الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عضلات ولا كاريزما؟!

صالح سليم، رشدى أباظة، أحمد رمزى، شكرى سرحان، عمر الشريف، عمر خورشيد، حسين فهمى. أسماء على سبيل المثال لا الحصر لرجال كانوا ومازالوا صورة تتجسد فيها أحلام الفتيات عن فارس الأحلام، نماذج تجمع بين الكاريزما والوسامة وخفة الدم، لا يختلف عليها اثنان أو بلفظ أدق لا يختلف عليها ذوق امرأة.



ولكن بتطور واختلاف الأجيال تطور مفهوم الجاذبية الذكورية وتحول من الشخصية التى تحمل قدرًا من الثقافة والوجاهة إلى مفهوم الرجل «body guard» الحريص على تشكيل «فورمة الساحل» حتى لو فى غير موسم الصيف وعضلات الـ«six pack» بعيدًا بعض الشىء عن تجميل هذا الجسد الفولاذى بالعقل والحكمة فى كثير من الأحيان. 

وما بين أجساد ممشوقة تصل إلى النحافة أحيانا وأخرى مفتولة تتورط إلى الضخامة أحيانًا أخرى ننتهى إلى نتيجة شبه محسومة إلى أن المرأة باختلاف ثقافتها ومستواها قد تعجب بهيئة الرجل الوسيم مفتول العضلات لكنها بلا شك تعشق ذكاءه ورقيه وخفة ظله واحترامه وتقديره لها أكثر من الأرطال التى يحملها، وهنا نقترب من مفهوم نسائى، عما تفضله المرأة فى الرجل.

 

 

حلاوة روح

لولا محمود 27 سنة طبيبة أسنان، تحكى عن تجربتها فى اختيار شريك الحياة والتى وضعت لها شروطًا صعبة كان أهمها أن يكون وسيمًا تتفاخر به بين صديقاتها وأقاربها، ورغم سذاجة الفكرة إلا أنها وضحت وجهة نظرها قائلة: «طبعًا السمات الشكلية مهمة جدًا لأى شخص سواء رجل أو امرأة، لكن بالنسبة للرجل بتكون شخصيته أكثر تأثيرًا من شكله، ودى نتيجة وصلت ليها بعد حوالى خمس خطوبات والحمد لله حاليًا أستعد لفرحى مع الشخص اللى ممكن زمان عمرى ما كنت أوافق عليه بسبب شكله.

تُكمل: أنا من الناس اللى بهتم جدًا بتفاصيل اللى معايا وخاصة لو هيكون زوج، فكان لازم يكون وسيم وزى ما بيقولوا طول بعرض وشكله يفرح كده.

تكمل: دى كانت أكتر حاجة ممكن تجذبنى للشاب، ولكن اكتشفت مع الوقت وأكيد مع نضج التفكير أن كل ده ولا حاجة قدام الشخصية الحقيقية القوية للرجل، لأن معظم اللى كان بيتقدملى كان مستوى اجتماعى ومادى مناسب جدًا ليا ولمستوى أسرتى وكمان كانوا قمة فى الأناقة والشياكة والاهتمام بتفاصيل ممكن كتير ميهتمش بيها، لكن أثناء فترة التعارف بكتشف أنهم مجرد صورة جميلة لكن فارغة من أى قيمة أو صفة رجولة حقيقية.

مازلنا مع لولا التى تضيف: فى أصعب المواقف بكتشف أما سلبيتهم أو تخاذلهم أو عدم اهتمامهم من الأساس، حتى كان آخر شاب اتقدملى وهو الحالى مفكرتش للحظة أنى آخد الموضوع بشكل جدى لأنه بصراحة كان شكله ضعيف جسمانيًا ودى حاجة بالنسبة لى مرفوضة تمامًا وهكون مكسوفة من شكله قدام أصحابى والناس.

لكن الغريبة أن مع ضغط أهلى بمقابلته فى بيتنا ومع أول كلام بينا انجذبت ليه بشكل غير طبيعى لأنه بالفعل مثقف وذكى وراقى جدًا وانتهت المقابلة بسعادة وقبول غير متوقع وتمت الموافقة عن قناعة بأن شخصية الرجل القوية المحترمة بتكون هى عامل الجذب الأول لأى بنت أكتر من العضلات والوسامة المزيفة.

 

 

 

مش «بالنفخ» 

لمياء سعيد 24 سنة مدرسة موسيقى وتهوى الشعر، تحكى عن حبها الشديد للفنان الكابتن صالح سليم فتقول «رغم صغر سنى لكن حقيقى كنت بعشق صالح سليم، بحس أنه نموذج رائع للرجل الشرقى، رجل يبدو عاديًا فى شكله لكن عنده كاريزما، يعنى شخصية مؤثرة وطاغية وجذابة جدًا، أسلوبه، كلامه، صوته، تعبيراته، حتى ضحكته».

قالت: كان نفسى أقابل شاب بنفس المواصفات، وبصراحة أكبر بتعصّب جدًا من شكل الشباب « مفتولى العضلات» بحس إنها على الفاضى، ضخامة غير محببة وشكلها مش حقيقى.

تكمل: المشكلة إن الشاب اللى بياخد المكملات والأدوية دى للتضخيم مش فاهم أن شكله بيكون منفر لأنه غير طبيعى زى الست اللى نافخة شفايفها بشكل غير طبيعى لأن ده الموضة رغم أن شكلها مضحك ومش جمالى على الإطلاق،

نفسى بجد أقول للشباب أنه جميل تمارسوا رياضة وتهتموا بصحتكم بشكل حقيقى مش بالبروتينات والـ«البرطمانات» المجهولة فى الجيم وغيره من الصالات الرياضية، وإن البنات ممكن تنجذب للشكل ده بس مع أول تعامل سواء بالكلام أو أى موقف هتظهر شخصيتك الحقيقية وهتكون أجمل ومثار إعجاب لو بقت شخصيتك حلوة زى عضلاتك لأن الحب مش بـ«النفخ».

حلمى كان زى أى بنت أتجوز شاب وسيم ومرتاح ماديا، ورغم صعوبة المعادلة إلا أنها اتحققت معايا، وقابلت فارس أحلامى فى الجيم، شاب عضلات شكله جذاب جدًا لأى بنت إضافة إلى أنه من عائلة ميسورة واتعرفنا وبسرعة تمت الخطوبة وبعدها الجواز، وطبعًا مع أول شهر توالت المفاجآت وأولها كان تفاهة زوجى اللى كان أهم حاجة فى حياته هى شكله وعضلات جسمه ومش هبالغ لو قلت إن فى ميزانية خاصة كانت لشامبوهاته وكريمات الشعر وملابسه الرياضية والمكملاته الغذائية اللى كانت بتيجى مخصوص من أمريكا.

أضافت: الكارثة الأكبر كانت الحقن اللى بيستخدمها علشان يفضل محافظ على شكل جسمه وعضلاته رغم توصيات أطباء العائلة له أكثر من مرة بالتوقف عن تناول تلك الحقن والعقاقير المسئولة عن تضخيم ونفخ العضلات إلا أنه تحول لهوس، ومع أول طفل كنت أعتقد أنه هيفهم معنى تغير وضعه كأب مسؤل وقدوة إلا أنه ظل بنفس شخصيته غير المسئولة عن شىء سوى الجيم والحفاظ على صورة الرجل الجان الذى أدركت بعد عامين من الزواج أنه شخصية وهمية وشكله مجرد فخ كبير لأى بنت تبحث هى الأخرى عن التفاهة لا عن الرجول الحقيقية.

باحث عن الجمال فى عيادة التجميل

مفارقات كتيرة شهدها طبيب التجميل.. لكن الآن أضيفت إليها أفكار غريبة للشباب أكتر من البنات وحسب د.سلوى عبدالرحمن جراحة التجميل:

بصراحة أنا مشفقة جدًا على الأجيال الحالية ما بين شباب بيقلد اى حاجة وأى حد وشباب كتير مش راضى عن نفسه وثقته مهزوزة فى مظهره وغيره من النماذج لشباب بيطلب نفخ خدود أو تجميل عضلات الصدر والبطن.

تحكى: كانت من الحالات التى لن أنساها شاب فى أواخر العشرينيات جسمه نحيف جاء يطلب أن يتغير بشكل كامل زى الصورة اللى معاه وهى صورة لمطرب مشهور، طبعًا ده طلب مستحيل وغير منطقى لأن لكل جسم سماته وجيناته المتحكمة فيه وما على طبيب التجميل سوى تعديل بعض التشوهات أو تحسين مظهر بعض المناطق غير المتناسقة.

وحسبما قالت الأصعب فى قصة هذا الشاب أن حالة التنمر التى تعرض لها الشاب على مدار سنوات عمره دفعته إلى كره شكله وتصميمه على التغيير التجميلى لأنه فشل فى الاستمرار على نظام غذائى يعالج نحافته.

وبعد جلسات علاج نفسى له بتوصية منى مع طبيب متخصص بدأ تدريجيًا يتقبل نفسه مع إجراء بعض عمليات التجميل التى ساعدت على تحسين كثير من مظهره. 

الخلاصة.. إن الجمال مفاهيمه أوضح فى المعانى التى تتوقف عندها بعضهم.. وأن الشاب ممكن يحب من غير ما يقب.

وببساطة، لأن البنات تبحث عن «الشخصية» مش المظهر.