الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ما نعيشه الآن.. لمن يقلقه الأمر!

ما نعيشه الآن.. لمن يقلقه الأمر!

لسنوات عدة هلل الكثيرون منا لقدوم «زمن المعلومات» أو زمن تيسير الحصول عليها وبالتالى زمن تسهيل التفكير والتحرك بناء عليها. إلا أن المفهوم إياه بلا شك تغير وتبدل فى السنوات الماضية لأن أغلب من يتابعون دنيانا وتفاصيل حياتنا تبين لهم أننا نعيش فى «زمن الأكاذيب» أو زمن الحقائق المفبركة أو المصاغة حسب الأهواء والتطلعات والمؤامرات. إنه طوفان معلوماتى يجتاح حياتنا. ضحاياه بالملايين ممن يظنون ويعتقدون بأن ما لديهم هو كل ما فى العالم من حقائق.. والباقى أكاذيب!!. انه زمن الارتباك والحيرة أمام ما يتم قوله أو كتابته. أو يتم نشره وسط الآخرين.



فى هذه الأجواء، نقرأ بعض السطور وبعض الأرقام قد تبدو ضرورية لكى نرى ملامح المشهد الأمريكى والعالمى معا وما يحمله هذا المشهد من آمال واحباطات وبشائر تفاؤل أو إنذارات كارثة تتشكل فى الأفق.  

ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الولايات المتحدة ولأول مرة منذ عشرين عاما اشترت من المكسيك أكثر مما اشترته من الصين. وأن العجز التجارى بين أمريكا والصين انخفض بشكل ملحوظ خلال العام الماضى (2023) لتتناقص قيمة الواردات بنسبة عشرين فى المائة وتصل إلى 427.2 مليار دولار. فى حين بلغت قيمة الصادرات المكسيكية للولايات المتحدة نحو 475.6 مليار دولار. ترى ماذا ستكون أرقام الواردات والصادرات مع الصين والمكسيك.. مع نهاية هذا العام؟

 

وبما أننا نسمع كثيرا عن قدوم السيارة الكهربية إلى حياتنا نقرأ أن أرقام مبيعات السيارات الكهربية فى ولاية كاليفورنيا حققت أرقاما قياسية خلال العام الماضى. إذ تم بيع 446 ألفا و961 سيارة كهربية بزيادة تقدر بنسبة 29 فى المائة عن عدد السيارات الكهربية التى تم بيعها عام 2022. وذكرت مصادر معنية بشئون السيارات أن السيارات الكهربية تمثل نحو 25 فى المائة من عدد السيارات الجديدة التى تم شراؤها فى كاليفورنيا خلال العام الماضى.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

كان جهاز التلفزيون منذ عشر سنوات والاشتراك فى توفير البث له كان متواجدا فى 100 مليون بيت أمريكى إلا أن عدد تلك البيوت بهذه الخدمات التلفزيونية التقليدية لها قد انخفض إلى نحو 55 مليونا فى الوقت الحالى. هذا ما أشارت إليه صحيفة «وول ستريت جورنال». وذكرت أن يوتيوب تى فى وفوبو تى فى وخدمات أخرى للبث التلفزيونى المباشر لديها مشتركين يقدر عددهم بـ18 مليونا. ولا شك أن مصادر الإعلام والحصول على المعلومات والبرامج الترفيهية تعددت وتنوعت فى العقد الأخير. والتغيير مستمر ومتواصل ويحمل كل يوم الجديد للمشاهد المتعطش للمعرفة والتسلية!!  

على الرغم من أن الكورونا الكوفيد ما زال يستهدف كبار السن على امتداد البلاد وله ضحاياه فإن الإصدار «بوليتيكو» كشف أن 38 فى المائة فقط من كبار السن والمقيمين فى بيوت المسنين حرصوا على تلقى تطعيم الكوفيد النسخة الأخيرة. وكان عدد ضحايا الكوفيد من سكان بيوت المسنين قد تجاوز الـ 170 ألفا منذ بدء انتشار الوباء فى البلاد. وذكر «بوليتيكو» أن 600 من المقيمين فى بيوت المسنين قد توفوا بسبب الكوفيد خلال الأسبوعين الأولين من العام الحالى. 

إن التعامل مع تبعات الوباء مازال هما كبيرا يشغل الأطباء والمعنيين بصحة البشر وحمايتهم من الإصابة بالفيروس القاتل.  

للاستماع إلى الأغنية والاستمتاع بها حدود. هذا ما أشارت إليه صحيفة «واشنطن بوست» وهى تتناول الأغنيات الأكثر استماعا وطول مدتها عبر السنوات الثلاثين الأخيرة. وذكرت الصحيفة أن منذ عام 1990 متوسط طول الأغنية على قائمة الأغنيات الأكثر استماعا (بيلبورد هوت 100) قد انخفض من أربع دقائق وأكثر قليلا إلى نحو ثلاث دقائق. وحسب ما نقلته «واشنطن بوست» عن مؤلفة الأغانى ايريكا نورى تايلور فإن المستمعين عبر منصات ستريم الأغانى يفضلون أغنية الدقيقتين ثم يريدون الانتقال إلى الأغنية التالية. 

 

وهنا أتساءل: كيف يمكن وصف هذا اللهث وراء الأغنية التالية؟!. جيل يعشق الأغنية التى لا تطول.. ولا يريد أن يضيع وقته مع أغنية قد تلفت نظره ولو لفترة قصيرة جدا مع افتراض أن الأغنية التالية ربما تكون أقل مللا أو أكثر اثارة حسب توقعه. إنه مذاق جيل ومزاجه!!

لا شك أننا أمام اللهاث المتواصل فى كل الأحوال. ثم تأتى الشكوى من الملل أو الشعور بعدم الاستمتاع. إن التأمل بالتمهل صار روشتة مطروحة ومقترحة لمن يريد الاستمتاع بأى شىء إلا أن هذه الروشتة ذاتها تحتاج إلى نفس طويل.. وتركيز وتأمل وتفكير وصبر وإرادة!