الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سنوات وراء الميكروفون

الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت

للمصريين علاقة خاصة جدّا بتلاوة القرآن الكريم، إذْ حرصت البيوت المصرية المقتدرة ماليّا على استقدام كبار القراء إلى منازلهم فى رمضان قبل نشأة الإذاعة، حتى أصبح ذلك عادة يومية عند البعض يستهلون بهم يومهم العادى باقى أيام العام.



وذاعت شهرة بعض الشيوخ نظرًا لقراءتهم فى المناسبات والاحتفالات والمآتم وإعجاب الناس بهم، فلمّا انطلقت الإذاعة المصرية حرصت على وضع تلاوة القرآن الكريم على النحو الذى يليق بها فى صدارة خريطتها البرامجية.

 

الشيخ عبدالباسط عبدالصمد فى القدس
الشيخ عبدالباسط عبدالصمد فى القدس

 

وقبل أن يتحقق مشروع إنشاء إذاعة حكومية، كان المقتدرون من أبناء القطر المصرى يؤسسون إذاعات خاصة، بعضها بهدف بث رسائل الشوق والغرام، والبعض بغرض التربّح.

وتعددت الإذاعات فى القاهرة والإسكندرية، لتظهر على موجاتها أصوات قراء القرآن الكريم، أمثال: الشيخ عزب السيد مصطفى، الشيخ على حزين، الشيخ سعد عبدالكريم، الشيخ محمد حسن الجندى. 

كان من بين العيوب التى أثرت على عمل الإذاعات الأهلية، بثها مواد تخدش الحياء العام أحيانًا، وتحولها لمنابر للسُباب والقذف بين بعض من العاملين فى مجالات مختلفة، وظل الأمر هكذا حتى تلقى وزير المواصلات «توفيق دوس باشا» عرضًا من شركة «ماركونى» العالمية لتأسيس إذاعة مصرية تضاهى الإذاعة البريطانية.

ودخل الاقتراح طور النقاش حتى حصل على الموافقة رُغم اعتراض الصحافة الورقية وقتها ومحاولات العرقلة من الاحتلال الإنجليزى، الذى كان يخشى أن توحد الإذاعة المصريين على صوت واحد، وكذلك اعتراض أصحاب الإذاعات الأهلية الذين توجب عليهم إغلاق إذاعاتهم. 

لم يكن الجانب الأصعب فى تأسيس الإذاعة المصرية هو المكان أو التمويل أو محطات البث، فكل ذلك تم تدبيره، لكن كانت البرامج والمحتوى المهمة الأصعب، فوقع الاختيار على لجنة تتشكل من: على باشا إبراهيم- رائد النهضة الطبية فى مصر الحديثة، وهو أول نقيب لأطباء مصر عام 1940-، محمد حافظ باشا عفيفى- مؤسس حزب الأحرار الدستوريين-، وحسن فهمى باشا رفعت- مؤسس البوليس السياسى-، ومحمد سعيد باشا لطفى السيد- وكان محافظًا للجيزة والقليوبية. ومعهم المذيعون الأوائل: أحمد سالم وأحمد كمال سرور ومحمد فتحى.

 

 

 

فى مايو 1934، انطلق الإرسال الإذاعى المصرى بصوت أحمد سالم فى تمام الخامسة والنصف، ومع دقات السادسة وأربعين دقيقة بدأ برنامج الإرسال بصوت القارئ الشيخ محمد رفعت. 

القراءة الأولى

كان الشيخ «محمد رفعت» أول من تعاقدت معه الإذاعة ليتلو آيات الذكر الحكيم، ونَص التعاقد على أن يكون «رفعت» صاحب القراءة الأولى بمناسبة الافتتاح مقابل أجر 3 جنيهات، وتكون مدة التلاوة من الخامسة حتى الخامسة والربع. 

لكن الشيخ ظل مترددًا فى قبول الأمر، ولم يفعل إلا بعد أن استطلع رأى عدد من العلماء والمشايخ، فحصل منهم على فتوى بشرعية جواز القراءة فى الإذاعة.

لينطلق صوته الملائكى بقوله تعالى «إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا»، ليمثل صوته واحدًا من أعلام «مدرسة قرّاء القرآن الكريم المصرية»، وتبع تلاوته صوت المذيع أحمد سالم بالجملة الشهيرة «هنا القاهرة». 

ومع «رفعت» يأتى صديقه الشيخ محمد الصيفى، ليكون واحدًا مِن أوائل مَن التحقوا بالإذاعة، ليتناوب مع الشيخ «رفعت» القراءة.

كان «الصيفى» رئيسًا لرابطة القراء وسُمى بـ«أبوالقراء» فتتلمذ على يده العديد من شيوخ التلاوة، وكان قارئًا بمسجد فاطمة النبوية بالعباسية، ويحصل على أجر 50 قرشًا فى الليلة نظير إحياء ليالى رمضان، ومثله كان الشيخ رفعت.

لكن الإذاعة صاحبة الفضل فى ذيوع شهرته، لها نصيب واضح من الإسهام فى ارتفاع أجره بشكل كبير حتى وصل إلى 10 جنيهات فى الليلة، حتى عُين شيخًا لعموم المقارئ المصرية. 

ومثلهما الشيخ على حزين، وهو واحد مَن أوائل مَن التحقوا بالإذاعة المصرية، وأحد أعلام القرّاء، سُمى صوته بالكروان، فكانت قراءاته يُفتتح بها فى بعض الإذاعات، واشتهر عنه تطوعه فى القراءة وعدم تشدده فى الحصول على أجر. 

 

 

 

فرقة تواشيح

أمّا الشيخ عبدالفتاح محمود الشعشاعى فكان صاحب فرقة للتواشيح الدينية، ومن بين بطانته الشيخ «زكريا أحمد» الذى ذاع صيته كملحن كبير فيما بعد.

وسرعان ما بدأ «الشعشاعى» يتألق حتى أصبح له عشاق بالآلاف، لكن يبدو أن فرقة التواشيح لم تكن ترضى طموحه، فغامر وألقى بنفسه فى بحر التلاوة، فطار صوته إلى العالم الإسلامى وأصبح له مكانة فوق القمة وتلاميذ، منهم: الشيخ محمود على البنا وأبوالعينين شعيشع وغيرهما، وفى عام 1930 تفرّغ لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح، لكنه لم ينس رفاقه فى ذلك المجال فقرر تخصيص رواتب شهرية لهم حتى وفاته.

ومثله كالشيخ رفعت، الذى عندما بدأ يسطع نجمه فى العام 1936، رفض التلاوة فى الإذاعة فى أول الأمر، خشية أن تكون التلاوة فى الإذاعة من المحرمات.

ثم عاد وتراجع عن ذلك القرار بعد فتوى شيخ الأزهر الشيخ الظواهرى وقبول الشيخ رفعت لعرض الإذاعة، وكان الشعشاعى يتقاضى راتبًا سنويّا قدره 500 جنيه مصرى. 

ومن قراء الإذاعة فى بدايتها الشيخ مصطفى إسماعيل، الذى استمع له الشيخ رفعت وأثنى على أدائه وتوقّع له مستقبلاً باهرًا. وبعدها التقى بأحد الشيوخ الذى استمع إليه واستحسن قراءته وعذوبة صوته، ثم قدّمه فى اليوم التالى ليقرأ فى احتفال تغيَّب عنه الشيخ عبدالفتاح الشعشاعى لظرف طارئ وأعجب به الحاضرون. وكان الملك فاروق يستمع إلى الحفل، ولم يعرف الشيخ مصطفى إسماعيل بذلك إلا عندما وجد العمدة والمأمور يقفان أمامه فى بيته وهما فى حالة من الذّعر، يطالبانه بتسليم نفسه فورًا للديوان الملكى، وهناك تسلّم نسخة من قرار تعيينه القارئ الرسمى للقصر الملكى.. فذاعت شهرته أكثر، وكان ذلك طريقه إلى اعتماده قارئًا فى الإذاعة، إذْ عرف عنه نفسُه الطويل. وكان أول أجر حصل عليه الشيخ مصطفى فى عُمْر 18 عامًا هو جنيه واحد، وأعلى أجر هو 1200 جنيه فى الليلة، وظل لفترة طويلة يحصل على 500 جنيه ولم يرغب فى أن يرفع أجره إلا عندما رأى شيوخًا أصغر منه يحصلون على أجر أعلى، ومن شدة إعجاب الرئيس الراحل أنور السادات به كان يقلده عندما كان مسجونًا قبل ثورة يوليو. 

 أيضًا كان الشيخ أبو العينين شعيشع من قراء الإذاعة فى بداياتها، وكان متأثرًا بالشيخ رفعت فى قراءته، فاستعانت به الإذاعة لإصلاح الأجزاء التالفة من تسجيلات الشيخ رفعت، لأنه كان أبرع من قلده فى قراءته، لكن مع منتصف الأربعينيات اتخذ لنفسه أسلوبًا خاصًا وفريدًا، وكان يحصل على أجر 50 قرشًا عن التلاوة فى عام 1939. 

 

 

 

ويأتى ضمن قائمة كبار القراء أيضًا الشيخ طه الفشنى، أحد أعلام القراء والمنشدين، والتحق فى البداية ببطانة الشيخ على محمود، وذاع صيته منشدًا، وفى إحدى الليالى قدَّمه الشيخ على محمود بدلاً منه، وكان حاضرًا وقتها مدير الإذاعة محمد سعيد لطفى باشا، فالتحق بالإذاعة عام 1937، ومن أشهر التواشيح التى عُرف بها «ميلاد طه، ويا أيها المختار»، وفى إحدى الليالى أثناء جلوسه مع الشيخ على محمود يستمعان لبعض التسجيلات قال له «تأكدتُ الآن أنك خليفتى يا طه»، وبعد وفاة الشيخ «على» أصبح أجر «الفشنى» مئة جنيه فى الليلة الواحدة بعد أن كان يتقاضى عشرة جنيهات أجرًا من الإذاعة، ومبلغ ثلاثين جنيهًا فى الليلة قبل ذلك. 

وتمضى الأعوام لتأتى ثورة 23 يوليو 1952، التى كانت الإذاعة جزءًا مُهمّا من نجاحها، ومع نجاح الثورة، حدث توسع فى الإذاعة إنشائيّا وبرامجيّا، إذْ كانت تابعة لوزارة الإرشاد القومى حينها، ومن ثمار هذا التوسع إذاعة صوت العرب، ثم تطورت الأحداث سريعًا ليتم الاتحاد بين مصر وسوريا عام 1958، ويتحول اسم الإذاعة من «دار الإذاعة المصرية» إلى «إذاعة الجمهورية العربية المتحدة»، لكن تأسيس «إذاعة القرآن الكريم»، كان له دافع آخر مختلف تمامًا. 

تحريفات؟!

فى أوائل الستينيات وتحديدًا عام 1961، ظهرت فى العالم الإسلامى طبعة فاخرة للمصحف الشريف فى غلاف مُذهَّب أنيق، كانت هبة النسخة الواحدة زهيدة لا تصل حتى إلى سعر الورق، ما أدى إلى انتشارها بصورة كبيرة، لكن المفاجأة المدوية التى زلزلت علماء المسلمين، أن هذه الطبعة تحتوى على تحريفات خبيثة ومقصودة لبعض آيات القرآن الكريم، ما أدى إلى استنفار علماء الأزهر والأوقاف ليتصدوا لهذا التحريف عن طريق إنجاز تسجيل صوتى للقرآن المرتل. 

 

 

 

عُرض أمر التسجيل على جميع القراء المشهورين مقابل 10 آلاف جنيه فى العام وقتها، وهو ما رفضه الجميع، لكن الشيخ محمود الحصرى قبل وبلا أى مقابل بجمعه مسموعًا مسجلا بصوته، وأصبح أول من وثّق القرآن صوتًا بعد أن وثّقه عثمان بن عفان كتابةً فى مصحف واحد، وبعد نجاح إذاعة القرآن، طرح المجلس الأعلى للشئون الإسلامية اسطوانات بصوت الشيخ الحُصَرى على أن يذهب من ثمنها 10 قروش عن كل اسطوانة للشيخ، وبعد مرور عام، وجدوا أن هذه النسبة تدرُّ دخلاّ قدره 6 آلاف جنيه للشيخ فى السنة الواحدة، فقرروا إعطاءه مبلغًا قطعيّا عن النسخة قدره 12 ألف جنيه مقابل التنازل عن جميع حقوقه. 

 كان الشيخ الحصرى تقدَّم للإذاعة عام 1944، وتم التعاقد معه فى اليوم نفسه، وكانت أول قراءة له على الهواء مباشرة يوم 16 نوفمبر 1944، وكان وقتها لايزالُ مقيمًا فى قريته شبرا النملة، وعُيّن عام 1957 قارئًا فى مسجد الحسين.  

ومع توزيع الاسطوانات المسجلة بصوت الحصرى على جميع الدول العربية، فإن المسلمين رقيقى الحال المستهدفين الرئيسيين من طبع هذه الاسطوانات لا يمتلكون الأجهزة اللازمة لتشغيل هذه الاسطوانات، إضافة إلى أن الدول نفسها فى أول أطوار التنمية الحقيقية ولا تستطيع توفير الطاقة الكهربية اللازمة للتشغيل، فضلاً عن توصيلها للمنازل فى أنحاء العالم الإسلامى، ومن ثم فلم تحقق الاسطوانات الهدف المنشود، وعجزت عن التصدى لمحاولات نشر نُسخ محرفة للقرآن الكريم. 

ففكر علماء الأزهر فى وسيلة فعالة تصل بالقرآن الكريم إلى كل مسلم، ولم تكن تلك الفكرة سوى إنشاء إذاعة خاصة بالقرآن الكريم، وبمجرد وصول الفكرة إلى الرئيس جمال عبدالناصر، أصدر أوامره لوزير الإرشاد القومى عبدالقادر حاتم بإنشاء إذاعة صوتية تصل لجميع فئات الشعب المصرى والشعوب العربية، وتخصيص موجة قصيرة وأخرى متوسطة لإذاعة المصحف المرتل الذى سجله المجلس الأعلى للشئون الإسلامية. 

فاتحة الكتاب

فى تمام الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء الموافق 25 مارس عام 1964، بدأ إرسال إذاعة القرآن الكريم بصوت الشيخ محمود خليل الحصرى وهو يقرأ فاتحة الكتاب وسورتىّ البقرة وآل عمران، فى مدة إرسال قدرها 14 ساعة يوميّا .

جاءت انطلاقة إذاعة القرآن الكريم تحت رئاسة الشاعر محمود حسن إسماعيل، وخلال رئاسته، أشرف على إذاعة القرآن مرتلا بأصوات خمسة من كبار القراء على فترتين يوميّا، وأضاف إلى المحطة برامج دينية حتى زادت ساعات الإرسال تدريجيّا لتغطى اليوم كله، ليمثل عام 1966 أول نقلة نوعية بها، إذْ تقرر نقل التلاوات القرآنية على الهواء مباشرة، من خلال الاحتفالات الدينية وإدخال برامج دينية متخصصة فى التفسير والأحاديث.

النجاح الذى حققته هذه الإذاعة المصرية والشهرة التى منحتها لقراء القرآن الكريم، كانت سببًا رئيسيّا فى جعلها قبلة القراء الجدد وهدفًا يسعون من خلاله إلى الوصول لمستمعى القرآن الكريم. 

هذا النجاح لم يدفعهم لإغلاق الباب أمام القراء الجدد، بل حدد الجيل الأول من القراء مقاييس لإجازة أصوات القراء الجُدد واعتماد أصواتهم بالإذاعة المصرية، فانضم إلى الجيل الأول على سبيل المثال: الشيخ محمود على البنا، الذى لم يكتف بحفظ القرآن الكريم فى كُتّاب القرية ودراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدى، بل درس علوم المقامات والموسيقى على يد الشيخ درويش الحريرى. 

ومن قافلة القراء المنضمين للإذاعة أيضًا: الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، محمد عكاشة، منصور الشامى الدمنهورى، محمد فريد السنديونى، محمد صديق المنشاوى، كامل يوسف البهتيمى، محمود الطبلاوى، سيد النقشبندى، نصر الدين طوبار، على حجاج السويسى، راغب مصطفى غلوش، يوسف المنيلاوى، والشيخ عوض القوصى. 

 

 

 

ومع تهافت الشيوخ والقراء للانضمام للإذاعة، فإن بعضهم كان يحجم عن الانضمام لها، بل سعت الإذاعة وراءهم لتضمهم بعد إلحاح، ومن هؤلاء الشيخ صديق المنشاوى وابنه محمد صديق المنشاوى.

وفى المقابل، فإن بعض الشيوخ تقدَّم للإذاعة أكثر من مرَّة، لتأتى حكاية الشيخ محمود الطبلاوى، الذى رفضته لجنة الاختبار تسع مرّات وقبلته فى العاشرة. وكان رئيس اللجنة عبدالفتاح القاضى وأعضاؤها فى كل مرّة يتقدم يقولون له «يتم التأجيل سنة لكى يتدرب على الطبقات العليا والانتقال النغمى»، لكن «الطبلاوى» كان يرى أن السبب الحقيقى هو سيطرة المجموعة التى كانت موجودة بالإذاعة فى ذلك الوقت، وأنهم يقيمون حصارًا شديدًا لعدم قبول أصوات جديدة، إذْ لا يريدون مواهب تنافسهم، لكنه لم ييأس وكان مُصرّا على أن يكون قارئًا للقرآن الكريم وأن يرتبط مستقبله به، فقال لهم: أنا لا أعترف بالموسيقى ولا بالمقامات الموسيقية، فأنا أقرأ القراءة العادية التى يتجلى بها الله على الإنسان، فالقرآن نفسه منغم ويجب ألاّ يتدخّل فيه الإنسان بالموسيقى، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: «زينوا القرآن بأصواتكم وزينوا أصواتكم بالقرآن».

وظلت لجنة الاختبار بالإذاعة على رفضها إلى أن جاءت المرّة العاشرة، وكان الشيخ محمد الغزالى من أعضاء اللجنة، فقال: الطبلاوى مكسب للإذاعة، وهى لن تضيف له شيئًا لأنه مشهور ومعروف من دونها، فوافقوا والتحق بالإذاعة عام 1970، ليدخل الإذاعة وتتسع شهرته، ويصبح من أبرز قراء القرآن الكريم على مستوى الوطن العربى بصوته القوى، وكان أول من زار المسجد الأقصى عن طريق الأردن، وقرأ القرآن هناك وملأ صوته أرجاء القدس وهو يتلو: «سبحان الذى أسرَى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله».