الأحد 6 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بره الصندوق!

فى مغامرة جديدة فى عالم الساحرة المستديرة، قرّر «شريف حازم»، نجم الأهلى ومنتخب مصر السابق، خوض تجربة غير مسبوقة فى قلب أوروبا، بجرأة وثقة، أسَّسَ خلالها ناديًا فى دولة أرمينيا يضم 18 لاعبًا مصريًا، ويكشف فى حوار حصرى مع مجلة «صباح الخير» عن تفاصيل هذا المشروع الذى قد يقلب موازين الاحتراف المصرى، وهل تكفى ثلاثة أشهر لصنع نجم عالمى، ولماذا اختار حازم أرمينيا، وكيف يستقطب النادى المواهب المصرية؟؟.. كل ذلك فى حورانا التالى.



• تحدّث عن النادى الذى تملكه فى أرمينيا؟

- النادى يتواجد فى دولة أرمينيا واسمه «Garni FC جارنى إف سى» يتواجد فى الدرجة الأولى فى الدورى الممتاز، وهو تابع لمنطقة تحمل نفس الاسم، مثلما هنا فى مصر نادى الإسماعيلى تابع لمحافظة الإسماعيلية، وله العديد من المشجعين.

 

 

 

• كيف جاءت فكرة تأسيس نادٍ فى أوروبا؟

- فى نهاية مسيرتى الكروية، كنت متواجدًا فى أحد الأندية بدولة سلوفينيا، ووقتها كنت أجلب لاعبين مصريين وأسوّقهم فى هذه الدولة، وكانت التجربة ناجحة تمامًا. كان معى صديقى أحمد رشوان، وهو شريكى الحالى فى النادى. تحدّثنا عن قدرتنا على جلب المزيد من اللاعبين من مصر وتسويقهم فى أوروبا، وازدادت علاقاتنا الخارجية مع الأشخاص المهتمين بذلك. قررنا أننا سننجح إذا توجهنا نحو هذا المشروع. ثم بدأنا فى الاطلاع على كيفية الحصول على نادٍ فى أوروبا، وكانت أرمينيا هى الدولة التى وقع عليها الاختيار؛ بناءً على سهولة الإجراءات مقارنة ببعض الدول الأخرى، وأيضًا لعامل السفر، إذ كانت أرمينيا أسهل بكثير بالنسبة للاعبين.

• ما قواعد ضم اللاعبين المصريين إلى النادى الأرمينى؟

- نختار اللاعبين بناءً على رغبتهم أولًا. بالنسبة لقواعد النادى، يتم اختيار اللاعبين الذين يمتلكون المهارة والقوة الجسدية، وأيضًا أصحاب الأعمار الصغيرة من 19 إلى 22 عامًا على أقل تقدير، وقتها نتحدث مع اللاعب ونرسله إلى النادى فى أرمينيا ليخوض فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وهذه الفترة كافية لصنع نجم ولاعب كرة قدم قوى، نقوم بإعداده من خلال تجهيز العديد من الفيديوهات له وهو يمارس اللعبة، وتجهيزه بدنيًا وذهنيًا. ثم ندخل اسمه فى قائمة النادى ليخوض المباريات الرسمية فى بطولة الدورى لمدة ثلاثة أشهر.

• كم عدد اللاعبين المصريين المنضمين إلى نادى جارنى الأرمينى؟

- يتواجد فى نادى «جارنى إف سى» 18 لاعبًا مصريًا فى صفوف الفريق. هذا عدد كبير جدًا؛ خصوصًا أن قواعد الاتحاد الأرمينى تسمح لنا بقيد نحو 30 لاعبًا أجنبيًا فى صفوف الفريق، نحاول بأقصى جهد مساعدة اللاعبين المصريين فى تحقيق أحلامهم فى اللعب فى الدوريات الأوروبية، من أبرز هؤلاء اللاعبين أحمد رفعت، الذى سيكون له مستقبل بارع فى الفترة المقبلة، وأيضًا عبد الله خالد سعفان، يوسف سلام، وأحمد فضل الله. هؤلاء سيكون لهم مستقبل أكثر من رائع مع الفريق وخلال فترة احترافهم فى أوروبا.

• ما الصعوبات التى يواجهها النادى خلال الفترة الحالية؟

- بكل تأكيد هناك صعوبات كثيرة، من أهمها محاربة بعض الأندية للفكرة؛ خصوصًا مع انتشار تهريب اللاعبين من قطاعات الناشئين. الكثير من الأندية تعتقد أن نادى «جارنى» يقوم بنفس الأمر، ولكننا نختار اللاعبين غير المقيدين فى الأندية، وفى الوقت ذاته المميزين للغاية. هذا السفر والفترة مكلفة جدًا، لذا يجب علينا حُسن اختيار اللاعبين.

• ما العلاقة بين نادى «جارنى» ومشروع ميدو «ذا ميكر»؟

- فكرة تأسيس نادى جارنى فى أرمينيا تهدف إلى الربح المادى بكل تأكيد، وهو ما نقوم به الآن، الربح لا يقتصر على اللاعبين المصريين فقط؛ بل فى تسويق المواهب إلى الخارج.

لكننا كمصريين نحاول بأقصى جهدنا زيادة عدد محترفينا فى الدوريات الأوروبية، وهذا من ضمن أهدافنا، الكابتن أحمد حسام ميدو تحدث عن فكرة مشروعه «ذا ميكر» فى أحد البرامج، وقال إنه يهتم بإخراج وتنمية المواهب، وتقديم الرعاية الكاملة للاعبين؛ وبخاصة صغار السن، هذا فى كرة القدم مكلف جدًا بلغة الماديات.

• ما الأمنيات التى تتمنى أن تتحقق فى الفترة المقبلة؟

- أتمنى أن يتواجد العديد من اللاعبين المصريين فى الدوريات الأوروبية، وأن يكونوا مؤثرين مع أنديتهم. كما أتمنى أن يكون لنادى «جارنى» دور، حتى ولو كان صغيرًا، فى إظهار العديد من اللاعبين المصريين وإخراجهم إلى النور.

• ما أسباب قلة المواهب فى كرة القدم المصرية فى الفترة الحالية؟

- بكل تأكيد هناك العديد من المواهب فى الكرة المصرية، ولكن قطاع الناشئين أو السن الصغير للاعبين يحتاج إلى معاملة خاصة. حاليًا نرى بعض المدربين يحبون ويكرهون، ويظلمون بعض اللاعبين، ويريدون منهم الرحيل عن النادى. هذا ما يعانى منه العديد من المدربين فى مصر. الظلم الحقيقى هو أن معظم اللاعبين الجيدين فى مصر يقررون ترك هذا المجال بعد تعرضهم لهذا الظلم. على سبيل المثال، كنت فى مدرسة الكرة بالنادى الأهلى، وكان هناك لاعب اسمه محمد عبدالسلام، وهو من أفضل اللاعبين فى تاريخ مصر فى جيل شريف أشرف وشبيطة وأحمد عادل عبدالمنعم وأنا. وقتها كان نادى برشلونة يتفاوض مع هذا اللاعب، لكن الأهلى رفض أو توقفت المفاوضات. وصل اللاعب إلى سن 20 عامًا، ثم تركه الأهلى دون مقابل. هناك العديد من هذه النماذج فى مصر.

 

 

 

• تحدّث عن مسيرتك الكروية وأسعد لحظات حياتك؟

- من المؤكد أن فترة تواجدى فى النادى الأهلى كانت أسعد لحظات حياتى، وبدأت مسيرتى فى مدرسة الكرة بالنادى لمدة سبع أو ثمانى سنوات، وبعدها انتقلت إلى بترول أسيوط، ثم إنبى والعديد من الأندية حتى عام 2014، حين تفاوض معى الأهلى وتحدّث معى الكابتن علاء عبدالصادق، وقتها رشحنى الكابتن مختار مختار للانضمام إلى القلعة الحمراء، ووقّعت العقود، كانت تلك اللحظة أسعد لحظات حياتى. بعد ذلك، رحلت عن الفريق وانتقلت إلى سموحة ثم الإسماعيلى ثم الوحدة السعودى، ثم المقاولون العرب والعديد من الأندية، حتى اعتزلت الكرة فى عام 2020.

• ما نصيحتك للشباب الذين يرغبون فى الاحتراف فى أوروبا؟

- يجب على لاعب كرة القدم الذى يرغب فى تحقيق أحلامه أن يؤمن بنفسه كثيرًا، وأن يقول لنفسه إنه يستطيع تحقيقها. لا ينبغى له الاستماع إلى المحبطين فى أى وقت. عليه بالتمرين المستمر والثابت، والحفاظ على النظام الغذائى. فى عالم كرة القدم، يجب على الشخص أن يكون أكثر اجتهادًا، وهذا يأتى بالتوازى مع الموهبة، وأيضًا الحرمان من العديد من الأشياء مثل السهر والأكل.