استراتيجية صحية شاملة فى سيناء

تحقيق: بسمة مصطفى عمر
شهدت سيناء، على مدار تاريخها، أهمية سياسية، وأمنية، واقتصادية، وسياحية، ودينية كبيرة، فهى بوابة مصر الشرقية وركيزة تأمينها، وهى شبه الجزيرة الآسيوية التى تتبع دولة إفريقية.. ووقوعها تحت السيادة المصرية هو عنصر قوة للدولة، وتستكمل خريطة التوازن الدولية والإقليمية، وتمثل 6 % من مساحة مصر.
تتمتع سيناء بحالة من التناغم بين قياداتها التنفيذية والشعبية، كنتيجة إيجابية لتضافر جهود الدولة لتوطين التنمية الشاملة فى سيناء «شمالا ووسطا وجنوبا»، وإحداث طفرة نوعية عبر المشروعات التنموية فى كل المجالات ركيزتها الاستدامة، بداية من البنية التحتية، والطرق، ومحطات تحلية المياه والطاقة، والقطاعات الخدمية، وانتهاء بتنفيذ كبرى المشروعات التنموية، على الأصعدة الاقتصادية، والصناعية، والعمرانية، والسياحية، والزراعية، والصحية، وغيرها.
تشير خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمحافظة شمال سيناء، إلى توجيه 6.5 مليار جنيه استثمارات حكومية، نصيب الخزانة العامة منها حوالى 2.994 مليار جنيه، ويستحوذ قطاع الخدمات على 50 % من إجمالى الاستثمارات الحكومية، ويليه قطاع التشييد والبناء، والأنشطة العقارية، ثم القطاع الزراعى واستصلاح الأراضى والخدمات التعليمية.

تأتى الصحة على قمة أولويات الدولة، ولها اهتمام خاص من الرئيس عبدالفتاح السيسى، بهدف النهوض بمنظومة الرعاية الصحية فى مصر، وتحقيق التغطية الصحية الشاملة بعدالة تامة دون تمييز، إذ أصبح «التأمين الصحى الشامل» أهم المشروعات التنموية، التى تسهم فى بناء مجتمع قوى، يعزز من مكانة مصر على المستويين الوطنى والإقليمى والعالمى، يضمن مستقبل رعاية صحية أفضل للجميع بفعالية واستدامة، من خلال تلبية احتياجات المصريين والأجانب المقيمين على أرض مصر، من الخدمات والرعاية الصحية، بأعلى معايير الجودة العالمية، داخل منشآت صحية ذات بنية تحتية قوية، وبتجهيزات طبية على أعلى مستوى، عبر كوادر طبية ماهرة وخبيرة فى كافة المجالات، وبأسعار اقتصادية للمصريين، وتنافسية خارج مستشفيات المنظومة المعتمدة، مع ضوابط وآليات تستهدف تحقيق أفضل عوائد ممكنة.
بعد أن أصبحت الرعاية الصحية على قمة أولويات الدولة، توالت الجهود للنهوض بالمنظومة الصحية فى مصر، وتضمنت الإرادة السياسية استكمال مستقبل استدامة الرعاية الشاملة للجميع، إضافة إلى إدخال خدمات متخصصة لصحة المرأة، داخل منشآت هيئة الرعاية، ومنها خدمات المبادرات الصحية الرئاسية، وتنظيم الأسرة التى تقدمها وزارة الصحة والسكان، ومبادرات الهيئة العامة للرعاية الصحية، للتوعية بصحة المرأة، والكشف المبكر عن الأمراض المزمنة أو الوقاية منها.
ولتحقيق الشمولية والتمكين، تتوفر الرعاية الصحية اللازمة لذوى الهمم، والأيتام، والمسنين، وغير القادرين فى المناطق النائية بمحافظات تطبيق المنظومة الصحية الجديدة ومنها جنوب سيناء، مما يسهم فى تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى.

وجاءت محافظة جنوب سيناء ضمن المرحلة الأولى من تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، بينما ستضم المرحلة الثانية شمال سيناء، لتوفير ما يحتاجه أهالى سيناء من خدمات الرعاية الصحية المتكاملة بجودة عالمية. وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة والسكان، متابعة التجهيزات والاستعدادات النهائية، وخطة العمل لبدء تدشين المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحى الشامل، والتى ستضم محافظة شمال سيناء، ويراجع بشكل مستمر مدى جاهزية المستشفيات، والوحدات والمراكز الطبية، المدرجة بالمرحلة الثانية من المشروع القومى للتأمين الصحى الشامل، من حيث التطوير، ورفع الكفاءة، والإحلال والتجديد، والتشغيل، وحصر القوى البشرية بالمنشآت الصحية، وتجهيز قواعد بيانات العاملين.
تنمية وتطوير
من المشروعات المستهدفة لتقديم الخدمات الصحية فى سيناء، الانتهاء من أعمال إنشاء مجمع الطور الطبى بجنوب سيناء، وتطوير وإنشاء المستشفيات، واستكمال بنيتها التحتية وتجهيزاتها الطبية وغير الطبية، إلى جانب تطوير المبنى الرئيسى لإسعاف دائرى شرم الشيخ، وعمارتين للعاملين بمستشفى شرم الشيخ الدولى «المبنى الهرمى».
وعن المستشفيات الجارى تطويرها، العريش، والشيخ زويد، وبئر العبد، وبغداد، ورمانة، والأمراض النفسية والإدمان بالعريش، إضافة إلى إنشاء 33 مركزا ووحدة طب أسرة تم تقسيمها 8 بالعريش، و11 ببئر العبد، و1 بالشيخ زويد، و7 بالحسنة، و6 بنخل، بينما تتوزع 56 نقطة إسعاف، 12 بالعريش، و12 ببئر العبد، و13 بنخل، ومثلها بالحسنة، و6 بالشيخ زويد.
وتمهيدا لإدراج المنشآت الطبية بمحافظة شمال سيناء، وضمها لمنظومة التأمين الصحى الشامل الجديد، ضمن خطة تطوير الهيئة العامة للرعاية الصحية، من المقرر تنفيذ 33 مشروعا بقيمة 9.2 مليار جنيه، تم تنفيذ 14 مشروعا منهم حتى أواخر عام 2023، بقيمة 937 مليون جنيها، فى حين تم التخطيط لتنفيذ 19 مشروعًا بقيمة 8.3 مليار جنيها بحلول 2030.
تم إنشاء مستشفى بئر العبدالمركزى، كصرح طبى وفقا لمعايير متطورة من التصميمات والتجهيزات الطبية، ليعمل على مدار 24 ساعة يوميا، لخدمة أهالى شمال سيناء، وتقديم الرعاية الطبية المتميزة على أيدى أمهر الأطباء فى مختلف التخصصات والمجالات، من خلال الاقسام الداخلى، والعيادات الخارجية، والطوارئ والاستقبال، بتكلفة 190 مليون جنيه تقريبًا.
تصل طاقة الأسرة بالمستشفى إلى 90 سريرا، كما تضم أقسام الاستقبال، والطوارئ، والعيادات، والمعامل، والأشعة، والتعقيم المركزى، والعلاج الطبيعى، والكلى الصناعى، والمناظير الجراحية، والنساء والتوليد، والأقسام الداخلية، ونحو 5 غرف عمليات، و7 أسرة إفاقة، و29 سرير بالعناية المركزة، و8 حضانات، و4 أسرة عناية مركزية للأطفال، ولذلك تعد نقلة طبية غير مسبوقة لخدمة أهالى المحافظة.

وجنوب سيناء هى المحافظة الرابعة فى خطة تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل إذ أشار الدكتور أحمد السبكى، رئيس هيئة الرعاية الصحية، إلى ارتكاز التأمين الشامل بجنوب سيناء على 31 منشأة صحية، منها 8 مستشفيات، و23 مركزا ووحدة طب أسرة تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية، والتى تمثل 80 % من احتياجات المواطنين، مؤكدا تحسن المؤشرات الصحية لأهالى جنوب سيناء، بعد تطبيق نظام طب الأسرة، ومشيرا إلى الانتهاء من نقل تبعية 27 منشأة صحية للهيئة العامة للرعاية الصحية من إجمالى الـ31 منشأة.
الدكتور أحمد السبكى، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أكد نجاح التشغيل الرسمى للتأمين الصحى الشامل بجنوب سيناء، ومطابقة منشآتها الطبية لأعلى معايير الجودة العالمية، وحصولها على درجات التسجيل والاعتماد، وهذا يضمن الحماية والتغطية المالية للمنتفعين بالمحافظة، كما يتم تفعيل نظام المطالبات بين هيئتى الرعاية الصحية والتأمين الصحى الشامل، مشيرا إلى استكمال مشروعات صحية بحلول يونيو 2024، أهمها إنشاء مجمع الفيروز الطبى، والذى سينضم بالفعل لتقديم الخدمات الطبية خلال افتتاحات 30 يونيو الجارى، وتطوير مستشفى دهب، ونويبع، ومركز طب أسرة وادى فيران.
وقال رئيس هيئة الرعاية الصحية، إن إجمالى تكلفة مشروع التأمين الصحى الشامل بجنوب سيناء، بلغ 3.280 مليار جنيها، تشمل 2.100 مليار تكلفة البنية التحتية للمنشآت الصحية، بالإضافة إلى 580 مليون جنيه تجهيزات طبية وغير طبية لتلك المنشآت، و600 مليون جنيها تكلفة التشغيل التجريبى للمنظومة.
وبعد مرور 3 أعوام على إطلاق منظومة التأمين الشامل بجنوب سيناء، أكد الدكتور أحمد السبكى، على إحداث طفرة نوعية فى الخدمات والرعاية الصحية المتكاملة، المقدمة لأهالى جنوب سيناء، إذ تتمتع بمنظومة علاجية عالمية، تقدم الخدمات الطبية فى عيادات طب الأسرة، والباطنة، والأطفال، والأسنان، وأمراض النساء، إلى جانب المعامل، والأشعة، وتوفير العلاج بالمجان.
وأشار رئيس هيئة الرعاية الصحية، إلى اعتماد 18 منشأة طبية بمحافظة جنوب سيناء كليا ومبدئيا، بمعايير هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، المعترف بها من منظمة الإسكوا العالمية، وقال إن عدد المسجلين بمنظومة التأمين الشامل بالمحافظة تخطى 142 ألف مواطن.

وأشار إلى ميكنة الملفات الطبية للمواطنين، وتقديم 1.3 مليون خدمة طبية وعلاجية لمنتفعى التأمين الصحى الشامل، من خلال المستشفيات، والمراكز، ووحدات طب الأسرة التابعة للهيئة بالمحافظة، بداية من الفحوصات الطبية الشاملة، وخدمات الرعاية الصحية الأولية، مرورا بالخدمات التشخيصية، والأشعة، والمعامل، ووصولا إلى التدخلات الجراحية الكبرى باستخدام أحدث التقنيات، وفق الممارسات الطبية العالمية.
وبنسب نجاح عالمية، بلغ إجمالى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمنتفعين بالمستشفيات التابعة للهيئة بجنوب سيناء، نحو أكثر من 6.800 ألف عملية وتدخل جراحى متقدم باستخدام أحدث التقنيات الطبية، وحوالى 300 ألف خدمة بالعيادات الخارجية فى المستشفيات، كما تخطت خدمات مراكز ووحدات طب الأسرة 500 ألف خدمة رعاية صحية أولية، منها 75 ألف فحص طبى شامل، و200 ألف طب أسرة، و60 ألف خدمات أسنان، وأكثر من 100 ألف خدمات الفحص الطبى المعملى والأشعة، فضلا عن خدمات الإسعافات الأولية، وعلاج أمراض الأطفال والنساء والباطنة.
ونوه إلى توافر الخدمات الطبية التخصصية والرعاية المجتمعية للمرضى ذوى الإعاقات بمختلف أشكالها داخل المنشآت الصحية التابعة للهيئة فى جنوب سيناء، وأبرزها الإعاقات الحركية والسمعية والبصرية والذهنية والمتعددة، كما أشار إلى تفعيل تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية لمرضى طيف التوحد.
قطاع غزة
تزامنا مع أحداث قطاع غزة، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى بسبب الاعتداءات الإسرائيلية، تم تجهيز المستشفيات وإمدادها بجميع الأدوية والمستلزمات الطبية إلى جانب زيادة عدد الأطقم الطبية، كما تم تجهيز مستشفى ميدانى برفح لاستقبال المصابين والحالات الحرجة من الفلسطينيين، وتطوعت أعداد كبيرة من الأطباء، لتقديم خدمات الإسعافات الأولية، وعلاج الحالات ذات الإصابة البسيطة، وتحويل ما تستلزم حالته نقله إلى المستشفيات الكبرى لتلقى الخدمات الطبية الأعلى مهارة، عبر حوالى العشرات من سيارات الإسعاف لنقل المصابين.
وأكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير الصحة، على جاهزية المستشفيات والمنشآت الصحية باختلاف تبعياتها لاستقبال الحالات المرضية الإصابات، حيث وجه بتوفير الفرق والأجهزة الطبية اللازمة بمستشفيات العريش، وبئر العبد، والشيخ زويد فى شمال سيناء.
ووجه أيضا بزيادة السعة الاستيعابية لمستشفيات هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية، والتنسيق مع المستشفيات الجامعية بجميع المحافظات، بما يضمن سهوله توجيه المرضى وتقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية اللازمة لهم، بالإضافة إلى مراجعة منظومة الاستقبال والإحالة عند الحاجة لذلك، إلى جانب التنسيق مع منظمات المجتمع المدنى، لتقديم الرعاية اللازمة لمرافقى المصابين من الأطفال، الذين تستقبلهم المستشفيات المصرية.
وتصل الطاقة الاستيعابية بمستشفى العريش العام إلى 300 سرير، منها 29 رعاية مركزة، ويمكن زيادة أسرة الرعاية بمعدل 15 سرير حال الاحتياج، بالإضافة إلى 60 ماكينة غسيل كلوى.
وتنفذ وزارة الصحة والسكان مبادرات الصحة العامة فى سيناء شأن باقى محافظات مصر، وذلك لكافة الفئات والأعمار.

وفى الجنوب، تشارك هيئة الرعاية الصحية فى ذات المبادرات لتوفير الخدمات الطبية للمواطنين وبخدمة مميزة، منها مبادرة دعم صحة المرأة، والعناية بصحة الأم والجنين، والأمراض المزمنة، والاعتلال الكلوى، والاكتشاف المبكر لضعف وفقدان السمع لحديثى الولادة، والأورام السرطانية، والاكتشاف المبكر للأنيميا والسمنة والتقزم لطلاب المدارس الابتدائية، وفحص فيروس سى لطلاب الإعدادية.
مصر الرقمية
ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبناء مصر الرقمية، تضمنت محاور الخطة الاستراتيجية لهيئة الرعاية الصحية خلال عام 2024، إنشاء أول مستشفى افتراضى فى مصر، توفر الرعاية الصحية عن بعد، مما يسهل حصول المرضى على الخدمات الطبية بسهولة وفعالية، من خلال استشاريين فى جميع التخصصات الطبية، خاصة النادرة منها، وأنشأت مراكز للتشخيص الطبى عن بُعد بمستشفى شرم الشيخ الدولى، والأشعة بمجمع الإسماعيلية الطبى، ووحدة الـTelepathology بمستشفى النصر ببورسعيد.
الدكتور السبكى أكد اتساق أهداف قطاع الرعاية الصحية مع أهداف التنمية المستدامة، لتعزيز الصحة الرقمية واستخدام الذكاء الاصطناعى، لتحقيق أعلى مستويات الجودة بمعايير عالمية، وتحسين تجربة رعاية المرضى، وإدارة المعلومات الصحية، واستحداث التقنيات العلاجية لتحول رقمى شامل، لتصبح هيئة ذكية رقمية بكامل منشآتها خلال 2024.
ولتعزيز التميز التشغيلى الإكلينيكى، استعانت الهيئة بالروبوتات الذكية لتقديم خدمات التمريض الالكترونى، أو لتوصيل الأدوية للمرضى، وفى التعقيم، كما استعانت بماكينات التغذية الرجعية الذكية، لتقييم تجربة المنتفعين داخل المنشآت، بما يحقق النمو المستدام، وضمان تحسين كفاءة الخدمات الطبية المقدمة.
وارتكزت خطة الهيئة على تعزيز السياحة العلاجية تحت مظلة «نرعاك فى مصر»، حيث تطبق البروتوكولات العلاجية العالمية وفقا لآخر المستجدات، مع جاهزية الغرف والأجنحة الفندقية بمستشفيات التأمين الصحى الشامل، لجذب المرضى من مختلف أنحاء العالم، وإنشاء مكاتب تابعة للهيئة للتعامل مع الأجانب بالمطارات وتقديم الخدمة المتميزة لهم.
وتتوسع الهيئة فى تعزيز التعاون الدولى مع شركاء التنمية والاتحادات والمنظمات العربية والدولية، من خلال مبادراتها فى الرعاية الصحية، وتبادل الخبرات والمعرفة، والتوسع فى نطاق المنشآت الصحية الخضراء، وتأهيل المستشفيات التى حصلت على الاعتماد القومى، أسوة بمستشفى شرم الشيخ الدولى، والتى تم اعتمادها كأول منشأة حكومية خضراء فى مصر.
أما عن خطة تطوير محور الصيدلة وإدارة الدواء فهى تضمن وصول الخدمة بمعايير عالمية للمنتفعين، وتعزز الممارسات الصيدلانية المبتكرة، حيث تشتمل على ميكنة الصيدليات لتحقيق التكامل الرقمى، وتفعيل مفهوم الصيدلة الخضراء فى جميع منشآت الهيئة، بمحافظات تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل.
إضافة إلى التوسع فى نطاق مراكز معلومات الدواء، حيث تسهم فى إعداد دستور الأدوية، وتدريب الصيادلة على الممارسات القائمة على الأدلة والعلاجات الناشئة، وما يستجد فى الصيدلة السريرية، وتعزيز التعاون بين الصيادلة والأطباء، وغيرهم من المتخصصين فى الرعاية الصحية، عبر ميكنة الصيدليات بالأقسام الداخلية، والعيادات الخارجية بالمستشفيات، وتحضير الدواء لأصحاب الأمراض المزمنة بوحدات ومراكز طب الأسرة، بما يضمن دقة تحضير الوصفات الدوائية بشكل فعال، والتتبع الدقيق لتحركات الأدوية، ويقلل من فرص الأخطاء الدوائية، ويعزز سلامة المرضى.
والسبكى أكد على أن عام 2024 سيشهد تطورا حديثا، من خلال الجمع بين أحدث الأنظمة التكنولوجية، والرعاية الصحية الشخصية المبنية على التسلسل الجينى للمريض، وكذلك تعزيز آليات الميكنة باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعى، والتحليل البيانى للدواء، وتطبيق أحدث البروتوكولات العلاجية فى مجال الدواء، مما يعزز البحوث السريرية فى هذا المجال، كما يمكن المرضى من استخدام المنصات الإلكترونية، للتواصل مع الفريق الطبى لتلقى المشورة والدعم.

ولفت رئيس الهيئة، إلى ارتكاز العلاج الشخصى على آخر المستجدات، وإرشادات وأطر تنفيذ الاختبارات الجينية، ولذلك سيتم إنشاء شبكة من الخبراء بهيئة الرعاية الصحية، لتسهيل عملية إجراء الاختبارات الجينية، وتطبيقيها فى التشخيص، وتوثيق مخرجات العلاج الشخصى، وإنشاء دليل للاستخدام السليم للاختبارات الجينية، ووضع معايير للتطبيق العملى، وأطر الحوكمة الرئيسية، واعتماد السياسات والمبادئ التوجيهية، وتدشين البرامج التعليمية والتدريبية المخصصة، لرفع مستوى الوعى والإدراك بالاختبارات الجينية، مشيرا إلى إنشاء منصة لمشاركة نتائج الأبحاث داخل الهيئة، لدعم المشاريع البحثية المتعلقة بالصيدلة السريرية، ونتائج الدواء، ليمتد نطاقها فيما بعد لمجتمع الرعاية الصحية الأوسع.