الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نصيحة: كلم نفسك؟!

ريشة: سامح سمير
ريشة: سامح سمير

نحاول أن نخلق لأنفسنا الطمأنينة والسعادة بما يسمى حديث النفس . بعضهم يقول : ده جنان .. اللى يكلم نفسه مجنون.. لكن «مين فينا مبيكلمش نفسه»؟! 



 مناجاة النفس أو حديث الذات، تأمل داخلى لفهم المشاعر بشكل أعمق وتحليل السلوكيات، فهل لها طريقة صحيحة محددة؟.. وما أضرارها؟ وأهميتها؟ وهل هنا تعد علاجًا نفسيًا أم جنوناً؟!

الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية، يقول: «من المفترض أن الإنسان يكون له مفهوم ذاتى إيجابى عن نفسه، ويبدأ يكلم نفسه عن تاريخ إنجازاته ونجاحه، ويركز أكثر على نقاط القوة فى حياته، مهما كان حجمها؛ فيشعر بالرضا، وذلك من مُسببات السعادة».

يكمل: يبدأ الإنسان ينظر لعلاقاته الإنسانية، ومشاركاته الاجتماعية حتى لو بكلمة طيبة أو ابتسامة.

واسترسل: مناجاة النفس تجعل الإنسان قادرًا على تلقى الصدمات، وتنظيم تفكيره، وثبات انفعاله، وعلاقاته الإنسانية تتسم بالتوازن، وبناءً عليه مهم أن الشخص يشتغل على نفسه طول الوقت.

يتابع د. هندى: كُلما كان الشخص إيجابيًا، كُلما كان نشيطًا أكثر فى علاقاته وتعاملاته الشخصية، والقدرة على الإنجاز، وأسرع فى أداء مهامه، وأضاف: إذا كان وقت حديث الذات قصيرًا ولا يعزل الإنسان عن حياته الاجتماعية، فالأمر طبيعى، أما إذا استغرق حديث الذات ساعات طويلة، وخلق أحاديث افتراضية فيُصاب الشخص بمتلازمة جوسكا.

 

ريشة: خضر حسن
ريشة: خضر حسن

 

يكمل: «وغالبية الأفكار التى تنتاب المصابين بمتلازمة جوسكا هى أفكار سوداوية، وسلبية ينعزل بسببها الإنسان عن المجتمع، ولا ينتبه إلى ما يدور حوله من أحداث، لأنه سارح فى خياله وشارد فى ذهنه».

علاج ولا جنون

بدوره يقول الدكتور طلعت حكيم، استشارى العلاج النفسى: «إن مناجاة النفس مهمتها تجعل الإنسان قادرًا على دعم نفسه، أو يطبطب على نفسه، أو يُحاسبها من جهة المكاسب والخسائر، أو مزايا وعيوب شىء محدد، أو محاولة التفكير بشكل منطقى وعقلانى أكثر، ومعرفة الإجراءات اللازم اتخاذها.

ويكمل: حديث الذات وسيلة من وسائل التنفيس النفسى.. عن الغضب والضغط العصبى والنفسى، وأشار إلى أن حديث النفس من الممكن أن يتحول لمرض عند تكرار الحوار بشكل مفرط على مدار اليوم، فمثلًا عندما يستغرق الحوار الواحد حوالى 3 ساعات، فهذا غير طبيعى، أما إذا كان الحوار لمدة دقائق، يُعتبر شيئًا إيجابيًا.

وأضاف: إذا كان الحوار هدفه جلد الذات، يُعتبر حديثًا سلبيًا وممكن يتحول لمرض، وقال: إن الأطفال هم الأكثر عُرضة لحديث الذات؛ بسبب اللعب التخيلى، كأن الطفل يكلم نفسه أو يتحدث مع شخص آخر بلعب تخيلى، وأكّد حكيم على أن هذا أمر طبيعى ومفيد للطفل، ولا يعتبر حالة مرضية، ثم النساء، فيمثلن ثُلثى عدد المكتئبين؛ لذا يتعرضن لمناجاة النفس أكثر من الرجال».

بينما يقول أحمد خيرى حافظ، أستاذ علم النفس: «الحديث الداخلى هو حديث دائم ومستمر مع مراحل العمر المختلفة، وبالتالى الإنسان فى حوار دائم مع ذاته، وهذا الحوار فى غاية الأهمية، لأنه يكشف إلى حد كبير إلى أى مدى الإنسان يستطيع أن يستطلع المشكلات التى يعانى منها، الإنسان قادر على استقطاب ما بداخله من خلال حواره الداخلى، ويعتبر ذلك وسيلة فعالة للعلاج النفسى، فالحوار الداخلى فى النهاية يكشف مدى ثقافة الإنسان، ووعيه، وقدرته على أن يحدد قضاياه الرئيسية، كما يكشف عن إحباطاته، والضغوط التى يعانى منها، وكيفية مواجهة هذه الضغوط.

 

 

 

وقال خيرى: إنه فى جلسات العلاج النفسى، نحاول إخراج هذا الحوار الذاتى من داخل الإنسان، إلى الحوار المنطوق؛ لاستكشاف ما بذات الشخص.

وأضاف: مناجاة النفس قضية فى غاية الأهمية فى كشف الوعى الإنسانى، وفى قدرة الإنسان على تشخيص وعلاج مشاكله النفسية، والخروج من الأزمات دون أن يشعر بها شخص آخر.

من جانبه قال الدكتور عماد وديع، استشارى الطب النفسى: «حديث النفس طبيعة فى البشرية كلها، وكل حوار ناتج عن التفكير، لكن عادةً بصوت غير مسموع، حتى الشخص ممكن يفكّر مع نفسه وهو نائم، وهو ما يُسمى الحِلم، فعلى حسب البناء النفسى للإنسان، وأغلب مناجاة النفس تكون نابعة من التفكير فى وضع أسباب لظروفه المحيطة، ومنطق للموقف الذى سيتخذه، ومبرر لتصرفاته، وقال: بالنسبة للنواحى المرضية فهى حالات نادرة تأتى من التخيل، عندما يتخيل الإنسان أن هناك شخصًا يكلمه ويرد عليه».