الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تجارة الموت فى الجيم!

تجارة الموت هى أبسط ما يمكن أن توصف به، إذا كانت «منشطات» أو «هرمونات» أو غيرهما من عقاقير منتشرة فى الأسواق وتعلو كل فترة «التريند».



 

بين الحين والآخر تشهد الساحة حديثًا عن تلك المواد لتسببها فى وفاة البعض، ومنهم لاعبو كمال الأجسام أو ألعاب القوى، أو أحد الفنانين أو مع الإعلان عن إيقاف لاعب محترف بسبب تناولها.

ولكن بعد تهافت الكثير من الشباب على بناء العضلات فى وقت قياسى أصبحت صالات الجيم نفسها سوقًا نشطة لترويج تجارة المنشطات.

فى مصر الآلاف من صالات الجيم يتضاعف تنافسها لجذب أكبر عدد من الشباب «ذكور وإناث» من خلال إغرائهم بالعروض وأحدث الأجهزة، وكثيرًا ما ينجرف الشباب دون وعى وراء «العروض» ليقعوا فريسة لتجارة الموت.

أضرار أخرى متوقعة منها ضمور الأعضاء وأولها التناسلية، وضعف عضلة القلب والفشل الكلوى أو الكبدى، وموت بعض العضلات التى يتم حقنها بالزيت ما قد يؤدى لبترها، كل هذا من مخاطر المنشطات.

جريمة عالمية

قال الدكتور عادل فهيم، نائب رئيس الاتحاد الدولى، رئيس الاتحادين العربى والإفريقى لكمال الأجسام، إن المنشطات والهرمونات هما الجريمة الرياضية الأبرز فى العالم حاليًا، لذلك فإن عالم الرياضة فى حرب مع تلك الظاهرة بكل قوة، لتأثيرها شديد السلبية خصوصًا على الجهاز التناسلى، إضافة إلى ثبوت تسببها فى الإصابة بالأورام السرطانية، والوفاة فى كثير من الأحيان. 

وأكد نائب رئيس الاتحاد الدولى، على أن الحرب ضد ظاهرة المنشطات، تتم تحت مظلة عالمية، وعلى مستوى جميع الألعاب الرياضية.

وأضاف: فى حال ثبوت استخدام المنشطات أو الترويج لها بإحدى صالات الجيم فإنه يتم إخطار وزارتى الداخلية، والشباب والرياضة، على الفور لغلق هذه الصالات، لضلوعها فى تدمير الصحة العامة.

من جانبه أكد الكابتن على مرزوق، الحكم الدولى لرفع الأثقال، المدير الفنى للإنتاج الحربى سابقًا، على أن الكثير من المدربين فى صالات الجيم، غير مؤهلين علميًا لممارسة هذا العمل.

وأشار مرزوق، إلى أن كثيرًا من المشاركين فى أغلب صالات الجيم، يرفعون شعار «التجارة أولا»، ويشترون المنشطات بأسعار زهيدة كونها محظورة ومهربة، ويتم خداع الشباب وبيعها لهم على أنها مكملات غذائية تساعدهم فى بناء العضلات بشكل سريع، أو الوصول للجسم المثالى.

 لكن الدكتورة نبال عبدالرحمن، عضو لجنة المنشطات الرياضية بوزارة الشباب والرياضة، استشارى التغذية أشارت إلى ضرورة التفرقة بين المكملات الغذائية والمنشطات، وقالت: إن الشباب أحيانًا ما قد يحتاج إلى المكملات إذا كانوا يعانون من نقص فى الفيتامينات، أو الأملاح المعدنية مثل الحديد، والكالسيوم، والزنك، وفيتامينى A و D.

وأشارت عبدالرحمن إلى أن «هناك بعض المكملات يمكن تناولها، ولكنها غير مستحبة مثل البروتين، والأمينو أسيد لعدم خضوع كثير من ماركاتها لرقابة منظمة الغذاء والدواء العالمية، حيث يوجد إمكانية للتلاعب والغش التجارى بتلك المكملات، واحتمالية تعرضها للملوثات أو مواد تضر بالصحة، أو تناولها بشكل غير سليم، لاعتبارها تمثل جزءًا من احتياج الجسم اليومى للبروتين، فى حين أن بعض الشباب يعتقدون أن تناولها بكثرة يُساعد فى بناء العضلات بشكل أسرع».

وأشارت عبدالرحمن إلى أن هناك توصيات محددة لتناول البروتينات، بما ينعكس على بناء العضلات، حيث إن الإسراف فى تناولها يحولها إلى دهون فى الجسم، مؤكدة على أفضلية تناول البروتين الطبيعى.

ولفتت الدكتورة نبال إلى وجود منشطات محظورة وممنوع تداولها فى الأسواق، وتصل درجة خطورتها للوفاة، مؤكدة أنها قد تباع فى صالات الجيم، من خلال بعضهم الذين يساعدون فى ترويج تجارة الموت، بالإضافة إلى الهرمونات مثل التوستستيرون، والأندروستينيدون والجونداتروبين والإرثروبيوتين والكرياتين بما تمثله من خطورة كبيرة على الصحة.

وأضافت عبدالرحمن إلى مخاطر المنشطات وتسببها فى ضعف عضلة القلب، كما تحدث اضطرابات نفسية، واكتئاب، وتزيد من السلوك العدوانى.

 

 

 

خطة غذائية للرياضيين

وقالت: إن ما يحتاج إليه الجسم من فيتامينات أو أملاح معدنية يمكن تعويضها بالمكملات الغذائية المسموح بها، لكن مع اتباع خطة غذائية من خلال تقييم شخصى، وقياس كتلة الجسم، والدهون تحت الجلد، ونسبة الدهون فى الدم.

وتضيف: إن هناك تقييمًا غذائيًا لما يتناوله من أنواع طعام، وطريقة إعداده، يتم تحليلها لمعرفة احتياجاته، بالإضافة إلى التقييم الإكلينيكى، للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية، ومعرفة التاريخ المرضى للعائلة، خاصة الأمراض المزمنة.

موضحة أنه بعد كل هذه التقييمات يتم تحديد السعرات الكلية، وأفضل نوع رياضة مناسب، حيث تختلف السعرات الحرارية المطلوبة لكل نوع، وبحسب كل مستوى رياضى، كما يتم تحديد الكميات والنسب المطلوبة من النشويات، والبروتينات، لتوزيع الوجبات بحسب مواعيد التمرين، والمواصفات الخاصة بكل رياضة، وعدد الساعات قبل أو بعد التمرين وأثنائه.

محظورة لماذا؟

من جانب آخر تحدث الدكتور خالد محمد، «صيدلى» مؤكدا أنه يتعرض كثيرًا للتساؤل الدائم من الشباب، عن بعض المنشطات مشيرًا إلى أن كثيرين يخلطون بين المنشطات والهرمونات وبين المكملات الغذائية.

وقال: إن هناك أنواعًا محظورة من المنشطات والهرمونات، يتم بيعها من خلال بعض صالات الجيم، ولكنها غير موجودة بها.

وذكر أن الهرمونات التى يسألون عنها هى الأندروستينديون، ويقال عنه «الأندرو» حيث يقوم الجسم بتحويله إلى هرمون التوستستيرون، وهو شكل من هرمون الأستروجين، وكذلك الستروئيدات البنائية، وهرمون النمو البشرى «حقن»، والإريثروبويتين «إيبويتين»، وحقن ديكاديورابولين، وكبسولات الأنابوليكا.

وأكد أن جميعها غير مصرح بتداولها، ولذلك يتم بيعها فى الجيم، وكثيرًا منها يدخل بطرق غير قانونية، وهى تختلف عن المكملات الغذائية المصرح بها والمسجلة بوزارة الصحة.

أما الدكتورة هانم أمير، المدير التنفيذى للمنظمة المصرية لمكافحة المنشطات «النادو»، فتحدثت عن وثيقة لتقييم المخاطر فى كل لعبة ولكل رياضى، مشيرة إلى وجود معيار دولى على أساسه يتم سحب العينات بطريقة عشوائية، لاختبار اللاعبين الفائزين سواء فى البطولات الدولية أو الذين حصلوا على ميداليات، للتأكد من عدم تعاطيهم المنشطات.

وأشارت د.هانم إلى أن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات «الوادا»، تعمم قائمة المحظورات على جميع الرياضيين، من خلال اتحاداتهم، وتحتوى القائمة على مواد محددة، ولكل منها كود دولى تعرف به.

ولفتت هانم إلى ضرورة الوضع فى الاعتبار خلال بحث الموضوع اختلاف طبيعة الأجسام، وقدرة الكبد أو الكلى على التخلص من السموم عند كل شخص.