توشكى.. دلتا خضراء فى قلب الصحراء

كان حلما يراود الجميع.. وأصبح اليوم حقيقة على مرأى الأعين، «مشروع تنمية جنوب الوادى».. واستصلاح «توشكى» التى بدأ التخطيط لها منذ ثمانينيات القرن الماضى، لكنها لم تكتمل. واليوم نشهد استصلاح 400 ألف فدان تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، والشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، ليتحقق الهدف وتتسع الرقعة الزراعية وتفيض بالخير والنماء، وتملأ أرجاء الصحراء بلون الذهب الأخضر.. فالوطن لا يبنى بالأمنيات الطيبة، لكن بسواعد أبنائه المخلصين.

تقع مدينة توشكى الجديدة جنوب شرق طريق أسوان - أبو سمبل وتبعد عنه مسافة كيلو متر واحد وعلى مسافة حوالى 55 كم من الساحل الغربى لبحيرة السد العالى، كما تقع شمال غرب مدينة أبو سمبل بمسافة 90 كم.

 

 

قال عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة: «توشكى اللى كان وقّفها قبل كدا مش عيب فى الاختيار ولا عيب فى التخطيط لكن عدم القدرة على التنفيذ».

بدأ مشروع «توشكى الخير» عام 1997 وكان مقرر الانتهاء منه يناير 2017 وتم تكليف الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية فى يناير عام 2017 بالاستصلاح والزراعة فى توشكى، وكانت المساحة المنزرعة 400 فدان تقريبًا 216 فدان نخيل،  172 فدان عنب، فقامت الشركة بتنفيذ مشروع مزرعة التمور بإجمالى مساحة 37500 فدان بأفضل أنواع التمور التى تجود فى تلك المنطقة، وتم دخول الشركة الوطنية موسوعة جينيس العالمية فى أكبر مزرعة تمور فى العالم. 

وفى عام 2018 تم تكليف الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية باستصلاح وزراعة 12500 فدان فى «عين دالة»، وجار تنفيذ مشروع الجوجوبا على مساحة 6000 فدان على مرحلتين وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى على مساحة 3125 فدانا، وفى العام نفسه قامت الشركة بزراعة 1000 فدان قمح فى منطقة المفارق بتوشكى كتجربة، وأُعيدت التجربة عام 2019 بعد نجاحها إلى أن ثبت نجاح الزراعة بتوشكى، وتم تكليف الشركة بمشروع تنمية جنوب الوادى، وبالمشاركة مع الشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات والهيئة الهندسية للقوات المسلحة تمت أعمال البنية التحتية من شق الترع وشبكات الرى والكهرباء والطرق بالتعاون مع الشركات الوطنية الأخرى العاملة فى هذه المجالات، وتم الوصول فى يناير 2024 إلى مساحة منزرعة 400 ألف فدان بالإضافة إلى الشركات الاستثمارية فى المنطقة وتقدر مساحاتها (من 60 : 70) ألف فدان.

وقد تأسست الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية بشرق العوينات بتاريخ عام 1999 كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمه الوطنية، بهدف بناء الإنسان، وأن يمتد اللون الأخضر بين مساحات العمران، وأن ترجع مصر إلى سالف مجدها كأمة زراعية كبرى، واجتياز الصعاب نحو بناء دلتا خضراءْ فى قلب الصحراءْ، وتحقيق الاكتفاء من حاصلات الغذاءْ مع تصدير الفائض للخارج، وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة خارج الدلتا، وأيضا إنشاء مناطق صناعية جديدة. وكانت البداية بمساحة (10000) فدان بمزرعة شرق العوينات، وأصبحت الآن (240000) فدان منزرعة فعليًا ، ثم امتد نشاط الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية إلى كلٍ من الفرافرة وتوشكى وعين دالة ، وتم تكليف الشركة عام 2015 بزراعة (10000) فدان فى منطقة سهل بركة فى الفرافرة.

وتمكنت الشركة الوطنية لإستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية بزراعة نصف مليون فدان قمح فى كلٍ من توشكى 310 آلاف فدان وشرق العوينات 156 ألف فدان والفرافرة 4725 فدانا، وعين دالة 4384 فدانا، بالإضافة إلى الزراعات التحميلية الأخرى. فضلا عن الكثير من المجالات الزراعية المختلفة، مثل: زراعات إستراتيجية (قمح – ذرة)، وزراعات اقتصادية (فول سودانى – بطاطس – نباتات طبية وعطرية)، وخضراوات.

 

 

وهناك أيضا مزارع الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية المهيأة للتصنيع الزراعى على الكثير من الزراعات لقيام مصانع السكر، ومصانع التمور وحليج الأقطان والمصانع الخاصة بالأعشاب الطبية والعطرية، وتجفيف الخضار والفاكهة، وأيضًا التجميد وصناعات الكتان وصناعات التين الشوكى والأعلاف.

 

 

كما تقوم بالكثير من الصناعات الأخرى وخصوصًا مع توافر البنية التحتية كما تضم العديد من الأنشطة التكميلية الأخرى ومنها: نشاط حيوانى (أغنام وماعز)، كما بدأت فى العوينات بإنشاء مصنع البطاطس بطاقة 10 طن / ساعة بطاطس نصف مقلية و2 طن/ساعة بطاطس مهروسة، وإنشاء ثلاجة تقاوى البطاطس بقدرة تخزين 64 ألف طن كتصنيع زراعى.

 

 

وجار فى توشكى إنشاء ثلاجة تمور بطاقة 30 ألف طن، ومصنع آخر لألواح خشب (MDF - HDF ) المشتق من جريد النخيل بطاقة 400 متر مكعب فى اليوم. وهكذا تستمر مصر فى حصاد المستقبل بأيدى وسواعد أبنائها المخلصين، وإرادة الدولة القوية.