الحماية الجنسية للأطفال

د.هانى حجاج
يجب أن نعرف أولًا ما الذى يجعل الطفل يدّعى بأنه قد تعرّض للإيذاء الجنسى أو لتحرش من أحد الكبار له طابع جنسى بما فى ذلك من إثارة حادة للقلق للأبوين أو للمدرس أو للوصى. فى الحقيقة لا يستطيع الأطفال ابتداع حكايات من تفاصيل لم تمر بهم ولا اختلاق قصص بناءً على معلومات لم يتعلموها أو يجربوها. على سبيل المثال، لا يمكن للطفل إخراج قصة عن ساحر إفريقى أو فيل وردى اللون إذا لم يكن قد عرف شيئًا عنه، أو رأى صورة له، أو حتى وصفه له أحد الكبار أو طفل آخر، ولن يقول أن شخصًا ما قد حاول لمس جزء معين فى جسده أو حاول تقبيله أو ممارسة الجنس شفويًا معه ما لم يتعرض لذلك بالفعل سواء بطريقة مباشرة أو نقلًا عن آخرين.
وجب الانتباه
إن الأطفال عندما يبلغون عامين أو ثلاثة فإنهم يتلذذون فى الغالب بتعرية أجسامهم، ويحب الأطفال الصغار لمس ليس فقط أجسادهم ولكن أيضًا لمس الأعضاء التناسلية ونهود آبائهم وأخواتهم وأقرانهم. ويشيع اللهو الجنسى مع الأقران، الذى يتضمن بصورة نمطية درجة ما من التعرى واللمس المتبادل، ويظل هذا الاهتمام بالجنس لدى الأطفال عند بلوغهم سن السادسة أو السابعة، ولكن التصرفات الجنسية العلنية والصريحة تقل مع التقدم فى السن. ويوجد فيما بين أطفال مرحلة ما قبل المدرسة قدر كبير فى الغالب من الحرية فيما يتعلق بأجسامهم وبلمس أنفسهم وأقرانهم وأفراد العائلة. وفى هذه المرحلة ينخرط الأطفال فى ألعاب مثل لعبة «الدكتور» التى يمثل فيها الطفل دور الطبيب الذى يكشف على جسد زميله أو أخته مستعيدًا ذكرى العيادة التى ترتبط معه بنوع من الرهبة من إبرة المحقن التى يدسها فى لحمه الرجل الغريب الذى يرتدى المعطف الأبيض ممزوجة بالمكان النظيف الأنيق الذى تأخذه إليه أمه ليتخلص من الألم أو لعبة «عريس وعروس» التى يلعبها طفل وطفلة فى نموذج لبيت مصغر يقلدان فيه ما يشاهدانه دون فهم من قبلات وأحضان بين البالغين من ذكر وأنثى (الأب والأم) واللعبتان تتضمنان استكشافات من خلال اللمس والنظر إلى ما يسمى بالأجزاء الخصوصية لكل منهم.
بناء على ما تقدم؛ فالأطفال كائنات جنسية وينغمسون فى تصرفات جنسية. ومع هذا فهناك تصرفات جنسية معينة نادرًا ما تلاحظ عند الأطفال الذين لم يتعرضوا للاعتداء الجنسى، وهى التصرفات التى تتسم بقدر أكبر من العدوانية أو تقليد السلوك الجنسى المتقدم للكبار. على سبيل المثال، من غير العادى تمامًا أن تقوم فتاة أو صبى لم يتعرض للاعتداء الجنسى بوضع الفم على الأعضاء التناسلية لشخص آخر أو بتقليد الممارسة الجنسية أو بممارسة العادة السرية باستخدام أحد الأشياء أو بإدخال شيء ما (قلم أو إصبع) فى فتحة الشرج أو المهبل. ويزداد القلق حول احتمال وقوع الاعتداء الجنسى عند إظهار طفل صغير لمثل ذلك السلوك الجنسى غير العادى.

فإذا انخرط طفلك فى سلوك جنسى يدعوك إلى القلق يمكنك التحدث مع طبيب أطفال. بالإضافة إلى ذلك تستطيع تدوين ملاحظات تصف سلوك الطفل ووقت حدوثه وعدد المرات التى تكرر فيها، ونعنى بذلك أى تصرّف يبدر منه خلاف أسلوبه الطبيعى أو المعتاد بالنسبة له، كأن يكون أكثر انطواء مثلًا، أو تصبح ردود أفعاله عدائية أو صادمة على غير المعتاد منه أو مبالغ فى حدتها أو حتى فى طاعة غير منتظرة منه؛ هذه المدونة سوف تفيدك فى ترتيب متابعتك لطفلك وبالتالى فى تقديم صورة صحيحة لحالته، إذ إن زيارتك لطبيب طفلك أو طفلتك سوف يشوبها الكثير من التوتر الذى تضيع معه التفصيلات المهمة، هنا سوف تكون مدونتك التى كتبت فيها بيانات مثل: (لمدة ثلاثة أيام وحتى الآن يرتعد ابنى كلما حاولت لمسه)، أو (أصبحت طفلتى فاقدة لشهيتها وتنتابها نوبات قيء كل مساء مع خلو جسمها من أى مرض معروف حسب تقرير طبيبها الباطنى) أو (بدأ طفلى يتحسس جسد شقيقته بفضول كلما سمحت لهما بالبقاء معا بمفرديهما)، سوف تكون هذه المدونة شديدة الأهمية وقتها لأنها سوف تحدد إلى أقرب ما يكون تأثير الاعتداء الذى وقع على الطفل وإمكانية التعامل معه ومدى ما هو منتظر من علاجه. وربما تثبت قيمة ملاحظاتك التى تصف ذلك السلوك الجنسى غير العادى إذا أصبح من الضرورى أن تثبت للمحكمة أن طفلك قد تعرض للاعتداء الجنسى.
دور الآباء
ولأن الاعتداء الجنسى «يعلم» الأطفال معلومات جنسية لا يجب عليهم تعلمها، فإنه يجب على الآباء الذين يخامرهم الشك فى وقوع اعتداء جنسى على أطفالهم أن يعلموا أنواع التصرفات الجنسية التى تعتبر عادية أو غير عادية. وقد درس العالم النفسى (وليام فريدريك) وزملاؤه السلوك الجنسى لدى أطفال لم يتعرضوا لاعتداء جنسى. وتوصلوا إلى أن الأطفال من سن سنتين إلى سن الثانية عشرة يبدون عددًا كبيرًا ومتنوعًا من التصرفات الجنسية بصورة متكررة جدًا نسبيًا. على سبيل المثال، تبدأ ممارسة العادة السرية بصورة عرضية فى مرحلة مبكرة وتشيع – إن لم يكن بشكل عام – بين الصبية والبنات.
كتب عالما النفس وليام ميرفى وتيموثى سميث قائلين أن أغلبية ضحايا الاعتداء الجنسى لا يتحولون إلى معتدين. وأفادت الدراسات المتعلقة بالمتحرشين بالأطفال أن حوالى 30 % منهم تعرضوا للتحرش فى طفولتهم. ومع ذلك يقول ميرفى وسميث بشكل عام أن الأبحاث التجريبية لا تؤيد وجود صلة قوية بين كون الشخص ضحية ومعتديا. ولكن بعض هؤلاء الأطفال لا يعتدون. والواقع أن النسبة كبيرة من مرتكبى الاعتداءات الجنسية بمن فيهم غشيان المحارم يظهر عليهم الانحراف الجنسى فى مرحلة البلوغ بل يبدأ حتى فى مراهقتهم. وتعتبر المسألة الجنسية موضوعًا ملائمًا للحديث مع طبيب الأطفال. والنقطة المهمة هنا هى وجوب رفض آباء الأطفال المعتدى عليهم فكرة أن المصير الجنسى لطفلهم قد طبع عليه الاعتداء.
أخطاء التربية
نجد أنفسنا نتساءل حيال هذه المواقف أسئلة من نوع: ما الخطأ فى نظام تربيتنا؟ وما هو الشيء المختلف الذى كان من الممكن أن نفعله؟ ولماذا لم نر العلامات التى كانت توحى بوجود خطب ما؟ وكيف نترك هذا يحدث لأطفالنا الذين هم الأقرب إلينا من أى شيء آخر؟ عنده يجب أن تتذكر أنك لست الذى اعتدى على طفلك، وإنك الشخص الذى يحاول حمايته. بالطبع يحتمل دائمًا تقريبًا أن نرى كيف أن الأشياء كان من الممكن أن تصبح مختلفة كما هو دائما أسلوب تفكيرنا عند حدوث متاعب.
ومع ذلك فالأغلبية الكبيرة من الآباء لم يخطئوا. وأنهم اتخذوا إجراء عندما علموا بإمكانية وقوع الاعتداء. هذا هو كل ما يستطيعون أن يسألوا أنفسهم. ونلتمس سد الفراغ الذى يخلقه القلق فى نفوسنا بمحاولة استشعار الذنب القائم من جانبنا، وكأن إلقاء اللوم على الذات ليس كافيًا.
ينتاب القلق كثيرًا من الآباء من أن يلومهم أطفالهم بسبب الاعتداء الذى تعرضوا له سابقًا. ويتساءل بعض الأطفال: «لماذا لم يتدخل أبى (أمى) ليصد عنى هذا الأذى؟». ما سبب عدم تدخل الأب أو الأم لمنع الاعتداء عندما ظهرت بوادره. هنا نجد أنفسنا فى مأزق فنحن بحاجة إلى من يدعّمنا نفسيًا أولًا، فليس من الهيّن أن نتعامل ببساطة وبسعة صدر فى حالة تعرض أطفالنا للاعتداء أو التحرش الجنسى بالكيفية ذاتها التى نواجه بها إصابتهم البدنية الطفيفة أو استطالة فترات مرضهم أو زلاتهم الأخلاقية المعتادة، وهنا يجب أن يتجه التفكير أولًا نحو الاستعانة بمتخصصين وخبراء فى علم نفس الأطفال لمساعدة أطفالنا على إدراك أن الخطأ فى الاعتداء الجنسى يقع كليًا على المعتدى وليس على الضحية أو آبائهم الذين يمثلون جانب الحماية بالنسبة لهم.

يدرك المتخصصون الأثر الذى تتركه حوادث الاعتداء الجنسى على الطفل وعلى والديه، ولا بد للعلاج من أن يتناول أيضًا الاختلافات الجنسية فى كيفية معالجة الاعتداء الجنسى على الأطفال بأسلوب معرفى متفق عليه. فإن الأولاد أى الأطفال الذكور معرضون لمضاعفات نفسية أخطر مما قد تصيب البنات بسبب الإيذاء الجنسى فى فترة مبكرة من أعمارهم، وبسبب توقع اتسام الأولاد والرجال بالقوة والعدوانية فإن الواقع ضحية للاعتداء الجنسى قد يعنى لهم انتهاكًا للدور الجنسى أكثر مما هو بالنسبة للبنات والنساء.
وهذا الجرح الإضافى من الممكن أن يؤدى نوعًا ما إلى استجابات سلوكية وردود معرفية متباينة على الاعتداء بالنسبة للذكر والأنثى. فالذكور المعتدى عليهم جسديًا – على سبيل المثال – يظهرون فى الغالب مشاعر عدم الرضا والرغبة فى التعويض، وكان عدم قدرة الصبى على رد المعاملة السيئة يعكس عدم الرجولة بالنسبة للمراهقين والكبار. ويصاب كثير من الذكور الذين تعرضوا للاعتداء الجنسى بمخاوف جنسية مرتبطة بالاعتداء عليهم أو التحرش بهم.
وربما تخشى الإناث اللاتى تعرضن للاعتداء الجنسى عليهن فى الطفولة من أنهن أغرين مغتصبيهن بطريقة ما دفعتهم للاعتداء عليهن.
وهو خوف يبدو أنه يعكس فكرة نمطية لدى الإناث من أنهن موضوعات للجنس وأن الغواية هى شيء متأصل فيهن.
هذا الخوف من الممكن أن يتفاقم إذا كانت الفتاة المعتدى عليها قد تعلمت قبل الاعتداء أن تتصرف بطريقة «فاتنة» أو «مغرية» لكى تجتذب انتباه الذكور.
ونتيجة لذلك ربما تفسر خطأ سلوكها الجنسى المزيف على أنه هو الذى تسبب فى التحرش بها أو الاعتداء عليها. وبسبب هذه الادراكات التالية المختلفة ربما يجد المتخصصون داعيا للتقرب من ضحايا الاعتداء الجنسى من الذكور والإناث بطريقة مختلفة قليلًا أثناء العلاج.
النمو العضلى
من الناحية العضوية، يمر الطفل بمرحلة نضج سريعة حيث تصبح حركاته رشيقة ومنسقة وهو يسيطر عليها لدرجة أن عمليات التوصيل والمشى والتسلق والإمساك والترك لم تعد أنشطة أو أهداف فى حد ذاتها، بل هى وسائل لمحاولات جديدة. ويجد الطفل صعوبة بالغة وعدم رغبة فى البقاء داخل حدود فراغ النشاط المحدد له، أنه يريد أن يستطلع عالمة بنفسه، ويحقق إنجازات من نوع جديد. تساعده على ذلك عضلاته التى أخذت تنمو وتتطور قدرتها على العمل والتحكم فأصبحت تساعد الطفل على تنظيم عمليات التخلص من فضلات الجسم، ويصبح بإمكانه التحكم فى عضلات الشرج ومجرى البول. وهذا النضج يزداد بالغذاء - ولم يعد الآن يتكون من الأغذية اللينة- الأمر الذى يساعد على تكوين براز أكثر قابلية للتحكم فيه. وفى هذا الوقت، تصبح منطقة الشرج مركزًا لجهود الطفل الجسمية والاجتماعية والنفسية. ويواكب النضج البدنى زيادة فى طاقة الليبيدو وتوجيه هذه الطاقة من خلال أشكال تعبيرية: اللهو والأنا والأنا العليا البدائية. ويمكن تتبع أثر الرغبة فى الاستقلال الذاتى أو عدمه إلى مظاهر الاندفاعات العنيفة للهو وفى بعض الأحيان تكون هذه الاندفاعات أقوى من قدرة الطفل على مواجهتها، وأيضًا على قدرة الوالدين على مواجهتها. غير أنه، وبصفة عامة، تتفق زيادة اندفاعات اللهو وزيادة النمو فى الأنا. فالزيادة فى خفة الحركة، وزيادة الحساسية فى الإدراك، وتحسن الذاكرة وزيادة القدرة على التكامل العصبى والاجتماعى، كل ذلك يشير إلى زيادة قوة اللهو. وهذا التوازن الدائم والتذبذب بين عمليات اللهو والأنا يزداد تأثرًا بظهور عمليات الأنا العليا. ورغم بدائية هذه العمليات، إلا أنها تزداد مع اكتساب الطفل لاستقلاله الذاتى واستخدامه لهذا الاستقلال وعندما يصبح الطفل على درجة نسبية من الاستقلال الذاتى فى بعض جوانب حياته، فإنه يندمج مع تلك الإرشادات المتحكمة والموجهة التى كانت فيما مضى، فى فترة اعتماده الكلى على الغير، تعطى إليه. النمو السوى للأنا هو الذى يبعث بالنمو الصحى أساسًا؛ فالأنا هى التى تسمح بإدراك الحياة وتكامل تجربة الاستقلال الذاتى. وعندما يستطيع الفرد أن يرى نفسه «الحدود» بين نفسه وبين والديه أو من ينوب عنهما، فإنه يوسع حاسة الثقة داخل نفسه الآخذة فى الامتداد. ومع أن هذه الثقة، فى الظروف العادية، لم يعد بالإمكان تدميرها بسهولة بواسطة جهوده الشخصية نحو الاستقلال الذاتى، أو متطلبات بيئته الخاصة إلا أن الفرد يحس فى نفسه وفى عالمه بخطر الانزلاق إلى مواقف تفوق قدرته فى التغلب عليها. وهذا الخوف يخلق بعض الشك فى نفسه وفى احتمال فشله.
بداية الثقة
تبدأ جسور الثقة والأمان من اليوم الأول، عندما يكتسب الرضيع ثقته بأمه، وبيئته، وأسلوب حياته، يبدأ فى اكتشاف أن سلوكه أمر خاص به؛ أنه يؤكد أن إحساسه بالاستقلال الذاتى ويحقق إرادته، وفى نفس الوقت، يتسبب اعتماده المستمر- على غيره- فى خلق إحساس بالشك فى قرته وحريته فى تأكيد استقلاله الذاتى، وأنه يوجد كوحدة مستقلة.
ويصبح هذا الشك ممتزجًا بشيء من الخجل لثورته الغريزية ضد تبعيته الاعتمادية التى كان يتمتع بها كثيرًا، وبالخوف من احتمال تجاوزه حدوده الخاصة أو حدود بيئته.
وتعتبر هذه العوامل المتضاربة من عوامل الشد فى الطفل- (ليؤكد ذاته، وليحرم نفسه من الحق والقدرة على هذا اليقين)- تقدم الموضوع الأهم فى المرحلة الثانية. وفى هذا الصراع، يطمح الطفل الصغير بدافع داخلى لإثبات إرادته الخاصة وقدرته العضلية على الحركة، كما أنه يشعر بإحجام غريزى لتجربة قدراته الكامنة. والطفل يحتاج لإرشاد عطوف ومعاونة متدرجة فى هذا الوقت حتى لا يجد نفسه فى حيرة قد يضطر للسخط على نفسه ويصبح دائم الخجل من وجوده أو كثير الشك فى ذاته.
والطفل «... يجب أن يتعلم أن يحب ويرغب فيما يستطيع عمله، وأن يقنع نفسه أنه ما أراد إلا ما كان يجب أن يكون». عندما يجد الولد أو البنت تعلقًا عاطفيًا بأحد الوالدين من الجنس الآخر، فإنه-إنها-يميل للتعبير عن عدم الثقة بكل من يتدخل فى هذه العلاقة الجديدة. ومرة أخرى، تبعث المشاعر القديمة بعدم الثقة عندما يحس الطفل بالطابع الرقيق لهذه العلاقة الجديدة. وبالطبع ينشأ إحساس بالتنافس مع أحد الوالدين من الجنس الآخر، يؤدى إلى نتيجتين مترابطتين تتضمن أحداهما: الإحلال التدريجى «للمرغوب فيه» (الأب أو الأم) بموضوعات حب أخرى أقرب مثالًا، أى الأشخاص الذين يمكن أن يكونوا أمن استقبالًا لهذه الطاقة الانفعالية، ذلك لأن الطفل عادة يجد والديه أبعد من أن يتوصل إليهما عاطفيًا.
لا بد لنمو الطفل من أن يتناول أيضًا الاختلافات الجنسية بطريقة إدراكية معرفية. وبسبب توقع اتسام الأولاد والرجال بالقوة والعدوانية فإن الواقع ضحية للاعتداء الجنسى قد يعنى لهم انتهاكًا للدور الجنسى أكثر مما هو بالنسبة للبنات والنساء.
يجب أن يكون وعى الطفل أكثر ملاءمة للواقع. فلا يزداد اعتقاده بعدم المساواة بينه وبين منافسة الأب (أو الأم) فى النواحى البدنية والاجتماعية والجنسية. وهنا تفرده هذه العوامل للعثور على تجارب واقتناعات جديدة بالاتصال بمن هم أقرب إلى سنة. وبينما يتم استبدال الأب (أو الأم) بنجاح كموضوع حب، يصبح موقفه أو موقفها أكثر وضوحًا كذات مثالية للجنس الآخر. ويصبح الأب أو الأم، من نفس الجنس، النموذج للذات العليا. وهو يحاول أن يحقق طموحات هذا الأب أو الأم، ولكنه قلمًا ينجح فى ذلك. والأهم من هذا أنه يستخدم الأب أو الأم، من نفس جنسه، كمحقق أكبر للذات.
يبدى الأولاد والبنات اهتمامًا بالغًا بأعضاء التناسل للجنس الآخر ويؤدى إدراك الفروق، وخاصة فى حالة عدم رؤية الأعضاء فى حالة البنات، إلى قلق محدد. ويتصور الجنسان أن شيئًا ما قد حدث لأعضاء تناسل الأنثى، وأن هذا الشيء يمكن أن يحدث لأعضاء تناسل الذكر. ويولد هذا الخوف عدم ثقة ويقدم دوافع لكل أنواع الخوف أو الذنب التخيلى بالنسبة لهذه الحالة وغيرها من الأحداث التى لا يوجد لها تفسير.