الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
دومًا نريد أن نكتشف المجهول من الأفكار

دومًا نريد أن نكتشف المجهول من الأفكار

أمر ضرورى ومهم بالنسبة لنا.. للمهتمّين والمهمومين بشئون البشر  أن نتابع أيضًا الأفكار التى تطرح مثلما نتابع الأحداث التى تقع فى كل بقاع العالم. وألا تقتصر متابعتنا لهذه الأفكار والآراء على القضايا السياسية والاقتصادية الجارية، بل تشمل كل جوانب دنيانا بتطوراتها وتقلباتها.. بطموحاتها الإنسانية وإحباطاتها. 



 

إنها أفكار وآراء ورؤى تسعى أن ترى الحاضر وأن تستفيد من تجارب الماضى وأن تتطلع للمستقبل. تريد أن تطرح الأسئلة وتبحث عن الإجابات وتتناقش حول ما يمكن تفعيله داخل الإنسان لكى يتعامل مع مستجدات حياته وتحدياتها.

 

ولا شك أن قراءة الصحف والمجلات الأمريكية تتيح لمن يهتم بها ويقرأها هذه المساحة الشاسعة من الآراء والأفكار والتى غالبًا تتصادم أكثر مما تتطابق مع بعضها البعض. وهى تتعامل مع أى قضية عامة وخاصة بكل جوانبها، وتحاول أن تناقشها دون أى تردد وتحفظ أو قيود. فيحدث ما وصفه الكاتب الكبير يوسف إدريس فى يوم ما بـ«خربشة الدماغ». وهذا يتحقق بأن تقرأ وأن تتفاعل مع ما تقرأه. ليس المطلوب أن تتفق مع ما تقرأه أو أن ما تقرأه يطبطب عليك. إلا أن ما تقرأه ربما يدفعك إلى التفكير من جديد فى أمر ما ومن ثم قد يتشكل رأيك وموقفك على هذا الأساس. «وداعا للبلادة الفكرية» تستطيع أن تقولها بكامل إرادتك وأنت تقرأ وأنت تكتشف حولك وبداخلك ما لم يكن معلومًا من قبل.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

 
 

 

من ضمن الأسئلة التى تحير الإنسان فى الوقت الراهن وتجد صدى لها على صفحات الصحف والمجلات الأمريكية.. هل هذه الفوضى السياسية والاقتصادية والأمنية التى صارت تحاصرنا على امتداد خريطة العالم ستستمر طويلا؟ وهل من مخرج منها أو من تبعاتها؟ إنها أزمة عالمية وإنسانية بلا شك وهناك رغبة أو قدرة من جانب الدول الكبار ومن جانب أمريكا على وجه الخصوص لاحتواء هذه الأزمات والسعى لتحقيق استقرار ما أيا كان شكله؟ وعندما أشير إلى الأسئلة المثارة والأجوبة المطروحة لا ألتفت بالطبع لهذا الضجيج المثار حولنا على مدار الساعة وعبر الشاشات والسوشيال ميديا وهاشتاجات وتريندات لا نهاية لها.. وكأن الافتراضى صار هو الواقع الذى نعيشه أو يجب أن نعيشه ونعانى منه؟ وهذه الأمور التى أشير إليها كلها مطروحة بجدية وعبر آراء جريئة وصريحة.. وأحيانًا صادمة. هكذا يجب أن يكون نقاشنا إن وجد سواء كنا نتحدث عن جريمة غزة أو الحرب الروسية الأوكرانية أو الدور الأمريكى فى الشرق الأوسط أو التحديات الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.

 

وليس بالأمر الخفى أن نجد الصحف والمجلات الأمريكية الكبرى تناقش -ومنذ فترة- كيف سوف تدافع أوروبا عن أمنها إذا تخلت أمريكا عنها وعن مساعدتها لأوكرانيا؟.. كما أنها تفتح صفحاتها للجدل المثار حول الشعبوية وتوابعها سواء فى أمريكا أو أوروبا أو دول أخرى فى العالم.. وكيف أن نموذج ترامب صار يظهر فى أكثر من دولة. كما تتساءل: وماذا عن الأجيال الجديدة واهتمامها وانخراطها فى السياسة أو اعتقادها وشكها فى جدواها لإحداث التغيير نحو الأفضل؟ هل الجيل Z ومعه جيل الألفية لديهما رؤية أو تصور للدور الذى يمكن أن يلعباه من أجل المجموع.. أم أن طموحاتهما الذاتية «واكلة دماغهم».. وهل فى إمكان المرء أن يرى الآخرين مثلما يرى نفسه وهمومه ومشاكله واختياراته من خندقه الذاتى الحصين الذى يحتمى به؟! ولكن هناك ملاحظة قد يراها البعض وقد يتجاهلها البعض الآخر وهى أن على الرغم من فوضوية المشهد العالمى وحالة اللا يقين التى تحاصرنا منذ سنوات زمن الكوفيد وما بعده؛ فإن الأفكار أو الرؤى العلمية أو الطبية التى نقرأها على صفحات الصحف والمجلات لا تعطى فقط أملا فى المستقبل وإنما تنبهنا بأن هناك مجموعات عديدة من البشر فى كل بقاع الأرض لا يبعدهم الصخب الإعلامى والإعلانى المثار حولنا من الاستمرار فى أبحاثهم العلمية والطبية من أجل إيجاد علاج أو دواء لأمراض وحالات صحية يعانى منها البشر ـ مثل الأبحاث أو الطروحات العلاجية الخاصة بالسرطان أو ألزهايمر أو كل ما يخص صحة القلب بتبعاتها. وهذا الاهتمام بمتابعة مساعى العالم والطبيب لتخفيف آلام الإنسان جدير بالتقدير خصوصًا أنه لا يسلط الضوء على الخبر أو الحدث فقط بل يشرح وبإسهاب وبأسلوب سلس وسهل ماذا كان وراء هذا الدأب العلمى من أجل الوصول إلى العلاج أو الدواء أو ما يمكن وصفه بالإنجاز الطبى. وكلها نتاج رغبة الإنسان فى التصدى للتحدى وأيضًا سعيه باستخدام العلم والمعرفة لعلاج المرض وحماية صحة الإنسان. 

الآراء والأفكار والرؤى فى حاجة إلى نقاش وجدل حتى تتبلور وتصبح أكثر واقعية وأكثر فاعلية فى التصدى لمشاكل البشر.