أحمد قاعود.. الريشة الوطنية المخلصة

بقلم: خضر حسن
قاعود .. أعتبره واحدًا من أهم وأشهر فنانى الكاريكاتير فى مصر من جيل الشباب الذى حفر لنفسه مكانًا وسط الكبار، ريشته لا تخطئها العين أبدًا، فبمجرد أن ترى له «كاريكاتير» منشورًا بإحدى الصحف تعرفه فورًا وتتعجب كيف استطاع أن يصيغ هذه الفكرة كاريكاتيريًا؟
ريشة جريئة متحققة سهلة وبسيطة وتدخل القلب وتحقق الهدف بدقة شديدة متفاعل مع جميع الأحداث القومية والوطنية والعروبية بل والعالمية، أحيانًا أقول لنفسى كيف امتلك الوقت لكل ذلك!

عرفنى عليه الفنان الكبير أحمد عبدالنعيم بجريدة «الأخبار المسائى» عندما كان مقدمًا على عمل معرض خاص لبورتريهات لاعبى الكرة فى النادى الأهلى ونجح هذا المعرض نجاحًا هائلًا، عملنا معا فى إحدى الجرائد وأصبحنا أكثر من صديقين، كان طموحًا ومتفائلًا ومحبًا لوطنه بشكل فائق للحدود يمتلك عزة نفس وكبرياء ومحبة وقلبًا طيبًا وودودًا يمد لك يد المساندة دون أن تطلب وكانت تحدث بيننا فى كثير من الأحيان منافسة شريفة لتقديم أفضل عمل لكى يتم اختياره للصفحة الأولى بالجريدة، وطبعا كنت أشعر بالغيرة (الحميدة) عندما يتم اختيار عمله.
قاعود امتلك القدرة على تنفيذ الأفكار بسرعة مدهشة مع طزاجة الأفكار وتكوينات مبهجة ومجابهة عجيبة وقوية لكل قوى الظلام وأهل الشر والمؤامرات التى تحاك ضد الوطن، وكان له دور كبير فى تفنيد وكشف وإبطال شائعات وأخبار مغلوطة عن مصر فى فترة صعبة من أهم فترات مصر السياسية.
وعندما أصابه المرض منذ بضع سنوات ورغم معاناته؛ فإنه تحلى بالصبر والإيمان بالله وتحامل على نفسه وأصبح يرسم أكثر وأكثر تقريبًا كان أكثر الفنانين إنتاجًا دون مبالغة كأنه كان يدرك أن القدر لن يمهله لإكمال مشواره وحلمه، ولكن أعماله الموجودة حاليًا لهى أرشيف كبير جدًا، وعدد ضخم جدا من الأعمال يكاد لا يصل له بعض الفنانين الكبار سنًا.
قاعود انتقل بجسده نفتقده نعم كفنان وإنسان ولكن عزاءنا الوحيد أن روحه ترفرف فى سماء الكاريكاتير المصرى.. قاعود باق فى ضميرنا وفى قلوبنا وفى ذاكرة الوطن.