تكريم الإنسانية
متابعة المندوب الرئاسى: ياسمين خلف
بحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة ورجال الدين والأزهر الشريف، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي احتفال وزارة الأوقاف بالمولد النبوى الشريف بمركز المنارة للمؤتمرات.
وحرص الرئيس، على الترحيب بالدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، حيث توجه إليه الرئيس وقبل رأسه، وذلك قبل بدء فعاليات الاحتفالية، كما أهدى الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف، الرئيس «المصحف الشريف»، وأهدى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الرئيس السيسي النسخة الأولى من ترجمة معانى القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، كما شهد الرئيس عرض الفيلم التسجيلى «مولد النور» عن حياة النبى محمد- صلى الله عليه وسلم- خلال فعاليات احتفالية وزارة الأوقاف بذكر المولد النبوى الشريف، كرم الرئيس السيسي بعض النماذج المشرفة فى مجال الدعوة التى أثرت الفكر الإسلامى، ومن بينهم الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية السابق، بوسام العلوم من الطبقة الأولى؛ تقديرًا لدَوره البارز فى خدمة الدين والوطن، وجهوده فى تجديد الخطاب الدينى ونشر صحيح الدين وقِيَم التسامح والاعتدال.
وفى كلمته بالاحتفالية قال الرئيس: نجتمع اليوم لنحتفل؛ والأمة الإسلامية، بذكرى ميلاد خاتم الأنبياء والمرسلين، صلوات الله وسلامه عليه هذا اليوم المبارك؛ الذى أذن الله تعالى فيه، لشمس الهداية النبوية أن تشرق على الدنيا بمولده «صلى الله عليه وسلم».
وأضاف: يطيب لى، فى هذه المناسبة الكريمة العطرة، أن أتوجه بالتهنئة لشعب مصر الكريم، ولكل الشعوب العربية والإسلامية.. سائلًا الله العلى القدير، أن يعيدها على الشعب المصرى؛ وعلى الأمتين العربية والإسلامية؛ وعلى العالم أجمع، بالخير واليمن والبركات. وتابع: إن الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف، يبعث فى قلوبنا، معانى الإنسانية الحقيقية؛ إذ كان مولده صلوات الله وسلامه عليه إحياء للإنسانية، وتكريمًا لها.
وأضاف: لعل احتفالنا اليوم، يمثل فرصة للاطلاع على سيرته العظيمة صلى الله عليه وسلم, وتعزيز مفاهيم رسالة الإسلام فى أذهاننـا، التـى بلغت بالإنسانية أعلى درجاتها.. فرسمت للبشرية طريق المحبة والإخاء، من خلال منظومة أخلاقية؛ من شأنها أن تجمع ولا تفرق، وتبنى ولا تهدم.. فهى رسالة تدعو إلى التعايش والبناء والتنمية، حيث بينت آيات القرآن الكريم، أن من أسمى غايات الخلق، بناء الإنسان بناءً قويمًا، ليؤدى مهمته التى كلفه الله تعالى بها، ألا وهى إعمار الكون وتنميته.
وأردف: لا شك أن مهمة بناء الإنسان وتكوينه وإعداده، مسئولية تضامنية وتكاملية، تحتاج إلى تضافر جهود المؤسسات الدينية والعلمية والثقافية والشبابية والإعلامية، ومن قبل كل ذلك الأسرة.. لنبنى معًا إنسانًا قويًا واعيًا رشيدًا، يبنى وطنه فى مختلف المجالات، ليكون قدوة ونموذجًا حسنًا لتعاليم دينه.. إنسانًا صاحب شخصية قوية سوية؛ قادرة على تخطى الصعاب ومواجهة التحديات؛ وبناء التقدم والحضارة والعمران.
وأشار الرئيس إلى أن قول رسولنا الكريم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، لهو دعوة لنا جميعًا، أن نتحلى بالأخلاق الحميدة فى جميع مجالات حياتنا.. متطلعين، إلى مزيد من الجهود فى بناء الإنسان؛ بناء أخلاقيًا، وعلميًا، وثقافيًا، ومعرفيًا، ونوعيًا، من خلال استخدام جميع الوسائل الحديثة، والأساليب المتطورة التى تتسق مع طبيعة العصر ومسـتجداته.. لينطلق الإنسان فى تعامله مع غيره، من خلال مبادئ سامية؛ يعمها الخير والنفع، والرفق والشفقة والرحمة بجميع الناس، لتعيش كل الشعوب فى أجواء من السلام والأمان، ويكون منهجها عند الاختلاف، قائمًا على أساس من الحوار والإقناع، دون إكراه أو إساءة.
وفى ختام كلمته أكد الرئيس: أننا فى حاجة ماسة، لمضاعفة الجهود التى تقوم بها جميع مؤسسات الدولة، وخاصة المؤسسات الدينية فى مجالات بناء الإنسان، وترسيخ القيم، ونشر الفكر الوسطى المستنير، ومواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة، كما أؤكد أن الدولة المصرية؛ لا تدخر جهدًا فى توفير كل الدعم، وتهيئة المناخ المناسب لإنجاح تلك الجهود.