الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
مهرجان للكتاب فى واشنطن.. وعودة الـ AR 15

مهرجان للكتاب فى واشنطن.. وعودة الـ AR 15

حدث ثقافى وفكرى مهم شهدته واشنطن مؤخرا.. وأحاديث شيقة وممتعة دارت به أثارت اهتمام الكثيرين ممن يعشقون الكتب وكتابها ويسعون دائما للمزيد من المعرفة وتعميق الرؤى لتفاصيل دنيانا.. حدث وحديث لا يمكن عدم الكتابة عنهما خصوصا لقراء مجلة القلوب الشابة والعقول المتحررة.



أقامت مكتبة الكونجرس الشهيرة يوم 24 أغسطس الماضى وليوم واحد فقط مهرجان الكتاب الوطنى فى واشنطن (فى دورته الـ24) بمشاركة عشرات من دور النشر والمؤلفين أصحاب الأقلام والأفكار وبحضور آلاف من أهل واشنطن وزوارها.

كان حدثا ثقافيا وفكريا الغرض منه الالتفاف من جديد حول عالم الكتب وما تم كتابته وما تم طرحه وحول اهتمام القارئ الشغوف ورغبته فى المعرفة وتوسيع آفاق تفكيره وخياله.

حوارات ونقاشات طوال اليوم حول جميع القضايا والأمور وبمشاركة مئات لهم أسئلة وآراء ومواقف حول ما يتم طرحه.

البداية كانت حوارا ممتعا مع الكاتب الشهير والأكثر مبيعا جيمس باترسون (77 سنة) صاحب أكثر من 200 كتاب. وقد تجاوز رقم مبيعات كتبه الـ500 مليون نسخة. باترسون فى السنوات الأخيرة تبرع بأكثر من نصف مليون دولار لمكتبات بيع الكتب المستقلة وللمكتبات العامة. ويرى أن مساهمته ومساهمات غيره من الكتاب ضرورة لحماية الكتب والقائمين على أمرها. عالم باترسون ساحر وملىء بالأحداث والشخصيات المثيرة التى تجذب الانتباه. باترسون لا يكتب إلا بالقلم الرصاص. وقد تعاون مع الرئيس الأمريكى السابق بيل كلينتون فى كتابة روايتى إثارة، ويعمل معه حاليا على رواية ثالثة. له كتاب غير روائى إثارة بعنوان «مقتل الملك توت» صدر عام 2009. وفى النقاش الذى دار فى مهرجان الكتاب الوطنى قال باترسون أنه كان يتمنى أن يكون الملك الطفل المصرى أطول عمرا حتى يكتب تفاصيل أكثر عنه فى كتابه. وتضمن النقاشات الحيوية التى دارت فى هذا الحدث الواشنطنى التجارب الشبابية السوداء فى إحياء وإعادة تذكير الأجيال الجديدة بما عاشه أجيال الآباء والأجداد فى حركات الحقوق المدنية والمطالبة بالمساواة. وأيضا نقاش حول ما حدث من محاولات تاريخية جادة فى اعادة كتابة تاريخ السكان الأصليين لأمريكا وإبداء اهتمام أكثر لثقافتهم وتراثهم الفنى والإبداعى. وكما جرت العادة تم أيضا مناقشة الواقع الأمريكى (بما له وبما عليه) من خلال مؤرخين ومتابعين للمشهد الأمريكى وأيضا لما هو الثابت والمتغير فى المجتمع الأمريكى. هكذا تحتك العقول وتتلاقى الأفكار وتتبلور الرؤى. وذلك من خلال النقاش المستمر والمتواصل والمتحرر من كل القيود..

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

وجدير بالتذكير هنا أن مكتبة الكونجرس العريقة أسست أبريل عام 1800 أى أن عمرها 224 سنة. وتضم داخل مبانيها المتعددة أكثر من 170 مليون مادة معرفية أيا كانت طبيعتها من كتب وأوراق ومواد مكتبية وصور وتسجيلات صوتية وفيلمية. والأمر الأهم فى مسيرتها الطويلة أنها بدأت فى السنوات الأخيرة فى إتاحة فرصة الاطلاع على كنوزها عبر السنوات ولو عن بعد عبر الانترنت. وخلال هذا الحدث السنوى الذى تنظمه مكتبة الكونجرس تقوم بتعريف المهتم والشغوف كيف يمكن تحقيق هذا التنقيب والبحث والاكتشاف للكنوز المعرفية بالمجان. وهى ترى وتؤمن وتقول بأن دورها لا يقتصر على الحفاظ على الدرر الفكرية والإبداعية والتاريخية وحمايتها من الاندثار بل يشمل أيضا فتح نوافذ عديدة بأدوات الاتصال الحديثة لقراءة ومعرفة ما تم حفظه فى ذاكرة مكتبة الكونجرس على مدى العقود.

عودة الـ AR 15 

هذا السلاح النارى وهو الأكثر انتشارا فى أمريكا. وقد عاد الحديث عنه من جديد مع حادث إطلاق النار فى مدرسة بولاية جورجيا. قتل فيه اثنان من التلاميذ واثنان من المدرسين. والأمر الأخطر أن من أطلق النار تلميذ فى المدرسة يبلغ من العمر 14 عاما. تم القبض عليه. وهذا الحادث هو حادث رقم 45 من حوادث إطلاق نار فى مدرسة خلال هذا العام 2024.

والجدال المحتدم حول انتشار الأسلحة النارية واستخدامها فى أمريكا لن يتوقف أبدا. وبلا شك جزء من المواجهة السياسية والخلاف الحاد بين الديمقراطيين والجمهوريين. والفريق الأخير يدافع بشراسة عن حق الأمريكى فى امتلاك السلاح النارى. وحسب بعض التقديرات فإن نحو 400 مليون قطعة سلاح متواجد حاليا لدى أهل أمريكا.

ولم يتردد المعارضون لانتشار السلاح بهذا الحجم المهول فى وصف هذه الظاهرة الأمريكية بأنها وباء. لا يمكن تجاهله أو التهوين من شأنه أو إرجاء نقاشه للمستقبل. وكلما حدث حادث مشابه لما حدث مؤخرا (سلاح نارى وإطلاق النار فى مدرسة) نرى الأهالى وأغلب الناس فى حالة حزن وغضب يتساءلون:

متى سنضع نهاية لهذه المأساة؟ والسؤال الأكبر: لماذا لم نتحرك رغم إدراكنا بالخطر القاثم والمستمر والمتزايد عبر السنوات.