركة الحقيقية فى الجولان لم تبدأ بعد. 

وأكد الجنرال أن القوات المصرية قد شنت هجوما بقوات كبيرة للغاية، وأشار بصفة خاصة إلى اشتراك أكثر من ألفى دبابة مصرية فى الهجوم وقال إن الجيش المصرى سوف يستفيد من حلول الليل للدفع بقوات مدرعة كبيرة إلى ميدان القتال. 

وأشار إلى التطورات الأخيرة للموقف العسكرى فى قناة السويس وقال: «إنكم تعلمون أنه من غير الممكن ان نحتفظ بهذا الخط كله سالما ما لم نضع به قوات كبيرة جدا ولم يكن هذا هدفنا». 

وأخيرا دعا الوزير الإسرائيليين إلى التذرع بالصبر خلال الفترات الزمنية القصيرة التى تلزم لتوزيع جميع قواتنا على نحو يتيح لنا تدمير العدو. 

وبعد ساعات عقد ديان مؤتمرا صحفيا ذكر فيه أن الخسائر الإسرائيلية ضد سوريا فى مرتفعات الجولان «غير هامة» وأن خط الدفاع الإسرائيلى على قناة السويس كان من الطول «بحيث كنت سأندهش إذا لم يقم المصريون ببناء جسور فوق القناة وعبروها»، وذكر ديان «أننا قد خسرنا مواقع قليلة على القناة ومن المتوقع أن نخسر أكثر». 

ووجهت «جولدا مائير» رئيسة وزراء إسرائيل حديثا عاطفيا بالإذاعة والتليفزيون للدولة اليهودية، أعلنت فيه أن الطائرات والدبابات الإسرائيلية قد ردت المصريين على أعقابهم فى سيناء، كما ردت السوريين فى مرتفعات الجولان، وأن القوات الإسرائيلية قد كبدت العدو العربى خسائر فادحة.. وأن وزير الخارجية الأمريكى قد طلب من وزيرى الخارجية المصرى والإسرائيلى أن يحاولا إنهاء الاشتباكات، وقد تنبأ بعض الدبلوماسيين فى الأمم المتحدة بالدعوة لعقد اجتماع لمجلس الأمن اليوم.

وقالت مائير «إن هذا الاعتداء قد وقع فى اليوم الكبير وهو العيد الدينى لليهود. اختاروا هذا اليوم لهجومهم عندما كان العديد من شعبنا يصلون أو يصومون، ولقد اندفع المدنيون من منازلهم ليكونوا ضمن قوات الاحتياط». 

وأنهت مائير حديثها بأن «القوات الإسرائيلية قد قضت على كل محاولة للعبور قام بها العدو فى كل الأماكن وأنه ليس هناك شك بخصوص انتصارنا». 

فى اليوم الثانى من الحرب نقلت وكالة الأنباء الفرنسية تحت عنوان «ديان يقدم كشف حساب» أنه لأول مرة فى تاريخ مواجهتهم العسكرية مع العرب ترك الإسرائيليون المبادرة للعدو.. مع علمهم مقدما بأنها ستمكنه من إحراز بعض النجاحات الأولية والتغلغل إلى حد ما فى أعماق خطوطهم. 

 

 

 

ولقد ذكر ديان فى رسالة وجهها بالتليفزيون إلى الأمة جاء فيها: لقد كنا نعلم منذ الفجر أن العدو يستعد للهجوم ولقد كان فى إمكاننا ان نتفادى الهجوم عن طريق المبادرة بضرب العدو، وأعتقد اننا أحسنا صنعا بعدم الإقدام على ذلك، ونعزى دوافع هذا القرار الذى كلف الإسرائيليين بضعة عشرات من الضحايا وفقا لما ذكره البيان إلى أسباب سياسية وجغرافية. 

فمن الناحية السياسية لم تكن إسرائيل تستطيع أن تسمح لنفسها بأن توصف مرة أخرى بأنها معتدية ولم يكن فى إمكانها أيضًا أن ترى نفسها وقد تعرضت لعقوبات من الأمم المتحدة وأن تحبس نفسها داخل عزلة دبلوماسية شاملة حتى حيال الولايات المتحدة. 

ومن الناحية الجغرافية، فإن المواقع الاستراتيجية التى حصلت عليها إسرائيل بعد حرب الأيام الستة تقع على بعد مسافة بعيدة بما فيه الكفاية عن إسرائيل ذاتها، بحيث يمكنها ذلك من استيعاب الضربة الأولى لهجوم العدو دون أن تتعرض المناطق الإسرائيلية والسكان الإسرائيليون للآثار الناجمة عن هذا الهجوم. 

كان من العسير على الجيش الذى يزعم بأنه جيش لا يقهر أن تتفتت قواه من اليوم الأول بهذه السرعة فبدأت حملات التصريحات تنفى الواقع وما يحدث فى الجبهة وقد بدأها «أبا إيبان» وزير الشئون الخارجية الإسرائيلى بتصريح له فى الأمم المتحدة بأنه «قد تم دفع القوات المسلحة المصرية كلها إلى خط وقف إطلاق النار على قناة السويس». 

وقال «إيبان» إن مصر وسوريا بمهاجمتهما إسرائيل فى أقدس أعيادها «عيد الغفران» قد ارتكبتا بذلك «أشد الأعمال الكريهة» فى التاريخ، وأنهما بقولهما إن إسرائيل كانت البادئة بالقتال قد ارتكبتا «أبشع الأكاذيب». 

 

 

 

وقد عقد «إيبان» مؤتمرا صحفيا فى مقر الوفد الإسرائيلى مع ما يزيد على 100 من الصحفيين والمصورين، الذين تم تفتيشهم من قبل رجال الأمن الأمريكيين قبل السماح لهم بالدخول بحثا عن الأسلحة. 

وردا على سؤال عما تفعله إسرائيل إزاء توغل القوات المصرية والسورية فى المناطق الخاضعة لسيطرتها قال إيبان «إن ما نفعله هو أنه وقد هاجمونا الآن فإننا نقوم بطردهم».  وقال إن إسرائيل لم تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن لأن «الجميع يعلم أن مجلس الأمن غير قادر على اتخاذ أى قرار يلقى ترحيبا من الدول العربية». 

وأفضى الجنرال هرتزوج قائد القوات المسلحة الإسرائيلية السابق بحديث إلى إحدى محطات الإذاعة المحلية الفرنسية يستخلص منه: أولا: من الناحية العسكرية كذب أن تكون إسرائيل قد فقدت حوالى ستين طائرة على الجبهتين المصرية والسورية، ولكنه اعترف بأن الطيران الإسرائيلى أصيب بخسائر ولم يحدد هذه الخسائر وكان هرتزوج غاضبا جدا فيما يتعلق بتدمير الطائرات المصرية المقاتلة. 

ثانيا: وبالنسبة لتصريحاته السابقة بعد ظهر اليوم الثانى تغيرت لهجته فيما يتعلق بمواقع القوات المصرية فى الضفة الشرقية، واعترف بأن باستطاعة القوات أن تعبر القناة مرة أخرى باتجاه الضفة الغربية وهذا يعنى ان الجسور لم تدمر كلية كما أشارت الأنباء السابقة. 

ومن الناحية السياسية فإن هدف إسرائيل كما أفاد الجنرال هرتزوج هو إعادة الوضع إلى سابق حاله فى الجبهة المصرية ولكنه ألمح إلى أن إسرائيل تطمع فى كسب المزيد من الأراضى السورية. 

وصرح كذلك بأن الهجوم المضاد لم يبدأ بعد وبأنه سيبدأ قريبا، وسئل هل ستدوم المعركة فأجاب بأن ذلك قد يستغرق عدة أيام، ونذكر بأن واشنطن كانت قد صرحت بأن المعارك يجب أن تنتهى بعد 48 ساعة وإلا طرحت القضية أمام الدول الكبرى. 

وأكد الجنرال هرتزوج أن القوات الجوية المصرية لم تنزل بها خسائر جسيمة. 

وأعربت كل الصحف الإسرائيلية الصباحية والمسائية فى اليوم الثانى عن ثقتها فى أن المعركة الإسرائيلية العربية الجديدة ستنتهى كسابقاتها بانتصار إسرائيل، غير أنها ذكرت أن ذلك لن يتم إلا بتضحيات كبيرة فى الأرواح. 

وقالت صحيفة «ها أرتز» المستقلة ينبغى أن نثبت للعالم أجمع أنه من المستحيل هزيمة إسرائيل وجيشها وشعبها، ولا يشك أحد فى أننا سنثبت ذلك، والأمر الأساسى هو أن نحتفظ بأعصابنا هادئة أثناء فترة الانتقال هذه بين الهجوم المصرى والسورى وبين الهجوم المضاد. 

أما صحيفتا «معاريف» و «يديعوت أحرونوت» المسائيتان، فقد أوضحتا أنه إذا كانت المعارك تدور بعيدا عن حدود إسرائيل فإن هذا يرجع إلى أن إسرائيل تحتل هذه المواقع فى الجولان وعند قناة السويس، ومن هنا فإن مثل هذه المواقع هى وحدها التى يمكن أن تكفل قدرا من الأمن للمواطنين الإسرائيليين المعرضين لهجمات عدو عازم على تدمير دولتهم.

وفى اليوم الثالث من الحرب رصد الدكتور حمدى الطاهرى تحت عنوان «التضليل الإسرائيلي» للمرة الثانية، حيث قال: فى أول نشرة للإذاعة الإسرائيلية صباح الثامن من أكتوبر، أذاع راديو إسرائيل أن قوات من المدرعات قامت صباح اليوم بالانقضاض على الدبابات المصرية التى عبرت للضفة الشرقية لقناة السويس خلال اليومين الأولين من المعارك، وتقوم قوات المدفعية ووحدات أخرى بمهاجمة المواقع المصرية عبر الجانب الشرقى للقناة. 

ويقول مراسلونا إنه يبدو أن الجسور التى نجح المصريون فى وضعها قد دمرت وأن الانسحاب أصبح صعبا وربما مستحيلا. وفى تلك الأثناء فإن سلاح الطيران يواصل العمل بفعالية وقد اصطدمت قواتنا فى أثناء عملياتها بطائرات مصرية وأسقطت بعضا منها. وفى جنوب سيناء فإن المطاردة ما زالت مستمرة وراء وحدة كوماندوز مصرية مكثت فى المنطقة أكثر من 30 ساعة. 

كما أن المراسلين الإسرائيليين قالوا إن وضع المدرعات المصرية صعب فى سيناء وإن الموقف يزداد صعوبة بالنسبة للمدرعات المصرية التى تجد نفسها محاصرة الآن عند قناة السويس. 

 

 

 

وقال المراسلون إن المدرعات المصرية لا يمكنها فى الواقع أن تعود عبر القنال لأن الجسور التى أقامها المصريون يوم السبت الماضى وليلة الأحد قد دمرت. 

وأوضح المراسلون العسكريون الإسرائيليون أن الوحدات الإسرائيلية فى الجولان تلاحق دون هوادة الوحدات المدرعة السورية وقد دمرت لها عدة دبابات. ويقولون أيضًا إن جزءا من المشاة السوريين عادوا مرة أخرى إلى خطوط وقف إطلاق النار، وأشار المراسلون الإسرائيليون إلى أن الخطوط السورية قد اختُرقت منذ بعد ظهر اليوم بواسطة القوات الإسرائيلية وخاصة القوات الاحتياطية للمدرعات والمدعية. 

وأوضح المراقبون أن الطيران الإسرائيلى يقدم مساندته فى كل المعارك ولا يساعده فى هذا المجال أنه يسيطر على المجال الجوى من الناحية العملية فحسب، وإنما أيضًا لأن الجو الصحو يسمح له برؤية حسنة. 

وكان الموقف العسكرى من وجهة نظر إسرائيل كما ذكرت للصحفيين الأجانب، بأن القوات الإسرائيلية تحولت إلى الهجوم على جميع الجبهات فى الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم، وذلك وفقا لأوامر اليوم التى أصدرها قادة القطاعين الشمالى والجنوبى وهى (لقد انتهت المرحلة الدفاعية من معاركنا ونبدأ الهجوم). 

وأوضح راديو إسرائيل ان المدرعات الإسرائيلية تساندها الطائرات تطارد المصريين فى اتجاه القناة، ونظرا لأن الجسور التى أقامها المصريون قد دمرت فإنهم لم يعودوا يحاولون نقل قواتهم إلى سيناء، أما الجنود الإسرائيليون الذين كانوا وهم فى مواقعهم يقاومون المصريين الذين كانوا يحاصرونهم فقد خرجوا من هذه المواقع من عدة نقاط تحت غطاء من المدفعية الإسرائيلية لمطاردة المصريين الذين كانوا يهربون. 

وأضاف المراسلون العسكريون للراديو الإسرائيلى أن الطائرات الإسرائيلية تتعاون تعاونا وثيقا مع المدرعات والمدفعية وتهاجم بالصواريخ والمدافع الدبابات المصرية. 

أما فى الجولان فإن (الاقتحام إلى الأمام) الذى أعلنه «الجنرال هوفى» قائد الجبهة الشمالية لا يزال مستمرا، كما أن المجال الجوى فى هذا القطاع يقع كله تحت سيطرة الإسرائيليين.

بلغ التضليل الإسرائيلى ذروته فى اليوم الرابع، خصوصا أنه جاء بأمر من رئيسة الوزراء الإسرائيلية «جولدا مائير» كبيرتهم التى علمتهم الكذب، يقول الكاتب حمدى الطاهرى: أعلن المركز الصحفى الإسرائيلى فى اليوم الرابع من حرب أكتوبر 1973 عن اعتزام قيام الجنرال «موشى ديان» وزير الدفاع الإسرائيلى بإلقاء بيان هام فى المساء عن أحداث الحرب، وأن البيان سيذاع فى التليفزيون الإسرائيلى فى نفس اليوم. 

اجتمع ممثلو الصحف ووكالات الأنباء فى إحدى قاعات المركز الصحفى فى تل أبيب، وحجزت خطوط التلكس التى تربط إسرائيل بجميع أنحاء العالم. 

وفى الموعد المحدد وبعد ترقب متوتر من الجميع دخل القاعة الجنرال «اهاروف ياريف» الذى عين مسئولا عن الإعلام فى اليوم السابق، وألقى بيانا متفائلا أُعِد بعناية عن الموقف على الجبهات، وختمه بقوله «إن الجيش الإسرائيلى فى وضع صعب». 

وأصيب مئات الآلاف من مشاهدى التليفزيون الإسرائيلى بصدمة ودهشة، ولكنهم انتظروا بقلوب مفعمة بالأمل حديث الجنرال ديان الذى خيب آمالهم وألقى حديثه فى اللحظات الأخيرة. 

كان بيان «ديان» يتحدث عن انهيار خطوط الجيش الإسرائيلي، واضطراره للانسحاب من جبهة القناة ومرتفعات الجولان تحت ضغط قوات المصريين والسوريين، وأن على الشعب الإسرائيلى أن يواجه أياما حالكة السواد. 

ولكن الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها «جولدا مائير» أمرت بعدم إذاعة هذا البيان وأن تخفى الحقيقة عن الشعب والعالم، وأن يستمر تزييف الواقع وتشويه الحقائق ونشر البيانات الكاذبة والمضللة، واستمرت تصريحات المسئولين الإسرائيليين تتضمن العبارات الحماسية الجوفاء مثل «سنكسر عظامهم». 

ويقول الدكتور حمدى الطاهرى: وكان أبلغ ما كتب عن تضليل وزيف الإعلام الإسرائيلى خلال الحرب، ما جاء فى كتاب «التقصير» الذى اشترك فى تأليفه ستة من أبرز الصحفيين والمراسلين الإسرائيليين عقب الحرب مباشرة بقولهم «إن أخطر تقصيرات حرب أكتوبر بالنسبة لإسرائيل هو الحقيقة القائلة إن قيادة إسرائيل السياسية والعسكرية فقدت لدى اندلاع الحرب الثقة التى كان الشعب يكنها لها، وإن أفدح أخطائها هو خوف تلك القيادة من عدم تحمل الشعب الأنباء المؤلمة عن الفشل والهزيمة ومحاولات التغطية على المسئولية الشخصية لبعض القادة عن الهزيمة».