الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فوضى المكملات تحت القبة

حذر أعضاء مجلس النواب من تداول واستخدام المكملات الغذائية دون وصفات طبية وتناولها فى الصالات الرياضية دون رقابة.



وقدم بعض منهم طلبات إحاطة وأسئلة برلمانية مطالبين بضرورة وجود رقابة من قبل وزارتى الصحة والشباب والرياضة.. وهيئة سلامة الغذاء.

 

وحذر نواب من استسهال مدربى الرياضة فى الصالات الرياضية وصف هذه المكملات (كالبروتين والأمينو أسيد وغيرها) مؤكدين أن المدرب ليس بطبيب وأن مهمته الأساسية تمرين العضلة وليس وصف أدوية أو فيتامينات، محذرين من المخاطر الكارثية التى تصيب الشباب نتيجة الاستخدام العشوائى لتلك المواد.

وأكد نواب أن المكملات الغذائية يتم ترخيصها من قبل هيئة سلامة الغذاء على عكس الأدوية وبعض العقاقير الأخرى التى أصبحت تجارة سريعة الربح، وغير مشروعة.

وتقدم النائب محمد الصمودى، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، موجها لرئيس مجلس الوزراء، ووزيرى الشباب والتنمية المحلية، بشأن انتشار المنشطات والمكملات ببعض الصالات الرياضية فى غياب تام وواضح للرقابة على هذه الأماكن.

وتقدمت النائبة سارة النحاس، عضو لجنة الصحة، بدورها بطلب إحاطة فى ذات الموضوع منتقدة غياب الجهات المعنية عن رقابة المواد الكيميائية المتداولة داخل صالات الألعاب الرياضية، تحت مسمى المكملات الغذائية مجهولة الهوية والمصدر ومهربة من الخارج.

وقال النائب الدكتور أيمن محسب والذى سبق وتقدم بطلب إحاطة موجه إلى وزير الصحة والسكان بشأن استخدام المنشطات والمكملات الغذائية والهرمونات مجهولة المصدر بشكل عشوائى داخل الصالات الرياضية: المكملات الغذائية والبروتين والهرمونات وغيرها مما يتم تناولها وتداولها فى الصالات الرياضية خطر كبير سواء كانت مجهولة المصدر أو معلومة المصدر.

 

 

 

تكمن خطورتها فى أن من ينصح بهذه المكملات أو البروتين أو الأمينو أسيد هو شخص غير طبيب وغالبًا ما يكون المدرب خريج كلية التربية الرياضية. ومع احترامى الكامل لخريجى التربية الرياضية إلا أنه لا يجوز وصف هذه المكملات بشكل عشوائى دون استشارة طبيب، بما يهدد صحة الشباب ويتسبب فى بعض الأمراض، فضلًا عن نوبات عنف غير مبرّرة لدى الشباب وحالات اكتئاب.. فالجرعات يجب أن تكون دقيقة. 

وأضاف محسب: إن جسم الإنسان يحتوى على شبكة هرمونات تعمل بنظام محدد، وفى حال دخول هرمونات خارجية على الجسم فإنها تسبب خللًا فى حركة الهرمونات الطبيعية، ومن هنا تبدأ المشكلات المرضية، خاصة العقم، ففى حالة تناول هرمونات النمو الصناعية يحدث خلل كبير فى نسب الهرمونات فى الجسم.

وتابع محسب: «فى حال وجود خلايا سرطانية محدودة للغاية بالجسم فإن هذه المنشطات تعمل على مضاعفتها، ومن ثم تبكير ظهور المرض، كما تسبب زيادة نسبة السموم فى الكبد وإصابته بالتورم، كما ينتج عن استخدام بعض هذه المنشطات حبس المياه داخل الجسم».

وعن الرقابة أوضح محسب: لدينا عدد  من الصالات الرياضية غير مرخصة، وبالتالى فإن رقابة وزارة الشباب والرياضة غائبة، وأيضا وزارة الصحة لا تعى الشباب بخطورة المكملات ولاتستخدم لغة تناسب الشباب لتصل إليهم بالطرق التى يفهمونها.

وأضاف محسب: على نقابة الصيادلة مراقبة الصيدليات التى تستورد المكملات وعليها أن تراعى بخلاف المكسب الفئات التى تباع لها وألا يكون الأمر مباحًا للجميع.. ولابد من وجود نشرات تحدد الأدوية والكميات والأعمار المسموح لها.

خطر جسيم

النائبة الدكتورة إيرين سعيد عضو لجنة الصحة قالت أنها تقدمت بسؤال برلمانى لهيئة سلامة الغذاء لأن الجهة الرقابية الخاصة بالمكملات الغذائية هى هيئة سلامة الغذاء، وأوضحت فى طلبها أن تداول هذه المكملات الغذائية يمثل خطرًا جسيمًا، فيوجد منها كثير (مضروب) يباع أسفل الكبارى وعند محطات المترو.. مؤكدة أن جانباً من الخطر هو وجود كثير من هذه المنتجات مغشوش وغير أصلى ومخلوط ببودرة، وهذا موجود فى الصالات الرياضية غير المعروفة وغير المرخصة فضلا عن أن من ينصح بتناول البروتين أو الأمينو أسيد هم المدربون الرياضيون والذين لا علاقة لهم بالطب.

وعن رؤيتها للسيطرة على هذه العشوائية قالت: طريقة صرف المكملات الغذائية والبروتين والأمينو أسيد وغيرها لابد أن يكون عليها رقابة شديدة ومفصلة.

 وأضافت: هيئة سلامة الغذاء مقصرة تمامًا فى الرقابة، والمكملات الغذائية لا بد أن تكون تحت رقابة هيئة الدواء إضافة لرقابة الصيادلة المختصين.

وشددت النائبة على قولها بضرورة التوعية للاستخدام العشوائى للمكملات سواء كانت أصلية أو مضروبة لأنها تؤثر إذا تم تناولها بكميات خاطئة أو فى سن خطر تكون نتائجها كارثية، لذلك لابد أن يشرف على الجرعات طبيب ويحظر بيعها أو تناولها فى الصالات الرياضية وأن تصرف بروشتة. 

وأضافت: أى مواد كيماوية يتم تناولها بأى شكل من الأشكال مرفوض إلا فى حالة الضرورة ويوجد توجه عالمى أن نعود للطبيعة وللطعام الأورجانيك ولدى الأولاد الصغار هناك ثقافة «العضلات» التى يجب أن تتغير وأن يحل محلها بناء الجسم بطريقة طبيعبة، فالأحجام المبالغ فيها لاتعيش طويلًا.

 الصالات الخاصة

أما النائبة الدكتورة إيناس عبد الحليم عضو لجنة الصحة وعضو حزب مستقبل وطن فقالت: إن المشكلة فى الصالات الرياضية الخاصة لأن منها الكثير البعيد عن الرقابة، فأطباء العلاج الطبيعى يفتحون هم أيضًا مراكز للتخسيس ووزارة الصحة تمنح تراخيص وطالبنا بضرورة تغير القانون. 

ولفتت عضو لجنة الصحة عن تناول أطفال فى سن صغيرة جدًا بعض هذه المكملات حيث تباع فى المدارس تحت مسمى مشروبات الطاقة مؤكدة أن من هم أقل من 18 عامًا ويتناولون هذه المشروبات معرضون لكوارث صحية. 

 

 

 

وأشارت «عبدالحليم» أنه حتى الفيتامينات لا يجب أن يتم تناولها بعشوائية ونحن الآن متقدمون جدًا فى التحاليل، لذلك لايجب أن تؤخذ الفيتامينات إلا إذا كان هناك احتياج لها.. فخطورة زيادة الفيتامينات فى الجسم تماثل خطورة نقصانها.. وأى شىء صناعى يقلق، فحتى المريض الذى يعانى من نقص فيتامينات يطلب منه الأطباء فى العادة أن يستمد ما يحتاجه من الطعام، صحيح ربما يتم اللجوء للمكملات لكن فى نفس الوقت لا يمكن أن نغفل أهمية الغذاء المتوازن فى إمداد الجسم بالفيتامينات والمعادن. 

ولفتت عبدالحليم أن المكملات الغذائية يتم ترخيصها سريعًا من قبل هيئة سلامة الغذاء على عكس الأدوية وهو ما سهل تواجد المكملات وأصبحت تجارة سريعة الربح.