الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فانتازيا الموت!

ريشة: سماح الشامى
ريشة: سماح الشامى

هكذا ودون مقدمات قررت الانتحار وقد أعلمت الجميع بذلك.. اليوم فى منتصف الليل سوف أكون جثة هامدة.. هكذا قلت لأبنائى الأربعة، فقد جمعتهم ورأيت دموعهم تسيل ولم أهتم.



اليوم الأول:

دقت الساعة منتصف الليل.. كان الجميع ينتظرون فى الخارج.. أدرت موسيقى صاخبة.. صوبت السلاح المحشو بطلقات الرصاص بدقة نحو الهدف المحدد.. فى الجانب الأيسر من الصدر، وعند منتصف القلب بالتحديد.. بدأت أصابعى تضغط الزناد عندما انطلقت الرصاصة.. اخترقت سمك الجسد.. نفذت من الحبل الظهرى، واستقرت فى صدر ابنى «الأول» الذى كان يراقبنى من الخلف، والذى ترنح متهاويًا ثم سقط ميتًا.. تحسست صدرى فلم أجد أى أثر لجرح.. استيقظت فى الصباح فلم يكن لى غير ثلاثة أبناء.

اليوم الثانى:

دقت الساعة منتصف الليل.. كان الجميع ينتظرون فى الخارج.. كان كل شىء على أهبة الاستعداد هذه المرة.. لقد أعددت السم بنفسى، وهو قادر أن ينهى الأمر فى أقل وقت ممكن.. راقبنى ابنى «الثانى» وأنا أحتسى السم بهدوء.. أرتعد عندما أصابتنى حالة هستيرية من الألم المبرح فى أمعائى.. بدأت أتقيأ بعنف.. سقط القىء على وجهه، فراح فى غيبوبة الموت، ورحت أغط فى نوم عميق.

فى الصباح أحصيت أبنائى فلم يكن لى غير اثنين.

اليوم الثالث:

دقت الساعة منتصف الليل.. كان الجميع ينتظرون فى الخارج.. أغلقت النوافذ والأبواب.. أتيت بأنبوبة الغاز.. هذه المرة لا بد أن ينتهى كل شىء.. تركت الغاز يتسرب، بينما مددت جسدى على الفراش وانتظرت.. بعد لحظات سمعت سعالاً متشنجًا، عندما تبينت الأمر، وجدت ابنى «الثالث» يمكث أسفل السرير، وقد أصابه الغاز فراح يختنق.. نعم رأيته يختنق ويموت، ففقدت الوعى.

فى الصباح كان لى ابن وحيد.

اليوم الرابع:

دقت الساعة منتصف الليل.. كان الجميع ينتظرون فى الخارج.. صعدت إلى سطح منزلى المرتفع.. نظرت إلى أسفل فرأيت الطريق الأسفلتى فانتشيت.. لقد كان كفيلاً بأن يهشم عظامى ويحقق الهدف.. عندما بدأت أسقط وأتهاوى، رأيت ابنى الأصغر يتوسط الطريق.. كان يلعب بكرته الجلدية.. لم أكن أستطيع أن أتفادى الاصطدام به، فارتطمت بجسده النحيل، عندها سمعت صوت عظامه تتهشم.. نظرت فوجدته تحتى جثة هامدة.

فى الصباح طلبت أبنائى فلم أجد أحدًا.

اليوم الخامس:

كانت الساعة معطلة.. نظرت فلم يكن أحد ينتظر بالخارج.. تذكرت أنه منذ أربعة أيام كان لى أبناء فحزنت كثيرًا.

اليوم السادس:

(.........….