يوميات رسام كاريكاتير فى المهجر 6
دنجوان الشاشة رسام كاريكاتير؟!

تامر يوسف
لم أكن يومًا أديبًا ولا كاتبًا.. ولا حتى حكواتيًا.. عرفنى القراء رسامًا صحفيًا ومخرجًا فنيًا.. فعمرى كله أمضيته أرسم الكاريكاتير بين جنبات صاحبة الجلالة.. لكن مع رحلاتى المتعددة.. وهجرتى إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. وجدتنى أكتب وأدون كل ما رأت عينى وأتذكر.. الأحداث التى تملأ رأسى المزدحم بالأفكار.. فإليكم بعضًا مما كتبت من الذكريات والأحداث.. لعل ما دونت فى يومياتى يكون زاد المسافر ودليله فى السفر.
الفنان المخضرم كمال الشناوى هو بلا شك إحدى العلامات البارزة فى السينما المصرية. بل أحد دنجوانات الشاشة الذين اشتهروا بأناقتهم. حيث اعتبر أحد أشيك عشرة رجال فى العالم. ولقد اشتهر بوسامته وخفة ظله وحضوره الطاغى على الشاشة، فكان من أهم نجومها.

قام بالعديد والعديد من أدوار البطولة. ويعد فيلم «غنى حرب» هو أولى تجاربه السينمائية وذلك فى عام 1948، وفى نفس العام قدم فيلمى «حمامه سلام» و«عدالة السماء» ومثل فى أول فيلم مصرى ملون على الإطلاق وهو فيلم «بابا عريس» عام 1950. كما قام بإخراج فيلم «تنابلة السلطان». وهى تجربته الوحيدة فى الإخراج.
كما أنه مثل دويتو رائعاً مع الفنانة الراحلة شادية. والذى يعد أشهر دويتو بالسينما المصرية والعربية على الإطلاق. وقدما سوياً أفلاما خالدة فى ذاكرة السينما المصرية، وصلت لـ 32 فيلماً، أبرزها «المرأة المجهولة»، «فى الهوا سوا»، «أيام شبابي»، «وداع فى الفجر» وهو من إنتاج الفنان كمال الشناوى عام 1956.
وهذا الفيلم على وجه الخصوص تم منعه من العرض لسنوات طويلة فيما بعد عرضه الأول. وربما يكون السبب فى منعه هو ظهور الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى أحد مشاهده. حيث أدى دوره فى الحقيقة كأحد القادة العسكريين ومديراً لمدرسة الطيران. وكان المشهد الذى لم يتعد الدقيقة صامتاً ويعتمد على الأداء الحركى المصحوب بالموسيقية الحماسية التحفيزية. واقتصر المشهد على قيام الرئيس الأسبق بشرح الخطة القتالية على الخريطة وفى يده العصا المرشالية. ثم أدى كل من فى المشهد التحية العسكرية ومضوا إلى ساحة القتال.
وعموماً وبالرغم من إغراءات السينما وتفرغ الفنان كمال الشناوى لها، فإنه لم ينس يوماً أنه فنان تشكيلي. فهو حاصل على بكالوريوس كلية التربية للمعلمين ما يعادل بكالوريوس كلية التربية الفنية الآن. وقام بتدريس التربية الفنية بالمدارس الثانوية لمدة سنتين. كما أقام العديد من المعارض التشكيلية.
وكانت مجلة الاثنين الصادرة عن دار الهلال تقدم مقالات فريدة من نوعها بقلم مشاهير مصر وقتها. فنشرت قصصاً روائية متميزة للفنانة فاتن حمامة. وقدمت الفنان يوسف وهبى ناقداً فنياً. والموسيقار محمد فوزى ككاتب ساخر. و اللطيف أنها قدمت الفنان كمال الشناوى رساماً للكاريكاتير. فنشرت له عدة رسوم كاريكاتورية رسم من خلالها زملائه فى الوسط الفنى كما كتب معلقاً على كل رسم عن انطباعه عنهم. بل أنه قيّم تجربتهم الفنية والإنسانية. ولخصها بالرسم الذى ينم عن الاحتراف والإجادة لإستخدام أدواته كفنان.
وأتخيل لو أن الفنان كمال الشناوى استمر رساما للكاريكاتير.. كيف كان حال مشاهير رسامى الكاريكاتير فى هذا الوقت من وجود منافس قوى ومخضرم بينهم؟!.