حصاد الخير

متابعة المندوب الرئاسى: ياسمين خلف
لا تتوقف عَجلة المشروعات القومية الكبرَى فى دولة 30 يونيو، منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى المسئولية وضمْن المشروعات الكبرَى التى توليها الدولة أهمية كبرَى ما يتعلق بضمان الأمن الغذائى بالتزامن مع الاهتمام بالصناعات المرتبطة به.
وشهد الرئيس عبدالفتاح السيسى افتتاح المرحلة الأولى من موسم الحصاد لمشروع «مستقبل مصر» للتنمية المستدامة بمحور الضبعة.. وذلك بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول محمد زكى وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
واستمع الرئيس السيسى فى بداية الافتتاح لتلاوة آيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ أيمن عقل، ثم شاهد فيلمًا تسجيليًا عن المشروع.
وأعطى الرئيس، إشارة البدء لافتتاح عدد من مشروعات الحصاد للمحاصيل الزراعية عن طريق تقنية «الفيديو كونفرانس».
وعَلّق الرئيس السيسى على حديث العقيد بهاء الغنام المدير التنفيذى لجهاز مستقبل مصر عن المشروع قائلاً: «الدولة المصرية تحقق الاستفادة الحقيقية من كل نقطة مياه لصالح الزراعة».
وأضاف الرئيس، خلال كلمته فى افتتاح المرحلة الأولى من المنطقة الصناعية فى جهاز مستقبل مصر وبدء موسم الحصاد: «إحنا خلينا مسار العمل فيه بالطريقة اللى ماشيين فيها دلوقتى، والقطاع الخاص مهم جدًا جدًا، إدارته للمشروعات متقدمة وناجحة وكفاءة الأداء محل اعتبار فى أى عمل بيقوموا بيه».
وتابع: إن عدد سكان مصر يبلغ 106 ملايين نَسمة بالإضافة إلى ضيوف مصر الذين يصل عددهم إلى 9 ملايين.. موضحًا: «لمّا الدكتور مصطفى مدبولى «رئيس الوزراء» قال إن العبء المالى علينا من هذا الوضع يصل إلى 10 مليارات دولار، كتير أتكلم وقال معقول يعنى الرقم ده؟».

وأردف: «لو إحنا بندّى متوسط الميه اللى هو أقل معدل عندنا 500 متر فى اليوم فى 9 ملايين يبقا 4.5 مليار متر فى السنة، لو عملنا محطات تحلية أو محطات معالجة ده بتكلف أرقام كبيرة قوى». وأكد الرئيس، أن هدف الدولة فى التشغيل لا يختلف عن القطاع الخاص فى تحقيق الربح، لكن من ضمْن الأهداف أيضًا هو تشغيل الأيدى العاملة.
وأكمل: «المفروض المشروع ما يخسرش، لكن أعمل مشروع، والمشروع يكسب مش كتير بس يشغّل عمالة كتير بعتبر ده ربح غير منظور،.. والمفروض كدولة أوفر فرص عمل للناس، وأنا بعمل المشروع ماخسرش وبطالب القطاع الخاص إنه ميخسرش أومَّال هو بيشتغل ليه؟».
وواصل: «بمنتهى الموضوعية والحيادية فى طرح الفكرة علشان فيه نقاش كتير جدًا.. يعنى جهّزت الأرض ودخّلت المياه بقول للمستثمر تعال خد منّى بسعر عادل بس ما تظلمش المشروع علشان يستمر، ولا تتجاوز كمية المياه المحددة لأنها ليست مياه مطر، فيه محطات بتشتغل وطلمبات وكهرباء بتستهلك علشان تصل إليك وكده بتحمّلنى تكلفة كبيرة».
مخلفات المدابغ
وتحدّث الرئيس عن مخلفات المدابغ، قائلاً: «من ضمْن الكلام اللى كنا بنتكلم فيه على موضوع المدابغ.. بتترمى وبتكون عبء على البيئة، وإنك تتخلص منها فى مناطق مخصصة للمخلفات دى، وبيكون لها أثر بيئى مش كويس.. فيه مصانع تشتغل على الحاجات دى.. دى محتاجة تكلفة».
ورأى الرئيس أنه «لازم حد يدخل يعمل المصنع ويتحمّل التكلفة دى وياخد المخلفات دى ولا تكون عبء علينا.. بنتكلم عن شكل وفكرة الموضوع ده لمستقبل مصر.. اللى أنا قُلت عليه ده كله.. حبيت أقول إن الخلطة دى.. ضمان تحقيق النتائج».

كما تحدّث الرئيس عن المياه والبنية الأساسية فى مشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة، قائلاً: «اتكلمنا عن المياه وأهميتها والبنية الأساسية، وليه تتعمل بشكل مركزى حتى نضمن نجاح المشروع.. لمّا بتكلم عن 2 مليون فدان.. خلال عام 2025 هيكونوا كلهم داخل الخدمة».
وأضاف الرئيس: «عاوز أزود المساحة من خلال نظم زراعات أخرى بتاخد كميات مياه أقل.. وكان لا بُد أن نمشى للمسار ده.. كمان كام يوم هنطلع توشكى فيه 900 ألف فدان.. موجودين قبل كده للدولة المصرية من 25 -30 سنة لكن اتزرعوا امتى.. والدولة دخلت بجدية التزام عليها لتحقيق الأهداف.. هل ده متاح للقطاع الخاص.. كل اللى بنتكلم فيه متاح».
وتطرّق الرئيس إلى المشروعات الكبرَى التى تنفذها الدولة فى إطار مشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة، قائلاً: «لمّا بنعمل المشروع لازم نستهدف ونحقق كل النتائج.. لمّا بقول ازرع 2 مليون فدان يبقى استهدف 2 مليون فدان».
وقال: الرئيس: «ده نقاش أتحدى بيه أى حد.. الهدف ليس القدرة المالية ولكن القدرة على التنفيذ بشكل كامل.. بعمل طريق 10 حارات طوله 250 كيلومتر لتحقيق الخدمة لكل الأراضى الزراعية الموجودة على الطريق.. ده مشروع قد 3 - 4 محافظات كبار اتعملوا قبل كده فى 200 سنة، أنا بعمله فى 4 سنوات.. سواء كهرباء وبنية تحتية».
وتابع الرئيس: «الفدان فى المشروع ده اتكلف 350 - 400 ألف جنيه بنية أساسية مش تستكتر المبلغ عليّا.. اللى علمته لا بُد أعمله.. أنا مش بزرع على مياه أمطار.. ودى مياه يتم نقلها لمسافة كبيرة، وأنا طلبت فيلم عن مأخذ رشيد ومحطة الحمام.. وكيفية وصول المياه علشان يعمل الإنتاج».
وأشار الرئيس إلى أن الدولار كان وما زال يمثل تحديًا.. معلقًا بالقول: «كان عندنا تحدى الدولار وما زال.. قلتلهم لازم تعملوا إذا كنتم عاوزين تتجاوزوا مشكلة الدولار فى مصر لازم تخلوا المنتج المحلى ضخم جدًا، علشان يغطى المطلب بتاع البلد، ولو فيه فرصة تصدّر برّه تصدّر أى إنتاج زراعى وصناعى».
وعن إنشاء الصوامع، أضاف الرئيس خلال افتتاح المرحلة الأولى من موسم الحصاد بمشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة: «قلتلهم مقدرش أعمل صوامع إلا بالجنيه المصرى، لو فيه شركة تزود المكون المحلى وتقدر تخلى الصوامع بالجنيه أنا مستعد أتعاقد.. قالوا أيْوَه..اتكلمنا فى 500 ألف طن خدوهم بالمصرى واعملوا مكون محلى، زودوه علشان ما يجبوش حاجة من برّه.. يبقى كده أنا استفدت لمّا أدخّل الخدمة نص مليون طن خلال سنة وشهرين ده مش قليل، ولو أنا محتاج أكتر مستعد أعمل تانى علشان يبقا كل إنتاجنا من المحاصيل المختلفة الذرة والقمح والأرز ليه مناطق تخزين محترمة».
وقال الرئيس: «فى كتير قالوا إن الحكومة والرئيس السيسى دايمًا بيحب يعمل كل حاجة زيادة عن اللزوم شوية.. قالك شوف المسجد بتاع السيدة زينب والحسين.. أه طبعًا لمّا أخش أعمل وأرفع كفاءة مسجد يبقا أدهنه من برّه وخلاص؟!.. لا.. ده بيت ربنا ميتعملش إلا صح».
وأكمل: «اللى عنده فيلا وشقة بيحاول يعملها زى الفُل.. ولمّا آجى أعمل بيت ربنا أعمله أى كلام؟! بنحاول نعمل أقل تكلفة فى أقصر وقت وأقل سعر علشان الحاجة تطلع للناس وتستفيد بيها».
وتحدّث الرئيس عن إنشاء سوق على مساحة 500 فدان غرب النيل، قائلاً: «السوق هيبقى على 500 فدان.. السوق ده مش مستقبل مصر هو اللى هيديره، لأ.. ده التجار.. اتناقشنا فى مطالبهم والمساحات والتلاجات.. فيه فرق إنك تطلع إنتاج ويهدر منه 30 % أثناء تداوله ونقله، وإنك انت تخش تصنيع زراعى تقلل منه الهدر 20 % ويبقا الهدر من 5 - 10 %».
تسويق المنتجات
وأضاف الرئيس خلال افتتاح المرحلة الأولى من موسم الحصاد بمشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة: «السوق قدرته يعمل تشغيل وتسويق منتجات بشكل كويس ويخدم على غرب النيل، وبعد ما نعمله احتمال الأسواق اللى ملهاش لازمة ننقلها هنا ونقول مش محتاجين الأسواق الصغيرة».
وتابع الرئيس: «واحنا بنفتتح سوق 500 فدان بيكلف مليارات الجنيهات علشان يقوم بالدور اللى كل الناس بتتمنى أن حاجتها تتعمل ويتحقق ده.. الدول الكبيرة اللى بتعمل الكلام ده وأسواقها بالمستوى ده مش بتعملها علشان هى غنية ولكن عشان تستفيد من كل ما لديها ولا تهدر شىء».
واستشهد الرئيس بإهدار القمح المُخزن فى الشون قائلاً: «كان فيه شون مفتوحة فى الأرض طيّب الشون دى تكسب ولاّ الصوامع؟، طبعًا الصوامع بس انت تعمل الصوامع امتى ومنين؟ أديك أنت بترمى القمح بتاعك على الأرض رغم أن 25 % المهدرين فى الشون يمكن الصومعة تغطى تكلفتهم خلال 4 سنين بس كان لا بُد نعمل ده».. طيّب بيقولك ما أنت زنقت نفسك وزنقتنا.. صحيح.. بس معنديش خيارات تانية، أنا زنقت نفسى آه وزنقت الدولة آه.. بس علشان نعمل دولة واللى بيتعمل ده أثاره يوم عن يوم بتعود للدولة اللى بتنمو أكتر من 2 مليون إنسان فى السنة.. لما أقول الكلام ده مش ميديا والله العظيم أنا صادق.. ولو صادق حقيقى ربنا يوصل صدقى ليكم».
وقاطع الرئيس، الدكتور هانى سويلم وزير الرى والموارد المائية خلال كلمته عن محطات التحلية التى نفذتها الدولة خلال الفترة الماضية من أجل دعم القطاع الزراعى وتنفيذ مشروعات زراعية كبرى، قائلًا: «التكلفة 190 مليار جنيه.. المصريين كتير سواء كان فى الرأى العام والمفكرين والمثقفين.. يقولك الفلوس فين.. أنا مكنش عندى خيارات تانية.. نسيب بلدنا كده وإنها تخرب.. كنا نعانى من إنفاق عالى جدًا من الحكومة والدولة فى سبيل أن البلد دى تعيش.. انت قولت على ده فقط.. طب مأخذ رشيد كام؟.. مأخذ رشيد بـ 150 كيلومتر.. الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء عاوز لمحطات الكهرباء 50 مليار جنيه».

أكمل الرئيس: «إحنا عملنا حاجة الاقتصاديات مش سهلة.. ومفيش خيارات.. بنتكلم عن 190 مليار جنيه.. طب رشيد كام بقى.. وبنتكلم عن 150 كيلو وترعة مكشوفة وترعة مقفولة ثم محطة المأخذ.. قد يساوى فى تكلفته محطة الحمام».
ووجه الرئيس بتعديل اسم محطة «الحمام» لتحلية المياه، قائلًا: «طب ما تشوفوا اسم غير الاسم ده.. غير المحطة الموجودة فى الشمال.. إحنا بنعمل محطات التحلية من أجل الزراعة.. والأرض الزراعية الموجودة فى الدلتا حجمها محدد وتتآكل ولابد من الزراعة.. هو التحدى والقرار نعمل ولا مش نعمل.. نعمل ونعانى ولا مش نعمل وتخرب بجد.. ربنا الوكيل.. هو المطلع.. والعلماء.. هو الكلام ده بمشورتى وكل الخبراء فى وزارتى الزراعة والرى، وكل حديث فى الموضوع ده بوثائق ومحاضر».
وأضاف: «ليه مقولناش التكلفة الخاصة بمحطات التحلية.. الـ 5 – 6 مليار متر مياه فى محطة بحر البقر والمحسمة والحمام.. وضعنا إنفاق ضخم جدًا.. ده البديل لنقص المياه ومجابهة الزيادة السكانية».
وتابع الرئيس: «وزارة الإسكان بتعمل محطات ثلاثية المعالجة.. يا جماعة لازم الأرقام تتكلم معاكم علشان الناس اللى فى مصر تسمع.. المسار ده مش إخفاق من الدولة ومعلش بقى غلطوا.. لا مش غلطوا.. ظروف بلدنا كده.. احنا مغلطناش بفضل الله وعدد السكان كبير والموارد محدودة.. الظروف كده».
وفى ختام الاحتفالية أجرى الرئيس السيسى جولة تفقدية داخل مشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة بالضبعة. ويعد مشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة أحد أكبر الكيانات فى العالم فى مجالات وأنشطة التنمية على صعيد مشروعات الزراعة والتصنيع الزراعى والاقتصاد البيئى والمشروعات التكاملية.