الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أكثر من حياة

بطولات المقاومة هى زاد الأدباء الفلسطينيين
بطولات المقاومة هى زاد الأدباء الفلسطينيين

«أزواد» هى أحدث رواية صدرت من سلسلة «أدب الأسرى» التى تصدر عن الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين - برام الله - فلسطين.



الرواية للشاعر والروائى أحمد أبوسليم وصدرت عام 2023.

 

وقد احتشد الكاتب لروايته بمخيال ثرى، وذاكرة تستدعى تراث الفروسية العربية، وتراثًا إنسانيًا يتمثل فى الأساطير الشعبية فكان لبطله «المختار» هذا المزيج المعطر برائحة عشق الأرض، والدفاع عن الحياة بالقدرة على التضحية والفداء.

«المختار» يحكى روايته، بل يكتبها على جدران زنزانته، يكتب تاريخ البطولا ت فيعيد السجان طلاء الجدران حتى يخفى جذور الحكاية فيتساءل «المختار» إلى هذه الدرجة يخاف الجلاد من الضحية؟!

يتعلق الأسير بنبتة خضراء شقت طريقها فى الأسمنت المسلح، لم يصدق وجودها معه فى الزنزانة، إذ كيف تعيش عشبة تحت الأرض بدون الشمس؟!

استمد منها الإصرار على التشبث بالحياة فيقول: «اقتربت منها، شعرت تجاهها بحنين غريب لا يمكن وصفه، وكان علىّ منذ ذلك اليوم أن أحميها من الكاميرا كى لا يكتشفوا وجودها، ما جعلنى أسحب السرير سنتيمترات باتجاه الزاوية التى تقبع فيها».

لكن حتى هذه النبتة الخضراء اقتلعها السجان فور اكتشافها.

بيد عارية وإرادة حرة

كان على «المختار» أن يستدعى حياته كلها إلى أربعة جدران ليعيش، ذكرياته وأحلامه ومستقبله معًا، وأكثر من حياة.

صورة جده «القاهر»، وجد جده «المنجد»، وفرساهما «الأدهم»، و«الدهماء»، بل صورة فرسه أيضا، والتى سماها «الخضراء» فيستدعى معها تاريخ الفروسية، وحكايات الأبطال «عنترة بن شداد»، و«أبى زيد الهلالى سلامة» ويستحضر صورة كل من صارع الغيلان، والوحوش بيد عارية وإرادة حرة.

ويختزن تحت جلده ذكرى «الشنفرى» الذى أقسم أن ينتقم من أعداء أبيه بقتل مئة منهم، فقتل تسعة وتسعين فارسًا، وتوفى قبل أن ينجز «المائة»، لكن أحدهم تعثر فى عظام جارحة فقضى، فوفى بوعده ميتًا، وهكذا فعل «المختار» فى مهمته القتالية، وهاهو المحقق «كاليف» يسأله عن الشخصية «المائة»؟

 

أحمد ابو سليم
أحمد ابو سليم

 

يقسم «المختار» أن يستعيد جثة جده التى سرقها جنود الاحتلال ليعيد دفنها بما يليق بجثة شهيد، ولينفذ وصية الجد الذى أوصى أن يدفن فى مقبرة «الرحمة» بالقدس، فيخوض «المختار» صراعا عنيفا ليحقق وصية الجد عليه أن يجد أولا جثة الجد الشهيد التى سرقها جنود الاحتلال، ولا يعرف أين تم دفنها؟!

يقول جده «القاهر» أن «موشيه» سرقها وأخفاها ويرفض الاعتراف بمكانها منذ عام 1948.

صراع إرادات

ويظل الصراع قائما بين «المختار» فى محبسه، و«كاليف» المحقق الإسرائيلى، بل «شلومو» الذى سجن فى زنزانة بجواره، ويراه جاسوسًا عليه، أصبح السجن صراع إرادات، «كاليف» يريد أن ينتزع اعترافا من «المختار» فيسأله كيف أنجب من زوجته «الجليلة» وهو مسجون؟! من قام بتهريب نطفته إليها؟ من أمد رحمها بماء الحياة لتنجب «جالوت» ابنه؟ وهل ساعده «شلومو» فى ذلك؟ تظل أسئلة «كاليف» مشرعة بلا إجابة، كالأسنة فيتعرض «المختار» للتعذيب لكى يعترف، بينما تم اعتقال «الجليلة» زوجته وابنه «جالوت» فى زنزانة أخرى بعيدة.

يسأله المحقق من جديد: من هو المائة؟ ويقصد من ذا الذى ينوى قتله بعدما قضى على تسع وتسعين جنديًا؟ فلا يجيب «المختار» فيسأله المحقق: وماذا استخرجت من الحفرة؟

فيظل الأسير مستمسكًا بغموض إجابته: «المائة هو المائة، صدقنى أنا لا أعرف عما تتحدث».

أيضًا الجثة يمكنها أن تنتصر، كان «المختار» يقول ذلك لنفسه حين يُضرب عن الطعام، وحين يعذب فهو يريد أن يخرج من معركته منتصرًا حتى لو فقد حياته.

ثم يكتب روايته على الجدران، ويحكى قصته يسأله «شلومو»: إن سألوك ما هى مطالبك كى نتفاوض معك عليها بماذا ستجيب؟ فيقول «المختار»:

- أريد أ ن ينتزعوا هذه الكاميرا من فوق رأسى، وأريد ساعة أعلقها على الجدار!

فيضحك «شلومو» الصامت دائمًا، المتجهم دائمًا، والذى يثير وجوده الريبة والشك فى نفس «المختار».

يبعث الأبطال فى ذاكرة الأسير، يشعر بموجات من الضوء فى قلب العتمة، لا يعرف من أين جاء الضوء؟ ولا متى؟ ولا كيف؟ إنه «العيّاض»، ذلك البطل الأسطورى الذى يجىء منقذا وهاديا فقد أنقذ جده، وجد جده، إنه العبد الصالح المقيم فى كل نفس طيبة تستدعى عناصر قوتها، وتستمد منعتها من تاريخ البطولة والفداء، لقد علم «العيّاض» جده كيفية القنص، وكيف يعيد تركيب بندقيته، علمه سرها، «إن البنادق تخذل صاحبها فى لحظة الشدة، إن لم يدللها فى لحظات الرخاء».

 

غلاف الرواية
غلاف الرواية

 

وكان ذلك درسه الأهم، الاستعداد للنصر بالتدريب، وشحذ السلاح، وهذه البندقية التى ورثها الجد، غنمها «العيّاض» مع بنادق كثيرة، استولى عليها من جنود الاحتلال الإنجليزى أثناء الثورة العربية فى فلسطين عام 1936.

البطل الشعبى

ويبدو «العيّاض» هو البطل الشعبى المعجزة الذى يستيقظ بعد موته بأربعة أيام ليحقق نصره، ويصف السارد صفات «العيّاض» على لسان بطله «المختار» فيقول: «شىء ما مبهم كان يحيط بالعيّاض، أشبه بهالة مقدسة، جعل الناس ينحنون له احترامًا حين يمر بهم، حتى أعتى الرجال كان يحسب لمقابلته ألف حساب، كان ينتقل بين المدنى والقرى، لا يكاد يبيت فى مكان واحد مرتين».

بل كان «العيّاض» أثناء ثورة 1936 العربية فى فلسطين، يكمن فى مكان ما معرضا نفسه للخطر وهو يصوب باتجاه أى واش، فيطلق النار على رأسه فجأة وسط ذهول الجميع، ثم ينهمر الرصاص على «العيّاض» كالمطر، فتجرى به فرسه الدهماء كالبرق، حتى تأتى النجدة من الجبال المحيطة فتنهمر على رءوس المحتلين، فصار الوشاة يحسبون لطلقة «العيّاض» ألف حساب قبل أن يفكروا بالوشاية.

وكما استعان السارد بالأسطورة الشعبية والبطل المنقذ الذى يظهر فى أوقات الشدة والأزمات ليمثل رمز الخلاص والنجاة، وهو هنا «العيّاض» ويمضى السارد بأحداث الرواية إلى معضلتها، ومحنة بطلها «المختار»، فقد علم بخيانة والد حبيبته «الجليلة» ووشايته لجنود الاحتلال بأسماء المجاهدين، بل ربما يكون هو الذى وشى بعمه «الأمين» فقتله جنود الاحتلال، لقد كان أبوها «أبوأسعد» الصديق الصدوق لعمه «الأمين»، وهاهو يشى به إلى الأعداء فكيف يتزوج «الجليلة» وأبوها هو الذى تسبب فى مقتل عمه؟ وحزن أبيه وجدته وإذا قتل أباها فكيف سيوافق شقيقها ووالدتها على هذا الزواج إذا علموا بأنه من قتل عائلهم؟! تزلزل «المختار» من الداخل، فخرج متخفيًا فى الليل ليطبع كفا أسود على جدران منزل «أبوأسعد»، ربما ليحذره من قدر محتوم، ويسائل البطل نفسه:

«هل كنت أحاول أن أغير مسارات القدر؟ لماذا لم أكن أريد له أن يموت رغم وشايته بعمى «الأمين»؟ أقرب الناس إلى جدى وجدتى»؟

وتتعقد المشكلة أكثر، عندما ينتشر خبر خيانة والد «الجليلة»، فيتم قتله، ويجدون جثته غارقة فى الدماء وهنا تتهم أسرة «الجليلة» ابنتهم بتهمة أخلاقية بشعة ليداروا على عمالتهم، فتتعرض «الجليلة» لمحنة أخرى فيقوم «المختار» بتهريبها إلى مخيم «جنين»، لكن أيديهم تصل إليها، ويحاولون قتلها بإلقائها من النافذة، لكنها تنجو، وتطلب من «المختار» أن يكون مهرها القضاء على من حاولوا قتلها، فيقسم كالشنفرى أنه سيفعل وسيضيف إليهم مائة من جنود الاحتلال، وسيكون ذلك مهرها.

لقد ورث «المختار» تاريخ نضال العائلة وكان لابد أن يكون أحد أبطالها فى مقاومة الاحتلال، فوالده «القاهر» كان مناضلا ومصنعا للسلاح وكان يقول: «أمة لا تصنع سلاحها ورصاصها بأيديها هى أمة مهزومة لا محالة، كان يقول ويغيب مثلما يغيب كل الرجال فى السجون، وتبقى الأم تنتظر عودته على قلق».

لكن الجميع كان يكتسب القدرة على تشكيل الوعى، والمعرفة حتى فى داخل الزنازين فيقول «المختار»: «حين يصبح المرء ابن الزنزانة ذلك يعنى فيما يعنى أنه أصبح ابن مكان مختلف، نتاج مكان مختلف، يعيد تشكيل الوعى من جديد، والمعرفة والقناعات، وكانوا هم يدركون ذلك، بل إنهم هم من يعطون للمكان ملامحه كى يصبح بوسعه إعادة تشكيلك وخلقك من جديد، ربما لهذا بالذات تعيش حياتك فى مقاومة بلا توقف، كل لحظة تقاوم كل الواقع دفعة واحدة بكل تفاصيله الدقيقة لأنك تدرك أن الواقع يسير، بل عكس الاتجاه».

 

وتبقى مصر خير سند للأشقاء الفلسطينيين
وتبقى مصر خير سند للأشقاء الفلسطينيين

 

ثمن المعرفة!

وعندما يتم القبض على من حاول اغتيال «الجليلة» بالتنسيق مع أخيها «أسعد»!

تسأل صديقتها «لبيبة» هل سيكون «أسعد» و«سهى» من ضمن المائة تسأل «المختار» فيقول: «ما عادت المائة تتسع لقتيلين»، فتتوسل إليه «الجليلة» ألا يفعل، فهما كل من تبقى من عائلتها، ويفاجئنا السارد بأن «الجليلة» هى التى تقوم بالتخلص من أخيها وأختها الخائنين.

ثم ينتقل بنا السارد إلى صراع آخر بين «القاهر» الجد والحفيدة «المختار» فى نضالهما مع «موشيه»، و«شلومو»، فالأول يشترط لكى يعترف بمكان جثة الجد «المنجد» المسروقة أن يحصل على جزء من جسد «القاهر»، ويشترط عليه أن يكون هذا الجزء هو السبابة إصبع القناص المهم الذى يضغط على الزناد، والذى قطعه «موشيه» بحربته العسكرية، فعرف «القاهر» منه معلومة: «أن الجد لم يدفن فى «القطمون».

وعندما علم «القاهر» أنه لم يدفن داخل الخط الأخضر، بل فى وادى «عيون الحرامية» قرب الحاجز الإسرائيلى، قطع «موشيه » سبابته الأخرى، «فى إشارة لشخصية «شيلوك» فى مسرحية «تاجر البندقية» لشكسبير.

وكأن السارد يعتصر التراث الإنسانى مضيفًا إليه شخصية جديدة أكثر وحشية هى شخصية «موشيه.

«موشيه» الذى يشبه شخصية المرابى «شيلوك»، لكن يعطى المعلومات فى مقابل الاقتطاع من لحم الجد. دائرة مغلقة

ويراوح السارد فى الانتقال بنا فى الزمان وفى المكان، من التاريخ البعيد إلى التاريخ القريب ليضعنا من جديد فى مشهد يجمع بين المحقق «كاليف» و«المختار» فيشعرنا بالدائرة المغلقة التى يضيّق بها المحتل الخناق على أبطال المقاومة فيقول له «كاليف»:

- كيف تسربت أخبار إضرابك عن الطعام إلى الصحافة والإعلام؟

- اسأل نفسك ربما أنتم من سربها.

- كيف تتواصل مع الخارج؟

فيشير «المختار» إلى الأعلى فيسبه المحقق، والذى أمر بتثبيت كاميرا جديدة فى ساعة الحائط التى طلبها الأسير ليشعر بالزمن، لكنه أى «المختار» يحطمها فلقد صار وجود الساعة على الجدار أكثر من عذاب فمعها صار الوقت بحرا هائلا من الثوانى والدقائق والساعات والأيام والسنوات، بحرا لا بداية له ولا نهاية.

لكن الجد «القاهر» أثناء سجن الحفيد جاء بشاب يشبهه من «جنين»، وقام مع فرسه «الخضراء» ليلا بعمليات كثيرة أربكت إسرائيل، وراح يشيع بين الناس أن «المختار» يخرج ليلا من زنزانته ويدخل إليها مثل الجن، وحين حققوا معه أكد لهم الخبر هو والجدة، وقال لهم إن «المختار» زاره ليلاً أكثر من مرة.

 

متى يستيقظ ضمير العالم أمام هذه الكارثة الإنسانية؟
متى يستيقظ ضمير العالم أمام هذه الكارثة الإنسانية؟

 

يستحضر الأسير «أزدواده» ويعنى أكثر من زاد، فجده قد أعطاه أهم الوصايا لتكون زاد الطريق الطويل وهى «إياك أن تموت، لأن فى حياتك معجزة ما، أن تبقى هنا فى «فلسطين» تحت كل هذا الاحتلال الأعمى الذى يقتل دون سبب، وبسبب، مجرد وجودك وحده هو معجزة المعجزات».

ومن أزواده أيضا ما كان ينشده الجد وهو يسير تحت جنح الليل فى مهامه القتالية، أناشيد فلسطين التى يطلب منه أن يحفظها فينشد: «فدائى فدائى/ فدائى يا أرضى يا أرض الجدود/ فدائ فدائى/ فدائى يا شعب يا شعب الخلود/ بعزمى ونارى/ وبركان ثارى/ وأشواق دمى لأرضى ودارى/ صعدت الجبالا/ وخضت النضالا/ قهرت المحالا/ عبرت الحدود».

وهنا نرى الشعر أحد مكونات السرد، دافعًا ومحفزًا لأبطاله فهى من أزدواد هذه الرواية، فإذا تأملنا حديث «المختار» مع فرسه الخضراء، وما يبثه لها من أشجانه، وصعوبات رحلته فإننا أيضا نتذكر «الأدهم»، و«الدهماء» وهما فرسا القتال، تعود سيرتهما إلى سيرة «الأبجر» فرس عنترة بن شداد، بل ربما تعود إلى الفرسة الأولى «زاد الركب» التى ذكرها أحمد زكى فى تحقيقه لكتاب «أسماء خيل العرب وفرسانها لابن الأعرابى»، و«زاد الركب» هى أول من سمى من الخيل.

 

رواية «يس» من أعمال «أبو سليم»
رواية «يس» من أعمال «أبو سليم»

 

ليستدعى السارد فى مشاهد الرواية تراث الفروسية العربى، ويشير إلى التراث الإنسانى مثل استعانته ببطل تشيكوف فى قصته «الرجل والحصان» التى يتحدث فيها بطله إلى حصانه، ويبثه شكايته وألمه، فيضعنا السارد أمام إحالات شعبية وتراثية إنسانية تقدم لنا مزيجا فنيا يغنى السرد، وتتخلله المشاهد فنسمع صوت ركض الخيول، وحمحمتها وشجاعتها، بل نسمع صوت الصمت القاتل حين يساق الأسير إلى المحكمة فلا يسمعه القاضى فى مشهد يبرز فيه عنصر المفارقة، وكأنه مشهد فى قصيد فيقول: «أقف أمام المحكمة المنعقدة لى، أدافع عن نفسى، ثم أكتشف أن القاضى أصم لا يفقه ما أقول».

فى دائرة الصراع

ومع استعادة جثة الجد الشهيد تهدأ روحه فى القدس، بل نكتشف أن الرصاصة التى تروح وتجىء، وتعيش فى رأس «القاهر» هى التى أصابت الجد «المنجد» وأن ألمها فى رأس ابنه «القاهر» وأنه قد زال يتداعى بعد أن عادت الروح إلى الجسد فى القدس، عادت الروح لتعانق الجميع «العيّاض»، والدهماء، لكن الصراع يتجدد بعد أن يحاول «موشيه» إنقاذ «المختار» لسبب غريب وهو أنه يريد أن يتفوق فى القتل على «ابن هارون»، إذ يتنافسان فى ذلك فيصارح موشيه «المختار» قائلا: «عندما يفشل ابن هارون فى قتلك ببندقيته المعجزة اللاقطة لصورك، وأنجح فى قتلك أنا، سيقيمون لى تمثالا فى ساحة «بن جوريون»، ويصبح اسمها ساحة «موشيه ميكال محانيم».

ليضعنا السارد من جديد فى دائرة الصراع، ومقاومة البطل الذى احتشد بأدواده وميراثه الإنسانى ليدافع عن حقه فى الحياة وحق شعبه وبلاده فى التحرر من الاحتلال، ويذكر الشاعر المبدع مراد السودانى الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين أن أحمد أبوسليم قد استلهم روايته من بطولات الفدائى «ثائر حماد» ابن «سلواد» ليصعد ببطولة المكان وعبقريته إلى ملكوت الجماليات، وسر فلسطين التى أنجبت جيشًا بحجم ثائر حماد قناص فلسطين، وعين صقرها الحوام فى سماء العناد المقدس».

«أزواد» سيرة بطولة وصمود، وقدرة على استعادة الذاكرة الوطنية، وسرد استدعى ميراثا إنسانيا يخلد فعل المقاومة، والإصرار على حق الحياة وتحرير الأرض من الاحتلال.