أحمد فهمى يجد بوصلته فى عصابة الماكس وضحك بدون تنظير
فاصل كوميدى لمدة ساعتين
مى الوزير
تمثل الأفلام الكوميدية فى الوقت الحالى تحديا صعبا للغاية لا يمكن الاختلاف عليها فمن الصعب أن تستجدى الضحك من مُتفرج أصبح متشبعا بكل المواقف وكل إيفيهات السوشيال ميديا بل ويستطيع أن يخمن مناطق الكوميديا ويستشفها قبل أن ينطقها الأبطال.
كوميديا عصابة الماكس كوميديا ذكية وإفيهات ومواقف غير مستهلكة، أما بطل الفيلم أحمد فهمى فيبدو أنه يستمتع فقط بما يقدمه ولا يدعى منافسة أحد ولا يهتم بأن يدخل فى حرب الأعلى فى الإيرادات.
فهمى فنان موهوب كما هو مؤلف أيضا موهوب ولديه مساحة إبداعية مختلفة، وكانت واضحة فى تجاربه السابقة فى الكتابة مثل: كده رضا، فاصل ونعود، ومشاركته فى الرجل العناب، سمير وشهير وبهير، الحرب العالمية التالتة، بنات العم.
وصفة الكاتب المؤلف تجعله على دراية بما يريده الجمهور أو الصيغة الأكثر جاذبية، وهو كممثل قد يصيب أحيانا ويخطئ أحيانا أخرى فى اختياراته ولكن الحقيقة إننا الآن أمام فيلم بسيط وهادئ وفيلم كوميدى بدون حسابات.
فهمى خاض مؤخرا تجارب مختلفة ليخرج عن اللون الكوميدى، آخرها كان من خلال «سفاح الجيزة»، لكن عودته بعصابة الماكس كان الأصعب لأن (الضحك مش بالعافية) ولأن الكوميديا هى الأصعب بالفعل.
«عصابة الماكس» فيلم كوميدى بمجموعة مختلفة من النجوم بالإضافة إلى عدد كبير من ضيوف الشرف أضف إلى هذا إيفيهات ذكية ومختلفة، ضحك خالص بدون تنظير ولا تقعير ولا رسائل ضمنية مقحمة بلا هدف، فصناع العمل كانوا على علم بما يحتاجه الجمهورمن فيلم كوميدى فلم يقدموا سوى مساحة من الراحة الذهنية لا أكثر ولا أقل وفاصل كوميدى لمدة ساعتين فهم لم يدعوا تقديم ما يفوق الكوميديا.
ماكس أو المكسيكى الذى يضطر مجبرا للقيام بعملية تهريب لصالح أحد تجار الآثار بتهريب تابوت أثرى للملكة كليوباترا ولكى يستطيع الهروب به يبدأ فى جمع عصابة يستعين بها للتمويه على مهمته بالادعاء أنهم أسرة تسافر فى رحلة بالأتوبيس، فتتكون عصابته من صديقه سائق الأتوبيس (أوس أوس) على طريقة ocean 11 وحبيبته السابقة المطربة الشعبية (روبى) لتقوم بدور زوجته مستغلا رغبتها فى الزواج به، وراقصة معتزلة تعيش فى إحدى دور المسنين (لبلبة) وأحد المسجلين الخطر ليحتمى به من عصابة أخرى تطارده للحصول على التابوت، فكرة قد تبدو تقليدية فى فيلم كوميدى والمواقف التى يتعرضون لها طوال رحلتهم ولكن تم تقديمها بذكاء محسوب لصناع العمل من حيث المواقف وشكل الكوميديا المُقدمة، مشاهد كمشهد غناء حمو بيكا لماجدة الرومى أو مشهد ثمن «جدعنة السقا» مع العصابة وغيرها من مشاهد خارج الصندوق.
روبى فى دور «جمال» المطربة الشعبية الهاربة من سيطرة والدها الذى سماها باسم ذكر ورباها وسط الأولاد ليعوض حرمانه من إنجاب الولد والتى تحب المكسيكى وتسعى للزواج منه، تلعب فى منطقة آمنة لها كمطربة وممثلة محبوبة لدى الجمهور وساعدها فى ذلك ثنائيتها مع بطل العمل ونوعية الفيلم والكوميديا التى قدمها.
أما لبلبة فكانت فى مساحة لطيفة تلائمها جدا فى دور راقصة معتزلة وتعيش على أمجادها وفضلت الاستقرار فى دار مسنين وتفرض سيطرتها على من حولها إلى أن تجتمع بعصابة ماكس لمشاركتهم فى مهمتهم.
عصابة الماكس بطولة أحمد فهمى، لبلبة، روبى، أوس أوس، حاتم صلاح، محمد لطفى وأحمد فهيم وعدد كبير من ضيوف الشرف منهم أحمد السقا وهشام ماجد وكريم فهمى والفيلم من تأليف أمجد الشرقاوى ورامى على، والفيلم هو التجربة الأولى للمخرج حسام سليمان، عصابة الماكس تجربة لطيفة ومساحة آمنة لكل أبطاله ولمتفرج يبحث عن عمل كوميدى وفاصل زمنى هادئ.