الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

وداعا.. عم حاكم

فيلسوف الكاريكاتير المصرى

لكل فن صناعه ومبدعوه، ولكن أن تكون فنانًا فيلسوفًا ومفكرًا فقد تخطيت الصنعة إلى الابتكار والإبهار ومن ثم التميز والعبقرية  هكذا كان عمنا الكبير «حاكم»، كما يحب أن نسميه.



حاكم فنان كبير بقلب طفل صغير، يجيد اللعب على أوتار المشكلات الحياتية وهموم الناس اليومية بخطوط بسيطة وألوان قليلة، تختصر المعنى وتوصل للمشاهد وللمسئول الرسالة بدقة شديدة، يشغل مكانة فنية لا يضاهيه فيها أحد، ولا يشبه ولا يشبهه أى فنان آخر، يشعرك أنه صديقك، صاحبك، أخوك الكبير، عندما كنا فى جمعية الكاريكاتير المصرية أو فى أى ملتقى فنى ويجد رسامًا جديدًا محرجًا يقدم قدمًا ويؤخر أخرى لكى يرينا إنتاجه الفنى يبادر ويذهب هو إليه، ويفك هذا الإحراج، ويناقشه فى أعماله بالتفصيل ويترك ملاحظاته برفق شديد.

 

 

 

محمد حاكم، مصرى من أصول سودانية، هاجر والده من قرية شبا بشمال السودان إلى مصر، وأنجب الفنانان حسن حاكم الفنان الكبير الذى توفى قبل سنوات، ومحمد حاكم الذى استقر فى القاهرة. حصل على بكالوريوس الفنون الجميلة عام 1958، وعمل فى العديد من الصحف والمجلات منها الجمهورية والمساء والأهالى وقطر الندى والدستور والعربى وماجد، والتحق بمؤسسة روزاليوسف وعمل بمجلة صباح الخير.

حاكم كان له صولات وجولات فى مجلة «صباح الخير»، خاض خلالها الكثير من المعارك الصحفية بريشته ضد الظلم والفقر والجهل والفساد بأسلوب غير مباشر ولكنه يصب فى عمق الفكرة وسهولة وصول الرسالة.

 

 

 

سنفتقد حاكم فنانًا كبيرًا، وإنسانًا نبيلًا أفنى عمره فى بلاط صاحبة الجلالة وفى الدفاع عن المهمشين والفقراء ونصيرًا لكل قضايا وطنه الحبيب مصر.