السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«المدربون الشباب» يسحبون البساط فى أوروبا

أفكار جديدة يقدمها المدربون الشباب فى أوروبا حول تطور كرة القدم، وكيفية التعامل مع المواقف المختلفة، وذلك فى الدوريات الخمسة الكبرى، ما يثير الانتباه ويلفت الأنظار نحو العمل الذى يقومون به.



فى كل يوم يمر على لعبة كرة القدم، يظهر الكثير من الأفكار حول كيفية الضغط على المنافس، والاستفادة من المساحات، خاصة أن غالبية الجيل القادم يميلون إلى النزعة الهجومية والبحث عن هز الشباك.

 

ألونسو وتحطيم القاعدة

أصبح الإسبانى «تشابى ألونسو» المدير الفنى لنادى «باير ليفركوزن» حديث الكرة الألمانية، بعدما فاز بلقب البوندسليجا وانتزع البطولة من «بايرن ميونيخ» الذى سيطر عليها لمدة 11 عاما.

ولمن لا يعرف أهمية ما قام به «ألونسو» مع «باير ليفركوزن»، فإن «بايرن ميونيخ» تربع على عرش الدورى الألمانى منذ أن خسر اللقب آخر مرة عام 2012 أمام «بوروسيا دورتموند».

 ومنحت إدارة النادى البافارى الضوء الأخضر للبحث عن مدرب جديد بدلا من «توماس توخيل»، بالإضافة إلى سلسلة من التعاقدات المنتظرة فى الصيف المقبل من أجل استعادة اللقب فى الموسم المقبل.

 

 

 

وكان من المتوقع أن يغادر «ألونسو» تدريب ليفركوزن، لكنه قرر البقاء من أجل استمرار مشواره الذى كلله بالنجاح بعد حصد لقب الدورى الألمانى، فى الوقت الذى كان فيه مرشحا لتدريب «ليفربول» الإنجليزى «وبايرن ميونيخ» الألمانى.

ونجح «ألونسو» فى إظهار الكثير من النجوم داخل ليفركوزن للنور مثل فلوريان فيرتز وفيكتور بونيفاس وجيرمى فريمبونج.

تشافى وأزمة برشلونة

رحلة خاصة قرر «تشافى هيرنانديز» قطعها مع برشلونة، حيث اضطر لتولى تدريب الفريق الموسم الماضى بعد سلسلة من النتائج المخيبة التى تعرض لها العملاق الكتالونى فى عهد «جوسيب ماريا بارتوميو» الرئيس السابق للنادى.

قبل تشافى براتب أقل هو وفريق العمل بما يتوافق مع الأزمة الاقتصادية التى تعرض لها برشلونة، خاصة مع انتشار فيروس كورونا وخسارته الكثير من الأموال نتيجة الغياب الجماهيرى.

حصل تشافى على الدعم اللازم ليحقق فى الموسم الماضى لقب الدورى الإسبانى، بالإضافة إلى السوبر، ليكون ذلك بمثابة الإعلان عن ميلاد مدرب كبير، ولكن فى الموسم الحالى تعرض للكثير من الضغوطات.

أهم ما يميز تشافى أنه ابن النادى الذى يعرف كل صغيرة وكبيرة عنه وكيف تدار الأمور داخل «لا مسيا» معقل الأكاديمية الأشهر فى أوروبا، التى تبحث عن المواهب الفريدة من نوعها وتقدمها للجمهور وهم فى سن صغيرة.

وحرص تشافى على منح الثقة للاعبين الصغار وإشراكهم مع الفريق الأول مثل «الأمين جمال» الجناح المميز وقلب الدفاع الواعد «باو كوبارسى»، والظهير «هيكتور فورت»، فى حين هناك بعض الوعود بتصعيد مزيد من الأسماء من أكاديمية «لا مسيا» التابعة للنادى.

وربما كانت المشاكل الاقتصادية هى السبب الذى دفعه للتفكير فى الرحيل عن النادى، لا سيما أن النتائج مؤخرا ليست على ما يرام، ولكن ذلك يرجع إلى عدة أسباب منها رحيل «سيرجيو بوسكيتس» وعدم توفر البديل المميز فى مركز لاعب الوسط المدافع، فى حين قررت الإدارة الاعتماد على بعض الحلول المؤقتة التى لم تفلح الفترة الأخيرة.  تياجو موتا.. مغامرة إيطالية

نال الإيطالى «تياجو موتا» المدير الفنى لنادى «بولونيا» إشادة واسعة بعد الأداء المبهر الذى قدمه مع فريقه فى الكالتشيو، خاصة بعدما نال جائزة أفضل مدرب فى شهر فبراير، لا سيما أن البعض لم يستوعب المفاجأة التى حققها.

نجح «موتا» مع «بولونيا» فى منافسة كبار الدورى الإيطالى، ويصارع على المربع الذهبى فى الوقت الذى يملك النادى إمكانيات محدودة، لكن المدرب استطاع تحقيق قفزات كبيرة بفضل الكرة الهجومية التى يقدمها، مما يرشحه للتأهل لمقعد أوروبى فى الموسم المقبل.

 

 

 

وصنع «موتا» نجاحات على مستوى إعداد اللاعبين خاصة بعدما ظهر اسم الهولندى «جوشوا زيركزى» فى مركز المهاجم وتألقه مع بولونيا، لا سيما أن البعض لم يتخيل أن يكون اللاعب القادم من بايرن ميونيخ بمثابة الرصاصة التى تنطلق فى الدورى الإيطالى.

وكان «بولونيا» قد احتل المركز التاسع فى الموسم الماضى فى جدول ترتيب الدورى الإيطالى، ما يؤكد أن تأثير «موتا» كان واضحا فى منافسة الكبار هذا الموسم.

وبدأ يتردد أن «موتا» قد يكون خيارا لبعض الفرق الأكبر فى أوروبا مثل مانشستر يونايتد وبرشلونة، لا سيما أن الكرة الهجومية بالنسبة للفرق الكبرى بمثابة الركيزة الأساسية لصناعة البطولات والألقاب.

تألق دى زيربى

لفت الإيطالى «روبرتو دى زيربى» الأنظار منذ أن كان فى فريق «ساسولو» الإيطالى باعتباره أحد المنتمين إلى المدرسة الهجومية عكس أغلب المدربين الإيطاليين الذين يميلون عادة إلى الدفاع باعتباره النهج التقليدى الذى يعبر عن مسابقة الدورى.

ومع اتخاذ «دى زيربى» خطوة التدريب فى إنجلترا وانتقاله إلى «برايتون»، كان غريبا أن يكون مدربا إيطاليا يتخذ أفكارا هجومية قوية، مما سلط الأنظار نحوه، وما زاد من حالة الإعجاب به هو فوزه على الكثير من الفرق القوية وتقديمه مباريات مبهرة.

ويدرك «دى زيربى» أن «برايتون» من الفرق التى تملك المال اللازم لتدعيم صفوفه بعناصر مميزة مما يخدم أفكاره كى يستمر فى منصبه، وهو أيضا كان مرشحا لتدريب العديد من فرق الكبار فى أوروبا.

 ناجلسمان يتسلح بالعلم

منذ أن حصل على فرصة لتدريب «لايبزيج» الألمانى، كان «يوليان ناجلسمان»- 36 عاما- مثالا للمدرب الشاب ذى الأفكار الهجومية التى أبهرت المنافسين حتى استطاع بايرن ميونيخ التعاقد معه ليقدم سلسلة من النتائج المميزة. ويعد «ناجلسمان» من المدربين الأكاديميين الذين يميلون أكثر للدراسة، واتباع الطرق العلمية، وهو ما يجعله يدرس الكثير من المباريات التى يخوضها ويتحقق من الأخطاء المرتكبة ويحاول إصلاحها.

ومع انتشار المشاكل داخل بايرن ميونيخ خاصة فى غرفة الملابس، رحل «ناجلسمان» ليحصل على فرصة تدريب منتخب ألمانيا، وكان اتحاد كرة القدم فى بلاده يخطط للإبقاء على ناجلسمان حتى نهاية بطولة اليورو الصيف المقبل، لكن سارعوا فى التجديد له حتى 2026 مع انتهاء بطولة كأس العالم المقرر إقامتها فى قارة أمريكا الشمالية.

وحاول «بايرن ميونيخ» إعادة ناجلسمان لكن المدرب قرر فى نهاية المطاف الاستمرار فى تدريب ألمانيا، فى الوقت الذى كان هدفا لبعض فرق الدورى الإنجليزى مثل «ليفربول».

 

 

 

ميكيل أرتيتا وانطلاقة أرسنال

كان «أرسنال» دائما بعيدا عن المنافسة على لقب الدورى الإنجليزى حتى وصل الإسبانى «ميكيل أرتيتا» بأفكاره الهجومية ونجح فى منافسة «مانشستر سيتى» بطل الثلاثية فى الموسم الماضى.

حرص «أرتيتا» على اختيار لاعبين يملكون نزعة هجومية، وأفكار تسمح له بتحقيق الفوز بعدد وافر من الأهداف، وينقصه فقط الاهتمام بالجولات الأخيرة من المسابقة كى يحقق بطولة.

وبات أرسنال من فرق المقدمة التى تتجه للمشاركة فى دورى أبطال أوروبا بعد فترة من الغياب عن الأدوار المتقدمة فى هذه البطولة، فى حين يحاول مدفعجية لندن تدعيم صفوفهم بصفقات تخدم أفكار المدرب.  فرانشيسكو فاريولى

حصل الإيطالى «فرانشيسكو فاريولى» على الكثير من الدعم بعدما تولى المسئولية الفنية لنادى «نيس» الفرنسى، حيث ساهم فى صعود ناديه إلى فرق المقدمة والمنافسة على مقعد مؤهل لمسابقة أوروبية فى الموسم المقبل.

ويبلغ «فاريولى» من العمر 35 عاما، ورغم ذلك يمتلك الشجاعة كى يواصل العمل وسط الأجواء المشحونة بالمنافسة فى الدورى الفرنسى، لذا قد يكون لديه فرصة لتدريب فريق أكبر بالمستقبل، لا سيما أن ظاهرة الاعتماد على الشباب فى أوروبا تتمدد فى كل اتجاه.

 روبين أموريم

قد يكون «روبين أموريم» المدير الفنى لنادى «سبورتنج لشبونة» البرتغالى من خارج الدوريات الخمس الكبرى، لكن يعد عنصرا مرشحا لقيادة الكثير من الفرق الكبرى آخرها «ليفربول» الإنجليزى، الذى ارتبط به الفترة الأخيرة.

ونجح «أموريم» فى الفوز بلقب الدورى البرتغالى والكأس مع «سبورتنج لشبونة»، وهو من المدربين الذين يميلون إلى تطوير خطة (3/4/3)، بكل ما فيها من مشتقات، معتمدا على ثلاثة قلوب دفاع فى الخلف ولاعبى وسط أقوياء وجناحين سريعين.

ويبلغ «أموريم» من العمر 39 عاما، وهو ما يؤكد أن ظاهرة المدربين الشباب تتواصل فى التقدم داخل أوروبا، وهو ما دفع إدارات بعض الأندية الكبار للتفكير فيه، خاصة أن فريقه «سبورتنج لشبونة» لا يملك الكثير من الأموال، ولكن فى المقابل لديه أكاديمية للشباب بقدرات وخبرات كبيرة.

 مصدر إلهام

يميل الكثير من الفرق للاعتماد على المدربين الشباب للكثير من الأسباب أهمها أنهم يتعطشون لتحقيق الإنجازات وبناء سيرة ذاتية قوية عن طريق تحقيق البطولات.

وهناك الكثير من المدربين الشباب الذين تألقوا فى شبابهم ثم انطلقوا فى سماء أوروبا مثل البرتغالى «جوزيه مورينيو» التى كانت تجربته ملهمة فى 2004، حين فاز مع «بورتو» بلقب دورى أبطال أوروبا، ثم واصل طريقه بعد ذلك.

كما كان «بيب جوارديولا» المدير الفنى لنادى «مانشستر سيتى» مثالا يحتذى به حين خاض تجربة فريدة من نوعها فى برشلونة، واعتمد على أسلوب «تيكى تاكا» الشهير مع النادى الكتالونى.

وعادة ما يكون للمدربين صغار السن ميزة كبيرة فى اقترابهم من العناصر الشابة داخل فرقهم، لأن الجيل الصاعد يملك أفكاره الخاصة، وكلما كان المدير الفنى قريبا من لاعبيه، أصبح لديه قدرة على توجيههم.