الجمعة 18 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
صيف ساخن فى أمريكا 2024

صيف ساخن فى أمريكا 2024

صار الحديث عن ارتفاع درجات حرارة الجو والشكوى منها أمرًا معتادًا خلال الفترة الأخيرة. واحنا فى يونيو كده أمال لما نوصل أغسطس حيكون وضعنا إيه؟ هذه العبارة أصبحت تتكرر على مسامعى بجميع اللغات فى لقاءات ومكالمات أجريها مع أصدقاء وصديقات فى بلدان عديدة. وبالطبع يأخذنا الحديث عن ارتفاع الحرارة إلى القضية الحيوية (التى أهملناها كثيرًا) وهى تغيير المناخ أو اضطرابه بالنسبة لبيتنا الكبير (الكرة الأرضية). ومن ثم حدوث هذه الاختلالات المناخية والكوارث الطبيعية التى أصبحت تفاجئنا من حين لآخر وتشغل بال واهتمام وسائل الإعلام فى جميع بقاع العالم.



 

وأيضًا الصيف السياسى الأمريكى هذا العام له بالطبع سخونته. ما نعيشه وسوف نعيشه خلال أسابيع وشهور ما قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية يحمل الكثير من التساؤلات والسيناريوهات وسط أجواء استقطاب سياسى أيديولوجى لم تشهده البلاد من قبل. أول مناظرة تليفزيونية بين الرئيس الحالى جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب أقيمت يوم 27 يونيو المقبل. المناظرة تمت فى أطلنطا بولاية جورجيا وقامت بإجرائها شبكة سى إن إن. هذه المناظرة بالتأكيد تابعها باهتمام أهل أمريكا وأهل العالم أيضًا لمعرفة إلى أين قد تسير أو تتدهور الأمور فى مرحلة ما بعد نوفمبر 2024؟ وخلال هذا الصيف أيضًا سيعقد الحزب الجمهورى الأمريكى مؤتمره القومى فى ميلووكى بولاية ويسكونسن فى الفترة ما بين 15 و18 يوليو المقبل. أما الحزب الديمقراطى فإن مؤتمره القومى سيعقد فى شيكاجو فى الفترة ما بين 19 و22 من أغسطس المقبل. ومن الآن وحتى بداية سبتمبر سوف نسمع الكثير ونقرأ الكثير عن قوة ترامب وضعف بايدن!.. وأيضًا عن تهور ترامب وعقلانية بايدن.! وسوف تجرى استطلاعات للرأى ويتم الإعلان عن نتائج تتحدث عن تقدم ترامب أو تراجعه.. وعن تفوق بايدن أو إخفاقه فى الحفاظ على ثقة الناخب فيه.. وأمامنا أسابيع وشهور مليئة بالأحداث والمفاجآت والصدمات السياسية حتى نصل إلى أكتوبر ذروة المواجهة السياسية وبدء العد التنازلى ليوم الانتخابات الأمريكية الثلاثاء 5 نوفمبر 2024.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

واشنطن العاصمة مع شهور الصيف وموسم الإجازات تشهد تدفقًا سياحيًا نراه ونعايشه فى شوارعها ومطاعمها ومتاحفها ومعالمها التاريخية.. وأيضًا فى مترو واشنطن. 

أشكال وألوان من البشر من جميع الولايات وأيضًا من جميع بقاع العالم يأتون إلى حيث البيت الأبيض والنصب التذكارى لواشنطن وبالطبع 21 متحفًا وجاليريهات فنية تابعة لمؤسسة سميثسونيان بالإضافة لحديقة الحيوان. عدد زوار المتاحف فى العام الماضى 2023 وصل إلى نحو 18 مليونًا.. وهذه المتاحف بالمناسبة دخولها بالمجان، وأكثرها زوارًا متحف التاريخ الطبيعى ومتحف الطيران والفضاء.

العاصمة الأمريكية واشنطن دى سى التى يصل عدد سكانها لنحو الـ 700 ألف زارها فى العام الماضى نحو عشرين مليون سائح أغلبهم من ولايات أمريكية أخرى. وبالطبع تأثر هذا التدفق البشرى فى زمن الكوفيد (كان قد اقترب من 25 مليونا فى عام 2019) إلا أن واشنطن تحاول أن تستعيد عافيتها من جديد. وقد حققت إيرادات أو بيزنس سياحة قدر حجمه فى العام الماضى بأكثر من 8 مليارات من الدولارات.

وطالما نتحدث عن واشنطن وأهلها فإن صحيفة واشنطن بوست أعلنت مؤخرًا عن تخلى سالى بازبى عن منصبها كرئيس تحرير للصحيفة اليومية العريقة صاحبة التأثير والنفوذ. ما يلفت الأنظار فيما تم من تغيير فى واشنطن بوست وأيضاً فى غيرها من مؤسسات صحفية وإعلامية أمريكية أن شخصيات مهنية بريطانية (وليست أمريكية) تم اختيارها فى الفترة الماضية لتولى أرفع المناصب فى قيادة تلك المؤسسات والإصدارات والشبكات التليفزيونية الأمريكية. فويل لويس على سبيل المثال كبير مديرى واشنطن بوست من أسرة ديلى تليجراف البريطانية وخلافه مع بازبى حول أمور عدة أدى إلى تخلى الأخيرة عن منصبها الكبير بسبب اعتراضه على السياسة التحريرية للصحيفة وكيفية تنفيذها وتطبيقها خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

ونرى أيضًا ايما تاكر من صنداى تايمز سابقًا صارت رئيسة تحرير وول ستريت جورنال فى العام الماضى والأمر تكرر كذلك مع قيادة شبكة سى إن إن الإخبارية واختيارها لمارك تومبسون لقيادة الشبكة الأمريكية العالمية. وقيادات صحفية وإعلامية بريطانية تم اختيارها لتسلم زمام الأمور فى وكالة بلومبرج للأنباء وصحيفة نيويورك بوست وأيضًا وكالة أسوشيتد برس العريقة.

وبلا شك تباينت التفسيرات والتعليقات حول هذا الأمر اللافت للأنظار وحول أسباب وتبعات هذا التوجه إعلاميًا وسياسيًا.