الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
منزل كفافيس

منزل كفافيس

افتتح مؤخرا بحى العطارين بالإسكندرية متحف كفافيس، والذى تم إنشاؤه عام 1992 بمبادرة من الملحق الثقافى فى السفارة اليونانية آنذاك كوستيس موسكوف والذى عرف بحبه للأدب والشعر وكان نشيطا له كاريزما خاصة عمل بلا كلل طوال فترة شغله لهذا المنصب على إنشاء هذا المتحف الفريد.



أما عن صاحب المتحف قسطنطين كفافيس فقد ولد عام 1863، وكان معروفًا ومعترفًا به كشاعر مهم خلال حياته. كانت الإسكندرية فى ذلك الوقت مدينة كوزموبوليتية، مشهورة، كما عرفت آنذاك، بحياتها الليلية الحيوية إضافة لكونها مركزًا مهمًا للثقافة اليونانية فى زمن كفافيس.

نُشرت أول قصيدة لكفافيس فى عام 1886 فى دورية أدبية يونانية ثم تم تقديم كفافيس لأول مرة للقراء الإنجليز حيث أطلقوا عليه لقب «الشاعر»، مع ترجمة بعض قصائده إلى الإنجليزية ومنذ ذلك الحين، تُرجمت أعمال كفافيس مرارًا وتكرارًا إلى العديد من اللغات، بما فى ذلك اللغة العربية لمصر موطنه الأصلى.

أصبح كفافيس مرتبطًا بشكل قوى بالإسكندرية التى أحبها، سواء من خلال أعماله الخاصة أو من خلال أعمال الآخرين، مثل لورانس داريل، فى رباعيته عن الإسكندرية. 

المتحف، المعروف محليًا باسم منزل كفافيس، يقع فى الشقة التى عاش فيها كفافيس آخر 35 عامًا من حياته وعلى الرغم من وجود شقق أخرى فى المبنى، تؤكد الشواهد أن هذه الشقة تحديدًا هى التى عاش فيها كفافيس، لأنها الشقة الوحيدة التى تحتوى على شرفة، وقد ذكرت العديد من المصادر، علاوة على أشعاره، الشرفة فى بيت كفافيس.

تم إعادة تصميم الداخل بعناية ليعكس كيف كان يبدو فى أيام كفافيس، وتوثق المعروضات حياة الشاعر وأعماله وهى عبارة عن مفروشات منزله والأدوات المستخدمة فى حياته اليومية وبعض البورتريهات المرسومة باليد والمعلقة على حوائط منزله. كما يحتوى المتحف على رسائل وملاحظات وقصائد كتبها كفافيس، والعديد من اللوحات والرسومات والصور الفوتوغرافية لكفافيس وأصدقائه المقربين، وغرفة مخصصة للكاتب وصديقه المقرب ستراتيس تسركاس عندما عاش مع كفافيس لبعض الوقت.

وتحتوى الشقة على العديد من الكتب والأبحاث المنشورة عن المؤلف، بما فى ذلك العديد من الترجمات إلى اليونانية والعربية والإنجليزية و15 لغة أخرى، وأكثر من 3000 مقال علمى.

ويعد تحويل منازل المشاهير إلى متاحف هو نهج شائع فى جميع أنحاء العالم للاحتفاء بتاريخ الشخصيات البارزة والحفاظ على إرثهم الثقافى ونقله للأجيال القادمة. كما أن هذه النوعية من المتاحف توفر للزوار فرصة للتعلم والإلهام من حياة هؤلاء المشاهير. ومن أهم المتاحف التى سارت على هذا النهج متحف أم كثوم كوكب الشرق بالقاهرة، ومتحف فيكتور هوجو بباريس ومنزل عالم النفس الشهير سيجموند فرويد فى لندن وغيرها ومن الجدير بالذكر أنه توجد متاحف أخرى مخصصة لكفافيس فى مدن أخرى، بما فى ذلك متحف افتتح حديثًا فى بلاكا بأثينا..