بحيرة قارون تعود للحياة

 فى إطار الاهتمام الذى توليه القيادة السياسية، بمختلف البحيرات على مستوى الجمهورية، ومن ضمنها بحيرة قارون، لما لها من مردود إيجابى مهم على مستوى معيشة الأفراد العاملين بمجالى الصيد والسياحة، عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، اجتماعًا موسعًا عبر خاصية «الفيديو كونفرانس» مع الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ الفيوم، لمتابعة الموقف التنفيذى لمشروعات إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون، وإجراءات إنزال الزريعة السمكية بالبحيرة، وذلك بمقر وزارة البيئة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وأشادت الوزيرة، بجهود جميع الجهات المشاركة فى مشروع إعادة التوازن البيئى ببحيرة قارون والذى تم العمل عليه خلال السنوات الماضية، مؤكدة أهمية المتابعة الدورية لمحاور تنفيذ المشروع، الذى يتضمن عددًا من المكونات للقضاء على التلوث بالبحيرة، حيث شهدت الفترة الماضية تطورًا ملحوظًا فى أوضاعها.

وأوضحت «فؤاد»، أن جهاز شئون البيئة قام بتركيب محطة رصد على البحيرة لمتابعة أيه مشاكل قد تواجهها وتحليل النتائج أولًا بأول والعمل على حلها، كما أنه تم العمل خلال الفترة الماضية على إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات التى يواجهها محور الاستزراع السمكى بالبحيرة، وتم عقد عدة اجتماعات مع جميع الجهات العلمية المعنية بهذا المحور، للخروج بقرار ملزم وموحد وتسهيل الإجراءات فى هذا الشأن. 

من جانبه، استعرض الدكتور أحمد الأنصارى، محافظ الفيوم، المشروعات التى يجرى تنفيذها بمشروعات إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون، ونسب ومعدلات التنفيذ بها، موضحًا أن المحافظة تعمل بالتنسيق مع الوزارات والجهات ذات الصلة لإعادة الحياة البيولوجية لبحيرة قارون على أسس علمية مدروسة.

ولفت المحافظ، إلى أن ما يتم تنفيذه من مشروعات للصرف الصحى يتخطى 20 مشروعًا، سواء من خلال الخطة الاستثمارية للمحافظة أو خطة تنفيذ المشروعات العالقة، أو بواسطة المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، أو من خلال القرض الأوروبى، بجانب أعمال مشروعات وزارات الموارد المائية والرى والزراعة والإسكان والبيئة بمحافظة الفيوم، بما يسهم فى معالجة أكثر من 90 % من المياه الداخلة لبحيرة قارون.

وأكد «الأنصارى»، أنه تم التشبيك بين محافظة الفيوم، ممثلة فى الفريق العلمى المشكل، ووزارة البيئة، وجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، والمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، وجميع الجهات الشريكة، لسرعة إنزال زريعة أسماك البلطى ويرقات الجمبرى، لما لهما من القدرة فى التعايش والتأقلم مع طبيعة الحياة المائية لبحيرة قارون، وذلك بعد التحاليل والأبحاث التى أجريت مرارًا وتكرارًا بشكل دورى على مياه البحيرة.

وأشار محافظ الفيوم، إلى أن المحافظة تعاونت مع العديد من الجهات البحثية المتخصصة فى مجالى الأسماك وتنمية البحيرات لتطوير وتطهير بحيرة قارون، من خلال إجراء العديد من الأبحاث والتحاليل على مياه البحيرة خلال الأربعة أعوام الماضية، من خلال تقسيمها إلى 6 قطاعات، وقامت كل جهة من الجهات بإجراء تجاربها بشكل مستقل، وكانت تكرر تحاليلها دوريًا بمتابعة شخصية منه، حيث أفادت الدراسات أن الوضع حاليًا بالبحيرة يسمح بإطلاق زريعة أنواع الأسماك التى تتلاءم مع وضع البحيرة من حيث معايير جودة المياه ومقاومة الإصابة بطفيل الأيزوبود، ووفقًا للمواعيد والأماكن المحددة لنوع كل زريعة من الأسماك وتبعًا لخطة ممنهجة لإنزال الزريعة.

وأوضح «الأنصارى»، أنه تم إنزال زريعة أسماك أمهات أسماك الموسى، لبحيرة قارون فى شهر يناير 2023، كتجربة لقياس عودة الحياة البيولوجية للبحيرة، بهدف إعادة دراسة المشهد، وأكدت التجربة تعافى البحيرة، مما يثبت بشكل قوى إيجابية نتائج الأبحاث والتحاليل التى أجريت عليها، بما يسهم فى الارتقاء بالقطاع الاقتصادى، الذى بدأ يتعافى فى ظل الرؤية المنهجية والعلمية للقيادة السياسية للدولة المصرية.