الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

يعنى إيه «مكمل»؟!

هوس الوصول إلى جسم مفتول العضلات يدفع الكثير من الشباب لاستخدام ما يسمى بالمكملات الغذائية دون أن يعرف كثيرون الفرق بين المكمل والهرمون والبروتينات؟ ولا ما الذى يفعله كل عنصر من العناصر السابقة فى أجسادنا؟



 

تحولت تجارة المكملات الغذائية إلى عطارة يقوم بوصفها كابتن الجيم دون استشارة طبية؛ ومثل هذه المكملات معظمها مجهول وبعضها ليست مكملات فى الأساس.

الدكتور سمير موسى، مدير مسستفى دار الفؤاد السابق أكد أن الأمر تطور عن طريق مافيا صناعة الدواء عالميًا وبدأ رواج شديد لكنه فى العقاقير تحت مسمى مكملات غذائية بدون علم أومعرفة، ناهيك عن المستورد منها أو الذى يتم تهريبه، وهذه السوق السوداء تُضخ فيها مليارات الدولارات وتجد رواجًا كبيرًا بسبب ضعف الثقافة الصحية إلى جانب وجود بعض من يروجون لهذه المكملات نظير الهدايا والمال.

وقال الدكتور عاصم الشاذلى أستاذ العقاقير وعميد كلية الصيدلة جامعة الصالحية الجديدة: يوجد العديد من أدوية الكحة والانتفاخ والمغص مكتوب عليها «مكمل غذائى» وتباع فى الصيدليات والأماكن المصرح لها بالبيع بدون تذكرة طبية.

«وتلزم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية شركات إنتاج الأدوية بكتابة جملة «مكمل غذائى» بخط واضح على الغلاف الخارجى، وإضافة جملة «المكملات الغذائية ليست للتشخيص أو العلاج أو لمنع الأمراض».

«والمشكلة أن الرياضيين وخصوصًا فى كمال الأجسام يُفرطون فى استخدام مكملات غذائية تحتوى على تركيزات عالية من البروتينات، والتى تتسبب فى زيادة معدل عمل الكلى؛  فيفقد الجسم كميات كبيرة من السوائل؛ وقد يؤدى إلى أعراض خطيرة منها الجفاف وانخفاض فى مستوى الكالسيوم فى الدم».

 

 

 

وأضاف «الشاذلى»، أما هرمونات النمو، والأندروجينات ومنها هرمون الذكورة التيستوسيرون أو ماتسمى بإبر العضلات المستخدمة بدون ضوابط كارثة، لكنهم يستهدفون منها زيادة البناء العضلى الشكلى دون الالتفات إلى الأعراض الجانبية الخطيرة التى تسببها مثل تساقط الشعر، العقم والضعف الجنسى، أورام وضمور الخصية، ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وأمراض الكبد والإصابة بالسكرى».

وقال الدكتور أحمد حجازى استشارى طب الأسرة: «هناك أسماء تجارية للهرمونات والمنشطات مثل:

الدرايف، والديكا، والأكوابويز، والساستانون، والبولينون، والكلين بترول. وأثبتت أبحاث أن أكثر من 85 % من متعاطى المنشطات يعانون من أعراض جانبية.

يضيف: «استمرار تعاطى المنشطات الهرمونية يؤدى إلى نقص فى معدل الكولسترول المعين الذى يحمى من الإصابة بجلطات الشريان التاجى فى القلب‏،‏ وأيضًا اضطراب فى وظائف الشرايين وتسمم وسرطان الكبد وخلل فى وظائف الكلية».

أما المنشطات مثل البروتين والكرياتين فإن تأثيرها يصل إلى حد الفشل الكلوى.

وبحسب النشرات الطبية، فإن المكملات غير العقاقير التى تدخل ضمن قوائم أو ما تعرف بالهرمونات، أو «الستيرويدات البنائية»، أثبتت الدراسات أن 70 % من متعاطى الهرمونات يصابون بالعقم والتثدى والصلع.

والمنشطات البنائية هى الأدوية المتلفة لما يعرف بهرمون النمو.

فى الأسواق هناك نوع من «حقن هرمون النمو» مشهورة بالأسواق على شكل «أمبولة زيت» وهى على درجة عالية من الخطورة أو قد تؤدى فورًا لتوقف عضلة القلب وقد يحدث تسرب للزيت خلال الحقن؛ فيصل إلى الوريد ليسبب جلطة بالشريان الرئوى، أو أزمة قلبية مفاجئة، وفى حال تسربه إلى شريان وانتقاله إلى الدورة الدموية فقد يصل للمخ مسببًا سكتة دماغية.

يؤكد الأطباء أن هذه العقاقير أشبه بعمليات التكبير التى تقوم بها بعض السيدات باستخدام السليكون، وليست بناءً حقيقيًا للعضلات كما يتوهم بعض الشباب.

وحسب الكابتن مصطفى عبدالعزيز، خبير اللياقة البدنية فإن الشباب يتناولون المنشطات والمكملات الغذائية دون استشارة الطبيب، وهذا أخطر ما فى الموضوع خصوصًا أن أغلبهم يعتقد أنها وصفات آمنة اعتمادًا على آراء زملائه، ولكن نلاحظ بعد فترة أنهم بدأوا يواجهون صعوبة فى ممارسة التمارين أو لا يستطيعون، وبالأخص من هم تحت سن الـ 18 عامًا.

أضاف «عبدالعزيز»، أنه يمكن الحصول على أفضل النتائج لبناء العضلات طبيعيًا، عن طريق تناول البروتين الطبيعى بالكم الكافى خلال الوجبات بدلا من عقاقير الموت، ومع المواد الطبيعية يمكن إضافة كميات محسوبة وتحت إشراف طبى من بعض المكملات الغذائية مثل البروتين المصنع أو الكارب أو الدهون الصحية والفيتامينات والمعادن لتعويض نقص فى العناصر المختلفة للجسم مع الالتزام بالتمرين بشكل دائم وبنظام غذائى متكامل صحى وسليم.

لكن الاعتماد الكلى على المكملات الغذائية غير صحى واستخدام الهرمونات تحت أى ظرف وبأية حجة غير آمن على الإطلاق.