الإثنين 9 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

العالم علمين كامل العدد

الأنغام بعد الألغام

 المرح والثقافة.. الكبار والصغار.. الماضى والحاضر والمستقبل.. المشاهير والعامة.. كلها مترادفات من الصعب تجمُّعها فى مكان واحد.. لكن الشركة المتحدة جمعتهم فى حدث واحد على شاطئ العلمين.



فعندما يجتمع الفن، والموسيقى، والمسرح، والرياضة، والألعاب، والحرف اليدوية، والسرد القصصى، وغيرها مما يمزج بين المرح والإبداع، تتحقق جوانب الثقافة والمتعة فى أكبر مهرجان بالساحل الشمالى للسنة الثانية على التوالى.

 

 

 

فى دورته الثانية، رفع مهرجان العلمين شعار «كامل العدد»، يهتم بأفراد الأسرة، بداية من الطفل الذى خصص له مهرجانًا مصغرًا يحمل اسم «نبتة»، لاكتشاف المواهب والحفاظ على هوياتهم، ومغامرات الشباب من خلال الأنشطة الرياضية سواء البحرية أو الشاطئية وغيرهما، واهتمامات الأم للتعرف على المطبخ العربى والعالمى من خلال مهرجان «الطعام»، وإعادة إحياء زمن الفن الجميل عبر مهرجان «المسرح»، وما يقدمه من عروض تجمع بين الماضى والحاضر، إلى جانب الاهتمام بأصحاب الذوق الرفيع ومحبى كلاسيكيات الفن، والموسيقى التى تجمع بين الطربى والشبابى.

إضافة إلى التأكيد على الوحدة العربية، والتضامن مع القضية الفلسطينية، رفع المهرجان علم فلسطين إلى جانب العلم المصرى.

ويشارك الفنانون العرب فى الفعاليات، إلى جانب تخصيص 60 % من أرباح المهرجان لدعم فلسطين، وعبر حفل الافتتاح عن هذا التضامن، بداية من اشتراك فرق فولكلور التراث الفلسطينى، واختيارات الفنان محمد منير لأغنياته لدعم القضية الفلسطينية.

 

 

 

«نبتة» بالعلمين

وضعت الشركة المتحدة الأطفال فى دائرة الاهتمام لتطور شخصياتهم، من خلال تخصيص مهرجان لهم فى الدورة الثانية لـ«العالم علمين» وأطلقت عليه «نبتة»، حيث يتضمن مجموعة من ورش العمل الثقافية والفنية، مثل السرد القصصى، الذى يعزز من مهارة الاستماع والفهم لدى الأطفال، وتنشيط خيالهم من خلال تمارين إبداعية، مما يمنحهم فرصة لخلق روح المؤلف المبتكر، إضافة إلى ورش عمل عن الحركة الإيقاعية والتى تهتم بعالم الرسوم المتحركة بتقنية جديدة للأطفال.

ولاكتشاف الموهبة، اهتم برنامج «نبتة برينور» بالأنشطة العقلية التى تجمع بين المهارات العملية والتعبير الفنى، وورش صناعة المحتوى، بمساعدة خبراء مصريين تفوقوا فى صناعة محتوى الطفل، إضافة إلى ورش لرواد الأعمال.

وهناك فعالية الكارتينج التى تتيح المشاركة فى سباق السيارات، وغيرها من الفعاليات التى تثير الاهتمام، إضافة إلى تنظيم «معرض الفن» المصاحب لورش العمل لعرض مشاريع الأطفال الإبداعية.

 

 

 

وأعلن المهرجان عن جوائز «نبتة للطفل»، وهى مسابقة مخصصة للمحتوى العائلى، فى مختلف الأعمال والفئات الإبداعية، من كتابة سيناريو أو شعر أو أغانٍ أو كتب للأطفال، وفى مجال أفلام الأطفال سواء المتحركة أو الحية قصيرة أو طويلة، والدراما أيضا سواء تليفزيونية أو رقمية، ومعالجته وتصميم الشخصيات، حيث تهدف هذه المسابقة إلى دعم وتشجيع الإبداع فى المحتوى الموجه للطفل والأسرة، من خلال توفير منصة لعرض أعمال صانعى المحتوى الموهوبين.

أرض الأنغام 

واعتبر محمد شوقى، الناقد الفنى، أن المهرجان عرس ثقافى وفنى وسياحى وإبداعى، يعيد ريادة مصر الفنية والحضارية، مما يحدث سباقًا بين كبار الفنانين على تقديم الفن الراقى، مستبشرا بعودة هذا الفن مع مواكبة التطور.

وأشار شوقى، إلى تألق العلمين الجديدة، وكيف تحول المكان إلى مدينة ساحرة، جاذبة للسياح، واصفها بالتحول من أرض الألغام إلى أرض الأنغام، مع تواجد كبار مطربي العالم العربى.

 

 

 

وأوضح أن اهتمام المهرجان بالطفل وتنوع أنشطته، جاء نتيجة الغزو الثقافى الغربى من خلال أفلام الكارتون والدراما والأغانى وغيرها، مما يساهم فى قتل الهوية العربية.

معتبرًا أن «نبتة» بداية لإعادة تشكيل الطفل المصرى والانتماء لعروبته.

وقال إنه لا يجب التوقف عند فعاليات المهرجان، ولكن فى استمراره وتطوير البرامج الخاصة بالطفل، سواء على المنصات الرقمية أو المحلية، لتنمية ثقافة الطفل ومواكبة التطور.

المسرح السياحى

أكد أيمن الشيوى، مدير المسرح القومى، على أهمية المسرح السياحى، بوصفه أحد أنواع المسارح فى العالم، ويتم حجزه قبل بدء الموسم السياحى بسنة على الأقل، ويتم وضعه على الخريطة السياحية.

مضيفًا إن إعادة هذا المسرح مرة ثانية فى مدينة العلمين الجديدة، إضافة قوية للخريطة ويجب تشجيعها.

ولمست الجماهير هذا العام تطورًا فى خريطة مهرجان العلمين فى السنة الثانية، بما يقدمه من فعاليات تنظم للمرة الأولى، على مدار 50 يومًا خلال فترة المهرجان، حيث شملت أنشطة الدورة الثانية مجموعة من العروض المسرحية، تساهم فى إحياء النشاط الثقافى والفنى، تنوعت بين مسرحيات شبابية مثل «السندباد، ودكان أحلام، والستات عاوزة إيه، والشهرة، وحدوته قبل النوم، وعملوها إزاي»، وعرض جزء من حياة عبدالحليم حافظ من خلال مسرحية «حبيبتى من تكون».

 

 

 

وكان عمرو الفقى، الرئيس التنفيذى والعضو المنتدب للشركة المتحدة كان قد أكد مؤخرًا عن عرض 4 مسرحيات للمرة الأولى فى مصر، ومنها «حبيبتى من تكون» و«السندباد» التى تدور أحداثها حول عمر أبو الهول الذى يعيش حياة المغامرات، بعد أن وجد قلادة سحرية فى مقبرة قديمة، تعود به إلى زمن السندباد، فيتقمص تلك الشخصية إضافة إلى مسرحيات أخرى.

وقال أحمد زيدان، الناقد المسرحى، إن وجود منفذ جديد لتقديم العروض المسرحية بتلك الصورة وهذا الحجم من الجماهير، يعتبر أمرًا بالغ الأهمية، موضحًا أن المسرح فن مواجهة الجمهور، ولذلك فهو يخلق فنانًا حقيقيًا.

وأشار إلى أن وجود فن حقيقى يساهم فى تشجيع القطاع الخاص، على الاستثمار وإنتاج مثل هذه العروض الناجحة، مثلما حدث فى موسم الرياض، قائلًا إن تنوع العروض يعنى تطورًا فى الأداء.

وقال زيدان إن الأنواع التى يتم تقديمها الآن على مسرح العلمين، ستلقى رواجًا فيما بعد بحسب فلسفة المهرجان وما يدعمه، سواء كان هذا النوع المسرحى، سياحيًا أو سياسيًا أو كوميديًا، فهو دعم للمسرح بمختلف أنواعه، إذا وجد تفاعلًا مع تطور طرق العرض والتقديم لتناول المواضيع.

وأشار إلى أن العمل الإبداعى أسرع فى توصيل الرسالة التى يمكن أن تقدم فى ندوات عديدة، حيث ينقل الفكرة، والمعلومة، والإحساس، وهو ما يرفع من الذوق العام والمستوى الثقافى للمتلقى، مما يحدث رواجًا لفن المسرح، ومواكبة التطور. 

ديوان العرب 

حرص المهرجان على تنوع الحفلات الفنية، وتختلف الأغنية عن الشعر والرواية، حيث تختلف الأذواق بتغير الزمن، وحينما أحيا الفنان محمد منير حفل افتتاح المهرجان، كانت عودة قوية له بعد تفاعل الجمهور معه الذى فاق التوقعات، رغم حرصه على أداء الأغنية الوطنية والعربية.

إضافة إلى تنظيم نحو 35 فعالية ترفيهية، و12 نشاطًا رياضيًا، و10 حفلات موسيقية، وغيرها من الفعاليات الفنية، إلى جانب تقديم عروض مسرح الشارع مجانًا للجمهور، فى ساحة المهرجان الرئيسية، وتوفير شاطئ مجانى لاستقبال زوار العلمين الجديدة دون أى رسوم خلال فترة المهرجان.

من جانبه أكد أحمد سعد الدين، الناقد الفنى، على التطور الشامل فى مختلف المجالات، الذى يشهده مهرجان العلمين فى دورته الثانية، قائلا إنه ليس مهرجانًا سينمائيًا أو غنائيًا فقط، ولكنه رحلة ثقافية، واحتفالية فنية كبرى حيث تستمر إقامته قرابة الشهرين، ويجب تشجيع تلك الرؤية لإنجاح هذا التطور والجهد المبذول للخروج بهذا الشكل المشرف.

وأكد أن المهرجان هو بانوراما ثقافية فنية، كما أنه أحد أهم العناصر المروجة للسياحة فى مدينة العلمين الجديدة، وتقديمه لمختلف أنواع الفنون من أغنية ومسرح وموسيقى، هو جزء من قوة مصر الناعمة، إلى جانب استحداث برامج للأطفال وتنمية مواهبهم، وكذلك التعرف على التراث والذوق العام لمختلف دول العالم، من خلال وجود أشهر الطهاة لتقديم ما يتميز به كل بلد من أطعمة.

وقال إن الفن هو عنوان للسياحة فى مصر، ونجوم الصف الأول المصريون هم جاذبو العرب، مشيرا إلى عودة زمن الفن، والاهتمام بالكلمات أكثر من الرتم أو الإيقاع السريع، الذى يحدث خللا فى الذوق العربى.

المطبخ العالمى

أنشطة استثنائية على شاطئ المتوسط فى مهرجان العلمين،  ترضى جميع الأذواق، حيث يشهد مهرجان «الطعام» المقام للمرة الأولى فعاليات التذوق، حيث يهتم بتقديم مختلف الأكلات المتنوعة من جميع أنحاء العالم.

وتعد هذه الفعالية تجربة جديدة للتعرف على تراث كل دولة من خلال مشاركة العديد من المطاعم المحلية والعالمية، وتقديم أشهى المأكولات الخاصة.

ويروج مهرجان الرياضة للسياحة الترفيهية والشاطئية بمدينة العلمين الجديدة، حيث يتضمن عددًا من المسابقات فى مختلف الالعاب الجماعية والفردية، منها كرة القدم، والسلة، والطائرة، والتنس، وغيرها إلى جانب الاهتمام بفعاليات لذوى الهمم «الاحتياجات الخاصة».

واشتملت المنافسة أنشطة «باك لاين» والتى تخللتها مسابقات مختلفة على الشاطئ مثل الكرة الطائرة الشاطئية، ورياضة «الباراموتور» وهى طيران شراعى، تتكون من المحرك والونج المناسك للوزن، ويتم الطيران أعلى مدينة العلمين.

وتميزت فعاليات «الكارتينج» بالبساطة، فتعتبر من أسهل أنواع سباق السيارات، حيث يمكن ممارستها فى أى مرحلة عمرية، وهى تعزز الثقة بالنفس وتزيد من قوة التركيز.