الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

باريس 2024.. أولمبياد تحت الحراسة المشددة

تشارك مصر فى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024 بأكبر بعثة تتصدر بها البعثات العربية المشاركة فى الأولمبياد، حيث تضم البعثة المصرية 164 رياضيا، ثم المغرب فى المركز الثانى بـ64 رياضيا. 



وفرت الدولة المصرية كل الإمكانات للاعبين واللاعبات للتأهل إلى المحفل الأولمبى، وهو ما حدث بالفعل بعد المشاركة بأكبر بعثة على مدار تاريخ مصر فى الدورات الأولمبية، وتضم 148 لاعبًا ولاعبة أساسيين، و16 لاعبًا احتياطيًا، بإجمالى 164 لاعبًا فى 22 رياضة.

وتعد بعثة مصر الكبرى فى مشاركات العرب وأفريقيا.

 

 

 

ويشارك اللاعبون المصريون فى 22 رياضة، تضم لعبات: ألعاب القوى، كرة القدم، كرة اليد، كرة الطائرة، كرة الطائرة الشاطئية، سباحة، غطس، السباحة التوقيعية، شراع، تجديف، ملاكمة، تايكوندو، جودو، مصارعة، رفع الأثقال، تنس، تنس طاولة، الخماسى الحديث، السلاح، الرماية، القوس والسهم، الجمباز الفنى، الدراجات، الفروسية، الكياك، الجمباز الإيقاعى، جمباز الترامبولين.

التوقعات

ويشارك فى البعثة 5 لاعبين سبق لهم التتويج بميدالية أولمبية لصالح مصر، وتعد لعبة المصارعة» من اللعبات المرشحة لتحقيق ميداليات، حيث تشارك مصر بـ 11 لاعبا ولاعبة، ويعتبر «عبداللطيف منيع» أبرز المرشحين لحصد ميدالية أولمبية فى منافسات وزن 130 كجم، ويأتى فى التصنيف الرابع عالميا.

كما تعد لعبة «رفع الأثقال» مرشحة لحصد ميداليات، من خلال «كريم أبو كحلة» المرشح للتتويج بالميدالية الذهبية أو المنافسة بقوة عليها وفقا لنتائجه فى بطولة العالم 2023، ومعه الثنائى «سارة سمير» لاعبة وزن 81 كجم و«نعمة سعيد» وزن 71 كجم أبرز المرشحين. 

 

 

 

أيضًا لعبة «الخماسى الحديث» مرشحة لحصد ميداليات حيث يشارك الاتحاد المصرى للعبة بـ 4 لاعبين هم: مهند شعبان، أحمد الجندى، سلمى أيمن، وملك خالد، ويعد أحمد الجندى صاحب فضية أولمبياد طوكيو مرشحا للمنافسة على ميدالية جديدة فى باريس.

وتأتى لعبة «الرماية» ضمن قائمة الترشيحات للحصول على ميدالية، حيث يشارك الاتحاد المصرى بـ 11 لاعبًا ولاعبة هم: عزمى محلبية، محمد حمدى، إبراهيم أحمد، عمر هشام، عمر خالد، ريماس وليد، هالة الجوهرى، أميرة أبوشقة، مى مجدى، نور عباس، وماجى مصطفى، وأبرزهم «عزمى محيلبة».

 

عمر عصر
عمر عصر

 

كذلك لعبة «التايكوندو» مرشحة، حيث يشارك الاتحاد المصرى بـ3 لاعبين هم: أحمد وائل نصار فى منافسات 68 كجم، وسيف عيسى فى منافسات 80 كجم، آية شحاته فى منافسات 67 كجم.

وبالطبع لعبة السلاح مرشحة بعدما حقق اللاعب محمد السيد برونزية سلاح السيف، حيث يشارك الاتحاد المصرى للسلاح بـ 21 لاعبًا ولاعبة بواقع 16 لاعبًا اساسيا و5 لاعبين احتياطى. 

وبالنسبة لكرة القدم، فبعد الصعود لدور نصف النهائى بعد الفوز على باراجواى بركلات الترجيح، زادت الآمال فى إمكانية تحقيق ميدالية، بينما تبقى «كرة اليد» أبرز اللعبات التى نتمنى تحقيق ميدالية من خلالها خصوصا أن المنتخب المصرى مصنف ضمن كبار اللعبة. 

أزمات متلاحقة

لم تكن أزمة «السكتة التكنولوجية» أو «شاشة الموت الزرقاء» التى عُرفت بـ «العطل التقنى» آخر الأزمات التى شغلت العالم بما سببته من إرباك واضطراب وخسائر بمليارات الدولارات، حيث اتجهت أنظار العالم مجددا بترقب وحذر نحو دولة فرنسا، مع بدء العد التنازلى لانطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية «باريس 2024»، التى قدمت لنا مجموعة جديدة من الأزمات، استدعت معها تاريخا من المواقف السياسية والأزمات الأمنية، ولم تعد الألعاب الرياضية وتحقيق الميداليات فى هذا العُرس الرياضى العالمى هى عنصر الجذب الوحيد!

الإرهاب وحكومة ماكرون 

قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية «باريس 2024»، كانت المخاوف من حدوث «عمليات إرهابية» بالتزامن مع أحداث الافتتاح والمنافسات الرياضية تحتل صدارة قائمة مخاوف الرئيس الفرنسى «ماكرون» و«الحكومة الفرنسية» على السواء، خصوصا بعد محاولات ناجحة من الرئيس الفرنسى «إيمانويل ماكرون» فى إبعاد «التجمع الوطنى» أقصى اليمين عن صدارة المشهد الانتخابى. المخاوف المتصاعدة من هجمات إرهابية فى باريس بالتزامن مع الأولمبياد خصوصا حفل الافتتاح الذى نظمته «باريس» على نهر السين، للمرة الأولى بعيدا عن الملعب الرئيسى، دفعت «ماكرون»، إلى القول بأنه يمكن نقل حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية فى باريس إلى استاد فرنسا، فى حال اعتبرت السلطات الأمنية أن مستوى التهديد الأمنى مرتفع للغاية، حيث أعلن عن اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية لضمان سلامة الألعاب الأولمبية والبارالمبية التى من المتوقع أن تجتذب ملايين الزوار من أنحاء العالم.

 

من مباراة مصر وفرنسا
من مباراة مصر وفرنسا

 

 الاحتجاجات

«الاحتجاجات» هى الأزمة الثانية التى واجهت «باريس» بالتزامن مع انطلاق دورة الألعاب الأولمبية، حيث احتشد عشرات المتظاهرين فى شوارع العاصمة باريس رافعين ملصقات تطالب بمقاطعة الأولمبياد.

ومع بدء الدورة، قامت السلطات الفرنسية بطرد المهاجرين والمشردين من مدينة باريس قبل بدء الألعاب الأولمبية، وتعرضت لانتقادات واسعة من قبل المواطنين بسبب تصرفاتها غير القانونية تجاه هذه الفئات على حد قول الشارع الفرنسى.

مفاجأة أو «أزمة جديدة» كانت فى انتظار الفرنسيين، قبل ساعات من حفل افتتاح الأولمبياد، أثارت لغطا وسببت جدلا واسعا واضطرابا فى إجراءات التأمين، حيث تعرضت شبكة القطارات السريعة لهجوم ضخم وواسع النطاق.

وأثارت أزمة «العشاء الأخير» غضبًا على المستوى الدولى وردود فعل عنيفة، بمحاكاة لوحة «العشاء الأخير» للسيد المسيح، ما اضطر معه منظمو الأولمبياد لحذف الفيديو الرسمى لحفل الافتتاح .

مشهد المحاكاة وصف بـ«الأسوأ على الإطلاق»، وكتب «إيلون ماسك» صاحب شركتى تسلا وسبيس إكس على موقع «إكس»: «إن الأداء كان غير محترم للغاية للمسيحيين. 

وليس بعيدا عن المساس باحترام الأديان وحرية المعتقدات، كانت أزمة أخرى فى الداخل الفرنسى، تم تسليط الضوء عليها، حيث لم يسمح للاعبات المحجبات بالمشاركة مع المنتخبات الفرنسية فى الأولمبياد، ومن هؤلاء لاعبة كرة السلة «ديابا كوناتى»، التى جلست فى مدرجات الأولمبياد كمشجعة بسبب ارتدائها الحجاب. 

«كوناتى» اكتشفت أنها غير مسموح لها بالدخول إلى الملعب، بسبب تغيير القواعد الذى أجراه الاتحاد الفرنسى لكرة السلة، الذى يحظر صراحة أى ملابس «ذات دلالة دينية أو سياسية».

أما عن الأزمات التنظيمية، فى واقعة شهيرة، فبالإضافة إلى العديد من الأخطاء فى أسماء الدول ورفع العلم الأولمبى مقلوبًا، كانت الأخطاء فى أسماء الدول خلال عرض الافتتاح، كما وقعت لحظة محرجة عندما وصف المذيعون كوريا الجنوبية بأنها كوريا الشمالية، بينما كان الوفد الكورى الجنوبى يبحر فى نهر السين.

أزمة أخرى ظهرت، إذ أعلن مسئولون أولمبيون أن سباق الترياثلون للرجال الذى كان مقررًا الثلاثاء 30 يوليو، تم تأجيله بسبب مستويات تلوث المياه فى نهر السين.

تاريخ الانتهاكات الأمنية

الاستعدادات والتشديدات الأمنية الفرنسية، إذا كانت غير مسبوقة فى طبيعتها، فإن تاريخا من الانتهاكات الأمنية خلال دورات الألعاب الأولمبية يبرر تلك الإجراءات، ويتمثل أبرز تلك الانتهاكات فى «أولمبياد ملبورن» 1956، التى شهدت مواجهة دموية فى «كرة الماء» بين المجر والاتحاد السوفيتى بعد قمع الثورة المجرية، إضافة لمقاطعة عدة دول احتجاجًا على التدخل السوفيتى فى المجر. 

وشهد «أولمبياد مونتريال» الكندية عام 1976، تعزيزات أمنية مكثفة وغير مسبوقة وأيضًا مقاطعة من طرف بعض الدول، بينما شهد «أولمبياد موسكو» 1980، ذروة المقاطعات، عندما قاطعتها الولايات المتحدة وبعض دول الغرب واليابان احتجاجًا على الغزو السوفيتى لأفغانستان عام 1979.

وبالمثل، شهدت «أولمبياد لوس أنجلوس» 1984، المقاطعة السوفيتية ردًا على المقاطعة الأمريكية لأولمبياد موسكو، كما قاطعت معظم دول الكتلة الشرقية هذه الأولمبياد. 

التداخل بين السياسة ودورات الألعاب الأولمبية تاريخ ممتد لسنوات بعيدة، بل إنه يمتد للبدايات، ولا تتوقف أزمات الأولمبياد فقط على الأحداث الأمنية والسياسية، بل هناك أزمات من نوع آخر تطل برأسها بقوة لم تنته إلى اليوم. 

أولى الأزمات هو «شبح المنشطات»، الذى خيم على دورة «سيدنى 2000» بأستراليا، حيث تم اكتشاف 11 حالة لتعاطى المنشطات، وفى دورة «أثينا 2004»، ألقى شبح المنشطات ليلقى بظلاله على فعاليات الدورة، حيث استُبعد العداء اليونانى «كينتيريس» ومواطنته العداءة «ثانو» من المشاركة فى فعاليات الدورة بسبب تغيبهما عن اختبار الكشف عن المنشطات عشية يوم الافتتاح.

رياضات وأرقام 

يشارك فى أولمبياد باريس 2024، نحو 10500 لاعب، ويتنافسون فى 32 رياضة فى 35 مكانًا فى فرنسا والأقاليم التابعة لها. 

وشهد البرنامج الرياضى للدورة تغييرا، حيث تظهر 3 رياضات جديدة، بينما تستمر 3 رياضات ظهرت كرياضات إضافية فى أولمبياد طوكيو، هى التسلق والتزلج وركوب الأمواج، فى حين تم إسقاط رياضتين هما الكاراتيه وكذلك البيسبول / الكرة اللينة، لكنها ستعود فى لوس أنجلوس 2028.

البريك دانس: هو تنافس يمزج بين البراعة الفنية والرقص مع الحركات البهلوانية، نشأ فى حى برونكس بنيويورك فى سبعينيات القرن الماضى.

أما الكانوى المتعرج الجديد والكاياك كروس: فظهرت لأول مرة فى الألعاب الأولمبية فى ميونخ 1972، سيشهد الكانوى المتعرج بالزوارق حدثا جديدا يضاف إلى قائمتها مع ظهور قوارب الكاياك لأول مرة فى باريس 2024.

والتزلج الشراعى: هو رياضة ستكون ضمن 10 منافسات شراع فى باريس 2024، وهو الظهور الأول له ضمن الألعاب الأولمبية.