السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأمن العربى لا يتجزأ

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، فور وصوله إلى مطار القاهرة، فى مستهل زيارة رسمية لمصر؛ حيث أجريت مراسم استقبال رسمية للعاهل البحرينى بقصر الاتحادية، وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطنى للبلدين.



 

وقال الرئيس فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الشيخ «حمد بن عيسى آل خليفة» ملك مملكة البحرين: اسمحوا لى بداية، أن أرحب بشقيقى جلالة الملك «حمد بن عيسى آل خليفة»، فى بلده الثانى مصر فى زيارة كريمة تأتى فى إطار العلاقات الأخوية والمتميزة التى تربط بلدينا وشعبينا الشقيقين. 

وتطرق الرئيس إلى أن «اجتماع اليوم» يأتى فى وقت بالغ الدقة وشديد الخطورة نتيجة الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة، واستمرار السقوط المروع لآلاف المدنيين الأبرياء لا حول لهم ولا قوة، ولا ذنب لهم، إلا أنهم يتواجدون فى أراضيهم، ويتشبثون ببيوتهم وأوطانهم، ويطمحون إلى العيش بعزة وكرامة وإنسانية.

 

 

 

 

وتابع: هى لحظة فارقة دون شك، سيتوقف عندها التاريخ، لما تشهده من استمرار الاستخدام المفرط للقوة العسكرية فى ترويع المدنيين وتجويعهم، وعقابهم جماعيًا لإجبارهم على النزوح والتهجير القسرى فى ظل مشاهدة عاجزة من المجتمع الدولى، وغياب أى قدرة أو إرادة دولية على إنجاز العدالة أو إنفاذ القانون الدولى أو القانون الدولى الإنسانى أو حتى أبسط مفاهيم الإنسانية.

وأضاف الرئيس السيسى: لقد ناقشت مع شقيقى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة جهود بلدينا، والجهد العربى المشترك للتعامل مع هذا الوضع غير القابل للاستمرار ووضع حد له، والأهم ضمان عدم تكراره من خلال العمل على توحيد الإرادة الدولية لإنفاذ وقف فورى ومستدام لإطلاق النار فى قطاع غزة، ووقف كل محاولات التهجير القسرى أو التجويع أو العقاب الجماعى للشعب الفلسـطينى الشـقيـق، والنفاذ الكامل والمستدام والكافى للمساعدات الإنسانية للقطاع، مع الانخراط الجاد والفورى فى مسارات التوصل لحل سياسى عادل ومستدام للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وإنفاذ دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والاعتراف الدولى بها، وحصولها على العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة.

وأكد الرئيس خلال كلمته: لقد حذرت مصر كثيرًا ليس فقط من تبعات تلك الحرب السياسية والأمنية والإنسانية المباشرة على الأشقاء فى فلسطين المحتلة، وإنما كذلك مما ستجره لا محالة من اتساع للصراع وامتداد حتمى لدعوات التصعيد والانتقام وإدخال المنطقة فى دائرة من العنف والعنف المضاد، فتتسع دائرته لتلتهم دون رحمة أى أمل لشعوب المنطقة فى سلام وحياة مستقرة آمنة.

وتابع: لقد شهدت المنطقة على مدار الأشهر القليلة الأخيرة تبعات بالغة لاستمرار هذه الحرب حيث تمتد نيرانها إلى مختلف أنحاء المنطقة، فأصبحنا أمام ما نشهده اليوم من وضع إقليمى بالغ التوتر والخطورة يضع أمن واستقرار ومستقبل شعوبنا موضع تهديد حقيقيا وجادا.

وأوضح الرئيس السيسى: ناقشت مع شقيقى جلالة ملك البحرين تفصيلًا هذه التطورات الإقليمية المقلقة، وتصورات التعامل معها فى إطار اتفاقنا معًا على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وشعوبها ضد مختلف المهددات، وعدم ترك مصائرها لإرادة دعاة الحروب فى إطار أولوية الأمن العربى المشترك الذى نعتبره كلًا لا يتجزأ.

وأكمل قائلا: وقد اتفقنا على ضرورة التكثيف والتشجيع الفورى لجهود إيقاف التصعيد سواء فى الأراضى الفلسطينية أو على المستوى الإقليمى، والعمل على دفع الأطراف إلى انتهاج العقلانية والحلول الدبلوماسية، والتخلى عن الحلول العسكرية وتصورات الغلبة والنفوذ والهيمنة، والسماح للجهود المخلصة الهادفة للسلام بالنجاح وفتح مسار بديل لشعوب ودول المنطقة يحمل أملًا بمستقبل؛ توحد فيه شعوب ودول المنطقة جهودها من أجل الرخاء والتنمية.

واختتم الرئيس كلمته قائلا: مرة أخرى، أجدد ترحيبى بكم وأتطلع إلى المزيد من التعاون الوثيق بين بلدينا، بما يحقق مصالح شعبينا الشقيقين وأمتنا العربية متمنيا لكم ولمملكة البحرين الشقيقة كل الخير والازدهار.