الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

«جوجل» و«مايكروسوفت».. الصراع مازال مستمرا

بعد مرور نحو عام على طرح شركة «Open Ai» روبوت الدردشة الشهير «Chat gpt»، فى بعض الدول لتدريبه وتطويره نهاية عام 2022، حدثت تطورات عديدة فيما يتعلق بتطبيقات الذكاء الاصطناعى، يهتم بها الجمهور والمستخدمون، لمعرفة كيفية الاستفادة من هذه التطبيقات، وأيضًا حتى لا يتعرضوا لمحاولات الاحتيال والابتزاز المنتشرة على مواقع التواصل، خصوصا فى ظل احتدام المنافسة بين «جوجل» المالكة للروبوت «بارد»، مع «أوبن إيه آى» المالكة لـ«تشات جى بى تى». 



آخر هذه التطورات هو إعلان شركة جوجل، قبل أيام قليلة، عن تغيير اسم منصتها الذكية «بارد»، إلى «جيميناى» Gemini، بالتزامن مع إطلاق إصدار متطور منها، إضافة إلى تطبيق للهاتف المحمول، وذلك بهدف توحيد اسم المنصة الذكية التى يتفاعل معها المستخدمون، وكذلك النماذج الذكية التى تدعمها وتشغلها.

ومن خلال استخدام المنصة الأكثر تطوراً، يضع «جيميناى» مستوى متطورا من القدرات بين أيدى المستخدمين، تمكنهم من إنجاز مهام معقدة مثل: كتابة الأكواد البرمجية، التفكير المنطقى، اتباع التعليمات الدقيقة، والتعاون فى المشروعات الإبداعية.

ويمنح الإصدار المتطور، القدرة للمستخدمين على إجراء محادثات أطول وأكثر تعقيداً وعمقاً، إلى جانب إمكانية الاستمرار فى طرح تساؤلات مرتبطة باستفسارات قديمة فى المحادثة نفسها، وهو أمر لم يكن مضمونا بنفس الدقة فيما سبق.

على الجانب الآخر، فإن برنامج الدردشة الآلى الخاص بـ«مايكروسوفت» الذى كان يسمى «بينج تشات»، أصبح الآن «كوبايلوت»، ومتاحًا على جميع المنصات الرئيسية، وهو متاح للأجهزة الذكية التى تعمل بنظم التشغيل «أندرويد» و«آى.أو.إس» و«آيباد أو.إس». 

 

 

 

وتعمل خدمة «كوبايلوت» التى كانت معروفة باسم «بينج شات» بنفس آلية عمل منصة محادثة الذكاء الاصطناعى الأشهر «شات جي.بي.تى 4»، التابعة لشركة «أوبن إيه آى» المملوكة لـ «مايكروسوفت»، حيث تعتمد خدمة كوبايلوت على جي.بي.تي4 لتشغيل خاصية المحادثة و«دال إى3» لإنتاج الصور، لكنها تنفرد بخاصية إنتاج صور جديدة كليا اعتمادا على أوامر نصية فقط.

وسبقت هذه التحديثات تطورات على المستوى الإدارى خلال نوفمبر الماضى، حيث عاد «سام ألتمان» المدير التنفيذى لشركة «أوبن إيه آى» لقيادة فريق للأبحاث المتقدمة فى مجال الذكاء الاصطناعى، بعد 5 أيام، من إعلان الرئيس التنفيذى لـ Microsoft على حسابه الرسمى على منصة X، عن تعيين «سام ألتمان» فى الشركة لقيادة فريق للأبحاث المتقدمة فى مجال الذكاء الاصطناعى، بعد إقالته من منصب المدير التنفيذى لشركة Open AI، واللافت أن «مايكروسوفت» كانت من أشد المناهضين له عندما كان فى هذا المنصب. 

وتسببت إقالة «سام ألتمان» فى تهديد جميع موظفى «أوبن إيه آى» تقريبا بالاستقالة من الشركة، واتباع خطى الرئيس التنفيذى المعزول، الذى التحق بالعمل فى «مايكروسوفت» أكبر مستثمر بالشركة ما لم يتقدم «مجلس الإدارة الحالى» باستقالته، ما يجعل مستقبل شركة الذكاء الاصطناعى الناشئة المرموقة مهددا بشكل متصاعد. 

ووقع أكثر نحو 770 موظفا فى شركة الذكاء الاصطناعى خطاباً موجهًا إلى مجلس إدارة «أوبن إيه آى» يفيد بأنهم «غير قادرين على العمل لدى أو مع أشخاص يفتقرون إلى الكفاءة، وحسن التقييم والتقدير». 

وكانت «مايكروسوفت» قامت فى يناير 2023، بتمديد وتوسيع شراكتها مع «أوبن إيه آى»، من خلال «استثمار جديد متعدد السنوات بمليارات الدولارات»، لتعزيز أبحاث الذكاء الاصطناعى المتطورة بشكل مسئول وإضفاء الطابع الديمقراطى على الذكاء الاصطناعى كمنصة تكنولوجية جديدة.  وتتعلق الصفقة بزيادة «مايكروسوفت» استثماراتها فى تطوير ونشر أنظمة الحوسبة الفائقة لمساعدة أبحاث «أوبن إيه آى»، ما يتيح للشركات إمكانية الوصول إلى نموذج لغة الذكاء الاصطناعى القوى الخاص بـ OpenAI GPT-3، إضافة إلى قيامها بدمج 4 ChatGPT مع محرك البحث Bing، فى تحدٍ لـ«جوجل»، إضافة إلى تطلع الشركة لدمج بعض تقنيات الذكاء الاصطناعى اللغوى فى تطبيقات Word PowerPoint وOutlook. 

 

 

 

ومن بين التطورات أيضًا، إعلان شركة Open AI المالكة لمنصة Chat GPT، عن إتاحة خدماتها فى عدد من دول العالم ومن بينها مصر، فى الأول من نوفمبر 2023، بعد أن كانت خدماتها محصورة لعدد معين من الدول، حيث يمكن للراغبين الاستفادة من «تشات جى بى تى 3,5» الدخول إليه مجانا. 

على جانب آخر، عقدت أول قمة عالمية لـ«الذكاء الاصطناعى»، استضافتها بلدة «بلتشلى بارك» البريطانية، فى الأول من نوفمبر 2023 أيضًا، التى انتهت فى اليوم الثانى بـ«إعلان بلتشلى»، الذى وقعت عليه 28 دولة، بينها الولايات المتحدة والصين، إضافة لدول الاتحاد الأوروبى، بخصوص الحاجة إلى ضوابط فى مجال تكنولوجيا «الذكاء الاصطناعى المحدود» الذى يتصل بنماذج ذات أغراض عامة عالية القدرات، بما فى ذلك كيفية قياس هذه المعايير، ومراقبة وتخفيف القدرات الضارة المحتملة.

وعقدت القمة على مدار يومين، فى «بليتشلى بارك» شمال لندن، وهو مركز عسكرى بريطانى خلال فترة الحرب العالمية الثانية، حيث يعد مهد الحوسبة، الذى تم فيه فك شفرة النازية خلال الحرب العالمية الثانية، وحضر القمة نحو 100 شخصية بينهم: رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك، إيلون ماسك، نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والمدير التنفيذى لـ «open AI» سام ألتمان، وأيضا «وو تشاو هوى»، نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني. 

وقبل انعقاد القمة العالمية للذكاء الاصطناعى، كان الرئيس الأمريكى جو بايدن وقع على أمر تنفيذى يتطلب من مطورى الذكاء الاصطناعى (AI) مشاركة نتائج السلامة مع الحكومة الأمريكية. 

وفى مقابلة سابقة مع هيئة الإذاعة البريطانية قال ماسك أنه كان يشعر بالقلق بشأن سلامة الذكاء الاصطناعى لأكثر من عقد من الزمن، وقال: «أعتقد أنه يجب إنشاء هيئة تنظيمية للإشراف على الذكاء الاصطناعى للتأكد من أنه لا يشكل خطرًا على الجمهور».

كما وضع ماسك نفسه فى مواجهة شركات الذكاء الاصطناعى بسبب البيانات التى تستخدمها لتدريب برامج الدردشة الآلية- البرنامج الذى يتعلم كيفية تفاعل البشر عن طريق جمع كميات كبيرة من البيانات من مصادر مختلفة لتغذية معرفتها وأساليب تفاعلها.

ورحب رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك عبر شبكة «إكس»، قائلاً إن: «هذا الإعلان التاريخى إعلان بلتشلى يمثل بداية جهد عالمى جديد لبناء ثقة الجمهور فى الذكاء الاصطناعى من خلال ضمان سلامته».

من جانبها، كانت «جوجل» من أوائل الشركات التى أعلنت عن إطلاقها الإصدار التجريبى الأول من تطبيق (بارد) Bard المنافس الجديد لروبوت ChatGPT، فبراير 2023، وهو روبوت دردشة تفاعلى يستند فى عمله إلى الذكاء الاصطناعى من جوجل، ويمكنه الرد على الاستفسارات والطلبات المختلفة بطريقة المحادثة، والاختلاف الأكبر هو أن روبوت جوجل سيسحب معلوماته من الويب. 

 

 

 

ولا يقتصر (بارد) Bard على أنه مُجرد روبوت للدردشة، بل قامت جوجل فى إبريل 2023، بدمج إمكانياته فى محركها للبحث، لتقديم إجابة مُلخصة لما يبحث المُستخدم عنه، إضافةً إلى نتائج البحث التقليدية المُعتادة فى محرك جوجل. 

وبالمثل، قامت «مايكروسوفت» بالخطوة نفسها مايو 2023، بالجمع بين محركها للبحث «بينج» Bing، و«تشات جى بى تى 4» الذى تملكه شركة «أوبن إيه آى»، بما يعزز علاقتها مع شركة الذكاء الاصطناعى الناشئة سعياً لتحدى «جوجل»، ليتيح «بينج» للمستخدمين الحصول على أحدث المعلومات.