الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الرئيس للمصريين : «ماغامرتش بيكم»

تخليدًا لأرواح الشهداء والتذكير بالتضحيات التى قاموا بها فى سبيل الحفاظ على الوطن، تحتفل القوات المسلحة المصرية بيوم الشهيد، فى 9 مارس من كل عام والذى يتزامن مع ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض عام 1969.



 

وبهذه المناسبة، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى فعاليات الندوة التثقيفية التى نظَّمتها القوات المسلحة، بمناسبة يوم الشهيد تحت عنوان «ويبقى الأثر» بمركز المنارة للمؤتمرات بالتجمع الخامس، حيث بدأت الفعاليات بتلاوة آيات من القران الكريم تلاها الشيخ أيمن عقل.

بعدها شاهد الرئيس عرض فيلم تسجيلى بعنوان «رايات النصر»، بمشاركة الفنان خالد زكى، استعرض تضحيات رجال القوات المسلحة فى الدفاع عن الوطن. 

وخلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ39 للقوات المسلحة بحضور الرئيس السيسى عُزِف «سلام  الشهيد»، ثم ألقى  الفنان محمد رياض قصيدة «أنا الشهيد»، تحدثت عن تضحيات الشهداء. 

وإلى جانب ذلك، شهدت فعاليات الندوة التثقيفية الـ39 للقوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد، عرض فيلم بعنوان: «أبطال من بلدى»، تطرق إلى تضحيات وبطولات الشهداء من أجل الدفاع عن الوطن، وخلال الفيلم تحدث عدد من أهالى الشهداء عن الساعات الأخيرة لذويهم قبل الشهادة وكيفية استقبال خبر الشهادة، تلاها تقديم فقرة غنائية بعنوان «علمنى أبويا معنى الشهادة» قدمها كورال غنائى.

وروى الرقيب أول مقاتل أحمد حسنى عبدربه من قوات مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء، تفاصيل إصابته خلال خدمته فى شمال سيناء، وتطرق خلال حديثه عن موقف زوجته ووقوفها بجانبة،  قائلًا:  آخر إصابة كنت نازل إجازة جوازى وعرفت أن فيه مداهمة كبيرة ضد عناصر شديدة الخطورة فى الشيخ زويد، وأجلت نزولى حتى أشارك فى المداهمة وأثناء المداهمة أصبت بعبوة ناسفة تسببت فى بتر الساقين، وعجز فى اليد اليمنى وشظايا متفرقة فى الجسم، جاتلى خطيبتى فى المستشفى وقلتلها كل شيء نصيب أنها تكمل حياتها لأن العلاج هيطول، ردت عليَّا وقالتلى شرف ليَّا ولأى بنت مصرية تكمل حياتها مع أبطال زيكم. 

وطلب الرئيس من زوجة المقاتل أحمد حسنى الوقوف على المسرح بجوار زوجها البطل، قائلًا: تعالى اقفى جنبه لو سمحتى. 

وشهد الرئيس عرض فيلم تسجيلى بعنوان «ويبقى الأثر».. كما كرم الرئيس، اسم شهداء الوطن، خلال الندوة التثقيفية الـ39.

وقدَّم الرئيس التحية للمشاركين فى الندوة التثقيفية الـ39 للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد، قائلًا: «أوجه لكم جميعًا كل التحية والتقدير والاعتزاز وأقدم لكم التهنئة بحلول شهر رمضان.. كل سنة وأنتم جميعًا طيبين.. أقدم التهنئة للأشقاء المسيحيين على صيامهم وربنا يتقبل منا جميعًا.

 

 

 

وأضاف الرئيس: فى كل سنة زى اليوم ده «يوم الشهيد».. أنا بقول نحتفل به طول ما فيه رجال بتقدم نفسها من أجل بلدنا مصر.. عشان تظل حرة آمنة سالمة..  نحتفل كل سنة على مرور سنة بخير علينا.

وتحدث الرئيس عن الجنرال الذهبى الفريق الشهيد عبدالمنعم رياض قائلًا: الحقيقة الكلام اللى النهاردة اتعرض سواء استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض.. وفيه حاجة لضباطنا وطلاب الكلية العسكرية.. كان فيه يوميات عن حياة الشهيد عبدالمنعم رياض.. عن مراحل حياته.. لما راح مكتبه لاقى مجهزين مكتب كويس أوى.. فقال لهم مش عاوز المكتب ده.. أنا عايز حاجة بسيطة بس «ترابيزة بس» وشيلوا السجادة دى.. توقفت جدًا أمام الإجراء ده.. الاستقامة والزهد فى الدنيا هو طريق الخير الكبير أوى للناس. 

وأضاف الرئيس  خلال كلمته فى الندوة التثقيفية الـ39 للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد: أنا بقول الكلام ده لنفسى ولكل الموجودين، الفريق عبدالمنعم استُشِهد، ودى كانت مقدمات وأن المسار والطريقة دى والنفس دى أكيد هيبقى معها خير عظيم وتنتهى أن يستشهد وياخد لقب شهيد، ونفضل كل سنة نحتفل ونتكلم عنه ونقدر مساره.

وقال الرئيس، إن حرب 67 و73 وحتى الحرب الأخيرة اللى قعدنا فيها 10 سنين «محاربة الإرهاب» اللى هى كنا بنجابه فيها فكرًا منحرفًا متطرفًا استباح دمنا ومستقبلنا، أنه يخرب بلدنا زى ما دول كتير اتخربت وزى ما دول كتير راحت وكان متصور إنه ممكن يعمل كده، وبرضه بإخلاص ودماء أبنائنا سواء اللى استُشِهدوا أو اللى أصيبوا، بكرر الكلام ده كتير علشان نبقى دايمًا فاكرين ومننساش إنه فيه تمن اتدفع فى البلد دى علشان تستمر وعلشان تبقى آمنة، واللى اتعمل فى رقابتنا كلنا والحفاظ عليها، والعمل على أنها تتطور وتطلع لقدام، ده ضريبة لازم ندفعها كلنا.

الأزمة الاقتصادية

وتطرق الرئيس للأزمة الاقتصادية، قائلًا: الأزمة الكبيرة اللى إحنا عشناها بقالنا أكتر من 4 سنين، كورونا والحرب الروسية ثم غزة فى شهرها الخامس، تهديد وتحدٍّ كبير لينا كمصريين ولمنطقتنا، وبقول كده علشان الظروف اللى فاتت، والضغط اللى اتحمله المصريين خلال 4 سنين، وزاد فى السنة الأخيرة والأسعار زادت أكتر.. هو أنا بقول الكلام ده علشان أطيب الخواطر أو كلام بقوله للناس فى مصر علشان يستحملوا أكثر أو يبذلوا جهد أكبر ولا علشان يخلوا بالهم من بلدهم أكثر؟ 

وأضاف الرئيس  خلال احتفالية يوم الشهيد: هو كل حاجة 106 ملايين وعدد كبير 9 مليون ضيف موجودين معانا هنا، وزى ما انتوا شوفتوا فى منطقتنا حوالينا من كل حتة، وبحاول ما أقولش كلام يزعل أى دولة، تحديات ومشاكل ليها آثار وتأثير علينا وإحنا دولة مقوماتها مش كتيرة، بس بفكركم أن 10 سنين قتال ليهم تكلفة وقبل منهم 2011 ليها تكلفة وبعد منها 2013 ليها تكلفة، التكلفة دى ما حدش يقدر يشيلها لوحده، لا أنا لوحدى ولا الحكومة لوحدها لكن نقدر كلنا، بفهمنا ما حدش يعتبر نفسه بعيد ويوجه لنا الكلام. 

وقال الرئيس، إن الوضع داخل الدولة المصرية فى تحسن، متابعًا: «أنا بتكلم أن الأمور بدأت بفضل الله سبحانه وتعالى تتحسن.. بقول الكلام ده علشان أسجل موقفى أنا ليكم كلكم.. أنا ما غامرتش بيكم.. وما أخدتش قرار أضيّع فيه مصر.. ولا أنا ولا الحكومة.. ما كنشى فيه مغامرة.. لا علشان خاطر هوى أو فهم خاطئ أو تقدير منقوص، فخدنا قرار ودخلناكم فى الحيط وضيَّعنا مصر.

وأضاف الرئيس، خلال كلمته فى الندوة التثقيفية الـ39 للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد: خلى بالكم.. إحنا مش فسدة وخدنا أموالكم وضيعناها بفساد أو بدلع.. لا محصلشى.. كل حاجة اتعملت على أرض مصر أى حد يشوفها.. الكلام ده مهم وده تسجيل من إنسان انتوا اخترتوه وقولتوله تعالى تولى المسئولية.. وأنا قلت لكم «تعالوا نتولى المسئولية».. فكل ما تم عمله هو على أرض مصر يمكن للجميع رؤيته. 

وقال الرئيس خلال كلمته: حديثى منذ الترشح لم يتغير وأكدت على العمل والصبر، مؤكدًا أنه كان حريصًا على التحدث مع المصريين منذ اليوم الأول من ترشحه عن حقيقة الوضع داخل البلاد، متابعًا: هاتوا كل كلامى من الأول أثناء الترشح.. هتلاقوا الكلام مش بيتغير لأن التوصيف مابيتغيرش.. لظروف حلها الوحيد «إحنا».. وقلت قبل كده 100 مرة العمل والصبر.. عمرى ما عاتبت حد وقلت يعنى وعدتنى.. وعدتنا نبقى مع بعض كلنا مش إحنا اللى عملناها الظروف دى غصب عنا. 

وأضاف الرئيس: طب الأيام اللى فاتت دى حد قال عندكم أقوى جيش.. ما تيلا بقى.. مش سمعتوا الكلام ده.. بكلم كل المصريين مش بكلم الجيش.. بكلم كل المصريين.. بكلم الناس.. مش الجيش ولا الشرطة.. بنتحمل ونساعد على قد ما نقدر عشان نحفاظ على بلدنا.. نفس الكلام مع الاتجاه الجنوبى.. بنكون عامل استقرار وسلام ولا نشعل أى حرائق هنا ولا هنا.. ونفس الكلام فى الاتجاه التانى.

وتابع الرئيس: محدش بيقول دلوقتى ليه المساعدات بتدخل قطاع غزة من خلال إسقاط جوى مش من المعابر.. قولتلكم من الأول.. المعبر مش بيتقفل.. علشان الشمال بعيد وفيه تحديات فى دخول المساعدات من المعبر.. فيه معبر إحنا مسئولين عنه.. فيه 10 - 12 مليار دولار خرجوا من البلد علشان المسئولين فى الدولة أخدوها.. لا محصلشى ومش هيحصل بفضل الله.. كل الجهد والإمكانيات جوه البلد دى.. مش عاوز أسيئ لحد قبل كده.. بعتبر دى من الصفات الطيبة.. والله العظيم بحلف بالله والله العظيم أنا ما لقيت بلد.. أنا لقيت أى حاجة.. وقالولى خد دى. 

واكمل الرئيس قائلًا: انتوا فاكرين البلاد بتتقدم إزاى، إحنا إمكانياتنا مش كتير أوى.. إحنا قاعدين على 6 % وبقينا نتكلم فى 10 - 12 %.. كانوا 6 %.. من أسوان لإسكندرية.. لما البلد بقت صعبة علينا فى كل شيء. وقال الرئيس خلال كلمته، إننا نتحرك بفاعلية وقوة جعلت مصر قادرة على أن تكون بلدًا.. مؤكد أن الدولة تحركت فى مسار الإصلاح والبناء والتنمية، متابعًا: «كان ممكن ما نمشيش فى المسار ده.. ويبقى هو اللى موجود أو نبقى نتحرك بفعالية وقوة ويمكن نعانى». 

وأضاف الرئيس: كنت قاعد مرة مع الزملاء.. قلت أنا عملتها خلاص ونتعب كلنا.. خليت بلد قادرة على أنها تبقى بلد.. من 8  - 10 شهور لما اتكلمت عن التعويم.. قلت لازم أقف قدام هذا الأمر لأنه يمس الأمن القومى.. وما نقدرشى نعمل كده من غير رقم معتبر من الأول نقدر ننظم بها السوق ده لما نسيبه كده.. كنا ممكن نتكلم عن أرقام ضخمة جدا.. 80 و90 كسعر للدولار أمام الجنيه.. ودلوقتى بنتكلم عن رقم تقريبى 45 - 50 مليار دولار داخل الدولة بين الرقم بتاع المشروع الخاص رأس الحكمة والاتفاق مع الصندوق.. والاتحاد الأوروبى وأى أمور أخرى.

سعر مرن

وقال الرئيس، إن توفر الأموال التى حصلت عليها مصر مؤخرًا يسهم فى تطبيق سعر مرن، مضيفا: «لما يبقى الرقم ده عندى أعمل سعر مرن طبقا للطلب يبقى ممكن أنجح، لكن غير كده كان ممكن يكون فيه مشكلة كبيرة فى مصر، وهل عاتبت رجال أعمال وناس كتير راهنوا فى مصر على الدولار، هل عاتبت حد؟

هل عاتبت ناس جابت البضائع وسعرت على أن الدولار بـ70 أو 80، ولا قلت للحكومة حاولوا تنظموا الموضوع من خلال أجهزة الدولة المختلفة؟ 

وأضاف الرئيس: هل أخذت إجراء ضد أى أحد؟ ممكن حد يقولى ما عملتش إجراء حاد ضد حد ليه؟ ممكن حد يقولى كده، يعنى نبقى فى أزمة زى دى وكمان نعمل إجراءات ممكن تعقد الأمر أكثر من اللازم ولا نحاول نحل المسألة، ونتعب كلنا شوية، أنا بقول ما عاتبتش حد علشان إيه؟.. اوعوا تدوا ضهركوا لبلدكم كلكوا.. الكلام اللى هقولوا غريب قوى.. ده هما يومين هنقعدهم على وش الدنيا وهنمشى.. اللى جمعته بالحلال نفعك، واللى جمعته بحاجة تانية هيبقى نار عليك، إذا كنت بتؤمن أنه فيه حساب؟ والكون ليه صاحب وجابنا وبيختبرنا، ما قلتش لناس وحتى المسئولة عن الوعى الدينى الناس ما تكلمتش فى حرمانية أى سلوك من الحاجات دى مع الوضع فى الاعتبار أن الأمور فى الدول مش بالأخلاقيات والضمائر، ولكن بالأنظمة والقوانين، لكن حتى النقطة دى غايبة عننا مش عارفين إيه الحلال وإيه الحرام اللى بنعمله؟ مش بكلم كل الناس، رغم أن فيه كتير مننا ماخدوش بالهم، تصوروا لو أنا هكسب نتيجة اللى أنا بعمله، والبلد دى ليها رب يحل المسألة ولا أى يوم من اللى فات وما كنش فيه شك واسألوا الحكومة.

وتابع الرئيس خلال احتفالية يوم الشهيد: كان لازم أقول الكلمتين دول مش علشان أقول حجة وبعضهم تصوروا أن لما ننجح كلنا نطلع بصدرنا ولما يحصل مشكلة نتدارى..لا.. أنا إن شاء الله ما بتدراش أبدًا لا لا.. أنا بعمل أقصى ما فى عندى، إن وُفِّقت فبفضل الله، وأن ما وفقتش العيب عندى وأتحمل المسئولية أمام الله. وتحدث الرئيس عن الإنجازات التى شهدتها الدولة المصرية خلال الـ 10 سنوات الماضية، قائلا: «انتوا مش مصدقين اللى حصل فى مصر ده.. نسيتوا مع الوقت اللى حصل.. كل واحد مشغول بحياته.. القائمون على الأمر كانوا شايفين كل طوبة وهى بتتبنى وكل مصنع». 

 

 

 

وأضاف الرئيس، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد: «تفتكروا أن حل الأزمة وبلد تاخد مكانها وسط الأمم فى 10 سنين.. طب أقول إيه للمفكرين والمثقفين ورجال الإعلام أن الدول بتاخد 75 سنة علشان تبقى دول ذات شأن.. الكلام ده موجود فى الدنيا ومش أسرار.. لما بقول كده مش معنى كده أن أتمنى ذلك.. ولكن فيه دول عاشت سنين ما قدرشى أذكرها.. عاشت فى مجاعات من سنة 52 لـ 68.. بس النهارده بقوا فى حتة تانية خالص.

وتابع الرئيس: يا ترى الكلام ده بقولوا ليه.. عمرى ما وعدتكم أن الموضوع هيخلص فى سنة ولا 2 ولا 10.. طب أنت زعلان من حاجة أو زعلانين.. لازم الكلام يتقال لما الأمور تتحسن علشان ناخد الدرس.. علشان نتعلم وتبقى ذخيرة للقادم. 

وقال الرئيس، فى كلمته خلال الندوة التثقيفية الـ 39 للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد: إن تكلفة إعادة إعمار غزة 90 مليار دولار: «كنت طلبت من المؤسسات تعمل تكلفة الإعمار فى غزة.. 90 مليار دولار تكلفة الإعمار فى غزة علشان ترجع البنية الأساسية لغزة، وتبقى ممكن الناس تعيش فيها». 

وأضاف الرئيس: كان ممكن حد يقولى كنت خدت الـ 2 مليون اللى فى غزة عندك فى مصر.. فى سيناء ما الأرض كبيرة والأمور هتتحل يعنى.. بقى اللى انتوا شايفين دمهم دول ممكن نخونهم ولا إيه.. لا يمكن أن نفرط فى حقهم وأرضهم وأرض سيناء أرضنا وبلادنا ومسئولين عن حمايتها. 

كلمة الرئيس

وألقى الرئيس السيسى كلمة خلال الاحتفال بيوم الشهيد، قائلًا:  أتحدث إليكم.. فى ذكرى «يوم الشهيد» يوم الأبطال.. الذين خرجوا من نبت هذه الأرض الطيبة.. فحملوا الأمانة برأس شامخة.. وقابلوا ربهم بنفس راضية.. وتركوا لنا.. مع آلام الفراق.. فخرًا ومجدًا، سيظل محفورًا وخالدًا فى ذاكرة أمتنا. 

وتابع: إن صفحات تاريخ هذا الوطن زاخرة بأيام تشهد على قصة كفاح  الشعب المصرى، المليئة بالتضحيات والبطولات التى أضاءت مشاعل النور وألهبت مشاعر الوطنية، وحطمت صخور اليأس ومهدت دروب الأمل،  وخلدت أسماءها فى سجلات الشرف «إنهم شهداء مصر وبريق ضيائها»، وسيبقى هؤلاء الشهداء فى وجدان أمتنا، محل تقدير واحترام الضمير الوطنى، ودليلًا قاطعًا على أن حب الأوطان ليس شعارات ترفع، أو عبارات تنطق، وإنما تضحيات حقيقية عرق وجهد ودماء ثمنًا لصون مصر وأمنها واستقرارها وتقدمها. 

وأكمل: تحية تقدير واحترام من شعب مصر العظيم إلى رجال القوات المسلحة البواسل، الذين يحملون على عاتقهم، بكل عزيمة وإصرار وشجاعة، حماية مقدرات ومكتسبات الوطن، جنبًا إلى جنب مع رجال الشرطة الأشداء، المخلصين فى حفظ أمن مصر، والمتسلحين جميعًا بالولاء لهذا الوطن العظيم. 

وأضاف: سيحكى التاريخ يومًا كيف كان العبور بمصر وشعبها، من حافة الخطر والفوضى والضياع، إلى بر السلامة والأمان والاستقرار، صعباً وقاسيًا، كم كان الثمن المدفوع من دماء أبنائنا غاليًا وعزيزًا وكم كان حجم العمل، والصبر، والجلد، وإنكار الذات، كبيرًا فوق التصور. 

وقال الرئيس: إن التاريخ سيتوقف طويلًا أمام معجزة كبرى حققها المصريون، خلال السنوات الماضية، حيث أنقذوا وطنهم العريق من السقوط فى براثن الإرهاب، وجماعات الشر والتطرف وصمدوا فى وجه إعصار التمزق والانهيار والفوضى.. الذى ضـرب جميـع أرجـاء الإقليم، الـذى نحيا فيــه.. وفى ذات الوقت، شيَّدوا وعمروا بلادهم، ووضعوا أساسًا لاقتصاد وطنى قادر على التصدى للأزمات ولن يمضى وقت طويل «بإذن الله»، حتى ينعم المصريون بحصاد جهدهم، واستثمارهم فى مستقبل هذا الوطن. 

وأضاف: يشهد العالم منذ شهور مأساة كبرى، بجوارنا فى فلسطين العزيزة حيث يسقط آلاف الشهداء فى قطاع غزة، ويتعرض الأحياء منهم لمعاناة إنسانية غير مسبوقة، نبذل أقصى ما نستطيع من جهد وطاقة لحمايتهم وإغاثتهم، عن طريق وقف إطلاق النار، وإنفاذ المساعدات لهم. 

وأردف: نتوجه اليوم إلى الشعب الفلسطينى كله، المرابط على أرضه، والصامد فوق ترابها، بتحية تقدير وإجلال ونقول لهم: إن مصابكم مصابنا، وألمكم ألمنا، وإن مصر لن تتوانى عن مواصلة العمل لوقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، وإغاثة المنكوبين من هذه الكارثة الهائلة، ولن تتوقف مصر عن العمل، مهما كان الثمن، من أجل حصول الشعب الفلسطينى الشقيق على حقوقه المشروعة.. فى دولته المستقلة. 

وأنهى الرئيس كلمته قائلا: أتوجه بتحية خاصة إلى أسر شهدائنا، إلى الأب المحتسب، والأم المكلومة، والزوجة الصابرة، والابن والابنة الصامدين، لكم منى جميعًا ومن شعب مصر كل التحية والتقدير، على تضحياتكم العظيمة متعهدين لكم بأن تظلوا أمانة فى أعناقنا فمصر كلها، أهلكم.. وشهداؤكم، أبناؤنا جميعًا هم رمز فخرنا، ومبعث عزتنا، وكل عام وأنتم بخير، ودائما وأبدًا: بالله العظيم، وبشهدائنا وأبنائنا الأبطال.