الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فيرا.. وساعات طويلة على أطراف الكوكب

رحلات إلى حافة الدنيا

ألبوم صورها به الكثير من اللقطات النادرة لأماكن غير عادية على ظهر الكوكب. مثلا: صورة من شباك غرفتها فى لابلاند تظهر فيها ظاهرة الأوروا، وأخرى من فوق بركان أيسلندا وهو ينفجر.. وثالثة من فوق جزيرة لوفوتين.. آخر مكان يصلح للحياة الإنسانية شمال النرويج. هى قصة سفر وترحال، ساعات طويلة فى الطيران، وأيام طويلة من الإقامة والتنقل بين الدول وصولا إلى أماكن غالبا ما لا يرتادها أحد.



فى بعض تلك المناطق لا يخرج النهار إلا كل ستة أشهر.. وفى أماكن أخرى أغلب شهورها ليل مستمر.. بلا شمس.

الشفق من البلكونة
الشفق من البلكونة

 

البداية من إيطاليا

عند فيرا حكايات كثيرة، وهى التى ورثت حب السفر عن والدها الذى كان يصطحبها معه للتجول فى بلاد العالم حتى أحبت تلك العادة. 

كانت فيرا محمود مصطفى حياتها هادئة لا شىء مختلفا فى حياتها.. لكن ذهبت فى رحلة مع والدها إلى إيطاليا غيرت مجرى حياتها، لتتخذ من بعدها نقطة البداية والانطلاق ويصبح هدفها السفر حول العالم. 

ليل 6 أشهر فى السنة
ليل 6 أشهر فى السنة

 

والسفر فيه سبع فوائد، أولها كما قالت اكتشاف ثقافات مختلفة ورؤية أماكن جديدة. 

البداية كانت إيطاليا وانتقلت بعد ذلك إلى إسبانيا والبرتغال وبولندا، ولما انتهت الرحلة الأوروبية وحان وقت العودة إلى مصر, كان يراودها دائما حلم السفر من جديد.. والسفر بالنسبة لها يعنى رحلات طويلة، وأيامًا كثيرة بين بلدان مختلفة.

تقول: «تكلمت مع والدى وأقنعته أن أسافر وحدى.. وأن أتجول حول العالم.. ووافق.. وأول رحلة كانت فى 2012» .

اختارت فيرا وقتها أن تذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتنفذ دورة فيها وفى ولاياتها على اختلافها.. 

فى القطب الشمالى
فى القطب الشمالى

 

قالت فيرا: «روحت ولايات ما روحتهاش قبل كده.. كنت بصحى بدرى علشان ألحق اليوم من أوله، وكنت بأجر عربية وبسوق وحدى وكان قلبى جامد.. لأنى روحت أماكن ربما قليلون من الأمريكان من يذهبون إليها».

وكانت بداية.. لاكتشاف بلاد الله خلق الله. 

فى القطب الشمالى

حسب فيرا: «دراستى ملهاش علاقة بالسفر.. تخرجت فى كلية علوم الحاسب.. لكن شغفى بالسفر كما لو أنه أصبح عادة.. وقد نمى هذه الرغبة عدة مناظر ومشاهد رأيتها خلال رحلاتى.. جعلتنى اعتبر السفر إلى ما ذهبت إليه من مناطق.. يدفعنى كل مرة للتأمل فى خلق الله وإبداعه.. مثل ظاهرة الشفق القطبى بشكل خاص».

تكمل: «كل مرة أسافر كأنها أول مرة.. فالسفر بالنسبة لى لا يقتصر على قضاء وقت ممتع فقط ولكن أسعى إلى اكتشاف كل ما هو جديد فى زيارتى لكل بلد ولو زرت بلدا أكثر من مرة بفضل ألف فيه وأشوف مدن جديدة.. وحاسة أنى لن أتوقف عن اللف والدوران حول العالم».

قالت فيرا أيضا: «حلمى أزور العالم كله.. وأتعرف على أماكن أكثر.. وأشوف الشوارع وأجرب كل جديد.. وكل بلد بزورها بأحاول لم جميع المصريين.. بنزل بوست وبطلب من المصريين الموجودين فى نفس البلد إننا نتجمع وفعلا بنتجمع.. واتعرفت على كثير من المصريين فى كثير من دول العالم». 

زارت فيرا إلى الآن أكثر من 35 دولة أغلبها بقارة أوروبا.. إضافة إلى دول فى أمريكا والبرازيل وتايلاند.. وداخل البلد الواحد تروح أكثر من مكان، لدرجة أنها فى ألمانيا وحدها زارت أكثر من 45 مدينة. 

 وتقول: «رحلتى بين الدول الأوروبية خلتنى أتعلم كثيرا من الأشياء زى احترام الوقت ومعرفة قيمته الحقيقة والالتزام بالمواعيد».

على طرف العالم
على طرف العالم

 

وعن ردود السوشيال ميديا وتفاعل روادها الإيجابى قالت: «الناس بقت تتفاعل مع كل حاجة بنزلها، والمصريون فى أوروبا لما بيشوفونى بيسلموا عليا وعارفينى رغم إن كتير منهم لم أقابلهم».

البراكين والثلج

عن أحب الأماكن إلى قلبها قالت فيرا: «أحبها إلى قلبى ألمانيا وسويسرا وفرنسا، إنجلترا.. لكن إيطاليا من أكثر الدول الأوروبية تشابها مع مصر فى الثقافات والعادات.. أما روسيا فكانت تجربة لا أتمنى تكرارها مرة أخرى لعدم شعورى بالأمان خلالها». 

تضيف: «أيضا زيارتى القطب الشمالى كانت رائعة.. وحبيت دول الشمال جدا، شمال النرويج وأيسلندا وفنلندا مش علشان طبيعتهم مختلفة لكن لأن بلادهم بتشوف فيها ملامح من عظمة الله فى نشأة الكون زى البراكين وسط الثلوج.. وظهور الشمس 24 ساعة فى اليوم.. لا تغرب فى الصيف والعكس فى الشتاء».

تكمل: «سافرت مخصوص من مصر للنرويج، علشان أشوف الشفق القطبى.. وشمس منتصف الليل.. فى الأول كنت مهتمة بالطبيعة ما بين الجبال والبحيرات اللى كنت بسافر لها بلاد مثل سويسرا، لكن شغفى فى الوقت الحالى تحول وأصبح همى أكتر الظواهر الطبيعية التى لم أكن أعرف الكثير منها».

وفيرا.. مرت فوق بركان أيسلندا.. البركان وسط الأراضى الجليدية.. وتقول: «أيسلندا هى جزيرة بركانية فى الأساس البركان انفجر البركان فيها شهر يوليو.. وكنت مسافرة بلد تانية بس لما عرفت موضوع البركان غيرت الخطة وروحت أشوفه وعديت من على البركان بطائرة هليكوبتر وكانت تجربة رائعة».

وعن تجربة أخرى تقول: «روحت جزيرة اسمها سفالبارد فيها أكثر من ألفين دب قطبى وممنوع هناك تمشى لوحدك فى أماكن معينة غير لما يكون معاك مرشد أو بندقية لأن النوع ده من الدببة خطر.. وبيهاجم البنى آدمين.. وفى القطب الشمالى الحيوانات بيحترموها وسايبنها براحتها بتمشى عادى رغم خطورة بعضها».

عن تحضيراتها لرحلاتها.. وكيف تنظمها وكيف تختار البلد تقول فيرا: «دائما أستعد قبل موعد السفر بنحو ثلاثة أشهر.. أتصفح الكثير من المواقع الأجنبية حول أشهر المناطق المعروفة.. ولكن مؤخرا توقفت عن ده.. وقررت الاستمتاع بعشوائية التجربة دون تخطيط مسبق، فالسفر مدارس، وعليك تجربة كل مدرسة حتى تحقق استمتاعك الخاص بالرحلة». فى بلد متقدم؟

تكمل: «مؤخرا بقيت أحب أروح أماكن أحس إنى هنبسط فيها حتى لو كنت روحتها قبل كدا.. وتعرضت خلال رحلاتى لمواقف كثيرة.. أذكر لما كنت فى أمريكا، وشوفت سيدة متوفية على الأرض، وماحدش حاول يساعدها، ولما كنت فى ألمانيا ونايمة فى القطر أنا وبنتين تانيين صحيت واتفاجئت إن فيه واحد بيصورنا، وقتها انزعجت، وكونت فكرتى إن مفيش حاجة اسمها مجتمع متقدم.. ومجتمع متخلف كل المجتمعات فيها ده وفيها ده.. ولو بنسب متفاوتة».

وعن السفر عموما.. قالت فيرا: «السفر بيوسع المدارك، وبيزود الثقة فى النفس وكمان بيفصلنا عن الروتين اليومى وبيعرفنا أكتر على نفسنا ده غير إننا بنكون من خلاله صداقات مع ناس جديدة بثقافات مختلفة.. كمان السفر رياضة لأنه مليان حركة ونشاط.. وظاهر الطبيعية الرائعة اللى دايما بتفكرنا بربنا».