حازم الكاديكى
الهاوية وأطماع البقاء
تعيش كرة القدم الليبية أزمة حقيقية تزداد تعقيداً، يوماً بعد يوم، نتيجة لطموحات بعض المسؤولين التى تتجاوز حدود الرياضة وتتجه نحو تعزيز السلطة والنفوذ، ما يحدث اليوم فى أروقة اتحاد الكرة الليبى ليس مجرد أخطاء تنظيمية بل هو سعى مستميت من أجل البقاء فى أعلى هرم السلطة، حتى إن كان ذلك على حساب مستقبل اللعبة.
ففى خطوة لم يسبق لها مثيل، قرر اتحاد الكرة بقيادة الشلمانى رفع عدد أندية الدورى الليبى الممتاز إلى 36 فريقاً بدلاً من 21 فى محاولة واضحة لكسب أصوات الأندية خلال الانتخابات المقبلة وضمان استمرارية البقاء فى منصب رئاسة الاتحاد.
هذا التلاعب الصارخ بنظام الدورى هو رشوة علنية للأندية، هدفها الوحيد تأمين الدعم الانتخابى دون النظر إلى عواقب هذا القرار على الكرة الليبية.
بل الأكثر إثارة للدهشة هو أن المدير الفنى صالح رحيل الورفلى صاحب الإنجازات الذى نجح فى الصعود بفرق عديدة إلى الدورى الممتاز يجد نفسه غاضباً ومستاءً من هذا الوضع، كيف له أن يستمر فى صناعة الإنجازات إذا أصبح الصعود إلى الدورى لا يتطلب أى مجهود رياضى بل مجرد قرار إدارى يرفع عدد الفرق؟ يبدو أن المواسم القادمة لن تحمل أى معنى للصعود أو المنافسة ما دامت الكراسى الإدارية هى الهدف الأسمى.
ما يحدث اليوم يتطلب أكثر من مجرد انتقاد فهو دعوة صريحة لثورة كروية حقيقية، ليبيا بحاجة إلى ثورة من الضمائر الحية إن وجدت، بحاجة إلى مسؤولين يحملون رؤية لتطوير الكرة الليبية وليس لزيادة الفوضى وشراء الولاءات.
إن بقاء الشلمانى فى السلطة بهذه الطريقة لا يعنى فقط فشل القيادة الرياضية بل هو إيذان بانهيار كامل لمنظومة كرة القدم فى البلاد.
المستقبل يبدو مظلماً والطريق إلى الهاوية بات واضحاً إذا استمر هذا النهج، الكرة الليبية بحاجة ماسة إلى تغيير جذرى إلى وجوه جديدة تحمل معها الأمل والشفافية لا الطمع والجشع.