توماس جورجسيان
فى انتظار ما أتى بالفعل.. الذكاء الاصطناعى
ما يلفت الانتباه لمن يتابع ما يحدث حولنا فى حياتنا أن أى حديث عن المستقبل لا بد أن يتضمن تعبير الذكاء الاصطناعى. وكيف أن هذه الوسيلة العلمية المتطورة بسرعة فائقة تتسلل إلى جميع زوايا حياتنا اليومية والمعيشية والتعليمية والصحية والاجتماعية. وبالطبع لا يكفى أبدا دق طبول الحرب أو ترقب بخوف وقلق وفزع ما هو آت فى الغد القريب. إنما المطلوب معرفة كل ما يمكن معرفته عن هذا القادم المتوقع شئنا أم أبينا قدومه. وبما أنى مهتم ومهموم بكل ما هو إنسانى. وبالتالى بكل ما يمكن أن يمس أو يشكل أو يشوه هذا الإنسانى بعيدا عن ملامحه التى اعتدناها وأحببناها لأنها كانت طبيعية وأصيلة. فإن أخبار وآراء هذا الجدال الدائر والمستمر منذ فترة تشد انتباهى وتدفعنى لمتابعتها ليس من حيث كونه (الذكاء الاصطناعى) التطور التكنولوجى بل من حيث ما يمكن وصفه بأنه التأقلم الإنسانى. أى متابعة ومحاولة فهم قدرة الإنسان ومدى استعداده للتعامل مع هذا الذكاء الاصطناعى والتفاعل معه. عفوا لا أريد أن تكون هذه العلاقة بمفهوم الاستسلام والخضوع لأحكام الذكاء الاصطناعى وتحكمه فى تفاصيل حياتنا واختياراتنا فيها. لأنه كلما عرفنا ما نعيشه أو ما سوف نعيشه تخلصت النفوس من ربكة الاختيار واتخاذ القرار. ولا بد من التذكير هنا أن تجاهل التعامل مع متغيرات الغد وتفادى الحديث عنها باعتبارها شرًا وبعيدًا. لا يعنى عدم قدومها بتبعاتها ومفاجآتها وصدماتها.. وهذا هو الأمر المثار بخصوص الذكاء الاصطناعى. مديرة صندوق النقد الدولى كريستالينا جورجييفا قالت مؤخرا إن الذكاء الاصطناعى يضرب سوق العمل العالمية مثل تسونامى. وذكرت أنه من المرجح أن يؤثر الذكاء الاصطناعى على 60 فى المائة من الوظائف بالاقتصادات المتقدمة و40 فى المائة من فرص العمل حول العالم خلال العامين المقبلين.
هذه الخواطر والتأملات بخصوص تسونامى الذكاء الاصطناعى وتبعاته شغلتنى من جديد فى الأيام الماضية وأنا أواصل قراءة مقالات مطولة وأتابع حلقات نقاش ساخنة لا تريد أن تكتفى بتكرار القول والتذكير بـ الذكاء الاصطناعى ومخاوف المستقبل. بل تريد أن تزيد من وعى أصحاب القرار وإدراكهم. نحن لسنا أمام اختراع علمى مثلما كان الأمر فى المائة السنة الماضية. نحن فى مواجهة مد علمى ابتكارى وطوفان من المعلومات وأننا دخلنا بالفعل فى أجوائه ولا نعرف إلى أين سيمضى بنا الذكاء الاصطناعى أو إلى أين سنمضى معه؟! لذا لزم التنويه.. لمن يهمه الأمر.
قراءة فى المشهد الأمريكى
مع اقتراب موسم الانتخابات الرئاسية الأمريكية ذكر خبراء سياسات وانتخابات أمريكية من كلا الحزبين الجمهورى والديموقراطى أن النتيجة فى رأيهم غالبا سوف يحسمها نحو ستة فى المائة من الناخبين فى ست ولايات أمريكية. جاء هذا التنبيه فى موقع أكسيوس للأنباء والتقارير الصحفية الخاصة بصناعة القرار الأمريكى. وقام أكسيوس بالتذكير بأنه فى عام 2020 فاز جو بايدن فاز فى ست ولايات متأرجحة هى أريزونا وجورجيا وميتشجان ونيفادا وبنسلفانيا وويسكونسن بمجموع أصوات تجاوز عددها 300 ألف صوت من ضمن 158 مليون صوت شارك فى التصويت للرئيس.
الحسابات والتقديرات والتوقعات بخصوص ما قد يحدث فى نوفمبر المقبل لم تتوقف ولن تتوقف. بالتأكيد صيف ساخن أمريكى فى انتظارنا.. والطبع هناك خريف ساخن أيضا فى انتظارنا.
يواصل الملياردير الأمريكى إيلون ماسك (فى غنى عن التعريف) جولاته وصولاته فى دول العالم حيثما تقتضى مصالحه وتتطلب مكاسب شركاته. خاصة تسلا لإنتاج السيارات الكهربائية لهذا السبب كان ماسك فى الصين. ومن قبل ومن أجل مد أسواق منتجاته وخدماته (الأقمار الصناعية) كان فى تركيا وأيضا فى دول خليجية. ماسك (صاحب تويتر أيضا) له بيزنسه ونفوذه أينما ذهب على خريطة العالم وهو يعرف كيف يمد نفوذه.. والكل يتطلع لأمواله. الصحافة الأمريكية من جهتها تعرف منذ فترة بأن عليها أن تتابع تحركات ماسك وطموحاته وأيضا تحركات بيزوس صاحب أمازون العملاق, ولم يكن بالأمر الغريب أن رؤساء ومؤسسى عمالقة وادى السيليكون -تكنولوجيا المعلومات- يتشاورون ويتناقشون حول دورهم الإيجابى فى الانتخابات الأمريكية المقبلة. نقلًا عن بعض القيادات بها أنهم لا يريدون الوقوع فى نفس الأخطاء التى ارتكبوها فى 2020. أو هكذا يقولون. ونحن علينا أن نكون حذرين وأن ننتظر لكى نرى ما سوف يحدث فى الأسابيع والشهور المقبلة.