السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عندما يتمارض الطفل!

 من أهم المشكلات التى تواجه الأسرة كراهيه ورفض الطفل للمدرسة، وعادة ما تأخذ هذه المشكلة شكل التعبير عن الانزعاج الشديد والبكاء والرعب، أو التمارض فى صباح اليوم الدراسى  وتوسل الطفل لأسرته بالبقاء فى المنزل، وعدم الرغبة فى الذهاب للمدرسة غالباً ما تمتزج بالخوف، وهو أمر طبيعى لكون الطفل سوف ينتقل على بيئة اجتماعية جديدة بالنسبة له، لكن الشى  غير الطبيعى هو استمرار تلك الكراهية وهذا الخوف، وتحوله إلى دافع لعدم ذهاب الطفل للمدرسة.



  وكره الطفل للمدرسة يبدأ من صغره ليكبر هذا الكره بمرور السنين، حيث كثير ما نسمع من أطفالنا تلك العبارات «المدرسة زهق، المدرسة طفش، المدرسة ملل، المدرسة ذاكر، المدرسة احفظ، المدرسة اجلس، المدرسة لا تلعب» .

  وفى مجال علم النفس يطلق على رفض الطفل الذهاب للمدرسة قلق الانفصال، فالطفل عادة ما يشعر بالأمان وسط أهله، فالأم والأب يحيطانه بالرعاية الكاملة فيشعر بالخوف والقلق إذا ابتعد عنهما.

  إن قلق الطفل كثيراً ما يعود إلى الأم، فالأم التى تشعر بأن لها دوراً فى الحياة وأن قيمتها أكثر من مجرد كونها أما، فإن طفلها لا يشعر عادة بالقلق من الانفصال عنها إذا ما كانت تشعر أنه هو الذى يمنحها الحق فى الحياة وبدونه لا قيمة لها فإنها تتشبث به وتحرص على تواجده معها، وتقلق عليه إذا غاب عنها وتشعر كأنه شى  مهم يقتطع منها ومثل هذا القلق والخوف ينتقل تلقائياً للطفل الذى يشعر إذا ابتعد عنها أن مصدر الرعب قد اقترب منه فيبدأ فى إظهار بعض الأعراض والأمراض التى من شأنها أن تساعده على البقاء فى المنزل بالقرب منها وهو هنا يسعد أمه وفى نفس الوقت يبتعد عن هموم الدراسة واستذكار الدروس وأداء الواجبات المنزلية.