توماس جورجسيان
وداعًا باريس.. إلى اللقاء لوس أنجلوس
أغلب الأنظار فى الفترة الماضية كانت متجهة ناحية باريس، حيث الألعاب الأوليمبية 2024، وحيث كانت المنافسة الرياضية والإنجاز البشرى والرغبة فى التفوق وكسر الأرقام القياسية.
باريس 2024 كانت الأضواء وأجواء الإبهار الرياضى والفنى وتجسيدًا واقعيًا واضحًا للعيان لهذا التنوع البشرى أو العرقى الذى يشهده ويعيشه العالم وشاهدناه فى الألعاب الأوليمبية الأخيرة بمشاركة 206 لجان أوليمبية تمثل دول العالم وأيضًا فريق اللاجئين. نحو 10 آلاف و500 لاعب ولاعبة ومدرب وإدارى كانوا معًا وكنا معهم فى هذا الحدث العالمى.
وبالطبع باريس 2024 كانت الفرحة وأيضًا الدموع وكانت الانتصار والانكسار الذى تابعه الملايين من البشر من جميع بقاع العالم. كان حدثًا عالميًا لا يمكن تجاهله وحديثًا إنسانيًا لا بد من الانغماس فيه لأنه يحمل معه بعض الأمل وبعض البهجة ولو للحظات عابرة فى زماننا الخانق وعالمنا المضطرب.. وبالطبع أنا أتحدث عن المشهد العام برمته فى باريس 2024 وليس بعض المشاهد المارقة أو التريندات التى طفحت وهيمنت على السوشيال ميديا وكالعادة نشرت وروجت كل ما يعد خطابًا للكراهية وعدم قبول الآخر ـ مهما كان هذا الآخر؟
ولا شك ونحن نتابع باريس 2024 لفتت انتباهنا تفاصيل حواديت إنسانية شيقة تنظر باهتمام وشغف إلى المشاركين والمشاركات فى الأوليمبياد لترى كيف تحقق الإنجاز والفوز والانتصار بعد مشوار طويل من التدريب المستمر والجهد المتواصل من جانب اللاعب أو اللاعبة. حكاية تجر معاها حكاية أخرى تأخذنا إلى التجربة الإنسانية والروح الإنسانية التوّاقة للأمل وللغد الأفضل مهما كانت المآسى التى تحاصرنا وتحديات الواقع وآلامه. وبلا شك الأسماء عديدة وأكيد حواديتهم شيقة.
ومثلما هو الأمر بالنسبة لى ولمن يتابع الأوليمبياد كل 4 سنوات فإن ما يشغلنى دومًا هو كيف تتعامل وسائل الإعلام والصحافة مع حواديت البشر المرتبطة بالرياضة وثقافة الشعوب ونفسية وعقلية اللاعب أو اللاعبة؟ وكيف يتم حكيها بطريقة شيقة وممتعة. وهذه المرة أجد الأداء المتميز لـ The Athletic الإصدار الرياضى الأونلاين الذى اشترته صحيفة نيويورك تايمز عام 2022 بصفقة قدرت بنحو 550 مليون دولار. وقد ذكر حينذاك أن ذى أتلتيك كانت لها 1.2 مليون مشترك، وبالتالى مع شرائها وضمها لنيويورك تايمز تستطيع الصحيفة الكبرى أن تحقق ما تسعى إليه من أن يكون لها 10 ملايين مشترك (ديجيتال) مع عام 2025! نيويورك تايمز لديها الآن نحو 10.2 مليون مشترك وتسعى للوصول إلى 15 مليون مشترك مع نهاية عام 2027. أتلتيك ــ نموذج متميز وناجح لتقديم صحافة رياضية بحواديتها الإنسانية الشيقة، لذا هى جديرة بالاهتمام والتعلم منها.
وجدير بالذكر فى تناولنا لهذا الحدث الرياضى العالمى أن الفريق الأوليمبى الأمريكى المشارك فى باريس 2024 تكون من 592 رياضيًا ورياضية. 278 من الرجال و314 من النساء. تربع الفريق الأمريكى على قمة قائمة الحصول على الميداليات بـ 126 ميدالية. منها 40 ذهبية، كما أن دورة الألعاب الأوليمبية القادمة فى عام 2028 ستكون فى لوس أنجلوس. وهى المدينة التى استضافت الألعاب الأوليمبية من قبل مرتين ـ فى عام 1932 وفى عام 1984. وقد بدأت التعليقات تتحدث عن أن الأوليمبياد المقبلة ستكون هوليوودية المذاق والمزاج.. والإبهار والبهجة! من يدرى؟ علينا أن ننتظر أربع سنوات لنشهد الدورة القادمة فى عالم يتغير ويتبدل ولا يرسى على بر.. عالم قلق ومقلق.. وبالطبع حائر ومحير!
إلى اللقاء فى لوس أنجلوس..
وحديث لن يتوقف
وسواء كنا نتحدث عن السباق الانتخابى المحتدم فى أمريكا أو كنا نتكلم عن صراع الجبابرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات من أجل مكاسب أكبر ونفوذ أوسع، فإن الذكاء الاصطناعى هو المهيمن أو المسيطر على النقاش الدائر. هل سيكون له دور فى توجيه اختيارات الناخب الأمريكى؟ وهل ستدخل فى لعبة نشر وترويج الأكاذيب والشائعات المفبركة عبر السوشيال ميديا؟ كيف يمكن توسيع دائرة استعماله فيما يفيد البشر فى جميع مجالات الحياة؟ من يمكن أن يلجأ إليه؟ أو يلوذ به؟ أو يستفيد أو ربما يبتز به؟ وهل لا بد من وضع قواعد للعبة المرتقبة؟ كلها أسئلة تتوالد وبكثرة. بالطبع لا أحد يعرف إجاباتها أو يعرف ولا يريد كشف أمرها أو كشف ما يمكن أن يقوم باستغلاله فى المستقبل من أجل مكاسب أكثر قد يتحقق بسبب استخدام أو سوء استخدام الذكاء الاصطناعي. ونجد فى هذا السباق Nvidia المتخصصة فى الذكاء الاصطناعي. والعملاقة المسيطرة ـ كما يبدو مازالت متربعة على عرش مملكة الذكاء الاصطناعى، والأحداث تتوالى.