الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

قمة عربية فى ظروف استثنائية

إلى مملكة البحرين كانت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأسبوع الماضى، للمشاركة فى الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة.



وناقشت القمة التى عقدت بالعاصمة المنامة باستفاضة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وجهود حلحلة الأزمة الحالية لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين وحماية القطاع من المأساة الإنسانية التى يتعرض لها والتى تتفاقم فى ضوء العملية العسكرية الإسرائيلية فى رفح الفلسطينية، بما يستدعى موقفًا واضحًا رافضًا لهذا التحرك من المجتمع الدولى.

وتناولت القمة الأوضاع فى عدد من الدول العربية الشقيقة، وبحث سبل كيفية استعادة الاستقرار بالمنطقة فى خضم الأزمات الكبيرة التى تتعرض لها، خاصةً فى ظل المتغيرات المتلاحقة على المستويين الدولى والإقليمى، وذلك إلى جانب متابعة جهود العمل العربى المشترك لدعم مسار التنمية لصالح الشعوب العربية كافة.

وألقى الرئيس السيسى كلمة فى الدورة «33» للقمة العربية قال فى بدايتها:

أتوجه بدايةً بالتهنئة لمملكة البحرين الشقيقة على رئاسة القمة، وأعرب عن التقدير لجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة خلال رئاستها لأعمال القمة السابقة.

وتابع: تنعقد قمتنا فى ظرف تاريخى دقيق تمر به منطقتنا، فما بين التحديات والأزمات المعقدة فى العديد من دولنا، إلى الحرب الإسرائيلية الشعواء ضد أبناء الشعب الفلسطينى الشقيق، تفرض هذه اللحظة الفارقة على جميع الأطراف المعنية الاختيار بين مسارين: مسار السلام والاستقرار والأمل أو مسار الفوضى والدمار الذى يدفع إليه التصعيد العسكرى المتواصل فى قطاع غزة.

وأضاف الرئيس السيسى: إن التاريخ سيتوقف طويلًا أمام تلك الحرب ليسجل مأساة كبرى عنوانها الإمعان فى القتل والانتقام وحصار شعب كامل وتجويعه وترويعه وتشريد أبنائه والسعى لتهجيرهم قسريًا واستيطان أراضيهم وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولى بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية.

وأكمل الرئيس: إن أطفال فلسطين الذين قُتِل ويُتِّم منهم عشرات الآلاف فى غزة ستظل حقوقهم سيفًا مُسَلَطًّا على ضمير الإنسانية حتى إنفاذ العدالة من خلال آليات القانون الدولى ذات الصلة.

 

 

 

وأردف: بينما تنخرط مصر مع الأشقاء والأصدقاء.. فى محاولات جادة ومستميتة.. لإنقاذ منطقتنا من السقوط فى هاوية عميقة.. فإننا، لا نجد الإرادة السياسية الدولية الحقيقية.. الراغبة فى إنهاء الاحتلال.. ومعالجة جذور الصراع عبر حل الدولتين.. ووجدنا إسرائيل مستمرة فى التهرب من مسئولياتها.. والمراوغة حول الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار.. بل والمضى قدمًا فى عمليتها العسكرية المرفوضة فى رفح.. فضلًا عن محاولات استخدام معبر رفح.. من جانبه الفلسطينى.. لإحكام الحصار على القطاع.

وأكد الرئيس خلال كلمته مجددًا، أن مصر ستظل على موقفها الثابت.. فعلًا وقولًا.. برفض تصفية القضية الفلسطينية.. ورفض تهجير الفلسطينيين أو نزوحهم قسريًا.. أو من خلال خلق الظروف.. التى تجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة.. بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها.

كما أكد الرئيس قائلا: واهمٌ من يتصور.. أن الحلول الأمنية والعسكرية.. قادرة على تأمين المصالح.. أو تحقيق الأمن.. ومخطئ من يظن.. أن سياسة حافة الهاوية.. يمكن أن تُجدى نفعًا.. أو تحقق مكاسب.

وقال: إنّ مصير المنطقة.. ومقدرات شعوبها.. أهم وأكبر من أن يُمسِك بها.. دعاة الحروب والمعارك الصِفرية.. وإن مصر التى أضاءت شعلة السلام فى المنطقة.. عندما كان الظلام حالكًا.. وتحملت فى سبيل ذلك.. أثمانًا غالية.. وأعباءً ثقيلة.. لا تزال.. رغم الصورة القاتمة حاليًا.. متمسكة بالأمل.. فى غلبة أصوات العقل والعدل والحق.. لإنقاذ المنطقة من الغرق.. فى بحار لا تنتهى.. من الحروب والدماء.

وتابع الرئيس السيسى: فإننى.. ومن هنا.. أمام قادة وزعماء الدول العربية.. أوجه نداءً صادقًا.. للمجتمع الدولى.. وجميع الأطراف الفاعلة والمعنية.. أقول لهم:

«إن ثقة جميع شعوب العالم فى عدالة النظام الدولي.. تتعرض لاختبار.. لا مثيل له.. وإن تبعات ذلك.. ستكون كبيرة على السلم والأمن والاستقرار.. فالعدل لا يجب أن يتجزأ.. وحياة أبناء الشعب الفلسطينى.. لا تقل أهمية.. عن حياة أى شعب آخر.. وهذا الوضع الحرج.. لا يترك لنا مجالًا.. إلا لأن نضع أيدينا معًا.. لننقذ المستقبل قبل فوات الأوان.. ولنضع حدًا فوريًا لهذه الحرب المدمرة ضد الفلسطينيين.. الذين يستحقون الحصول على حقوقهم المشروعة.. فى إقامة دولتهم المستقلة.. على خطوط الرابع من يونيو 1967.. وعاصمتها القدس الشرقية.

 

 

 

واختتم الرئيس كلمته قائلا: إن الأجيال المقبلة جميعًا.. فلسطينية كانت أو إسرائيلية.. تستحق منطقة.. يتحقق فيها العدل.. ويعم السلام.. ويسود الأمن.. منطقة.. تسمو فيها آمال المستقبل.. فوق آلام الماضى.