السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
من منا لا يحب ميريل ستريب؟!

من منا لا يحب ميريل ستريب؟!

مهرجان كان 2024 كان فرصة جميلة للاحتفاء من جديد بميريل ستريب أيقونة السينما والتمثيل التى أبهرت عشاق السينما وسحرتهم على مدى عقود عديدة. الممثلة الأمريكية وصفت بأنها أكثر من امرأة شاهدناها نحن تجسدها هى بموهبة وصدق فى أدوار وأفلام ظلت فى الذاكرة. لعبت أدوارا فى أكثر من سبعين فيلما. وآخر فيلم لها كان فيلم «لا تنظروا إلى السماء» Don't Look Up 2021. وهى بالمناسبة فى 22 يونيو المقبل ستكمل الـ75 من عمرها.



ما شاهدناه فى افتتاح المهرجان خلال الاحتفال بتسليم السعفة الذهبية لها من كلمات وتصفيق ووقوف لها ولمشوارها السينمائى. لا بد أن يشد الانتباه ويثير الإعجاب.

جولييت بينوش الممثلة الفرنسية أثنت على الرمز والأيقونة ميريل ستريب قائلة: «وجهك وصوتك جزء من حياتنا. لقد منحتِنا المشاعر. لقد جعلتِنا نكبر. عندما أراكِ على الشاشة، لا أراكِ أنتِ، بل أراكِ أنتِ الحركة التى تمرين بها. وهذا ما يعنيه أن تكون ممثّلًا. لكن فى الواقع، إنه أكثر من ذلك. إنه رابط خلقه وجودك الذى يجعل الجمال يأتيك. ما يمر من خلالك فى لحظة، هو النية والفكر والطاقة والحبّ والحقيقة»، ولم تتردد بينوش فى وصف ستريب بأنها «كنز عالمى».. وذكرت الحضور ببعض أسماء أفلامها مثل «اختيار صوفى» و«جولى وجوليا».. وأضافت بينوش: «لقد غيرت ستريب الطريقة التى ننظر بها إلى السينما».

كانت لحظات جميلة تابعها الحضور بانبهار وغالبا ما أتى فى بالهم ما تركته ميريل ستريب من بصمة وأثر فى حياتهم من خلال أفلامها ومن خلال الشخصيات التى مثلتها. تم ترشيحها لأوسكار 21 مرة وحصلت عليها 3 مرات. 

أما نجمة الاحتفاء ميريل ستريب فقد ذكرت فى كلمتها: «آخر مرة لى فى مهرجان كان، كنت بالفعل أمًا لثلاثة أطفال، وكنت على وشك أن أبلغ الأربعين من عمرى واعتقدت أن مسيرتى قد انتهت، ولم يكن هذا أمرًا غير واقعى بالنسبة للممثلات فى ذلك الوقت، والسبب الوحيد لوجودى هنا الليلة واستمرار ذلك هو بسبب الفنانين الموهوبين الذين عملت معهم». وفى نهاية كلمتها قالت ستريب وهى تذرف الدموع: «أنا ممتنة جدًا لأنكم لم تملوا من وجهى».

وبالطبع يمكن أن نتساءل هنا منا لا يحب ميريل ستريب. الممثلة القديرة الحاضرة دائما فى عالم البهجة والانجاز السينمائى. وهى أيضا لها آراء ومواقف واضحة وجريئة بالنسبة للقضايا العامة سواء فى أمريكا أو فى العالم كله.

وبالتالى لم تتردد فى أحيان عديدة فى أن تنتهز شهرتها فى الإعلان عما تطالب به أو عما يثير اهتمامها (وأحيانا يغضبها) من الشأن العام. هى التى ترى أن التمثيل لا يعد تجسيدا وأداء لشخصية أخرى بل هو كما تقول أن أجد ما هو مشابه لى فيما يبدو شخصية مختلفة ثم أن أجد نفسى فى تلك الشخصية!! هكذا كانت أداء ستريب شخصيات مختلفة وغالبا ما أبهرتنا بأدائها.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

وكما تبدو أنها فى سلام مع نفسها ومع ما فعلته فى الحياة وأنها تتعايش مع واقعها ولا تتعارك مع مرور السنين ولا تتصادم مع متغيرات التى لاحقتها فى حياتها. قالت ما قالت وتقول ما تعنى.. وما تريد. 

لحظات حلوة (لن أنساها أبدا) عشتها مع ميريل ستريب وأنا أشاهدها فى لقاء تليفزيونى منذ سنوات تتحدث بثقة وامتنان عن حياتها الفنية وكيف أنها تعيش شهرتها و«تقدم العمر» «وهى مع وفاق مع نفسها.. مع من هى» كما تقول. مضيفة «علينا أن نحتضن كوننا نكبر مع الأيام. فالحياة حلوة. وإذا كنت قد فقدت الكثير من الناس من حولك فإنك تتيقن بأن كل يوم جديد هو هدية لك».

ثم تقول ستريب لها ولهن «ونصيحتى لك.. لا تضيعى وقتا طويلا وأنت قلقة حول بشرتك أو وزنك».وتقول أيضا «التمثيل ليس أن تكون شخصا مختلفا بل أن تجد ما هو مماثل لك فى ما يبدو أنه مختلف عنك ثم تجد نفسك فيه» وهى التى قالت من قبل: «أنت لست فى حاجة أن تكون مشهورا. فقط عليك أن تجعل والدتك ووالدك فخورين بك».

لا شك أن ميريل ستريب ممثلة عظيمة.. وامرأة عظيمة أيضا.. ولذا لها حبنا الكبير وتقديرنا العظيم.