الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

روتين صحى ومتوازن لقهر الأمراض غير السارية

خطة لخداع «الفيروسات» نهار رمضان!

ريشة: نسرين بهاء
ريشة: نسرين بهاء

الفئات الأكثر عرضة للخطر بالأمراض المزمنة، تواجه التحديات خلال أوقات الصيام التى تصل فى بعض الأوقات إلى 16 ساعة يوميا، بسبب تغيير مواعيد الدواء والغذاء، وللعبور إلى جسر الأمان.



وفيما يتعلق بالدواء يجب العودة للطبيب المختص فى المرض المزمن أيا كان، حيث تختلف ظروف كل حالة على حدة. 

أما عن التغذية الصحية، فنقدم لهم فى السطور التالية روشتة تغذوية صحية، تفيدهم لاجتياز تلك الفترة دون حدوث أية مضاعفات صحية.

عرض تلك الروشتة على صفحات مجلة «صباح الخير»، الدكتور أيوب الجوالدة، المستشار الإقليمى لبرنامج التغذية بمنظمة الصحة العالمية، والتى وصفها للفئات الحساسة - حسب تعبيره -، مثل الذين يعانون من قرحة المعدة، والحوامل، وأصحاب الأمراض المزمنة كالضغط، والسكرى، والسرطان، والتهاب الكبد، والقلب، والكلى.

اسأل الدكتور

قال الدكتور أيوب، إنه يجب على تلك الفئات وخاصة التى فى مراحلها المتقدمة، مراجعة الطبيب المختص قبل الصيام، حيث إن هناك حالات تحتاج إلى رعاية خاصة، والتزام صارم فى مواعيد الأدوية، وتلك فئات لا يجب أن تغامر بصحتها، ويحق لهم استخدام رخصة الإفطار.

أما عن الحالات البسيطة، فالصيام هام ومفيد، حتى وإن كانوا يأخذون جرعات من الأدوية، موضحا أن الصيام يساعد على تقليل نسبة ضغط الدم، وينظم وظائف الجسم.

وعن الحوامل فتختلف بحسب الشهور، وما إذا كانت فى بدايات الحمل وتحتاج إلى دعم، أو فى آخره، وهنا الرجوع للطبيب هو الأمر الحاسم، فلكل حالة وضع خاص، وكذلك المرضعات حفاظًا على صحتهن وصحة الجنين.

وأشار مستشار برنامج الغذاء، إلى كيفية استعداد المدخنين، ومعتادى شرب الكافيين من القهوة والشاى، حيث إن الامتناع عن تلك العادات بشكل مفاجئ، قد يتسبب فى حدوث بعض الأعراض، مثل الصداع، والدوار، ولتخفيف حدتها يجب التقليل من التدخين قبل الصيام بأيام لتهيئة الجسم تدريجيا، أما عن الأطفال فيجب مراعاة التوقيت عند تدريبهم على الصيام.

الضغط والسكرى

أكد الدكتور الجوالدة، على ضرورة مراجعة إخصائى تغذية لوضع نظام خاص لكل حالة، ولكن بشكل عام من يعانون من أمراض الضغط أو السكرى، يفضل تناولهم للخضراوات، وكميات محدودة من الفواكه، والابتعاد عن السمن النباتى، والزيوت المهدرجة، والدهون، واستبدالهما بزيت الزيتون أو الزيت الحار، وتناول الطعام قدر المستطاع إما مسلوقا أو مشويا، مع الاعتدال فى ممارسة الرياضة، وضرورة ابتعاد مرضى السكرى عن الحلويات، والسكر الأبيض، وابتعاد مرضى الضغط عن كل الأملاح ومنها المخللات، واستبدالها بالبهارات، حيث يحتاج الجسم فى اليوم إلى 5 جرام فقط، وهى متوافرة فى أغذية كثيرة.

وأشار أنه يفضل عدم تناول الأغذية التى تتحول بعد الهضم إلى سكريات، مثل الدقيق والأرز الأبيض، حيث إن نسبة المعامل الجلوميسيمى بها مرتفعة وتصل إلى 60 %، واستبدالها بأغذية تحتوى على جلوسيم منخفض حتى لا يرفع نسبة السكر فى الدم، واستبدالها بالحبوب الكاملة مثل العدس فى البقوليات، والفراولة فى الفواكه.

أما عن مرضى الفشل الكلوى، فيشير الجوالدة إلى أن أجسامهم لا تستطيع تصفية البروتينات، ولذلك يجب عدم تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم مثل الموز، والبطاطس، ويفضل تناول كمية قليلة من البروتينات وخاصة اللحوم البيضاء، حتى لا ترهق الكلى، مع الابتعاد عن اللحوم المصنعة، حيث تحتوى على مادة النيترات الحافظة، والتى قد تتسبب فى الإصابة بالسرطان. 

وبالنسبة لمرضى الكبد، أوضح أن الكبد هو مصدر تنظيم وتخزين وتحويل الطاقة للجسم، ولذلك تختلف الأنظمة التغذوية بحسب درجة الإصابة، وهل هو التهاب كبدى أم لا؟

وقال إنه بشكل عام يجب على مرضى الكبد تناول أغذية غنية بالكربوهيدرات، وخاصة من يعانون من شحوب «إصفرار» الوجه أو العين، حتى لا يرهق الكبد فى امتصاص الدهون أو البروتينات، لتحويلها إلى سعرات حرارية.

أما مرضى الأورام، فيختلف نظامهم الغذائى حسب كل حالة، وكذا مكان إصابة كل مريض، ودرجة الورم السرطانى، فمنهم المصابون بسرطان المرىء  أو المعدة، ويحتاجون إلى تغذية وريدية، وغيرهم من مختلف الحالات.

وأشار مستشار منظمة الصحة العالمية للغذاء، كيف يساعد الصيام فى تفعيل آلية التدمير الطبيعية للسموم بشكل منتظم، لحماية الجسم وتقوية الجهاز المناعى، وهى ما تسمى ب «الالتهام الذاتى»، قائلا إنها عملية طبيعية تقوم بها الخلايا للتخلص من السموم، والخلايا السرطانية، ويحفز نمو الخلايا العصبية، ويقى الزهايمر من خلال تجديد خلايا الدماغ، ويحسن وظائف التركيز والذاكرة، بشرط اتباع نظام غذائى سليم.

يقول الجوالدة: «الالتهام الذاتى، جانب أساسى من آلية مكافحة الشيخوخة فى الصيام، حيث تنشط خلايا تلتهم الفيروسات، والخلايا التالفة، وتحولها إلى طاقة مفيدة للجسم، كما تنظم نمو الهرمونات، وإفراز العصارة الصفراوية، ويستطيع الكبد التخلص من السموم وينظم إفراز الأنسولين، وفقدان الوزن من خلال زيادة سرعة الحرق، وتقليل عوامل الالتهاب فى الجسم والتى قد تتسبب فى كثرة الأمراض المزمنة». 

لذلك أشار إلى أهمية تناول الأغذية المقاومة للأكسدة فى جسم الإنسان، والتى تقضى على الخلايا الضارة.

ريشة: جون مراد
ريشة: جون مراد

 

وقال من الأغذية المفيدة التى يستحب تناولها الثوم والبصل، باعتبارهما مضادًا حيويًا طبيعيًا، ويقوى المناعة، والخضار مثل البروكلى، الكمون، وإضافة خل التفاح للسلطة، حيث يساعد على تعقيم الطعام، والقضاء على البكتيريا الضارة، وفى ذات الوقت يخلص الجسم من الدهون الضارة، ويسلك الشرايين.

الاهتمام بالتعليمات

هناك احتياطات يجب اتباعها لضمان سلامة الغذاء، والتى تبدأ من الرى بمياه صالحة فى الزراعة، ثم حصاد المحصول، وتخزينه، وتغليفه، ومن أكثر الأمور التى يجب مراعاتها هى شراء الأغذية من أماكن آمنة، لضمان سلامة المواد الأولية قبل طهى الطعام، وتجنب استخدام الدهون المهدرجة، لأنها تتسبب فى أمراض القلب والشرايين، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة السكر فى كثير من الأغذية، ولذلك يجب الاعتياد على قراءة بطاقة بيان الأغذية قبل شرائها، وبعد طهى الطعام، يجب تبريده ثم تغليفه قبل تخزينه فى المبردات «الثلاجة»، وضرورة تجنب وضع الطعام فى أوعية المونيوم أو نحاس، حتى لا تتفاعل مع الأحماض، وأفضل الأوانى هى الاستانليس أو البلاستيك الذى يحمل رقم 5، حيث يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى.

وأكد مستشار الجوالدة أن 40 % من الغذاء الصحى يساهم فى توازن البيئة، مشيرا إلى آخر إحصائية عالمية لفاقد الغذاء، والتى رصدت نسبة أكثر من 30 %، زيادة ناتجة للأضرار البيئية وبالتالى تأثر المناخ، ونستطيع تقليل نسبة الفاقد من الغذاء، من خلال الشراء وإعداد الطعام حسب الحاجة، والتخزين الجيد، وإعادة التدوير.

بالإضافة إلى التقليل من اللحوم الحمراء والدواجن، والتى تستهلك أعلافاً وطاقة كبيرة، وتعد سببا فى التغير المناخى، ويفضل استبدالها بالبقوليات فى بعض الأوقات.

موضحا أن زيادة استهلاك الإنسان للحوم، يساعد فى زيادة إنتاجها فى المزارع، وبالتالى زيادة استهلاك الطاقة، والأعلاف الخضراء، ويضاعف النقل، وهو ما يؤثر على المناخ.